أمريكا تطالب روسيا وحلفاءها بمغادرة فنزويلا وموسكو ترد بحزم
٥ مايو ٢٠١٩
قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن على روسيا والدول الأخرى المتحالفة مع نظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، "الرحيل" من فنزويلا. فيما دعت موسكو واشنطن إلى التخلي عن "خططها المتهورة" في فنزويلا.
إعلان
أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في تصريح صحفي اليوم الأحد (5 مايو/ أيار 2019) أن "على الروس الرحيل"، الرحيل من فنزويلا مضيفا "كما على جميع الدول التي تتدخل في حق الشعب الفنزويلي في استعادة الديموقراطية، الرحيل أيضا".
وقال إنه ستكون له "محادثات موسعة أكثر" حول الوجود الروسي في فنزويلا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الذي سيلتقيه "بعد أيام عدة" على هامش اجتماع في فنلندا. وقال بومبيو أيضا "الهدف واضح جدا، نريد أن يرحل الروس والإيرانيون والكوبيون".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن الجمعة أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين "لا يسعى على الإطلاق إلى التورط في فنزويلا بأكثر من رغبته برؤية الأمور تتطور ايجابيا"، وذلك في أعقاب مكالمة هاتفية بينهما يوم الاثنين الماضي.
وردا على سؤال حول ما قاله ترامب في هذا الإطار قال بومبيو: "لم أنتبه إلى الإطار الذي جاءت فيه هذه العبارة"، مضيفا "الرئيس قالها بشكل واضح، نريد أن يرحل الجميع وهذا يشمل الروس".
وكانت الولايات المتحدة صعدت قبل أيام الضغوط على الأطراف التي تدعم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بمواجهة الزعيم المعارض خوان غوايدو الذي أعلن نفسه رئيسا بالوكالة، وتعترف به واشنطن ونحو خمسين دولة.
وكان بومبيو أعلن يوم الثلاثاء أن مادورو كان على وشك مغادرة فنزويلا واللجوء إلي كوبا صباح اليوم نفسه، لولا مطالبة الروس له بـ "البقاء". وتابع بومبيو اليوم الأحد "من دون الكوبيين لم يكن بإمكان مادورو البقاء في السلطة (...) لأنهم يقيمون حزاما أمنيا" حول مقر الرئيس "الذي لا يثق بجيشه". وكانت الحكومة الفنزويلية أعلنت الاثنين وصول بعثة دبلوماسية إيرانية إلى كراكاس للتفاوض حول فتح خط جوي تجاري بين البلدين.
موسكو ترد
الرد الروسي لم على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي لم يتأخر، إذ دعا اليوم الأحد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولايات المتحدة إلى "التخلي عن خططها المتهورة" في فنزويلا، بعدما كثفت واشنطن هذا الأسبوع ضغوطها على حلفاء كراكاس من دون أن تستبعد تدخلا عسكريا.
وقال لافروف في مستهل اجتماع في موسكو مع نظيره الفنزويلي خورخي أريازا "ندعو الأمريكيين وجميع من يدعمونهم إلى التخلي عن خططهم المتهورة والتحرك فقط في إطار القانون الدولي". وأضاف "نشهد حملة غير مسبوقة للولايات المتحدة لإطاحة السلطات الشرعية في فنزويلا".
من جهته شكر أريازا موسكو على دعمها، وقال لنظيره الروسي إن "العلاقة بين موسكو وكراكاس باتت تنطوي على مدلول أكبر، ليس فقط بالنسبة الى بلدينا بل أيضا بالنسبة إلى العالم".
م.أ.م/ ع.ج ( أ ف ب)
صراع شرس على السلطة في فنزويلا
عدد متزايد من الناس يخرجون في فنزويلا إلى الشارع، بعضهم يدعمون الرئيس نيكولاس مادورو وآخرون يحتفون بخصمه خوان غوايدو، إذ يظل التوتر السياسي في ازدياد. مشاهد من بلد يشهد غلياناً سياسياً واجتماعياً.
صورة من: Reuters/C. G. Rawlins - picture-alliance/dpa/Xinhua
الخصم
هل هو الرجل القوي الجديد في فنزويلا؟ خوان غوايدو البالغ من العمر 35 عاما الذي هو رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان) في فنزويلا يريد قيادة البلد إلى مستقبل جديد. وفي الثالث والعشرين من كانون الثاني/ يناير 2019 أعلن نفسه رئيساً انتقالياً لفنزويلا ـ ما يُعد تحديا خطيراً للرئيس المنتخب الموجود في السلطة نيكولاس مادورو.
صورة من: picture-alliance/dpa/sincepto/R. Hernandez
النضال من أجل المنصب !
مادورو أوضح مؤخراً أنه لا يريد الدعوة إلى انتخابات جديدة، كما يطالب بذلك كثيرون. لكنه يواجه معارضة قوية يتهمه ممثلوها بتحمل مسؤولية تدهور الاقتصاد في البلاد حيث يعاني السكان من نسبة تضخم تتجاوز مليون في المائة. كما أنهم يتهمونه بالمراهنة أكثر على استخدام العنف.
صورة من: Reuters/M. Quintero
ليس وحيداً
وعلى الرغم من المعارضة المتنامية ضده، ينعم مادورو بدعم قطاعات كبيرة من الشعب ممن يعتقدون أن العدالة الاجتماعية وتساوي الفرص لن يتحقق إلا معه. وشعارهم هو اللون الأحمر، لون الاشتراكية. والجماهير الحمراء توحي لمادورو أنه ليس وحيدا في خندقه.
صورة من: Getty Images/AFP/Y. Cortez
نحن كثر
لكن حتى غوايدو بإمكانه أن يعول على أنصاره. وبخلاف أتباع مادورو فإنهم لا يراهنون على لون رمزي، بل على العلم الفنزويلي بالأحمر والأزرق والأصفر بنجومه البيضاء الثمان، ورسالتهم هي أن القضية هي الوطن وليس مذهب سياسي.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Parra
اقتصاد متهاوٍ
السبب الرئيسي وراء الاحتجاجات هو أن اقتصاد البلد الذي كان غنياً، تهاوى في السنوات الأخيرة. وبسبب سعر النفط المنخفض تتدفق أموال أقل على صندوق الدولة. والقدرة الشرائية للمواطنين تتراجع بسبب التضخم. والنتيجة هي رفوف فارغة في كل المحلات التجارية، ومن أجل تفادي الجوع رحل كثير من الفنزويليين إلى الخارج.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Vautierle Pictorium
تضامن مع فنزويلا
هذه العائلة ـ مثل كثير من الفنزويليين ـ هربت إلى البرازيل. وبعدما تم قبول افرادها هناك كلاجئين، فإنها في طريقها إلى مدينة بوا فيستا حيث تنوي الاستقرار. واللافتة التي يحملها الرجل في الصورة توحي باستعداد البرازيليين على المساعدة، وهم متضامنون في غالبيتهم.
صورة من: Reuters/N.Doce
"وقت العمل"
يضيق الوضع بالنسبة إلى مادورو، إذ أن نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس دعا إلى الإطاحة بمادورو. وقال أمام مئات من المهاجرين الفنزويليين في فلوريدا:" الوقت حان لإنهاء ديكتاتورية مادورو". وأضاف بأنّ "هذا ليس وقت الحوار، بل إنه وقت العمل". وقال نائب الرئيس الأمريكي بأن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة.
صورة من: picture-alliance/AP/B. Anderson
رياح عاتية من الاتحاد الأوروبي
وحتى من جانب الاتحاد الأوروبي تهب رياح قوية في وجه مادورو. فألمانيا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال وبريطانيا وهولندا وبلجيكا اعترفت بغوايدو كرئيس انتقالي شرعي. وتجاهل مادورو المهلة الزمنية التي وضعتها الدول الأوروبية للدعوة إلى انتخابات جديدة. ووافق البرلمان الأوروبي قبلها على الاعتراف بخوان غوايدو كرئيس انتقالي في فنزويلا.
صورة من: European Union/EP
لا تكن جاهلا
هذا المتظاهر يحث مواطنيه على الوقوف بشكل أوضح ضد مادورو. "لا تكن جاهلا ولا تكن غير مبال"، كُتب على اللافتة. "بكسلك لن ننتصر على الديكتاتورية".
صورة من: Getty Images/AFP/F. Parra
ضابط يتخذ موقفا
حتى بعض العسكريين بدأوا يتنصلون من مادورو. خوسي لويس سيلفا، الملحق العسكري لفنزويلا في واشنطن انحاز إلى جانب غوايدو. وقال هذا الضابط:" إنه الرئيس الشرعي الوحيد". وفي واشنطن تترك هذه التصريحات صدى إيجابيا.
صورة من: Reuters/J. Roberts
قوة الدولة
مازالت قوى الأمن تتحرك إلى جانب مادورو. وهي تعمل بحزم ضد المتظاهرين الذين لا يتردد بعضهم في استخدام العنف. وأدت المواجهات في الشوارع إلى سقوط بعض القتلى.
صورة من: Reuters/M. Quintero
اختبار القوة
إلا أن المتظاهرين لا ينحنون. "القوة"، كتبت هذه المتظاهرة الشابة من أنصار غوايدو على شريط في العنق. وحتى الجانب الآخر يبرهن على حزم في مواقفه. فالبلاد تقف أمام اختبار قوة حاسم. كيرستن كنب / م.أ.م