قررت واشنطن تعليق إصدار تأشيرات الزيارة لسكان غزة بعد تصريحات لناشطة يمينية بارزة. وفي إيطاليا توفيت شابة غزاوية نُقلت للعلاج بسبب الهزال الشديد. فيما قتل العشرات في هجمات إسرائيلية، بحسب الدفاع المدني.
قررت الخارجية الأمريكية إيقاف جميع تأشيرات الزيارة للأفراد القادمين من قطاع غزة لحين إجراء "مراجعة شاملة ودقيقة".صورة من: picture alliance/imageBROKER
إعلان
قالت وزارة الخارجية الأمريكية اليوم السبت (16 أغسطس/ آب 2025) إنها قررت إيقاف جميع تأشيرات الزيارة للأفراد القادمين من قطاع غزة لحين إجراء "مراجعة شاملة ودقيقة".
وأضافت الوزارة أن "عددا قليلا" من التأشيرات المؤقتة لأغراض طبية وإنسانية صدرت في الأيام القليلة الماضية، دون الإعلان عن أرقام محددة.
ويظهر تحليل لعدد التأشيرات الشهرية المنشورة على الموقع الإلكتروني للوزارة أن الولايات المتحدة أصدرت أكثر من 3800 تأشيرة زيارة من فئتي بي1 وبي2 لحاملي وثيقة سفر السلطة الفلسطينية، من بينها 640 تأشيرة صدرت في مايو/أيار الماضي.
وتتيح تأشيرات الزيارة من فئتي بي1 وبي2 للأجانب تلقي العلاج في الولايات المتحدة.
ويأتي قرار وزارة الخارجية الأمريكية بعد أن قالت لورا لومر، الناشطة المنتمية لليمين المتطرف والحليفة للرئيس دونالد ترامب، على مواقع للتواصل الاجتماعي الجمعة إن "لاجئين" فلسطينيين دخلوا الولايات المتحدة هذا الشهر.
وأثار تصريح لومر غضب بعض الجمهوريين، إذ قال النائب الأمريكي تشيب روي، من تكساس، إنه سيستفسر عن هذا الأمر فيما وصف النائب راندي فاين من فلوريدا هذه الخطوة بأنها "خطر على الأمن القومي".
ولم تُشر الولايات المتحدة إلى أنها ستقبل الفلسطينيين النازحين بسبب الحرب. لكن مصادر قالت لرويترز إن جنوب السودان و إسرائيل يناقشان خطة لنقل الفلسطينيين إلى الدولة الأفريقية.
توفيت شابة نقلت جوا من غزة إلى إيطاليا في حالة هزال شديد لتلقي العلاج وسط تحذيرات أممية من أن كل سكان القطاع مهدّدون بالمجاعة.صورة من: Ahmed Jihad Ibrahim Al-arini/Anadolu/picture alliance
غزاوية تموت من الهزال
وفي سياق متصل، توفيت شابة نقلت جوا من غزة إلى مستشفى في إيطاليا في حالة هزال شديد لتلقي العلاج، بحسب ما أعلن المستشفى اليوم السبت.
وصلت الشابة التي أفادت تقارير إعلامية إيطالية بأنها مرح أبو زهري (20 عاما)، إلى بيزا برحلة إنسانية تابعة للحكومة الإيطالية ليل الأربعاء الخميس، برفقة والدتها في إحدى رحلات سلاح الجو الإيطالي الثلاث، التي أقلت هذا الأسبوع 31 مريضا ومرافقيهم إلى روما وميلان وبيزا.
وأفاد مستشفى بيزا الجامعي في بيان بأن حالتها الصحية كانت "معقدة جدا" وأنها في حالة هزال شديد تحصل عندما يعاني شخص من فقدان كبير في الوزن وضمور في العضلات. وبعد خضوعها لفحوص وبدء العلاج، توفيت بعدما أصيبت بأزمة تنفسية مفاجئة وسكتة قلبية، بحسب ما أكد المستشفى.
قال الجيش الإسرائيلي إنه سيزود سكان قطاع غزة بخيام استعدادا لنقل السكان من مناطق القتال إلى جنوب القطاع.صورة من: Mahmoud Issa/REUTERS
الدفاع المدني: مقتل العشرات السبت
ومن جهته، قال الدفاع المدني في غزة إن الهجمات الإسرائيلية على القطاع قتلت 36 شخصا على الأقل السبت، محذرة من أن تكثيف الغارات على أحد أحياء مدينة غزة يُعرّض سكانه المتبقين لخطر الموت.
ونقلت فرانس برس عن محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني، أن الأوضاع في حي الزيتون تتدهور بسرعة، حيث لا يحصل السكان إلا على القليل من الطعام والماء وسط القصف الإسرائيلي العنيف. وأضاف أن التقديرات تشير إلى وجود حوالي 50 ألف شخص في تلك المنطقة من مدينة غزة، "معظمهم بلا طعام أو ماء" ويفتقرون إلى "ضروريات الحياة الأساسية".
ونظرًا للقيود المفروضة على وسائل الإعلام في غزة، لا يمكن التحقق بشكل مستقل من الأعداد والتفاصيل التي قدمها الدفاع المدني في غزة أو الجيش الإسرائيلي.
إعلان
أدرعي: استعدادات لنقل السكان لجنوب القطاع
وفي هذا الاثناء، قال أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اليوم السبت إن الجيش سيزود سكان قطاع غزة بخيام ومعدات إيواء ابتداء من غد الأحد استعدادا لنقل السكان من مناطق القتال إلى جنوب القطاع.
وأضاف أدرعي "سيتم نقل المعدات عن طريق معبر كيرم شالوم (كرم أبو سالم) بواسطة الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية بعد خضوعها لتفتيش دقيق من قبل أفراد سلطة المعابر البرية التابعة لوزارة الدفاع".
وتحذّر الأمم المتحدة من أن كل سكان القطاع مهدّدون بالمجاعة. وتنفي إسرائيل وجود مجاعة.
تحرير: صلاح شرارة
الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.. سلسلة طويلة من محاولات تحقيق السلام
تسعى الدول العربية لوضع خطة واقعية لمستقبل غزة في مواجهة ترامب الذي يدعو لطرد الفلسطينيين إلى مصر والأردن. جولة مع أبرز مبادرات السلام منذ حرب 1967، التي احتلت فيها إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية وسيناء وغزة.
صورة من: Oded Balilty/AP Photo/picture alliance/dpa
1967 - قرار مجلس الأمن رقم 242
في أعقاب الحرب العربية الإسرائيلية الثالثة والتي وقعت في حزيران/ يونيو 1967 وأسفرت عن هزيمة الجيوش العربية واحتلال إسرائيل لمناطق عربية جديدة، أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني قراره رقم 242. ودعا القرار إلى "انسحاب القوات المسلحة الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها في الصراع في الآونة الأخيرة" مقابل احترام جميع الدول لسيادة بعضها البعض وسلامة أراضيها واستقلالها.
صورة من: Getty Images/Keystone
اتفاقية كامب ديفيد - 1978
اتفقت إسرائيل ومصر على إطار عمل ضمن اتفاقية كامب ديفيد أدى في 1979 إلى معاهدة برعاية الولايات المتحدة تلزم إسرائيل بالانسحاب من سيناء. وكانت هذه أول اتفاقية سلام بين إسرائيل ودولة عربية.
صورة من: BOB DAUGHERTY/AP/picture alliance
مؤتمر مدريد للسلام - 1991
حضر ممثلو إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية مؤتمرا للسلام بمشاركة الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، في محاولة من قبل المجتمع الدولي لإحياء عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية من خلال المفاوضات. ولم يتم التوصل إلى أي اتفاقات مهمة، لكن المؤتمر فتح الباب أمام إمكانية اتصالات مباشرة بين الطرفين.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Hollander
اتفاقات أوسلو - 1993-1995
توصلت إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية إلى اتفاق في محادثات سرية بالنرويج بشأن اتفاق سلام مؤقت يعترف فيه كل طرف بحقوق الآخر. ودعا الاتفاق إلى انتخابات فلسطينية وحكم ذاتي لمدة خمس سنوات، وانسحاب القوات الإسرائيلية، ومفاوضات لتسوية دائمة. تعتبر اتفاقية أوسلو التي تمَ توقيعها في 13 سبتمبر/ أيلول 1993، أوَّل اتفاقية رسمية مباشرة بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.
صورة من: Avi Ohayon/GPO
اتفاق إسرائيل والأردن - 1994
أصبح الأردن ثاني بلد عربي يوقع معاهدة سلام مع إسرائيل. لكن المعاهدة لم تحظ بشعبية، وانتشرت المشاعر المؤيدة للفلسطينيين على نطاق واسع في الأردن.
صورة من: Wilfredo Lee/AP Photo/picture alliance
قمة كامب ديفيد - 2000
في هذه القمة تباحث الرئيس الأمريكي بيل كلينتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك ورئيس السلطة الفلسطينية آنذاك ياسر عرفات. وقد عقدت القمة في الفترة من 11 إلى 25 تموز/ يوليو 2000 وكانت محاولة لإنهاء الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. لكن القمة انتهت بدون اتفاق. واندلعت انتفاضة فلسطينية أخرى في 28 أيلول/ سبتمبر 2000 ولم تتوقف فعليا إلا في 8 شباط/ فبراير 2005 بعد اتفاق هدنة عقد في قمة شرم الشيخ.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/R. Edmonds
مبادرة السلام العربية - 2002
في عام 2002 قدمت المملكة العربية السعودية خطة سلام مدعومة من جامعة الدول العربية، تقضي بانسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، وتأسيس دولة فلسطينية. مقابل ذلك، تعرض الدول العربية تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
صورة من: Courtney Kealy/Getty Images
قمة أنابوليس – 2007
فشل الزعماء الفلسطينيون والإسرائيليون مرة أخرى في التوصل إلى اتفاق في قمة أنابوليس للسلام في الشرق الأوسط الذي عُقد في الولايات المتحدة في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2007، ورغم المساعي الكبيرة للتوصل إلى اتفاقية سلام وإحياء خارطة الطريق بهدف قيام دولة فلسطينية، إلا أنه لم يكلل بالنجاح، لتندلع بعدها حرب غزة في 2008.
صورة من: AP
اتفاقيات أبراهام - 2020
اتفق زعماء إسرائيل والإمارات والبحرين على تطبيع العلاقات في أيلول/ سبتمبر 2020. وفي الشهر التالي، أعلنت إسرائيل والسودان أنهما ستطبعان العلاقات، وأقام المغرب علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في ديسمبر/ كانون الأول من العام نفسه. سميت اتفاقيات أبراهام بهذا الاسم نسبة إلى إبراهيم الذي تنتسب إليه الديانات الثلاث: الإسلام والمسيحية واليهودية، للإحالة إلى الأصل المشترك بين اليهود والمسلمين.