أمريكا تبلغ الأمم المتحدة رسميا انسحابها من اتفاقية المناخ
٥ أغسطس ٢٠١٧
أبلغت وزارة الخارجية الأمريكية الأمم المتحدة رسميا أنها ستنسحب من اتفاقية باريس للمناخ. ولكنها تركت الباب مفتوحا أمام إعادة انضمامها إلى الاتفاقية إذا تحسنت الشروط بالنسبة للولايات المتحدة.
إعلان
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية في وقت متأخر من مساء الجمعة (الرابع من آب/ أغسطس)، أنها أبلغت منظمة الأمم المتحدة رسميًا، عزمها الانسحاب من اتفاق باريس لمكافحة التغير المناخي. وأفاد بيان للخارجية الأمريكية، أن واشنطن أبلغت الأمم المتحدة بأنها تريد الانسحاب من الاتفاق "في أسرع وقت ممكن". وقالت الخارجية في بيان صحفي إن الولايات المتحدة ستواصل المشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة لتغير المناخ خلال عملية الانسحاب التي من المتوقع أن تستغرق ما لا يقل عن ثلاث سنوات.
وأضافت الوزارة أن "الولايات المتحدة تؤيد انتهاج موقف متوازن بشأن سياسة المناخ من شأنه الحد من الانبعاثات في الوقت الذي يشجع فيه النمو الاقتصادي ويكفل أمن الطاقة".
قالت الوزارة في بيانها الصحفي عن إخطار الانسحاب الرسمي "مثلما أشار الرئيس (دونالد ترامب) في إعلانه في أول يونيو/ حزيران وما تلا ذلك، فإنه مستعد لإعادة الاشتراك في اتفاقية باريس إذا وجدت الولايات المتحدة شروطا تكون مواتية بشكل أكبر لها ولشركاتها وعمالها وشعبها ودافعي الضرائب عندها".
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراره بالانسحاب من اتفاقية باريس قائلا إن هذه الاتفاقية ستكلف أمريكا تريليونات الدولارات وستقضي على وظائف وتعرقل صناعات النفط والغاز والفحم والصناعات التحويلية. ولكنه قال أيضا في ذلك الوقت إنه سيكون مستعدا لإعادة التفاوض على الاتفاقية التي وافقت عليها نحو 200 دولة على مدار سنوات، مما أثار استهجانا من زعماء العالم وقطاع الأعمال الذين قالوا إن ذلك سيكون مستحيلا.
واتفاق باريس للمناخ هو أول اتفاق دولي شامل للحد من انبعاثات الغازات المضرة بالبيئة، وجرى التوصل إليه في 12 ديسمبر/ كانون الأول 2015، بالعاصمة الفرنسية بعد مفاوضات بين ممثلي 195 دولة.
ودخل الاتفاق حيز التنفيذ في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، بعد أن وافقت عليه كل الدول، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية في عهد الرئيس السابق، باراك أوباما (2009 – 2017). ويحق لأي طرف الانسحاب من الاتفاقية بعد ثلاث سنوات من دخولها حيز التنفيذ، وفقا لبيان صادر عن الأمم المتحدة. كما أعرب بيان الأمم المتحدة مجددا عن "خيبة الأمل الكبيرة" لدى المنظمة بعد قرار الولايات المتحدة الانسحاب من اتفاقية باريس.
ع.أ.ج/ ع ج (د ب ا، رويترز)
التغيرات المناخية..الخطر الذي يهدد كوكب الأرض
التغيرات المناخية تُبدلُ حالياً المناخ في كوكبنا، بدءاً من ذوبان الأنهار الجليدية وإنتهاءاً بإرتفاع مستوى مياه البحار. إذا أردت أن تَقصَ على أطفالك شيئاً عن الأنهار الجليدية ، فما عليك إلا أن تبدأ قبل فوات الآوان.
صورة من: Fotolia/peteri
من أراد الغوص في الشعاب المرجانية الإسترالية ليلتقط صوراً برفقة السمكة "نيمو". من الافضل أن يسرعَ في ذلك،لأن إرتفاع درجات الحرارة بمعدل درجتين يُمكن أن يحول لون المرجان إلى اللون الأبيض وبالتالي سيؤدي ذلك إلى زواله. كما أن إزدياد إمتصاص مياه المحيط لغاز ثاني أكسيد الكربون سيزيد من نسبة حموضة الماء، وبالتالي سيمنع ذلك أي مرجان جديد من النمو مجدداً.
صورة من: picture-alliance/ dpa
تفيدُ منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن جبال الألب تشهد تراجعاً كبيراً في المُعَدَلات السنوية لسقوط الثلوج. وتواجه المناطق المنخفضة تراجعاً كبيراً في معدل سقوط الثلوج. وتقوم بعض المنتجعات بتغطية الأنهار الجليدية بمواد عاكسة خلال الأشهر الدافئة، ونيجة لذوبان الأنهار الجليدية ينتقل الغطاء النباتي لينمو في المناطق الأكثر إرتفاعاً.
صورة من: picture-alliance/chromorange
"البندقية" مدينة منخفضة يمكن أن تتعرض للغمر بفعل إرتفاع منسوب مياه البحار، أو يمكن أن تصبحَ غير صالحة للسكن بسبب الفيضانات. لن تواجه المدن الساحلية الإيطالية وحدها هذا المصير، بل ستشاركها مدن كثيرة في العالم مثل "نيويورك" و"بانكوك" و "هونغ كونغ" و "طوكيو" و "مومباي" و "الإسكندرية" و "أمستردام".
صورة من: picture-alliance/dpa
أدى ذوبان الجليد إلى الكشف عن الممر القطبي الشمالي الغربي وهو يختصر المسافة بالنسبة للسفن بين قارتي آسيا وأوروبا، ولم يكن ذلك الممر سالكاً في عام 2007، وقد أعلنت وكالة الفضاء الأوربية أن الممر برمته أمسى صالحاً للإبحار، غير أنه ليس واضحاً حتى الآن فيما إذا كان هذا الممر سيُعتمد كخط ملاحي ، وتقوم سفن الرحلات الترفيهية حالياً بالإبحار في هذا الممر الذي كان حِكراً على المغامرين.
صورة من: DW/I.Quaile
ألمْ ترغب على الدوام القيام برحلة سفاري؟ حسناً عليك أن تُسْرِعَ الخُطى. لأن التغيرات المناخية تُؤثر على الحيوانات البرية التي تحاول التأقلم مع حالات الجفاف المزمنة، ومع إرتفاع منسوب مياه المحيطات. وضعت منظمة الصندوق العالمي للحياة البرية الفيل الإفريقي على قائمة الأنواع المهددة بالإنقراض بسبب الضرر الذي لحق ببيئته، و يُشارك الفيل الإفريقي بهذا المصير كل من السلاحف البحرية.
صورة من: Reuters/P. Bulawayo
أدت التغيرات المناخية إلى إصابة كاليفورنيا بالجفاف الشديد، حيث سجلت السنوات الثلاث الأخيرة أعلى درجات الحرارة وأشد حالات الجفاف، وأدى ذلك كله إلى إصابة أشجار اللوز في الولاية بأضرار بالغة، وإذا ما أردت أن تتجول بين جنبات أشجار اللوز في كاليفورنيا، أو بين جنبات مزارع البن في البرازيل، أو في حقول الأرز الفيتناميية، فإن الوقت المتاح لتلك الجولات أمسى محدوداً.
صورة من: Reuters/L. Nicholson
أدرجَ موقع التراث العالمي التابع"لليونيسكو"على صفحته الكثير من المواقع الطبيعة الجميلة،ولكن إذا ما إرتفعت الحرارة ثلاثة درجات مئوية فإن 136 موقعاً من بين 700 موقع ستتأثر بالتغيرات المناخية. ومن بين ما يُقارب الـ 150 نهراً جليدياً كان متواجداً هنا في أواسط القرن التاسع عشر لم يَبقْ بحلول عام 2010 سوى 24 نهراً جليدياً، ومن المتوقع أن يزول أي أثر لتلك الأنهار الجليدية بحلول عام 2030.
صورة من: gemeinfrei
قد تدخل التغيرات المناخية أيضاً إلى عِقْرِ دارك، وإذا ما أسعفك حظك فلن تُجْبَرَ حتى على التخلي عن أريكتك ومغادرة منزلك لتشهد تلك التغيرات. تتوقع "كلايمت سنترال" وهي منظمة إخبارية غير ربحية تهتم بشؤون التغيرات المناخية بأن يعاني 150 مليون شخص يعيشون في مناطق يحتمل أن تُغمر أو يحتمل أن تتعرض لفيضانات خطيرة بحلول عام 2100،ولربما تحدث تلك التغيرات بشكل يسبق تلك التوقعات.
صورة من: Reuters/Mariana Bazo
حتى لو حافظنا على مَعَدَل التسخين الحراري الذي يبلغ درجتين مئويتين بالمقارنة مع ما قبل العصر الصناعي، ستستمر مياه البحار بالإرتفاع وبالتالي ستَغْمِرُ مياه البحر مدينة "أمستردام". وإذا ما إستمر إنبعاث الكربون بالمعدل الحالي فإن ذلك سيؤدي إلى زيادة الحرارة بأربع درجات مئوية، بحلول عام 2100، وهذا سيؤدي بدورهِ إلى غَمْرِ مدينة "نيويورك" بمياه البحر.