يتظاهر عشرات الألوف من الأشخاص ضد العنصرية في كل أنحاء العالم وفي ألمانيا أيضا. فالتمييز على أساس العرق أو الدين ازداد، وفق التقرير السنوي لمكتب مناهضة التمييز في ألمانيا الذي يحذر من عواقب وخيمة على التماسك الاجتماعي.
إعلان
منذ مقتل جورج فلويد قبل أسبوعين تستمر موجة من الاحتجاجاجات عبر الولايات المتحدة الأمريكية لتمتد إلى كل أصقاع الأرض. والكفاح ضد الموت الذي استمر تقريبا تسع دقائق للأمريكي من أصل أفريقي من خلال عنف الشرطة صدم أيضا الكثيرين من الألمان. ففي نهاية الأسبوع الماضي تظاهر عشرات الآلاف من الألمان رغم وباء كورونا في العديد من المدن مثل برلين وميونيخ وكولونيا ضد العنصرية وعنف الشرطة.
والأرقام الجديدة تدعم هذا الانتقاد وتؤكد التطور القاتم: فالتمييز العنصري ازداد بوضوح. فحسب التقرير السنوي لعام 2019 الذي عُرض هذا الثلاثاء (التاسع من يونيو/ حزيران 2020) من قبل مكتب مناهضة التمييز، ارتفع عدد الحالات المسجلة في ألمانيا بنحو عشرة في المائة. ومكتب مناهضة التمييز الذي تأسس في 2006، يقدم المشورة للأشخاص الذين يتعرضون للتمييز بسبب أصلهم العرقي أو انتمائهم الديني أو ميولهم الجنسية أو بسبب أعمارهم.
وألمانيا تعاني من "مشكلة دائمة مع التمييز العنصري، كما لا يتم تقديم الدعم الكافي للمعرضين للتمييز فيما يتعلق بفرض القانون"، كما قال المدير المؤقت للمؤسسة المستقلة، بيرنهارد فرانكه خلال عرض التقرير. والشعور بأنك وحيد في مواجهة أي ظلم له "على المدى البعيد عواقب وخيمة تهدد أيضا التماسك الاجتماعي. والتمييز يدمر"، كما حذر فرانكه.
أثر عميق للكراهية داخل المجتمع
وفي مقدمة التقرير يكتب فرانكه بأن 2019 كان سنة فيها "الكراهية ومعاداة البشر خلفت آثارا عميقة ومؤلمة" ، بدءا من اغتيال السياسي المحافظ فالتر لوبكه الذي كان يدافع عن مصالح اللاجئين، على يد يميني متطرف إلى الاعتداء الإرهابي على كنيس يهودي في هاله، "لكن هناك أيضا الكثير من الحوادث الصغيرة التي تنتمي لما يمكن وصفه بالتمييز اليومي".
وماذا يعني هذا التمييز بشكل ملموس تبينه فقرات طويلة من التقرير وصف خلالها أشخاص معنيون، حافظ التقرير على سريتهم، الحوادث التي جرت معهم وكيف عايشوا أشكال التمييز في جميع مجالات الحياة اليومية، والأمثلة كثيرة.
قمة جبل الجليد للمواقف العنصرية
وفي التقرير السنوي يُذكر بأن الكثيرين من الأشخاص المعرضين للتمييز لديهم شعور بأن الوضع العام لا يتحسن منذ سنوات، وبأن الاعتداءات والقتل تحرك المجتمع، "لكن القلق والخوف وتجارب التهميش لأشخاص من أصل أجنبي لا تُؤخذ في النهاية على محمل الجد".
فالعنف والكراهية والتحريض هي فقط قمة جبل الجليد للمواقف العنصرية التي تجلت في وقت مبكر عبر التهميش اليومي. وفي عام 2019 ذكر واحد من بين ثلاثة اشخاص من أصول أجنبية أنه عانى من التمييز، في السنوات العشر الأخيرة، خلال البحث عن سكن. وفي الوقت نفسه أعلن 41 في المائة من المستطلعة آراؤهم بأن لهم تحفظات جد كبيرة أو كبيرة لكراء شقة لشخص مهاجر.
طلبات سرية للسكن والعمل
وفي الحقيقة يحظر قانون المساواة العام هذه المعاملة غير اللائقة في المبدأ، لكن الحماية القانونية من التمييز العنصري في سوق السكن تبقى مطبوعة ببعض القواعد الاستثنائية. وأكدت دراسة قانونية بتكليف من المؤسسة أن قانون مكافحة العنصرية الأوروبي لا يلقى في ألمانيا إلا تطبيقا غير كاف.
ومكتب مناهضة التمييز يطالب المشرع في الحكومة والولايات بتحسين الوضع القانوني وعروض المساعدة للأشخاص المعنيين. ويبدو أن الطبقة السياسية واعية لهذه الإشكالية.
فقد قالت أنغريت كرامب ـ كارنباور، رئيسة الحزب المسيحي الديمقراطي، حزب المستشارة أنغيلا ميركل، لدويتشه فيله (DW) إن جميع مظاهر معاداة الأجانب والعنصرية تُطرح للنقاش في لجنة حكومية خاصة. ويتعلق الأمر في ذلك أيضا بإمكانية "تقديم طلبات للحصول على سكن أو عمل دون ذكر الاسم".
ويرى مكتب مناهضة التمييز في قانون مكافحة التمييز الأول الذي أصدرته قبل مدة قصيرة برلين خطوة هامة. ويمكن القانون الأشخاص المعرضين للتمييز مثلا من قبل رجال شرطة أو في مجال التعليم من تقديم شكاوى والمطالبة بالحصول على تعويضات.
وإلى جانب التمييز بسبب الأصل العرقي وصلت نسبة الشكاوى من التمييز بسبب الجنس إلى 29 في المائة. ثم تأتي حالات التمييز بسبب الإعاقة (26 في المائة). وغالبية حالات التمييز حسب التقرير السنوي لمكتب مناهضة التمييز تحصل في العمل أو خلال البحث عن عمل.
رالف بوزن/ م.أ.م
ألمانيا - محطات في تاريخ العنف اليميني المتطرف
أحدثها جريمة قتل مروعة في مدينة هاناو يُشتبه بأن دافعها عنصري. منذ عام 1990 بلغ عدد ضحايا اليمين المتطرف 198 شخصا أغلبهم من أصول أجنبية. ملف الصور هذا يلقي نظرة على جرائم هذا اليمين وأنشطته خلال ثلاثة عقود.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Kahnert
أول ضحايا اليمين المتطرف انغولي
يعد الأنغولي آمادو أنتونيو كيوا من أول ضحايا عنف اليمين المتطرف في ألمانيا، وقد هاجمته مجموعة من النازيين الجديد في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 1990، وقتله المهاجمون ومثلوا بجثته.
صورة من: Amadeu Antonio Stiftung
ضحايا أتراك في هجوم بمدينة مولن
مبنى في مدينة مولن شمال ألمانيا، تعرض لهجوم نفذه النازيون الجدد في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر 1993، وأسفر إحراق البناء عن مصرع 3 أشخاص من أصول تركية، والبمنى كان يسكنه بشكل أساسي مهاجرون أتراك إلى ألمانيا.
صورة من: AP
الخلية النازية السرية في 1996
يمينيون راديكاليون بمدينة أيرفورت. لأكثر من 10 سنوات ينشطون في إطار ما يسمي بالخلية النازية السرية انطلاقا من مدينة تسفيكاو بشرق ألمانيا. ومن بين المتهمين بجرائم متنوعة أوفه موندلوز وأوفه بونهارت ومانفريد لودر (صورة ملتقطة للثلاثة في عام 1996)
صورة من: privat/dapd
هجمات اليمين المتطرف طالت حتى المراقص
صورة تظهر 3 من ضحايا هجوم اليمين المتطرف، حيث هاجم ذوو الرؤوس الحليقة مرقصاً للديسكو في ألمانيا في 19 كانون الثاني/ يناير 2003، وقتلوا طعنا 3 شبان يظهرون في الصورة.
صورة من: DW/A. Grunau
الأجانب هدف دائم لخلية "إن إس يو"
قتلت خلية "إن إس يو" اليمينية المتطرفة عشرة أشخاص على الأقل من عام 2000 إلى 2007. تسعة من الضحايا من أصول أجنبية، كانوا يعيشون كلهم في ألمانيا. كما قتلت المجموعة الارهابية شرطية ألمانية. وقد قُتل الضحايا بدم بارد.
صورة من: picture-alliance/dpa
مسجد في لايبزغ تعرض لهجوم اليمين المتطرف
مجهولون يلقون براس خنزير في باحة مسجد بمدينة لايبزغ في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 2013. ويُحسب إضرام الحرائق في مآوي اللاجئين أو في البنايات المخصصة لإيواء اللاجئين أحداث - وإن لم تقتصر على ولايات شرق ألمانيا - على اليمين المتطرف وعلى كارهي الأجانب بصفة عامة واللاجئين بصفة خاصة.
صورة من: picture-alliance/dpa
عنف اليمين أكثر نشاطا في شرق ألمانيا
في عام 2014 سجل 47 اعتداء ذي دوافع عنصرية في شرقي ألمانيا، على الرغم من عدد السكان فيها لا يشكل سوى 17 بالمائة من إجمالي سكان البلاد. صورة لعنصر من حليقي الرؤوس في برلين عام 2015.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Balk
اليمين المتطرف يرفض اللاجئين
كثيرا ما شهدت مدن شرق ألمانيا احتجاجات متكررة ضد اللاجئين وتنديد بالمستشارة ميركل التي يتهمونها بفتح الأبواب على مصراعيها أمام "من هب ودب" دون أن تعير اهتماما لمخاوفهم ومشاكلهم. الصورة من تظاهرات في مدينة فرايتال ضد اقامة مراكز ايواء اللاجئين عام 2015.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
المشاعل من شعارات اليمين المتطرف
عناصر من اليمين المتطرف يستعرضون قوتهم في مدينة ماغديبورغ في 16 يناير 2015، وذلك في مناسبة لاحياء ذكرى قيام الحرب العالمية الثانية. وتسجل مدن شرق المانيا على وجه الخصوص ارتفاعا متسارعا في عدد الموالين لحركات اليمين المتطرف والنازيين الجدد.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Schlueter
المتهم بمهاجمة المرشحة لمنصب عمدة كولونيا
صورة من عام 2016، لعنصر من اليمين المتطرف ألقي القبض عليه بعد مهاجمته المرشحة لمنصب عمدة كولونيا هنريتا ريكر قبل يوم من انتخابها. الصورة تظهر المتهم وهو يدخل صالة المحكمة في دوسلدورف في 29 نيسان 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Vennenbernd
اليهود مازالوا هدفاً للنازيين الجدد
أوفه أوتسي اوبالا صاحب المطعم اليهودي في مدينة كيمنيتس، يصف للصحفيين ما جرى في هجوم نفذته مجموعة من المقنعين المعادين لليهود والسامية، ويكشف عن اصابته في كتفه بحجر رماه به المهاجمون المقنعون في (27 آب / اغسطس 2018).
صورة من: Getty Images/AFP/J. MacDougall
الصليب المعقوف ما زال شعارهم
محموعة من النازيين الجدد يرفعون الصليب المعقوف وقد توهج فيه اللهيب في نيسان/ ابريل 2018. الصورة من طقوس خاصة جرت في منطقة لم يعلن عنها تمجيدا للحزب النازي.
صورة من: Reuters/G. Nakamura
اغتيال فالتر لوبكه
في الثاني من يونيو/ حزيران 2019 عُثِرَ على جثة فالتر لوبكه، رئيس المجلس المحلي لبلدية مدينة كاسل، في شرفة منزله مقتولا برصاصة في رأسه. ووجه الادعاء العام تهمة قتل لوبكه، لشتيفان إي. وداعمه المشتبه به ماركوس إتش.، وشتيفان معروف في السابق بأنه من النازيين الجدد. وكان لوبكه المتنمتي لحزب المستشارة ميركل من مؤيدي قضايا اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Pförtner
معبد يهودي كهدف ليميني متطرف
سكان مدينة هاله الألمانية (شرق) يرفعون شعار:"سكان هاله ضد اليمين - الاتحاد من أجل الشجاعة الأخلاقية"، احتجاجا على جريمة وقعت في مدينتهم في 09.10.2019 عندما كان 52 شخصا يحتفلون بيوم الغفران داخل المعبد اليهودي بالمدينة، وحاول شتيفان ب. وهو شاب يميني متطرف (28 عاما) اقتحام المعبد، ولكنه فشل فأطلق النار على امرأة وشاب وجدهما في طريقه وقتلهما. وكان يعتقد أن "المرأة مسلمة" وفق تصريحه أمام المحكمة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
هجمات بمدينة هاناو على مقاهي الشيشه
شهدت مدينة هاناو بولاية هسن مقتل 9 أشخاص في موقعين مختلفين ليلة 19 شباط/ فبراير 2020، ثم عثرت الشرطة بعد الجريمة بساعات على جثة المشتبه بأنه مطلق النار على الأشخاص التسعة وعلى على جثة والدته في مسكنه. إعداد م.أ.م / م.س