ألمانيا: لا حديث عن إعادة الإعمار قبل الاتفاق السياسي بسوريا
٢٠ أغسطس ٢٠١٨
يبدو أن الرئيس الروسي بوتين لم يتمكن من إقناع المستشارة ميركل بدعم خطته حول إعادة إعمار سوريا على الفور. الناطق باسم ميركل قال إن ألمانيا ترى أن التوصل لاتفاق سياسي يجب أن يسبق أي حديث عن إعادة الإعمار في سوريا.
إعلان
اعتبرت الحكومة الألمانية النقاش الذي تديره روسيا بشأن إعادة إعمار المناطق المدمرة بسورية أمرا سابقا لأوانه. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتفن زايبرت اليوم الاثنين (20 آب/ أغسطس 2018) بالعاصمة الألمانية برلين إنه يجب السعي أولا للتوصل إلى "اتفاق سلام سياسي في البداية" في سوريا.
وأضاف زايبرت قائلا: "لذلك ليس منطقيا الآن بالنسبة للحكومة الألمانية أن تنشغل بمسألة إعادة الإعمار التي ستكون ضرورية بعد ذلك". وأشار إلى أنه صحيح أن المعارك هدأت في بعض المناطق، إلا أن هناك خطر حدوث "كارثة إنسانية" في محافظة إدلب السورية.
يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ناشد دول الاتحاد الأوروبي تقديم مساعدة في إعادة إعمار سورية التي دمرتها الحرب. وناقش بوتين إمكانات تحقيق استقرار في البلاد خلال مباحثاته الأخيرة مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أول أمس السبت في ألمانيا.
يشار إلى أن موسكو تدعم الرئيس السوري بشار الأسد في الصراع الدموي المستمر منذ سبعة أعوام. وربما تعول روسيا على أن الأوروبيين سيشاركون أيضا في إعادة إعمار المدن المدمرة بالنظر إلى احتمالية عودة لاجئين سوريين إلى بلادهم، ولكن الأوروبيين يتريثون لأن كثيرا من اللاجئين ربما يرغبون في البقاء بالخارج، طالما لم يتم التوصل لاتفاق سلام، وذلك بدافع الخوف من الاضطهاد الحكومي في بلدهم.
وعلى الرغم من ذلك دعا قيادي في حزب "البديل لأجل ألمانيا" اليميني الشعبوي المعارض إلى وقف لم شمل الأسرة بالنسبة لأفراد ذوي لاجئين سوريين، وقال: "ليس من المجدي نقل مزيد من الأشخاص إلى ألمانيا، عندما نتحدث في الوقت ذاته عن دعم السوريين في العودة إلى بلدهم".
أ.ح/ع.ج (د ب أ)
الأسد في سوريا: باقٍ أم راحل؟
مازال قادة العالم منقسمين حول مستقبل الأسد، ففيما تعارض فرنسا وبريطانيا وتركيا ودول الخليج بقاءه، تطالب بذلك روسيا وإيران. أما إدارة اوباما فتريد العمل مع الجميع لإزاحته وألمانيا مستعدة للحوار مع الجميع ومن ضمنهم الأسد.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
التقى الرئيسان الأميركي والروسي باراك أوباما وفلاديمير بوتين في الأمم المتحدة للبحث في حلول للأزمة السورية ، لكنهما لم يحققا أي تقدم بخصوص دور الرئيس بشار الأسد. وترى الولايات المتحدة أن الأسد جزء من المشكلة، فيما تصفه روسيا بأنه جزء من الحل.
صورة من: Reuters/M. Segar
ووصف الرئيس أوباما في خطاب أمام الجمعية العام للأمم المتحدة الأسد بأنه "مستبد يقتل الأطفال". وقال إن "الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع أي دولة بما في ذلك سوريا وإيران لتسوية النزاع". وحمل أوباما بعنف على الرئيس السوري لأنه "يلقي البراميل المتفجرة لقتل أطفال أبرياء".
صورة من: Reuters/Mikhail Klimentyev
تبادل الرئيسان الروسي والأميركي الأنخاب وتصافحا على غداء لكن الهوة بين موقفيهما حول مستقبل الأسد مازالت واسعة. وقال الرئيس الروسي إن "عدم التعاون مع الجهة السورية التي تكافح الإرهاب وجها لوجه سيكون خطأ فادحا". وأضاف "علينا أن نعترف أن لا احد سوى القوات المسلحة للرئيس السوري يقاتل فعليا الدولة الإسلامية".
صورة من: Reuters/Mikhail Metzel
أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض في المنفى خالد خوجة أن "لا احد يمكنه الصفح" عن ممارسات نظام الرئيس السوري بشار الأسد". وأضاف خوجة "ما يجري في سوريا هو إبادة تتم تحت أنظار العالم"، وتساءل " أتعتقدون أن النظام يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية؟ الإحصاءات تقول غير ذلك".
صورة من: Reuters/M. Dabbous
أعلنت المستشارة أنغيلا ميركل أن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يشارك في أي مفاوضات تهدف إلى إنهاء النزاع المستمر في بلاده منذ أكثر من أربع سنوات. فيما دعا وزير خارجيتها فرانك-فالتر شتاينماير إلى إشراك إيران في مساعي حل النزاع باعتبار أنّ: "إيران فاعل إقليمي رئيسي مطلوب لحل الأزمة.... سيمكننا إنجاح الأمر فقط عندما نأتي بكافة الأطراف الفاعلة المهمة على طاولة واحدة الآن".
صورة من: Getty Images/A. Berry
من جانبه، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى تشكيل "جبهة موحدة" للتصدي للمتطرفين في الشرق الأوسط. وقال روحاني إن "اخطر واهم تهديد يواجه العالم اليوم هو أن تتحول المنظمات الإرهابية إلى دول إرهابية". ولمح روحاني إلى مستقبل ومصير بشار الأسد عن طريق إجراء انتخابات، وقال "نحن نؤيد دعم السلطة من خلال أصوات الناس بدلا من الأسلحة".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress
الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند دعا إلى التعامل مع روسيا وإيران لإنهاء الصراع في سوريا، وقال للصحفيين "روسيا وإيران تقولان إنهما ترغبان في لعب دور أكبر في حل سياسي. نحتاج للعمل مع هذين البلدين ولأن نبلغهما أن ذلك الحل أو الانتقال يجب أن يحدث.. لكن بدون بشار الأسد".
صورة من: Reuters/A. Jocard
أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه يتعين الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم الدولة الاسلامية حتى لو انتهي الأمر بأن يلعب الأسد دورا مؤقتا في أي حكومة انتقالية، مضيفا "نريد سوريا بدون تنظيم الدولة الإسلامية وبدون الأسد.. لأنه بصراحة لا مستقبل للشعب السوري في بلد يوجد فيه أي منهما ".
صورة من: Reuters/Stefan Rousseau
تركيا من جانبها لا زالت تعارض انتقالا سياسيا في سوريا يكون فيه دور لبشار الأسد. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في تصريح لصحيفة حريت التركية: "مقتنعون بأن بقاء الأسد في السلطة خلال الفترة الانتقالية لن يجعلها انتقالية. نعتقد أن هذا الوضع سيتحول إلى أمر واقع دائم".
صورة من: Reuters/Umit Bektas
السعودية ودول خليجية أخرى ثابتة على معارضتها لبقاء الأسد. ودعا وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية "دون أي تدخل أجنبي" فيما اعتبر وزير خارجية قطر إنه يوجد توافق دولي عام مع روسيا بشأن دعوتها إلى محاربة تنظيم الدولة الإسلامية لكنه حذر من أن خطة الرئيس بوتين لا تعالج السبب الأساسي للأزمة في سوريا وهو الرئيس بشار الأسد.