وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس يسعى إلى تشكيل "تحالف من أجل التعددية "لمواجهة "أمريكا أولا"، فيما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأوروبيين إلى تجنب الاعتماد على الأميركيين أمنيا.
إعلان
يسعى وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إلى تشكيل "تحالف من أجل التعددية" يمثل ثقل توازن في مواجهة سياسة "أمريكا أولا"، التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقال ماس أمام مؤتمر السفراء الألمان في برلين اليوم الاثنين(27 أغسطس آب 2018) إنه يتعين على ألمانيا أن تعارض، أو أن تتبع بدائل من صنعها، "عندما تكون قيمنا ومصالحنا مهددة بالتجاهل في واشنطن"، موضحا أن هذا التوجه يجب تطبيقه على وجه الخصوص في التعامل مع قضايا غرب البلقان والشرق الأوسط وأفريقيا.
وأوضح ماس أن كندا شريك مهم في هذا المشروع. وتحضر وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند في مؤتمر السفراء، كضيفة. وقالت فريلاند، في إشارة إلى روسيا أيضا: "الاستبداد يتقدم، وقد حان الوقت لأن ترد الديمقراطيات الليبرالية بالمواجهة". وطالبت فريلاند الحكومة الألمانية بالتضامن مع بلادها في النزاع مع السعودية، وقالت، دون ذكر المملكة بشكل مباشر، إن الحكومة الكندية ستواصل العمل من أجل الالتزام بحقوق الإنسان حتى "إذا قيل لنا أنه يتعين علينا الاهتمام بشؤوننا الخاصة... وحتى إذا كانت هناك عواقب تهددنا... ونحن نعتمد على دعم ألمانيا".
ماهو سر تصعيد ترامب مع الأوروبيين؟
01:58
واندلعت أزمة بين السعودية وكندا بسبب تغريدة لفريلاند عن اعتقال نشطاء حقوقيين في السعودية. واتخذت الرياض على إثر ذلك إجراءات مضادة وسحبت سفيرها من أوتاوا. يذكر أن السعودية سحبت سفيرها من ألمانيا في خريف عام 2017، وذلك بعدما اتهم وزير الخارجية الألماني في ذلك الحين زيغمار غابريل السعودية بانتهاج سياسة خارجية تتسم بـ"روح المغامرة".
من جهته، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاتحاد الأوروبي إلى تجنب الاعتماد على الولايات المتحدة أمنياً، مشيرا إلى أنه سيعرض مقترحات لتعزيز أمن التكتل.
وقال في خطاب مهم بشأن إعادة إطلاق أجندته الدبلوماسية إنه "لم يعد بإمكان أوروبا الاعتماد على الولايات المتحدة في أمنها. ضمان أمن أوروبا مسؤوليتنا".
ح.ز/ ع.خ (د.ب.أ / أ.ف.ب)
ميركل وترامب: حرب كلامية تعكس خلافات جوهرية
"المناوشات الكلامية" بين ميركل وترامب ليست وليدة تصريحه اليوم، فمنذ دخوله البيت الأبيض والخلافات بين الطرفين قائمة بخصوص ملفات عديدة. "تويتر" شَهد على انتقادات ترامب للمستشارة الألمانية والإعلام لم يُفلت ردودها على ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
الهجوم الجديد!
شن الرئيس الأميركي مجددا هجوما حادا على ألمانيا، متهما إياها بأنها "رهينة" روسيا في امدادات الطاقة. ترامب قال إن ألمانيا تدفع مليارات الدولارات لروسيا لتأمين إمداداتها بالطاقة وعلى الولايات المتحدة الدفاع عنها في مواجهة روسيا. "كيف يمكن تفسير هذا الأمر؟ هذا ليس عادلا"، يتساءل ترامب! تصريحات ترامب دفعت ميركل للرد. فماذا قالت؟
صورة من: Reuters/Y. Herman
ميركل ترد
ميركل لم تسكت عن انتقادات ترامب وقالت إن بلادها تتخذ قرارتها بشكل "مستقل". وأوضحت المستشارة الألمانية، دون الإشارة مباشرة إلى ترامب: "يمكننا اعتماد سياساتنا الخاصة ويمكننا اتخاذ قرارات مستقلة". كثيرون اعتبروا في رد ميركل وانتقاد ترامب استمرارا للحرب الكلامية التي تنم عن خلافات كثيرة بين الطرفين.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Mori
خلاف حول "نوردستريم"
من بين الخلافات الواضحة بين ميركل ونظيرها ترامب تلك المتعلقة بأنبوب الغاز "نورستريم"، ولطالما ندد الرئيس الأميركي بالمشروع الذي سيربط مباشرة روسيا بألمانيا ويطالب بالتخلي عنه. وفي هذا السياق، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس ترامب سيعقد لقاء ثنائيا مع المستشارة الألمانية على هامش قمة حلف شمال الأطلسي.
صورة من: picture alliance/dpa/S. Sauer
قمة مجموعة السبع
أثارت هذه الصورة التي تم التقاطها خلال انعقاد قمة الدول السبع الكبرى، تعليقات العالم. الصورة اعتبرها البعض دليلا على الخلاف الكبير بين ترامب ونظرائه الأوروبيين، خاصة ميركل التي ظهرت في مواجهة مباشرة معه. الرئيس الأمريكي كعادته هرع إلى "تويتر" ليعلن التراجع عن تأييده للبيان الختامي لقمة مجموعة السبع، وهو ما اعتبرته ميركل: أمرا "محبطا إلى حد ما"، حسب قولها.
صورة من: Reuters/Prime Minister's Office/A. Scotti
انتقاد سياسة ميركل للجوء
في الكثير من المرات وجه ترامب سهام النقد لألمانيا عبر تويتر، فقد سبق له أن نشر تدوينة تشير إلى ارتفاع معدلات الجريمة في ألمانيا بسبب الهجرة، مشككا في إحصاءات برلين الرسمية بشأن عدد الجريمة. ميركل ردت على هذه الانتقادات معتبرة أن الإحصائيات الحالية تشير إلى تطور إيجابي في معدل الجريمة في ألمانيا.
صورة من: Twitter/Donald J. Trump
الملف النووي الإيراني
الملف النووي الإيراني واحد من الملفات الخلافية الكبرى بين أمريكا وألمانيا ، حيث ترى ميركل في الاتفاق النووي ضمانا لعدم تطوير الأسلحة النووية الإيرانية، في حين يرى ترامب في الاتفاق أسوأ صفقة على الإطلاق. وقد زادت هوة الخلاف عمقا بعد إعلان ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني، في 08 مايو/ آيار 2018.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/E. Vucci
البيئة والمناخ
في قمة مجموعة العشرين عام 2017 واجهت ميركل مواقف ترامب "العنيدة" بشأن ملف حماية المناخ. وبعد عدة محاولات إقناع باءت بالفشل، فضلت ميركل توثيق نقاط الاختلاف حول الملف من خلال خطاب واضح. وتشكل بنوذ اتفاقية باريس خلافا آخرا بين الطرفين، إذ تراها الحكومة الألمانية خطوة مهمة في تحدي مشكلات بيئية على عكس ترامب الذي أنهى التزام بلاده بالاتفاقية.
صورة من: Reuters/P. Wojazer
حلف الناتو
ترامب ينتقد مرارا إنفاق ألمانيا العسكري المنخفض في حلف الناتو. ويرى أن ذلك لا يتناسب مع الحماية التي يقدمها الحلف لألمانيا. ويرغب ترامب في أن تستثمر برلين نسبة اثنين في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، على النحو المتفق عليه في اجتماع الناتو عام 2014.
صورة من: picture-alliance/dpa
التجارة والرسوم الجمركية
يرى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن العجز التجاري الكبير للولايات المتحدة الأمريكية مع ألمانيا، دليل على وجود علاقات تجارية غير متكافئة بين البلدين. وندد ترامب بهذا الوضع ووهدد بفرض رسوم جمركية عقابية على واردات الصلب الأوروبي، وبالتحديد صادرات السيارات الألمانية إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Schrader
ترامب "يرفض" مصافحة ميركل
التقارب الذي ميز علاقات ميركل ببعض الرؤساء الأمريكيين السابقين، بدا مفقودا في أول لقاء لها مع ترامب. صحف كثيرة تحدثت عن رفض ترامب مصافحة ميركل، حتى بعد أن طلبت منه ذلك. اللقاء الذي جمع المستشارة الألمانية بنظيرها الأمريكي كان مؤشرا على بداية الخلاف بين الطرفين. رغم محاولة ترامب التصريح بعكس ذلك.
صورة من: Reuters/J. Ernst
انتقادات لاذعة
في حوار أجرته "بيلد" الألمانية و"تايمز" البريطانية، بداية 2017، انتقد ترامب سياسة ميركل للجوء، والاتحاد الأوروبي. وفي ردها على هذه الانتقادات اعتبرت ميركل أنه بوسع الاتحاد الأوروبي التصدي للإرهاب والتحديات الأخرى من خلال وحدة الاتحاد وقوته الاقتصادية . إعداد: مريم مرغيش