ألمان يخشون على اللاجئين الخوف من مفرقعات رأس السنة
٢٩ ديسمبر ٢٠١٥
يحتفل الألمان بإطلاق الألعاب النارية التي تشعل السماء احتفاء بقدوم السنة الميلادية الجديدة، بيد أن بعض البلديات اتخذت إجراءات وقائية لمراعاة اللاجئين القادمين من مناطق الصراعات وعدم شعورهم بالصدمة لسماع أصوات المفرقعات.
إعلان
يحتفل أغلب الألمان عند حلول رأس السنة الميلادية عن طريق إطلاق الألعاب النارية، والتي تغطي سماء المدن الألمانية وحتى ساعات متأخرة من الليل. لكن الجديد هذا العام هو وصول أكثر من مليون لاجئ إلى ألمانيا، قد يكون كثير منهم لم يعتادوا على مشاهدة مظاهر الاحتفال الكبيرة هذه، وقد تسبب لهم هذه المشاهد صدمة نفسية تذكرهم بأجواء الحروب، خاصة لمن قدم من مناطق الصراعات.
لذلك اقترحت إدارة بعض البلديات نصائح لتجنب شعور اللاجئين بالصدمة في حال رؤيتهم مظاهر الاحتفال. ففي ولايتي ساكسونيا السفلى وبريمن طالبت مؤسسة "يوهانيتر أونفال هيلفه" بتجنب الإطلاق الكثيف للألعاب النارية قرب مراكز استقبال وإيواء اللاجئين، كما ذكر الموقع الالكتروني لـ"أر تي أل" التلفزيونية الألمانية.
كيف يحتفل العالم بأعياد الميلاد؟
تختلف تقاليد الاحتفال بأعياد الميلاد من مكان لآخر. وبينما يرتبط الكريسماس بالثلوج البيضاء في أوروبا، يحتفل به الأستراليون على الشواطئ بملابس البحر. تعرف على بعض التقاليد المختلفة من خلال هذه الجولة المصورة.
صورة من: CC BillKatyGemma / flickr.com,
استراليا: أعياد ميلاد صيفية
لا يرتبط عيد الميلاد دائما بالثلوج، فهو يأتي أحيانا في الصيف مثلما الحال في استراليا، التي تقع في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية. هنا يحتفل الاستراليون بالكريسماس في موسم الصيف وعطلات المدارس، وتصل درجات الحرارة لثلاثين درجة مئوية. لذلك عادة ما يفضلون الاحتفال على الشواطئ ويقيمون حفلات الشواء. ولا يمكن نسيان الهدايا التي يجدونها في صباح 25 ديسمبر تحت الشجرة المصنوعة غالبا من البلاستيك.
صورة من: Getty Images/S. Barbour
روسيا: عيد الميلاد في يناير
أما روسيا فعادة ما تكون "بيضاء" أثناء الاحتفال بأعياد الميلاد وهذا ليس الفارق الوحيد، حيث يحتفل الروس بعيد الميلاد في 7 يناير/كانون الثاني، حيث تتبع الكنيسة الأرثوذكسية الروسية التقويم اليولياني. أما الهدايا فهي لا تقدم في عيد الميلاد وإنما في ليلة رأس السنة، ويعود ذلك لأيام الاتحاد السوفيتي الذي حيد الأعياد الدينية. ويصوم بعض المسيحيين في ليلة عيد الميلاد حتى ظهور أول نجمة في السماء.
صورة من: picture alliance/dpa/Y. Andreev
مصر: احتفالات دينية
وفي مصر أيضا يحتفل معظم المسيحيين بعيد الميلاد في 7 يناير/كانون الثاني، حيث يتبع معظم أقباط مصر الكنيسة الأرثوذكسية. وتسبق عيد الميلاد فترة صيام مدتها ثلاثة وأربعون يوماً، من 25 نوفمبر/تشرين الثاني وحتى ليلة العيد التي تقضيها أغلبية المسيحيين في الكنيسة. وبعد نهاية قداس العيد تجتمع الأسرة لتناول الطعام معا في وليمة احتفالية كبيرة رغم أن الفجر يكون قد اقترب!
صورة من: Reuters
اليابان: الهدايا أولاً
ربما يفاجأ كثيرون بأن هناك احتفالات بأعياد الميلاد في اليابان، وهو بالفعل تقليد جديد نسبيا إذ لم يبدأ الاحتفال به سوى في العقدين الأخيرين. وفي الحقيقة لا يهتم اليابانيون كثيراً بعيد الميلاد الذي لا يشكل لهم سوى فرصة لتبادل الهدايا وتزيين الشوارع والأسواق. أما الأكلة التي ارتبطت بعيد الميلاد فهي كعكة بالكريمة والفراولة. أما ليلة الكريسماس فتكون ليلة رومانسية يقضيها المحبون معاً.
صورة من: Reuters/T. Peter
فلسطين: احتفال للمسيحيين والمسلمين
عيد الميلاد في الأراضي الفلسطينية والضفة الغربية في غاية الأهمية. فهناك تقع مدينة بيت لحم مسقط رأس المسيح، ولذلك هي نقطة جذب أيضاً للسياح في هذا الوقت من العام. ولا يحتفل المسيحيون الفلسطينيون فقط بعيد الميلاد وإنما كثير من المسلمين أيضا يحتفلون ويفتخرون بميلاد المسيح في بلدهم. وفي ليلة عيد الميلاد يكون هناك موكب خاص في المدينة تعزف فيه موسيقا القرب الاسكتلندية، ما يبدو أمراً غريبا!
صورة من: Getty Images
فنلندا: مكتب سانتا
يعتقد الفنلنديون أن سانتا كلوز أو بابا نويل يعيش في لابلاند في شمال فنلندا، بالقرب من الدائرة القطبية الشمالية. ويكتب الناس من كل أنحاء العالم الخطابات لسانتا للحصول على الهدايا. وفي فنلندا هناك منتزه سياحي كبير يسمى "منتزه عيد الميلاد"، وهو ما يعني أنه ليس على سانتا القيام برحلة طويلة لتوزيع الهدايا هناك، كما أن له مكتب يستقبل فيه الخطابات! ويفضل الفنلنديون قضاء عيد الميلاد مع الأسرة.
صورة من: AFP/Getty Images/A. Hassenstein
غواتيمالا: من بيت إلى بيت
في آخر تسعة أيام قبل أعياد الميلاد يتنقل تمثالا العذراء مريم ويوسف من منزل لآخر، وتقوم كل عائلة بتزيين المزود بالتمثالين. والمنزل الذي يبقى فيه التمثالان حتى ليلة عيد الميلاد عليه أن يقوم بحفل كبير ودعوة الآخرين. وهناك أيضاً شجرة عيد الميلاد التي جلبها الألمان المهاجرون معهم إلى هناك. ورغم أن الهدايا توضع تحت الشجرة إلا أنها لا تفتح إلا في ليلة رأس السنة.
صورة من: picture-alliance/dpa/E. Biba
عفاريت وأقزام في الدول الاسكندنافية
يسود الظلام في مناطق كثيرة من الدول الاسنكندافية طوال فصل الشتاء، وللعفاريت والأقزام تاريخ طويل مع تقاليد أعياد الميلاد في تلك البلدان. في الدنمارك تقوم الأقزام بزيارة المنازل مع سانتا كلوز. أما في السويد فيتم وضع وعاء ثريد للعفاريت حتى لا يزعج السكان. ومن الأيام الهامة هناك يوم 13 ديسمبر، عيد القديسة لوسيا، التي تجلب النور في الليل. وتقوم الابنة الأكبر في الأسرة بارتداء زي هذه القديسة.
صورة من: CC BillKatyGemma / flickr.com,
8 صورة1 | 8
وقال توماس مينيرت عضو مجلس الإدارة في مؤسسة "يوهانيتر أونفال هليلفه" في ولايتي ساكسونيا السفلى وبريمن إن "الاحتفال بالألعاب النارية في ليلة رأس السنة في ألمانيا هو تقليد ولا أحد يريد إيقافه. لكن الأصوات العالية للألعاب النارية يمكنها أن تسبب الذعر والخوف بين السكان من اللاجئين. وخاصة بين الأطفال الذين عايشوا الحروب وأصوات القنابل".
أما العاملين في " منظمة الصليب الأحمر الألمانية" في مدينة دوسلدورف في ولاية شمال الراين ويستفاليا فحاولوا التحدث مع اللاجئين وإفهامهم تقاليد الاحتفال بليلة رأس السنة، نقلا عن صحيفة "بيلد". وقال توماس يشكوفسكي المتحدث باسم المنظمة للصحيفة : "حتى في أيام العطل الرسمية سيكون هناك متطوعين وموظفين قرب مراكز إيواء واستقبال اللاجئين لتهدئتهم".
على صعيد متصل، قررت إدارة بعض البلديات تقديم حلول أخرى لإزالة مخاوف اللاجئين من الاحتفالات الكبيرة، ففي رايشينبيرغ في ولاية بافاريا قررت إدارة المدينة القيام بتجريب الألعاب النارية مبكرا وذلك قبل يومين من ليلة رأس السنة، في محاولة لإزالة مخاوف اللاجئين من الألعاب النارية. وقالت المتحدثة باسم البلدية بهذا الصدد: "ستكون الفعاليات المبكرة لتقديم المعلومات والتوضيحات للاجئين حول الاحتفالات. ولذلك ستقام في وضح النهار".
وفي أرنسبيرغ في ولاية شمال الراين ويستفاليا قررت إدارة المدينة منع إطلاق الألعاب النارية داخل مراكز إيواء اللاجئين وقامت بتوزيع منشورات على اللاجئين مكتوبة بعدة لغات تحذرهم من ذلك. وقال كريستوف سوبلر المتحدث باسم البلدية، نقلا عن الموقع الالكتروني لـ"أر تي أل" التلفزيونية، حذرنا سكان مراكز إيواء اللاجئين من إطلاق الألعاب النارية وذلك بسبب المخاوف من اندلاع حرائق بالإضافة إلى أن "الكثير من الناس القادمين من مناطق الحروب يتردد في ذهنهم صوت الإطلاقات النارية والقنابل عندما يسمعون أصوات الألعاب النارية. وهذا ما قد يعيد أجواء الصدمة إليهم من جديد".