قوبل اقتراح رئيس اتحاد المطارات الألمانية، كريستوف بلومه، بتصنيف المسافرين جواً حسب درجة خطورتهم، وإخضاعهم لإجراءات تفتيش حسب هذا التصنيف، بمعارضة شديد وانتقادات واسعة. فقد رفضت وزيرة العدل الألمانية الاقتراح، وقالت الوزيرة زابينه لوتوسر شنارنبرخر في تعليقات نشرتها صحيفة سودويتشه تسايتونج إن "التمييز الانتقائي وفقا للوطن الأم والأصل ينذر بخطر وصم البشر".

من جانبه أكد مفوض الحكومة الألمانية لحماية خصوصية البيانات بيتر شار معارضته للتمييز بين المسافرين جوا عبر المطارات الألمانية على أساس العرق أو السن أو الجنس، ذكرا أم أنثى. وقال شار في تصريح لإذاعة "فيست دويتشه روندفونك" الألمانية اليوم الأربعاء إن الدستور يحظر مثل هذا التمييز مضيفا أن ألمانيا تعلمت خلال تاريخها عدم التمييز بين البشر بهذا الشكل. رجح شار ألا يسمح الإرهابيون بتصنيفهم ضمن مجموعة معينة وقال إنه إذا تم استثناء مجموعة بعينها من التفتيش الصارم فإن الإرهابيين سيسعون لإدراج أنفسهم ضمن هذه المجموعة "فالإرهابيون لا يتجولون بالعمامة".

"إجراء عنصري قد يزيد من التحيز ضد المسلمين"

وحذر فولفجانج بوسباخ، رئيس لجنة الشئون الداخلية في البرلمان الألماني، من "عنصرية" مثل هذا الإجراء، وقال إن كل مسافر سوف يشعر بالمعاملة المختلفة التي يتلقاها ويسأل نفسه عن سبب اختلاف التعامل معه مقارنة بباقي الركاب. البرلمانية الألمانية عن حزب اليسار المعارض، أولا يلبكه، حذرت من جانبها من أن مثل هذا الإجراء سوف يفتح الأبواب لتصرفات عنصرية ويزيد من التحيز العنصري ضد المسلمين.

أما وزارة الداخلي الألمانية فقالت إن الإجراءات الأمنية في المطارات الألمانية كافية تماماً وإنها تبحث بشكل دائم عن طرق لتحسين التفتيش.

واعتبرت نقابة الشرطة الألمانية أن العمل بمقترح التصنيف من شانه أن يضاعف من الوقت المطلوب لانجاز عملية التفتيش، وأعتبر رئيس النقابة برنهارد فيتهوت، أنه من الأفضل المكوث لمدة أكبر في طابور الانتظار من أجل سلامة ركاب الطائرات.

"تفتيش بعض الأعراق محظور"

واعتبرت نقابة الشرطة الألمانية أن العمل بمقترح التصنيف من شانه أن يضاعف من الوقت المطلوب لانجاز عملية التفتيش، وأعتبر رئيس النقابة برنهارد فيتهوت، أنه من الأفضل المكوث لمدة أكبر في طابور الانتظار من أجل سلامة ركاب الطائرات.

وأنضم وزير وزير داخلية ولاية هيسن، وسط ألمانيا، إلى قائمة المعارضين للمقترح، وقال الوزير بوريس راين في بيان له اليوم الأربعاء:"من غير المقبول تقسيم الركاب حسب لونهم وأصلهم.. وبصرف النظر عن كون هذا الأسلوب يتعارض مع قيمنا فإني أرى هذه البادرة غير بناءة لأسباب أمنية بالدرجة الأولى". وأكد راين أنه من المهم بدلا من هذا التمييز أن يتم تدريب طواقم التفتيش الأمني في المطارات بشكل أمثل وأن هذا هو الطريق الوحيد الذي يجعل المفتشين قادرين على اكتشاف المشتبه بهم في الوقت المناسب مضيفا:"أما تفتيش بعض الأعراق فهو محظور لأنه حل مبسط لمشكلة معقدة".

نظام "البروفيلينج" لتشهيل الإجراءات الأمنية

وكان كريستوف بلومه رئيس مجلس ادارة مطار دوسلدورف والذي سيرأس اتحاد المطارات الألمانية بدءا من يناير/ كانون الثاني المقبل، قد قال لصحيفة "الراينشه بوست" الثلاثاء (28 ديسمبر/ كانون أول) إن تصنيف المسافرين سيجعل عمليات التفتيش الأمني يتم بصورة أكثر فعالية من أجل سلامة جميع المشاركين. وشرح بلومه أنه من خلال تسجيل معلومات المسافرين سوف يتم إجراء التفتيش الأمني بشكل أسرع للأشخاص الذين يسافرون كثيراَ.

ويعتقد بلومه أن كل حادث جديد يؤدي لمزيد من التفتيش والإجراءات الأمنية مما يخلق مساعي حثيثة لتحديث المعدات التي ستصل في مرحلة ما إلى أقصى حدودها التكنولوجية والتشغيلية، ولهذا فهو يري أن نظام "البروفيلينج" (التصنيف) سيساعد في إبقاء الإجراءات الأمنية في المطارات الألمانية في حد المعقول.

(م ح/أ ف ب/ دب أ)

مراجعة: عبده جميل المخلافي