بلغت الخارجية الأميركية تركيا بـ"قلقها بأشد العبارات الممكنة" على إثر العراك بين محتجين وأمن أردوغان. وقالت الشرطة إنها لديها فكرة جيدة عن هوية معظم المهاجمين. هذا فيما اتهمت تركيا المحتجين بالصلة بحزب العمال الكردستاني.
إعلان
عبرت الولايات المتحدة لتركيا الأربعاء (17 أيار/مايو 2017) عن قلقها البالغ إزاء عراك نشب بالشارع بين محتجين وأفراد أمن أتراك خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لواشنطن. وألقت تركيا باللائمة في الشجار الذي وقع أمام مقر إقامة سفيرها على متظاهرين مرتبطين بحزب العمال الكردستاني، لكن قائد شرطة واشنطن وصف ما حدث بأنه "هجوم وحشي" على محتجين مسالمين.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هيذر نويرت، في بيان "نبلغ الحكومة التركية بقلقنا بأشد العبارات الممكنة".
وبدوره قال قائد شرطة واشنطن، بيتر نيوشام، في مؤتمر صحفي أمس الأربعاء إن الشرطة لديها فكرة جيدة بهوية معظم المهاجمين وتجري تحريات بالتنسيق مع جهاز الأمن ووزارة الخارجية. وقالت الشرطة إن 11 شخصاً أصيبوا بينهم ضابط بشرطة واشنطن كما ألقي القبض على شخصين أحدهما على الأقل من المحتجين.
ومن جانبها، ذكرت السفارة التركية في بيان أن المحتجين على صلة بحزب العمال الكردستاني المحظور، الذي تعتبره تركيا والولايات المتحدة جماعة إرهابية. وأضافت أن أردوغان كان في مقر إقامة السفير بعد اجتماعه بالرئيس، دونالد ترامب، وأن أمريكيين من أصل تركي جاؤوا لتحيته حين اضطروا للرد على استفزازات محتجين مرتبطين بحزب العمال الكردستاني.
وأظهر تسجيل فيديو نشر على الإنترنت رجالاً في بذل سوداء يطاردون محتجين مناهضين للحكومة ويلكمونهم ويركلونهم حين تدخلت الشرطة. وكان رجلان ينزفان من جروح في الرأس وحاول بعض المارة إسعاف محتجين آخرين يعانون دواراً.
خ. س/ ع. ج (رويترز)
جنود أمريكيون يحملون شعار الوحدات الكردية بالرقة وتركيا تحتج
ظهرت صور لقوات أميريكية خاصة في شمال الرقة السورية بجانب قوات وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها تركيا جماعة إرهابية. وظهر على أكتف هؤلاء الجنود شعار الوحدات وهو ما دفع أنقرة إلى اتهام واشنطن بالكيل بمكيالين.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
أثارت صور نشرت لجنود أمريكيين يضعون شعار قوات وحدات حماية الشعب الكردية حفيظة تركيا. حيث ظهرت صور لجنود أميريكيين جنبا إلى جنب مع جنود تابعين لتلك الوحدات في منطقة شمال الرقة حيث بدأ الهجوم على معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في مدينة الرقة.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وقال وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو في مؤتمر صحفي (الجمعة 27 مايو/ أيار 2016) إنه "من غير المقبول" أن يضع جنود أمريكيون شعار الوحدات على ملابسهم. واتهم الوزير التركي الولايات المتحدة بأنها "تكيل بمكيالين"؛ لرفضها اعتبار وحدات حماية الشعب الكردية السورية منظمة إرهابية.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وحدات حماية الشعب الكردية هي أبرز فصائل قوات سوريا الديمقراطية. وقوات سوريا الديمقراطية عبارة عن تحالف فصائل كردية وأخرى عربية. وقد بدأت هجوما شمال الرقة الثلاثاء (24 مايو/ أيار) غداة إعلان السلطات العراقية إطلاق عملية "تحرير" الفلوجة من أيدي مقاتلي "تنظيم داعش"، المتمدد بين سوريا والعراق.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وتدعم الولايات المتحدة تحالف "قوات سوريا الديمقراطية" في معركتها مع التنظيم المتطرف. وبإسناد جوي لطائرات التحالف الذي تقوده واشنطن استطاعت وحدات حماية الشعب الكردية طرد مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" من مناطق واسعة في شمال سوريا على مدى العام الماضي.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وكان تنظيم داعش قد أستولى على محافظة الرقة في شمال سوريا بعد انسحاب قوات النظام السوري من آخر معاقلها هناك في آب/ أغسطس عام 2014، ليعلن التنظيم بعدها الرقة عاصمة "لدولة الخلافة الإسلامية"، التي خضعت لها مساحات شاسعة مترابطة من العراق وسوريا.
صورة من: picture-alliance/dpa
ومنذ هجوم الثلاثاء يعيش 300 ألف شخص في مدينة الرقة ظروفا صعبة، خصوصا بعدما توقف التنظيم عن إعطاء "تصاريح خروج للسكان الراغبين بمغادرة الرقة، وفق ما ذكر المركز السوري لحقوق الإنسان. رغم ذلك تمكنت عائلات من الهروب باتجاه محافظة إدلب (شمال غرب سوريا)، الخاضعة لسيطرة تحالف "جيش الفتح" الذي يضم فصائل إسلامية أبرزها جبهة النصرة.
صورة من: Reuters
وتصنف تركيا وحدات حماية الشعب الكردية كمنظمة إرهابية. وقال تشاووش أوغلو خلال قمة للأمم المتحدة في منتجع أنطاليا بتركيا: "إن من غير المقبول أن يستخدم جنود أمريكيون شعار وحدات حماية الشعب وهي جماعة إرهابية".
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وتصنف واشنطن حزب العمال الكردستاني، الذي هو في حرب مع تركيا منذ سنوات طويلة، كمنظمة إرهابية، لكنها تدعم وحدات حماية الشعب في معركتها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وكان بيتر كوك السكرتير الصحفي بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قد رفض التعليق على تلك الصور وقال خلال مؤتمر صحفي الخميس: عندما تعمل القوات الخاصة في منطقة ما فإنها تبذل كل ما في وسعها للاندماج مع المجتمع لتعزيز أمنها. ص.ش/و.ب (رويترز، أ ف ب)