ألونسو- "الجنتلمان" يودع الملاعب بعد 18 عاما من الإنجازات
صلاح شرارة
٢٠ مايو ٢٠١٧
إنه أحد أنجح اللاعبين في التاريخ، والآن يستعد لتحزيم حقائبه والرحيل من ميونيخ. لعب وتألق في أكبر ثلاث دوريات في أوروبا وفاز بكل ما يمكن من بطولات على مستوى الأندية والمنتخبات. فلماذا جاء إلى بايرن؟ وماذا سيفعل بعده؟
إعلان
الحديث عن اعتزال قائد بايرن ميونيخ فيليب لام، غطى وخصوصا في الأيام الأخيرة على موضوع اعتزال نجم كبير آخر، هو النجم الإسباني تشابي ألونسو (35 عاما)، أحد أكثر اللاعبين نجاحا في تاريخ كرة القدم والذي اختتم مسيرته في بايرن ميونيخ أيضا، بعد ثلاثة مواسم قضاها مع الفريق البافاري. ويقول موقع تي زد الألماني إن "وداع ألونسو أيضا (مثل وداع لام) سيسبب آلاما كبيرة لبايرن ميونيخ، فمسئولو الفريق الأحمر مغرمون بالكلاسيكي الإسباني."
ويقول كارل هاينز رومينيغه، رئيس مجلس إدارة بايرن إن ألونسو "استراتيجي ميمون وإنسان في غاية الذكاء علاوة على أنه من أكثر اللاعبين بساطة" وأضاف "لقد كان أحد أفضل صفقاتنا في السنوات الماضية". أما المدرب أنشيلوتي فقال يوم الجمعة إن ألونسو مثل لام "إنه لاعب محترف بامتياز وجاد إضافة إلى أنه لاعب خط وسط مدهش" وأضاف المدرب الإيطالي: "سيكون من الصعب جدا العثور من جديد على لاعب خط وسط بهذه الجودة من الناجية المهارية والتكتيكية."
أحد أنجح اللاعبين في التاريخ
ويقول أولونسو عن قراره بالاعتزال: "لقد قررت منذ مدة طويلة أن أختار بنفسي موعد الوداع، وكانت لدي دائما الرغبة في أن أقول أديوس (وداعا) وإنا بمستوى عال" وأضاف اللاعب الملقب بالجنتلمان "لقد تحقق كل شيء."
ولد أولونسو في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني 1981 في بلدة تولوسا بإقليم الباسك بشمال إسبانيا وبدأ مسيرته الاحترافية عام 1999 في ريال سوسيداد وانتقل إلى ليفربول عام 2004 ثم عاد إلى إسبانيا عبر الريال 2009 ثم انتقل إلى بايرن في 2014، في ظل قيادة بيب غوارديولا.
وفي مسيرته الاحترافية، التي بلغت 18 عاما، فاز ألونسو بكل الألقاب الممكنة فبالإضافة إلى ألقابه المحلية العديدة في إنجلترا وإسبانيا وألمانيا، فاز "الجنتلمان" مع منتخب إسبانيا بمونديال جنوب إفريقيا 2010 وبأمم أوروبا مرتين 2008 و 2012، ومرتين بدوري أبطال أوروبا أولهما مع ليفربول 2005 ثم مع الريال 2014.
لماذا جاء إلى بايرن وماذا سيفعل بعده؟
يوضح ألونسو أن انتقاله إلى بايرن ميونيخ بعمر 32 عاما كان بمثابة انتقال إلى "ثقافة مضادة"، لما عاشه من قبل. وذكر ألونسو لصيحفة "زود دويتشه تسايتونغ" "المجيء إلى ألمانيا من أجل تجربة جديدة أخيرة ولكي أثبت لنفسي أنه يمكنني أن أكون مهما في ناد مثل بايرن ميونيخ اعتبره ثقافة مضادة فعلا." وأكثر ما أثر فيه خلال وجوده في ميونيخ هو رؤيته للفريق البافاري وهو ينمو عالميا "ورغم ذلك يحافظ على جو، يهيمن عليه جو يتسم بالتقارب" بين الجميع من لاعبين ومسؤولين وجماهير.
وقال أولنسو للصحيفة إنه يعتبر فيليب لام في ألمانيا "واحداً من أفضل اللاعبين تكتيكيا، الذين تعرفت عليهم." أما ستيفن جيرارد فهو أكثر اللاعبين الذين أثاروا انتباهه وتأثر بهم في ليفربول. أما في ريال مدريد فطبعا كان أفضل اللاعبين هو كريستيانو رونالدو، لكنه أيضا معجب بشدة بالكرواتي لوكا مودريتش.
ألونسو تدرب في الأندية مع أشهر المدربين في العالم من بينهم جويه مورينيو وبيب غوارديولا وكارلو أنشيلوتي وفي المنتخب مع الراحل لويس أراغونيس وفيسنتي دل بوسكي، ويرى أنشيلوتي أن مستقبل ألونسو هو التدريب وقال "تشابي بإمكانه أن يكون مدربا رائعا" وأضاف "تماما مثل فيليب لام سيجلب معه خبرة طويلة ومعارف كثيرة." فهل سيستمع ألونسو للنصيحة؟
بعدما يحزم ألونسو حقائبه ويرحل عن مدينة ميونيخ سيأخذ في البداية قسطا من الراحة لعدة شهور، حسب ما ذكر لزود دويتشه تسايتونغ. وأضاف "لا أريد أن أجبر نفسي على فعل شيء. إذا لا ينبع من داخلك، لا يفيد أحدا شيئا." وتابع أولونسو "ما أقوله بكل تأكيد هو أن الكرة مازالت تمثل دائما إغراء لي."
في صور- أندية ألمانية ومواجهات لاتُنسى مع ريال مدريد
من جديد يواجه بايرن ميونيخ فريق ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا. وسبق أن واجهت أندية ألمانية عديدة البطل التاريخي لأوروبا. ودخلت بعض المقابلات سجل التاريخ، وغالبيتها كانت تزخر بالأهداف، وجميعها كانت بنكهة خاصة.
صورة من: AP
سقوط مرمى مدريد
في الأول من أبريل/ نيسان 1998 وقبل انطلاق صافرة مقابلة الذهاب في نصف نهائي البطولة الأوروبية بين ريال مدريد وبروسيا دورتموند، تسلق مشجعون إسبان السياج وأسقطوه مع المرمى المثبت به. واستمر الوقت طويلا إلى حين استبدال المرمى. وانطلقت المباراة بعد تأخير دام 76 دقيقة، وانهزم دورتموند حينها باثنين لصفر.
صورة من: picture-alliance/dpa
ليفاندوفسكي يسجل أربعة أهداف
في نصف نهائي نسخة 2012/2013 تحسن المستوى الكروي بالنسبة لبروسيا دورتموند، فتوالت الأهداف على ملعبة. وبأربعة أهداف هزم دورتموند "الملكيين" في مقابلة الذهاب في أبريل/ نيسان 2013. وفي كل مرة كان الهداف هو روبرت ليفاندوفسكي. وفي مقابلة الإياب انتصر ريال بهدفين لصفر، لكن دورتموند تأهل لمقابلة بايرن ميونيخ في النهائي.
صورة من: Reuters
شفاينشتايغر يحتفظ بأعصاب هادئة
مواجهات ساخنة جمعت بين بايرن والريال: في 2012 انتقل الفريقان في نصف النهائي إلى لعب ركلات الترجيح. وبعدما رفضت الكرة دخول الشباك في خمس من بين الركلات الثماني الأولى، أحرز قائد فريق بايرن شفايشتايغر الركلة الحاسمة ليفوز البافاري 3-1 ويصعد إلى النهائي، الذي خسره بعد بضعة أسابيع أمام تشيلسي بضربات الترجيح أيضا.
صورة من: AP
أنيلكا في تألق انفرادي
هزيمة مريرة سُجلت قبل اثني عشر عاما كذلك في النصف النهائي: البافاريون أرادوا بعد الهزيمة في المباراة النهائية أمام مانشستر يونايتد في الموسم السابق، الظفر بلقب البطولة. لكن ريال وضع حدا لهذه الأحلام بشخص الفرنسي نيكولا أنيلكا، الذي كان هدفه حاسما في مقابلة الإياب التي انتهت بهدفين لواحد لصالح الإسبان.
صورة من: Getty Images/AFP/Ch. Simon
انتقام ينس جرميس
إلى جانب أنيلكا في مايو 2000 سُجل اسم ينس جرميس في قائمة الهدافين. لاعب الوسط أخطأ بتسديد هدف في مرمى فريقه. وبعد سنة نجده ينتقم: في نصف النهائي قابل بايرن الريال. وفي مقابلة الإياب سجل جرميس الهدف الحاسم في المقابلة التي انتهت بهدفين مقابل واحد. البافاريون يصلون إلى النهائي ويفوزون بالبطولة الأوروبية على حساب فالنسيا الإسباني.
صورة من: Getty Images/Bongarts/S. Behne
مواجهة بارزة في ملعب بيرنابيو
مقابلة لا تُنسى جمعت بين بايرن وريال مدريد في عام 1987. كلاوس أوغنتالر يسجل هدفا في شباكه خطأ، ويغادر الملعب مبكرا بعد تلقيه البطاقة الحمراء. كما تطايرت أشياء أخرى، بينها قضيب حديدي ومطواة كادت أن تصيب حارس مرمى بايرن جان ماري بفاف. بايرن خسر المقابلة بصفر لواحد، لكنه تأهل بعد ذلك بفضل الفوز، الذي حققه في الذهاب بأربعة أهداف مقابل هدف واحد.
صورة من: picture-alliance/dpa
الهداف مولر يتلقى لكمات
اللاعب غيرد مولر يحسم ميزان القوة في الكأس الأوروبية لصالح البافاريين. في 1976 سجل في مقابلة الإياب في نصف النهائي هدفي النصر. وكأنه يرد بذلك على ما وقع ضده في مباراة الذهاب التي انتهت بالتعادل 1-1، حيث اقتحم مشجع للريال الملعب ووجه لكمات له وللحكم أيضا.
صورة من: picture-alliance/dpa
تسديدة زيدان
الجميع كان يترقب صافرة الاستراحة في نهائي البطولة الأوروبية عام 2002 بين مدريد وليفركوزن. إلا أن زين الدين زيدان تلقى كرة في منطقة العمليات ليسددها في الشباك ويحرز هدف الانتصار. وحاول لاعبو ليفركوزن بعد الاستراحة تدارك الموقف لكن النتيجة انتهت 2-1 للريال. ليحل ليفركوزن ثانيا أوروبيا مثلما فعل في الدوري والكأس الألمانيين.
صورة من: picture-alliance/dpa
نظرة من زاوية خاصة
فريق مونشنغلادباخ مر تقريبا فقط بتجارب مريرة مع ريال. في مارس 1976 واجه غلادباخ الفريق الملكي في ربع نهائي الأندية أبطال الدوري. وبعد تعادل بهدفين لمثلهما في الذهاب بألمانيا، لعب حكم مقابلة الإياب، الهولندي ليو فان دير كروفت، دورا حاسما. حيث إنه لم يحتسب هدفين صحيحين لمونشنغلادباخ وانتهت المقابلة بالتعادل بهدف لمثله، ليخرج غلادباخ من السباق.
صورة من: Imago/S. Simon
الفوز بخمسة أهداف ليس كافيا
بوروسيا مونشنغلادباخ نجح في إحراز خمسة أهداف مقابل واحد في ذهاب ثمن النهائي بكأس الاتحاد الأوروبي 1985. لكن الأمل بتحقيق مفاجأة اندثر بالنسبة إلى المدرب يوب هاينكس وفريقه في ملعب بيرنابيو، حيث سجل "الملكيون" أربعة أهداف لصفر وتأهلوا في آخر المطاف إلى النهائي.
صورة من: picture-alliance/EFE/EFE
حمل ثقيل
وفي النهائي قابل ريال فريقا من الدوري الألماني، إنه فريق كولونيا، الذي سيطر على مجريات لقاء الإياب أمام جمهوره وانتصر بهدفين لصفر. لكن الوقت كان متأخرا للحلم جديا بأول لقب أوروبي. حيث إن كولونيا خسر مباراة الذهاب بـ1-5 بعدما كان متقدما بهدف لصفر. وبهذا يبقى الفوز في مقابلة الإياب مجرد عملية تجميل.
صورة من: picture-alliance/dpa
مهرجان أهداف في كايزرسلاوترن
بعد هزيمة في الذهاب بثلاثة لواحد في مدريد، الوضع لم يكن إيجابيا بالنسبة إلى كايزرسلاوترن في ربع نهائي كأس الاتحاد الأوروبي عام 1982. لكن في مقابلة الإياب تمكن اللاعب فريدهيلم فونكل من تسجيل هدفين في الشوط الأول. وبعد فترة الاستراحة استمر مهرجان الأهداف ليفوز كايزرسلاوترن في النهاية بخمسة أهداف لصفر، ويعود كاماتشو وشتيليكه وزملاؤهم إلى مدريد يملأهم الخجل.
صورة من: picture-alliance/Jörg Schmitt
فارق كبير في الأداء
أينتراخت فرانكفورت لم تكن أمامه أية فرصة في 1960 في نهائي كأس أوروبا للأندية البطلة. فريق فرانكفورت سجل فعلا أمام 128 ألف متفرج ثلاثة أهداف، لكن ريال سجل سبعة. لم يكن هناك فريق ألماني في نفس مستوى الفريق الإسباني. والمقابلة تُعد إلى يومنا هذا إحدى أجمل المقابلات في تاريخ الكرة. الكاتب: أندرياس شتن-زيمونس/ م.أ.م