أمريكا تلمح للاحتفاظ بوجود عسكري طويل المدى بسوريا
١٧ يناير ٢٠١٨
لمحت الولايات المتحدة إلى أنها تنوي الاحتفاظ بوجود عسكري لأجل غير مسمى في سوريا في إطار استراتيجية أوسع نطاقا لمنع عودة "داعش"، كما تمهد الطريق دبلوماسيا أمام رحيل الرئيس بشار الأسد في نهاية المطاف وكبح النفوذ الإيراني.
إعلان
العلاقة الكردية الأمريكية..حلف استراتيجي أم زواج مصلحة؟
24:56
قال ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأمريكية في خطاب بجامعة ستانفورد اليوم الأربعاء (17 كانون الثاني/ يناير 2018) إن الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية سيساعد نظام الأسد على مواصلة "حكمه الوحشي". وأضاف أن "الحفاظ على وجود عسكري أمريكي في سوريا أمر أساسي لمصلحة الأمن القومي الأمريكي" مشيرا إلى أن بلاده لن تسمح بتكرار "الأخطاء السابقة".
وأوضح تيلرسون في خطابه أن الولايات المتحدة ستسعى بالسبل الدبلوماسية من أجل خروج الأسد من السلطة لكنه دعا إلى "التحلي بالصبر". وذلك في اعتراف بأن الأسد عزز موقفه بدعم من روسيا وإيران وأنه لن يترك السلطة على الفور على الأرجح. ووصف النظامين السوري والإيراني بـ "الأنظمة الشريرة التي تسعى إلى زعزعة الاستقرار".
وأشار تيلرسون إلى أن جانبا كبيرا من الاستراتيجية الأمريكية سيركز على الجهود الدبلوماسية، لكنه شدد في المقابل قائلا: "لنكن واضحين: سوف تحتفظ الولايات المتحدة بوجود عسكري في سوريا، يركز على ضمان عدم عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية"، مع الاعتراف بالشكوك التي تساور كثيرا من الأمريكيين بخصوص المشاركة العسكرية في صراعات بالخارج.
وسوف يزيد الإعلان، الذي وصف بأنه استراتيجية إدارة ترامب الجديدة بشأن سوريا، المخاطر ويعيد تعريف مهمة الجيش الأمريكي الذي سعى لسنوات لتعريف عملياته في سوريا على أنها لقتال "الدولة الإسلامية". وينشر الجيش الأمريكي قرابة 2000 من القوات البرية في سوريا.
وكان مسؤولون من إدارة ترامب ومنهم وزير الدفاع جيم ماتيس قد كشفوا النقاب في السابق عن عناصر من السياسة الجديدة لكن خطاب تيلرسون يهدف لإضفاء الصفة الرسمية عليها وتعريفها بوضوح.
ويشار إلى أن التحالف الدولي بقيادة واشنطن أعلن عن نيته تشكيل قوة حدودية جديدة في سوريا قوامها 30 ألف جندي تقودهم "قوات سوريا الديمقراطية"، التي تشكل وحدات حماية الشعب" الكردية همودها الفقري، وهو ما اثار حفيظة أنقرة. تركيا وصفت هذه القوة بـ "الإرهابية" وتوعدت بسحقها.
أ.ح (رويترز)
جنود أمريكيون يحملون شعار الوحدات الكردية بالرقة وتركيا تحتج
ظهرت صور لقوات أميريكية خاصة في شمال الرقة السورية بجانب قوات وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها تركيا جماعة إرهابية. وظهر على أكتف هؤلاء الجنود شعار الوحدات وهو ما دفع أنقرة إلى اتهام واشنطن بالكيل بمكيالين.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
أثارت صور نشرت لجنود أمريكيين يضعون شعار قوات وحدات حماية الشعب الكردية حفيظة تركيا. حيث ظهرت صور لجنود أميريكيين جنبا إلى جنب مع جنود تابعين لتلك الوحدات في منطقة شمال الرقة حيث بدأ الهجوم على معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في مدينة الرقة.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وقال وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو في مؤتمر صحفي (الجمعة 27 مايو/ أيار 2016) إنه "من غير المقبول" أن يضع جنود أمريكيون شعار الوحدات على ملابسهم. واتهم الوزير التركي الولايات المتحدة بأنها "تكيل بمكيالين"؛ لرفضها اعتبار وحدات حماية الشعب الكردية السورية منظمة إرهابية.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وحدات حماية الشعب الكردية هي أبرز فصائل قوات سوريا الديمقراطية. وقوات سوريا الديمقراطية عبارة عن تحالف فصائل كردية وأخرى عربية. وقد بدأت هجوما شمال الرقة الثلاثاء (24 مايو/ أيار) غداة إعلان السلطات العراقية إطلاق عملية "تحرير" الفلوجة من أيدي مقاتلي "تنظيم داعش"، المتمدد بين سوريا والعراق.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وتدعم الولايات المتحدة تحالف "قوات سوريا الديمقراطية" في معركتها مع التنظيم المتطرف. وبإسناد جوي لطائرات التحالف الذي تقوده واشنطن استطاعت وحدات حماية الشعب الكردية طرد مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" من مناطق واسعة في شمال سوريا على مدى العام الماضي.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وكان تنظيم داعش قد أستولى على محافظة الرقة في شمال سوريا بعد انسحاب قوات النظام السوري من آخر معاقلها هناك في آب/ أغسطس عام 2014، ليعلن التنظيم بعدها الرقة عاصمة "لدولة الخلافة الإسلامية"، التي خضعت لها مساحات شاسعة مترابطة من العراق وسوريا.
صورة من: picture-alliance/dpa
ومنذ هجوم الثلاثاء يعيش 300 ألف شخص في مدينة الرقة ظروفا صعبة، خصوصا بعدما توقف التنظيم عن إعطاء "تصاريح خروج للسكان الراغبين بمغادرة الرقة، وفق ما ذكر المركز السوري لحقوق الإنسان. رغم ذلك تمكنت عائلات من الهروب باتجاه محافظة إدلب (شمال غرب سوريا)، الخاضعة لسيطرة تحالف "جيش الفتح" الذي يضم فصائل إسلامية أبرزها جبهة النصرة.
صورة من: Reuters
وتصنف تركيا وحدات حماية الشعب الكردية كمنظمة إرهابية. وقال تشاووش أوغلو خلال قمة للأمم المتحدة في منتجع أنطاليا بتركيا: "إن من غير المقبول أن يستخدم جنود أمريكيون شعار وحدات حماية الشعب وهي جماعة إرهابية".
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وتصنف واشنطن حزب العمال الكردستاني، الذي هو في حرب مع تركيا منذ سنوات طويلة، كمنظمة إرهابية، لكنها تدعم وحدات حماية الشعب في معركتها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وكان بيتر كوك السكرتير الصحفي بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قد رفض التعليق على تلك الصور وقال خلال مؤتمر صحفي الخميس: عندما تعمل القوات الخاصة في منطقة ما فإنها تبذل كل ما في وسعها للاندماج مع المجتمع لتعزيز أمنها. ص.ش/و.ب (رويترز، أ ف ب)