أوقفت إدارة ترامب التمويل الحكومي الضروري للبحث العلمي في الولايات المتحدة. ويشعر باحثون بالقلق مما قد يعنيه ذلك بالنسبة لمستقبل الحرية الأكاديمية والبحث العلمي في الولايات المتحدة.
وقّع الرئيس ترامب في 27 يناير/كانون الثاني أمراً تنفيذياً بتجميد جميع برامج الأبحاث الممولة فيدرالياً.صورة من: Elizabeth Frantz/REUTERS
إعلان
يعيش العلماء في الولايات المتحدة حالة من الارتباك والذعر بعد إصدار إدارة ترامب أمرًا بتجميد مليارات الدولارات من التمويل الفيدرالي للأبحاث الأسبوع الماضي.
ورغم تراجع الإدارة عن خطتها لتعليق المنح والقروض الفيدرالية خلال يومين، إلا أن مراجعة آلاف البرامج الممولة اتحاديًا لا تزال مستمرة، مع وقف للأبحاث الممولة من قبل المعاهد الوطنية للصحة (NIH).
تُعد المعاهد الوطنية للصحة (NIH) أكبر مؤسسة طبية حيوية في العالم، حيث توفر أكثر من 40 مليار دولار سنويًا للأبحاث الصحية وتدعم أكثر من 300,000 باحث في أكثر من 2,500 جامعة ومؤسسة بحثية، معظمها في الولايات المتحدة.
وفي حوار أجراه مع DW، علق عالم بكلية الطب بجامعة هارفارد، طلب عدم الكشف عن هويته، على الأمر بقوله: "إنها فوضى، مخيفة حقا، وتمثل تهديدًا للحرية الأكاديمية". وأضاف: "كثير من العلماء والفنيين يشعرون بالذعر ولا يعرفون ما إذا كان بإمكانهم الاستمرار في مجال البحث العلمي".
وقال كينيث إيفانز، خبير السياسة العامة للعلوم والتكنولوجيا في جامعة رايس بتكساس: "لقد أصبحت الولايات المتحدة الآن مكانًا معاديًا للباحثين بسبب إدارة ترامب".
وأضاف: "لا توجد أخبار جيدة للعلم في الولايات المتحدة. إلى جانب الهجمات على (تأمين الوظائف) للموظفين الحكوميين، والآلاف منهم علماء، جعلت إدارة ترامب الولايات المتحدة مكانًا معاديًا للباحثين".
تأثير على العلوم في أمريكا على المدى البعيد
جاء تجميد التمويل ضمن حزمة من الأوامر التنفيذية التي وقعها الرئيس ترامب في 27 يناير/ كانون الثاني.
وتهدف هذه الأوامر إلى تغيير السياسات المتعلقة بعدة قضايا علمية، بما في ذلك المناخ والصحة العامة، بالإضافة إلى تقليص عدد العاملين في الحكومة، ومن بينهم العلماء.
ورغم صدور أمر من محكمة فدرالية في 31 يناير/ كانون الثاني لاستئناف الإنفاق، أشار كينيث إيفانز إلى أن هذه الأزمة ستترك تأثيرًا سلبيًا على العلوم في الولايات المتحدة على المدى الطويل.
وقال إيفانز: "الكليات والجامعات الأمريكية تسير بحذر، حيث تقوم بمراجعة وإغلاق البرامج والمناهج التي قد تتعارض مع أوامر ترامب".
وفي الوقت ذاته، يستمر التقدم العلمي في أماكن أخرى حول العالم. وأكد إيفانز وجود أدلة بالفعل على أن "الطلاب والعلماء الذين يعانون من القواعد الجديدة يبحثون عن فرص أفضل في الخارج للتعليم والعمل".
وأضاف: "إذا كانت إدارة ترامب ترغب في تعزيز الريادة الأمريكية في العلوم والتكنولوجيا، فهناك القليل من الأدلة على أنها تأخذ هذا الوعد على محمل الجد".
مخاوف بشأن سياسة المناخ الأمريكية في عهد ترامب
02:43
This browser does not support the video element.
قِسم "كفاءة الحكومة" يضر بالبحث العلمي الأمريكي
أدى تجميد التمويل إلى توقف الأبحاث العلمية في مختبرات الأبحاث في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
إعلان
ورغم استئناف معظم الأبحاث، لا يزال من غير الواضح أي المنح الفيدرالية قد تم فك تجميدها. ووفقًا للمصدر الذي رفض ذكر اسمه الذي تحدث لـ DW، فما زال العديد من العلماء في حالة من عدم اليقين، منتظرين معرفة ما إذا كانوا سيحصلون على التمويل الذي تم إقراره لهم بالفعل.
وأضاف المصدر أن إجراءات إدارة ترامب قد أدت بالفعل إلى تأخير تحقيق اختراقات علمية وطبية مهمة.
وقال المصدر: "هناك حاجة إلى العلوم الأساسية لتوجيه مستقبل الأبحاث والتقنيات. وإذا كان العلماء لا يثقون بالأساس الذي يقفون عليه، فكيف يمكنهم أداء عملهم؟"
وأشار إلى أن "التجارب العلمية تُخطط لأشهر أو حتى سنوات مسبقًا. ومن ثم إذا توقف التمويل أو لم يتم تجديده، فإنه يؤثر على جهود بحثية تمتد لسنوات".
وكحال العديد من تخفيضات التمويل الفيدرالية الجديدة التي فرضتها إدارة ترامب، سيتسبب هذا التجميد أيضًا في تراجع سنوات من التقدم في تحسين التنوع داخل المؤسسات العامة.
وقال المصدر: "التمثيل في أوساط البحث العلمي ليس مثاليًا، لذا نحاول تحسين التنوع وتحقيق تمثيل أفضل في الأوساط الأكاديمية".
وتقوم الحكومة الأمريكية الآن بمراجعة البرامج الممولة من معاهد الصحة الوطنية (NIH) لتحديد أيها سيستمر في تلقي التمويل الفيدرالي. وكجزء من هذه المراجعة، سيتعين على الوكالات الإجابة عن سلسلة من الأسئلة لكل برنامج، بما في ذلك ما إذا كانت هذه البرامج تمول "التنوع والإنصاف والشمول" (DEI)، أو تدعم "المهاجرين غير الشرعيين"، أو تروج "لأيديولوجيا الجندر".
حلف ماسك مع ترامب سيجلب له منافع
02:58
This browser does not support the video element.
ما هو مستقبل العلوم في الولايات المتحدة؟
أعرب كينيث إيفانز عن قلقه بشأن مستقبل المؤسسات العلمية الأمريكية على المدى الطويل باعتبارها ركائز للقوة الناعمة الأمريكية على الصعيد الدولي.
وقال: "وكالات العلوم الفيدرالية، وخصوصًا NSF(مؤسسة العلوم الوطنية) و NIH (معاهد الصحة الوطنية)، تمثل المعيار الذهبي على المستوى الدولي لدعم الأبحاث والابتكار".
وأضاف: "انسحاب ترامب من منظمة الصحة العالمية (WHO) واتفاق باريس (للمناخ) يزيد من تأجيج هذه النار، مما يفتح المجال أمام قوى علمية أخرى، وخصوصًا في أوروبا والصين، لتولي الريادة في مجالي الصحة العامة وابتكارات المناخ".
وأكد إيفانز أن العلوم بحاجة إلى "الجلوس إلى مائدة النقاش" لمناقشة ما إذا كانت قادرة على مواجهة الإصلاحات العدوانية للإدارة فيما يتعلق بتمويل المنح والتبادل العلمي.
يضع المجتمع العلمي آماله حاليًا على مايكل كراتسيوس، مرشح ترامب لقيادة مكتب البيت الأبيض لسياسة العلوم والتكنولوجيا، الذي ينتظر حاليا تصديق مجلس الشيوخ على قرار تعيينه.
واختتم إيفانز قائلاً: "إذا تلاشى صوته وسط أتباع إيلون ماسك وأنصار تقليص الميزانية، فإن السنوات الأربع المقبلة ستختبر حدود الضرر الذي يمكن أن تتعرض له العلوم الأمريكية قبل أن تفقد ريادتها لصالح دول أخرى أكثر دعمًا وترحيبًا".
تحرير: م وارد أغيوس
أعده للعربية: صلاح شرارة
الولاء قبل الكفاءة؟ ـ أهم شخصيات إدارة دونالد ترامب
في 20 كانون الثاني/يناير 2025، يعود دونالد ترامب الرئيس الأمريكي المنتخب، إلى البيت الأبيض، بعد أن غادره قبل أربع سنوات. في ألبوم الصور التالي نتعرف على أهم شخصيات فريق ترامب الحكومي.
صورة من: Evan Vucci/AP Photo/dpa/picture alliance
جي دي فانس - نائب الرئيس
كان جي دي فانس (40 عاماً) معارضاً لترامب فيما مضى، ووصفه بأنه "أحمق" ووصل به الأمر إلى نعته في حديث سري بأنه "هتلر أمريكا". ولكن بعد فترة وجيزة من ذلك، أصبح ترامب فجأة "أفضل رئيس عرفته على الإطلاق" - بعد أن ساعده الرئيس السابق في أن يصبح عضواً في مجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو. ويعتبر نائب ترامب نفسه ممثلاً لـ "اليمين الجديد"، والجندي السابق في مشاة البحرية يعارض الإجهاض ومساعدة أوكرانيا.
صورة من: Jim Watson/AFP/Getty Images
ماركو روبيو – وزير الخارجية
وكان السيناتور عن فلوريدا هو الآخر من معارضي ترامب في السابق، ووصفه بأنه "ديكتاتور العالم الثالث". أما اليوم فقد تبدل الحال واختفت تلك النعوت. في آرائه المتعلقة بالسياسة الخارجية، هناك الكثير من القواسم المشتركة بين روبيو وترامب: يؤيد الابن لمهاجرين كوبيين سياسة أكثر صرامة تجاه الصين، ويدعم بشكل كبير للغاية إسرائيل، ويدفع من أجل إنهاء سريع للحرب الأوكرانية.
صورة من: Evan Vucci/AP Photo/picture alliance
بيت هيجسيث - وزير الدفاع
بيت هيجسيث ودونالد ترامب يعرفان بعضهما البعض من خلال التلفاز. كمذيع في قناة فوكس نيوز المقربة من ترامب، أجرى الرجل البالغ من العمر 44 عاماً مقابلات متكررة مع ترامب خلال رئاسته الأولى. ولا يكاد يتمتع هيجسيث بأي خبرة سياسية سابقة، وأدى الخدمة العسكرية في العراق وأفغانستان. ويعتبر هيجسيث من المؤيدين لإسرائيل. وينظر بعين التشكيك لوجود النساء في الجيش ويريد تقليص برامج المساواة بين الجنسين في الجيش.
صورة من: Evan Vucci/AP/dpa/picture alliance
مايك والتز - مستشار الأمن القومي
شارك النائب السابق في فلوريدا لأكثر من 20 عاماً في المهام القتالية كجندي في أفغانستان. يعتبر مايك والتز من "الصقور" ذوي المواقف الصارمة في السياسة الخارجية. ويرى أن الولايات المتحدة تخوض "حرباً باردة جديدة" مع الصين؛ ويؤيد مايك والتز من حيث المبدأ تقديم المساعدات لأوكرانيا، ولكنه يدعو إلى إعادة التفكير الاستراتيجي: إذ يتعين على أوروبا أن تشارك بشكل أكبر من أي وقت مضى.
صورة من: Rod Lamkey/AP Photo/picture alliance
إيلون ماسك - مستشار "الكفاءة الحكومية"
يبدو رجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك في وضعية خضوع لترامب، فهل سيبقى الأمر على هذا النحو؟ لقد عين ترامب رئيس منصة "إكس" وشركة "تسلا" مستشاراً له بشأن "الكفاءة الحكومية" - وينبغي عليه خفض الإنفاق بشكل جذري. يشيد ترامب بانتظام بماسك. لكن ماسك هو في المقام الأول رجل أعمال. فهل سيتبع نهج ترامب الصارم تجاه الصين على المدى الطويل؟
صورة من: JIM WATSON/AFP via Getty Images
تولسي جابارد – منسقة المخابرات
أثار ترشيحها موجة من الغضب؛ ويعود السبب إلى أن تولسي جابارد أظهرت تفهماً للهجوم الروسي على أوكرانيا ونشرت الدعاية الروسية دون انتقاد في عدة مناسبات. وفي الآونة الأخيرة، كانت الديمقراطية السابقة منتقدة شرسة لحكومة بايدن - خاصة فيما يتعلق بمساعدتها لأوكرانيا. وقد أشاد التلفزيون الرسمي الروسي بتعيينها كمنسقة جديدة للاستخبارات الأمريكية.
صورة من: Jeenah Moon/REUTERS
كريستي نوم – وزيرة الأمن الداخلي
تعتبر حاكم ولاية داكوتا الجنوبية من المحافظين المتشددين. كتبت ذات مرة في كتاب أنها أطلقت النار على كلبتها لأنها "لم تستجب للتدريب". وبذلك أرادت أن تظهر أنها مستعدة- إذا لزم الأمر - "لاتخاذ قرارات صعبة وقذرة وقبيحة". وباعتبارها وزيرة للأمن الداخلي، فهي مكلفة الآن بتنسيق مكافحة الهجرة غير النظامية.
صورة من: Rod Lamkey/CNP/picture alliance
مات غايتس - وزير العدل
مات غايتس شخصية مثيرة للجدل. خضع وزير العدل المستقبلي للتحقيق عدة مرات بعدة تهم، من بينها ممارسة الجنس مع قاصر وتعاطي المخدرات والرشوة. وفي عام 2017، كان العضو الوحيد في مجلس النواب الذي صوت ضد تشديد قانون الاتجار بالبشر. وألقى باللوم على المتطرفين اليساريين في اقتحام مبنى الكابيتول.
صورة من: Evan Vucci/AP Photo/picture alliance
شون دافي - وزير النقل
وصل مذيع تلفزيوني آخر إلى حكومة ترامب: عمل شون دافي في قناة فوكس نيوز، قبل أن يصبح عضواً عن الجمهوريين في الكونغرس عن ولاية ويسكونسن. وكوزير للنقل، يقول ترامب، إن شون دافي "سيبشر بالعصر الذهبي للسفر"، دون أن يأتي على ذكر الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أو التنقل الكهربائي. وحسب ترامب، سيعيد الوزير تعزيز حركة النقل الجوي الداخلية في الولايات المتحدة من جديد.
صورة من: Susan Walsh/AP/picture alliance
دوغ بورغوم – وزير الداخلية
كان الرجل البالغ من العمر 67 عاماً حاكماً سابقاً لولاية داكوتا الشمالية، التي يقوم اقتصادها على إنتاج النفط والزراعة، وتعتبر قريبة من عالم الأعمال. وباعتباره وزيراً للداخلية، فمن المتوقع أيضاً أن يرأس "مجلس الطاقة الوطني" الذي تم إنشاؤه حديثاً. وفي الوقت نفسه، فهو مسؤول عن المتنزهات الوطنية، التي من المفترض بناء على رغبة ترامب فتحها بشكل أكبر أمام إنتاج النفط والغاز.
صورة من: Anna Moneymaker/Getty Images
كريس رايت – وزير الطاقة
الرئيس التنفيذي لشركة نفط كريس رايت يناسب ذوق ترامب على المسطرة؛ فهو مثله منكر للتغير المناخي، وشبّه كفاح الديمقراطيين ضد الانحباس الحراري العالمي بالشيوعية السوفييتية. وهو من المدافعين عن الوقود الأحفوري. وفي عام 2019، شرب سائل التكسير الهيدروليكي أمام الكاميرا ليُظهر أن طريقة استخراج الغاز باستخدام ذلك السائل غير ضارة.
صورة من: John Angelillo/UPI Photo/newscom/picture alliance
توم هومان – المفوض بشؤون حراسة الحدود
كمدير لوكالة مراقبة الحدود في فترة ترامب الأولى، كان هومان مسؤولاً عن سياسة عدم التسامح المطلق مع المهاجرين غير النظاميين القادمين من المكسيك. وفي عام 2014، قال إن فصل الأطفال عن والديهم كان "وسيلة فعالة لردع الراغبين بعبور الحدود بشكل غير شرعي". والآن يتعين عليه مرة أخرى أن يتخذ إجراءات صارمة ضد الهجرة غير الشرعية.
صورة من: Lev Radin/ZUMA/picture alliance
روبرت ف. كينيدي جونيور – وزير الصحة
وزير الصحة المقبل معارض صريح للتطعيم وقد جذب الانتباه في الماضي لنشره تقارير كاذبة حول جائحة كوفيد. إنه روبرت إف كينيدي جونيور، ابن شقيق الرئيس الديمقراطي السابق جون إف كينيدي، الذي مات اغتيالاً. خلال الحملة الانتخابية، وصفه ترامب بأنه "أغبى عضو في عائلة كينيدي" - والآن يعتقد أنه ذكي بما يكفي لتولي منصب وزير الصحة.
صورة من: Morry Gash/AP Photo/File/picture alliance
سوزي وايلز - كبيرة موظفي البيت الأبيض
حتى وقت قريب، لم يكن أحد يعرفها تقريباً. عملت سوزي وايلز لصالح الجمهوريين لمدة 40 عاماً كخبيرة استراتيجية ولكن خلف الكواليس. وكانت سوزي وايلز عضواً في فريق حملة رونالد ريغان وأدارت بعد ذلك حملات حاكمي فلوريدا ريك سكوت ورون ديسانتيس، وحملة دونالد ترامب الرئاسية. وفاز جميع من سبق ذكرهم. الآن ستصبح المحافظة القوية أول امرأة تتولى منصب كبيرة موظفي البيت الأبيض.
أعده للعربية: خالد سلامة