ألمان "متحمسون" يتبرعون للمساهمة في سداد ديون الدولة!
٣٠ أبريل ٢٠٢٢
وسط ارتفاع ديون الدولة الألمانية بشكل كبير خلال العامين الماضيين بسبب جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا، قرر مئات المواطنين الألمان المساهمة في سداد هذه الديون من خلال التبرع للدولة، فكم بلغت قيمة هذه التبرعات؟
إعلان
تبرع العام الماضي 236 مواطناً ألمانياً بنحو 64 ألف يورو للدولة بشكل طوعي، كما جاء في رد من الحكومة على طلب إحاطة من تحالف المستشارة السابقة أنغيلا ميركل المسيحي، حسبما نقلت وكالة الأنباء الألمانية اليوم السبت (30 نيسان/أبريل 2022).
وقالت الحكومة إن إجمالي ما تبرع به هؤلاء المواطنون وصل بالضبط إلى 63 ألف و988 و54 يورو. ووصلت هذه الأموال إلى الحساب المعروف باسم حساب سداد الديون التابع لوزارة المالية والذي يجري استخدامه بالتحديد لهذا الغرض.
وكان الاستعداد لتقديم تبرعات في الماضي أعلى بكثير من العام الماضي، فقد وصل حجم التبرعات على هذا الحساب في عام 2018 إلى أكثر من 600 ألف يورو وهو ما يعادل عشرة أضعاف تبرعات العام الماضي.
وقالت الحكومة إن "حساب سداد الديون تم إنشاؤه عن طريق وزارة المالية بناء على رغبة العديد من المواطنين المتحمسين، وهو متوافر للمدفوعات الطوعية، ومن المنتظر أن يستمر لهذا السبب بشكله الحالي في المستقبل أيضاً". وأوردت الحكومة في ردها أن أعلى خمس مدفوعات وصلت في العام الماضي إلى الحساب الموجود لدى مصرف "دويتشه بنك" وهي تتراوح بين 15 إلى 25 ألف يورو.
ونظراً لديون الدولة التي تقدر بمليارات اليورو بسبب جائحة كورونا والصراع في أوكرانيا، تعد هذه التبرعات، حرفياً، مجرد قطرات على حجر ساخن. وكانت مصادر حكومية كشفت قبل أيام أن ألمانيا تخطط لزيادة الديون الجديدة بمقدار 39.2 مليار يورو (42.04 مليار دولار) هذا العام لتخفيف وطأة تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا على أكبر اقتصاد في أوروبا. وسيرفع الاقتراض الجديد المزمع صافي ديون ألمانيا في 2022 إلى 138.9 مليار يورو.
وعلًقت ألمانيا بشكل مؤقت قيوداً دستورية بشأن الدين الجديد لتمويل دعم غير مسبوق من المالية العامة للاقتصاد أثناء جائحة فيروس كورونا، بأن اقترضت 130 مليار يورو في 2020. ووصل الاقتراض الجديد إلى مستوى قياسي بلغ 215 مليار يورو العام الماضي.
وقالت المصادر إن الدين الجديد سيذهب لتمويل إعفاءات ضريبية للأسر ومستخدمي وسائل النقل العام وأيضاً دعم الوقود الأحفوري للمركبات بقيمة إجمالية تتراوح من 14 مليار إلى 16 مليار يورو. كما ستذهب حوالي خمسة مليارات يورو لمساعدة الشركات التي تواجه صعوبة بسبب أسعار الطاقة المرتفعة.
م.ع.ح/خ.س (د ب أ، رويترز)
بالصور: ألمانيا تفتح أبواب المخبأ السري لمليارات الطوارئ!
أيام الحرب االباردة، بنى البنك المركزي الألماني ملجأ حصينا وخبأ فيه المليارات من عملة طوارئ بديلة. الموقع كان سريا جدا، في بلدة صغيرة، بحيث الجيران المباشرين لم يعرفوا بأمره. واليوم أصبح المكان متحفا مفتوحا أمام الجمهور.
صورة من: Ina Fassbender/AFP
تمويه المدخل
ينى البنك المركزي لجمهورية ألمانيا الاتحادية (ألمانيا الغربية) بين عامي 1962 و1964 ملجأ حصينا جدا على مساحة تقدر بنحو 8700 متر مربع في بلدة كوخم الصغير بولاية راينلاند بفالتس. الملجا من الخارج كان يبدو وكأنه مدرسة ومكان للتنزه. صحيح أن أهل البلدة كانوا يعرفون أن هناك ملجأ محصنا في المكان، لكن حتى الجيران الملاصقين له لم يعرفوا ماذا يحتوي.
صورة من: Jürgen Fromme/augenklick/firo Sportphoto/picture alliance
على عمق 30 مترا تحت الأرض
وتم اختيار موقع الملجأ عن دراية، حيث كان يعتقد أن وادي نهر "موزيل" يمكن أن يصمد أمام الارتدادات التي قد تنتج عن ضربة نووية. ففي هذا المكان السري جدا تم تخزين 15 مليار مارك ألماني، كعملة طوارئ بديلة.
صورة من: Ina Fassbender/AFP
عملة طوارئ بديلة
خلال الحرب الباردة، كانت حكومة جمهورية ألمانيا الاتحادية (الغربية) في بون، تخشى من أن يتم تهريب كميات كبيرة من العملة المزيفة إلى البلاد. والنتائج ستكون حينها كارثية: فإذا انعدمت الثقة بالمارك الألماني، سينهار اقتصاد البلاد. لذلك تم اتخاذ قرار بطباعة عملة بديلة وتخزينها في هذا الملجأ.
صورة من: Ina Fassbender/AFP
أبواب حديدية مصفحة وثقيلة جدا
الغرفة التي تم تخزين العملة فيها (الخزنة)، كان مسموحا لأشخاص قليلين جدا من البنك المركزي بالدخول إليها. الأرقام والمفاتيح السرية كانت مخبأة في مدينة فرانكفورت. ومن أجل حماية هذا المكان تم وضع حساسات في الجدران تعمل حين تحدث ضجة أو يقع اهتزاز، ولدى إنطلاق جرس الإنذار نتيجة ذلك كانت الشرطة المحلية تعرف بذلك مباشرة، ولكن من دون أن تعرف ماذا يوجد في هذا المخبأ!
صورة من: Ina Fassbender/AFP
صناديق العملة البديلة
تم طباعة نحو 15 مليار مارك ألماني من العملة البديلة على شكل نقود ورقية من فئه 10 و20 و50 و100 مارك وتخزينها في صناديق بالملجأ. وكان مخططا أن يتم سحب العملة القديمة في حال حدوث أزمة طارئة، واستبدالها بهذه العملة فورا. وكان موظفو البنك المركزي يفحصون كل ثلاثة أشهر حال الصناديق والعملة التي بداخلها.
صورة من: Ina Fassbender/AFP
تقنية قديمة من عصر آخر
لم تكن العملة فقط مخبأة في الملجأ، وإنما كان يمكن الإقامة فيه لمدة أسبوعين بأمان في حال حدوث هجوم نووي. حيث كان هناك اتصال لاسلكي مباشر مع وزراة الداخلية الاتحادية في العاصمة بون، ومحركات ديزل لتوليد الكهرباء و18 ألف لتر من الوقود وخزان لمياه الشرب بسعة 40 ألف لتر.
صورة من: Ina Fassbender/AFP
مكان لحماية الأشخاص أيضا
في حالة الطوارئ كان هناك مكان لحماية 80 شخصا أيضا في الملجأ، مع غرف للنوم وأخرى للعمل وفلترات لتنقية الهواء. لكن ليس هناك معلومات حول الأشخاص الثمانين، الذين كان يمكن أن يلجأوا إلى هذا المكان في حال حدوث هجوم نووي.
صورة من: Ina Fassbender/AFP
إتلاف عملة الطوارئ عام 1988
في عام 1988 تم اتخاذ قرار بإتلاف العملة البديلة، لأنها لم تعد عصية على التزوير، كما أن نظام الدفع الالكتروني جعل الأوراق النقدية أقل ضرورة. وبعد ذلك بقى الملجأ فارغا حتى عام 2014، حيث بيع لأحد المستثمرين وتم فتحه أمام الجمهور منذ عام 2016، وأصبح متحفا يمكن لأي شخص زيارته. إعداد: فيليب بول/ ع.ج
صورة من: Jürgen Fromme/augenklick/firo Sportphoto/picture alliance