أمريكا تعلن تدمير كل ترسانتها من الأسلحة الكيماوية
٨ يوليو ٢٠٢٣
أعلنت واشنطن تدمير آخر أسلحتها الكيماوية، في "خطوة إلى الأمام نحو عالم خال من أهوالها". وأكدت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية تدمير كل المخزونات المصرح عنها، داعية أربع دول، منها مصر، للانضمام لاتفاقية حظرها.
إعلان
أعلنت الولايات المتحدة يوم الجمعة (السابع من تموز/يوليو 2023) أنّها استكملت تدمير آخر أسلحتها الكيماويّة، في خطوة تشكّل بداية تحوّل رئيسيّة على نطاق عالمي.
وفي أعقاب الإعلان الأمريكي، أكّدت منظّمة حظر الأسلحة الكيماويّة أنّ كلّ المخزونات المُصرّح عنها قد "دُمّرت على نحوٍ لا رجوع فيه". غير أنّ ثمّة بلدانًا، بينها كوريا الشماليّة ومصر، لا تزال خارج اتفاقيّة 1997 التي تحكم هذه القضيّة.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن في بيان إنّه "منذ أكثر من 30 عامًا، تعمل الولايات المتحدة بلا كلل للقضاء على مخزوناتها من الأسلحة الكيماويّة"، وأضاف: "اليوم أنا فخور بأن أعلن أنّ الولايات المتحدة دمّرت بأمان الذخيرة الأخيرة في هذا المخزون، وهو ما يُقرّبنا خطوة إلى الأمام نحو عالم خالٍ من أهوال الأسلحة الكيماويّة".
من جهته، اعتبر المدير العام لمنظّمة حظر الأسلحة الكيماويّة فرناندو أرياس أنّ "إنجاز تدمير كلّ المخزونات المصرّح عنها من الأسلحة الكيماويّة يُشكّل محطّة مهمّة".
وكان الموقّعون الآخرون لاتفاقيّة حظر الأسلحة الكيماويّة لعام 1997 قد سبق لهم أن دمّروا احتياطاتهم، وفق ما أعلن أرياس في أيّار/ مايو. وقال أرياس إنّ الولايات المتحدة هي وحدها التي توجّب عليها الانتهاء من تدمير احتياطاتها، مشيرًا إلى أنّ أكثر من "70 ألف طنّ من أخطر السموم في العالم" قد دُمِّرت بإشراف منظّمته.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكيّة (البنتاغون) في بيان منفصل أنّ الصاروخ "إم 55" المزوَّد بمادّة السارين (غاز أعصاب)، قد دُمّر الجمعة في موقع "بلو غراس" التابع للجيش الأمريكي في كنتاكي (وسط شرق الولايات المتحدة).
"وصمة عار لا تُمحى في التاريخ"
وخلال عقود، احتفظت الولايات المتحدة بمخزونات من ذخيرة المدفعيّة والصواريخ التي تحوي غاز الخردل أو غازات أعصاب مثل السارين وفي إكس (VX). ولقي استخدام هذه الأسلحة تنديدًا واسعًا بعدما كان العالم شاهدًا على آثارها المروّعة. لكنّ عددًا من البلدان احتفظ ببرامج أسلحته الكيماويّة وطوّرها في السنوات اللاحقة. وبموجب شروط اتفاقيّة العام 1997، كان لدى الولايات المتحدة فرصة حتّى 30 أيلول/سبتمبر لتدمير كل ذخائرها والعوامل الكيماويّة لديها.
وقبل إعلان البيت الأبيض، كان السيناتور الجمهوري ميتش ماكونيل قال الجمعة إنّ موقع "بلو غراس" العسكري قد شهد في الآونة الأخيرة الانتهاء من تدمير زهاء 500 طن من المواد الكيماويّة الفتّاكة بعد مهمّة دامت أربع سنوات. وقال ماكونيل في بيان: "على الرغم من أنّ استخدام هذه الأسلحة الفتّاكة سيظلّ وصمة عار لا تُمحى في التاريخ، إلا أنّ أمّتنا أوفت أخيرًا بوعدها بالتخلّص من هذه الآفّة"، وأضاف: "المواد الكيماويّة مسؤولة عن بعض من أفظع المراحل لناحية الخسائر البشريّة".
مسائية DW: سوريا... هجمات الكيماوي أمام القضاء الألماني
39:26
في بيانه، شجّع بايدن بقيّة العالم على توقيع اتفاقيّة العام 1997 من أجل أن "يصل الحظر العالمي للأسلحة الكيماويّة إلى كامل نطاقه". وقال الرئيس الأمريكي إنّ "روسيا وسوريا يجب أن تمتثِلا مجدّدًا للاتفاقيّة وأن تُقرّا ببرامجهما غير المُعلنة والتي استُخدِمت لارتكاب فظائع وهجمات سافرة".
أمّا المدير العام لمنظّمة حظر الأسلحة الكيماويّة فشدّد على أنّ "مزيدًا من التحدّيات ينتظرنا". وقال أرياس في بيان أصدرته المنظّمة الجمعة إنّ ثمّة "أربع دول يجب أن تنضمّ إلى الاتّفاقيّة" هي أنغولا وكوريا الشماليّة ومصر وجنوب السودان. وأضاف أيضًا أنّ "الأسلحة الكيماويّة المستخدمة والمتروكة يجب استعادتها وتدميرها".
م.ع.ح/ع.ج (د ب أ ، أ ف ب)
هكذا تبدو تشيرنوبل بعد أكثر من 30 عاما على الكارثة النووية
تعتبر كارثة تشيرنوبيل، أكبر كارثة نووية شهدها العالم. وحتى اليوم لا تزال منطقة تشيرنوبيل منطقة محظورة، لكنها تحولت إلى قبلة للسياح. جولة مصورة تطلعكم على وضع تشيرنوبيل بعد أكثر من ثلاثين عاما على الكارثة النووية.
صورة من: DW/D.Kaniewski
كل من يرغب في زيارة تشيرنوبيل والمناطق المحظورة المحيطة بها، والممتدة على طول ثلاثين كيلومترا، عليه بداية التسجيل لدى السلطات عبر وكالة الأسفار. وعند نقطة التفتيش يتم فحص جوازات السفر. أول محطة هنا هي قرية Salissja التي كان يعيش فيها قبل كارثة تشيرنوبيل ثلاثون ألف شخص، قبل أن يتم إجلاؤهم بالكامل بعد ذلك. واليوم عاد بعض السكان للعيش مجددا في القرية.
صورة من: DW/D.Kaniewski
المحطة الثانية هي قرية كوباتشي الواقعة ضمن منطقة عشرة كيلومترات والتي تعرضت لثلوث شديد بالنويدات المشعة. السياح هنا بإمكانهم قياس درجة الإشعاع بواسطة مقياس الجرعات، الذي يمكنهم الحصول عليه مقابل خمسة حتى عشرة يورو. ويتولى المرشدون شرح وحدات القياس المختلفة للسياح. الأجهزة تصدر إشارات بصوت عال في أماكن مختلفة هنا وهناك، كدليل على ارتفاع نسبة الإشعاع.
صورة من: picture-alliance/C.Junfeng
الوجهة المقبلة هي مفاعل تشيرنوبيل نفسه. فبالقرب من محطة الإطفاء السابقة وفي الهواء الطلق تُعرض المعدات التي تم استخدامهما لإزالة العواقب التي نجمت عن انفجار المفاعل النووي. لكن تم التوصل فيما بعد إلى أن هذه الأجهزة العملاقة نفسها تعطلت بسبب النشاط الإشعاعي العالي الناتج عن الكارثة.
صورة من: DW/D.Kaniewski
قبالة المبنى رقم أربعة يوجد نصب تذكاري "للمصفين"، وهم المشاركين في مكافحة الحرائق وعمليات التنظيف بعد الكارثة.
وفي وسط المبنى يوجد المفاعل الذي حدث فيه الانفجار. والمفاعل اليوم مغلف بالخرسانة المسلحة. وقد تجاوزت نسبة الإشعاعات بعد الانفجار في أبريل عام 1986 آلاف أضعاف النسبة المسموح بها. وقد شارك آنذاك حوالي ستة مائة ألف "مصف" في عملية إزالة الأضرار التي خلفتها أكبر كارثة نووية في العالم.
صورة من: DW/D.Kaniewski
قبل الدخول إلى المنشأة يتعين فحص نسبة النشاط الإشعاعي على ملابس كل شخص. وإذا كانت النسب عالية جدا يتم إجراء محاولة لتنظيف الثياب. وإذا فشل الأمر لا يسمح بالدخول.
صورة من: picture-alliance/AA/V. Shtanko
بعد عملية فحص الإشعاعات يتم تقديم وجبة الغذاء في مقهى المحطة النووية، وتتكون الوجبة من حساء ولحم وسلطة وكومبوت وعصير وخبز. ويحصل النباتيون على وجبات من القرع والفواكه. ويتم جلب كل المواد الغذائية إلى المناطق المحظورة. أما سعر الوجبة فهو 100 هريفنا أوكرانية، أي ما يعادل ثلاثة يورو.
صورة من: DW/I. Sheiko
تأسست مدينة بريبيات عام 1970، وقبل الكارثة النووية كان يعيش في هذه المدينة، التي تبعد بكيلومترين عن مفاعل تشيرنوبيل 50 ألف شخص. وتُظهر هذه الصورة " البيت الأبيض" الذي كان يقطنه القادة الكبار بالمدينة وبمحطة تشيرنوبيل النووية.
صورة من: DW/D.Kaniewski
آخر محطة في الزيارة هي لمنشأة سرية بالقرب من محطة تشيرنوبيل النووية. ويتعلق الأمر بمحطة الرادار "دوغا" التي كانت جزءا من نظام الدفاع الجوي السوفياتي وتتولى مهمة رصد انطلاق الصواريخ العابرة للقارات. وبسبب أصواتها المزعجة أطلق عليها البعض اسم "نقار الخشب".
صورة من: DW/I. Sheiko
Fuchs Semjon
بالقرب من مدينة بريبيات يمكنك ملاقاة ثعلب أصبح معروفا بالمنطقة، واسمه سيميون. وهذا الثعلب يحب السياح لأنهم يطعمونه، لكن ينصح بعدم المسح على جلده، ليس فقط بسبب احتمال وجود جسيمات مشعة في جلده، بل أيضا لتفادي خطر عضته. فسيميون وإن كان يبدو لطيفا، فإنه يبقا حيوانا مفترسا.
إعداد: لوري شايكو/ هشام الدريوش