تسبب حادث إطلاق نار في واشنطن في اتخاذ قرارات فورية بخصوص طلبات هجرة المواطنين الأفغان، كما توعد الرئيس ترامب بحزم أكبر في سياسة الهجرة. فما التفاصيل؟
وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حادث إطلاق النار الذي وقع بالقرب من محطة مترو فاراجوت ويست، على مقربة من البيت الأبيض بأنه "عمل إرهابي"صورة من: Daniel Slim/AFP
إعلان
أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء (26 نوفمبر/تشرين الثاني 2025)، تعليق البت في جميع طلبات الهجرة المتعلقة بالمواطنين الأفغان "بأثر فوري"، وذلك بعد ساعات من إطلاق النار على اثنين من أفراد الحرس الوطني في واشنطن.
وقالت دائرة خدمات الهجرة والجنسية الأمريكية، في منشور عبر منصة إكس: "بأثر فوري، يتم تعليق البت في جميع طلبات الهجرة المتعلقة بالمواطنين الأفغان إلى أجل غير مسمى، ريثما تجرى مراجعة إضافية لبروتوكولات الأمن والتحقق من الهوية".
ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حادث إطلاق النار الذي وقع بالقرب من محطة مترو فاراغوت ويست، على مقربة من البيت الأبيض بأنه "عمل إرهابي"، وأن مطلق النار المشتبه به قدم من أفغانستان في عام 2021.
البحث عن دوافع المهاجم
ويحقق مكتب التحقيقات الفيدرالي في دوافع المهاجر الأفغاني المشتبه به رحمن الله لاكانوال (29 عامًا)، الذي دخل الولايات المتحدة عام 2021 ضمن برنامج إعادة توطين الأفغان الذين ساعدوا القوات الأمريكية. وأصيب لاكانوال في تبادل إطلاق النار قبل اعتقاله، فيما نُقل الحارسان إلى المستشفى في حالة حرجة.
المشتبه به عمل لصالح الجيش الأمريكي
وبحسب ما أفادت به وسائل إعلام أمريكية، فإن المشتبه به عمل مع الجيش الأمريكي، مبرزة أن المواطن الأفغاني الذي يشتبه بأنه نفذ عملية إطلاق النار على عنصرين من الحرس الوطني في واشنطن، عمل مع القوات الأمريكية في أفغانستان قبل أن يتم إجلاؤه إلى الولايات المتحدة.
وخدم المشتبه به في الجيش الأفغاني 10 سنوات إلى جانب القوات الخاصة الأمريكية، وتمركز في قندهار، وكان يعمل لاحقًا لدى شركة أمازون. تقدم بطلب لجوء في ديسمبر 2024 وحصل على الموافقة في أبريل/ نيسان الماضي بعد تولي ترامب منصبه. ويقيم في ولاية واشنطن، ولا يملك سجلًا إجراميًا معروفًا.
إعلان
ترامب يلقي بكل اللوم على بايدن
ألقى ترامب باللوم على سلفه،جو بايدن، قائلا إن المشتبه به "جاء جوا من قبل إدارة بايدن في عام 2021، وتم تمديد وضعه بموجب تشريع وقعه الرئيس السابق".
ودعا ترامب في رسالة مصورة نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي إلى إعادة التحقيق في جميع اللاجئين الأفغان الذين دخلوا الولايات المتحدة خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن، وقال ترامب: "إذا لم يستطيعوا محبة بلادنا، فنحن لا نريدهم".
ووصف ترامب الحادث في كلمة قصيرة مصورة بـ "الهجوم الشنيع"، مشيرا إلى أنه "يثبت أن سياسات الهجرة المتراخية تعد التهديد الوحيد الأكبر للأمن القومي الذي يواجه بلادنا"، مضيفا: "كان هذا الاعتداء الشنيع عملا شريرا، وعملا ينم عن كراهية، وعملا إرهابيا. لقد كان جريمة بحق أمتنا بأكملها، وجريمة ضد الإنسانية".
تحرير: صلاح شرارة
ترامب في ولايته الثانية.. قرارات صادمة وتصريحات غير دبلوماسية
هذه هي الولاية الثانية لدونالد ترامب، لكنه عازم على أن تكون فارقة في تاريخ بلاده، مجموعة من القرارات المثيرة للجدل، بلغت حد خلق صراع مع حلفائه و"انتهاك" مسلمات في السياسة الداخلية والخارجية لبلاده.
صورة من: Brendan Smialowski/AFP
ريفييرا "الشرق الأوسط"
خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بداية فبراير/شباط، أعلن ترامب عن رؤيته "المذهلة" لقطاع غزّة المدمر نتيجة الحرب. خطة ترامب تقضي بـ"السيطرة" على القطاع الفلسطيني وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط". فاجأت هذه التصريحات الصحافيين الحاضرين وأثارت موجة غضب دولية وعربية، خصوصا أن ترامب طالب بتهجير الفلسطينيين قسريا إلى أماكن أخرى.
صورة من: Chip Somodevilla/Getty Images
حرب تجارية شاملة
أعلن ترامب عن حرب تجارية شاملة، وقودها رسوم جمركية، قام بفرضها على الكثير من الدول، ما أثار انتقادات كبيرة خصوصا من الحلفاء الأوروبيين، بينما كانت التداعيات أكبر مع الصين التي أعلنت بدورها عن إجراءات ضد المنتجات الأمريكية. لكن ترامب لم يتوقف عند هذا الحد، بل تباهى بأنّ عشرات الدول اتصلت "تقبل مؤخرته" على حد تعبيره، طالبة التفاوض.
صورة من: Nathan Howard/REUTERS
مهاجمة القيادة الأوكرانية
من أكبر المشاهد إثارة للجدل، مشهد التنابز اللفظي بين ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، حين شن الرئيس الأمريكي ونائبه جاي دي فانس هجوما لاذعا على زيلينسكي خلال اجتماع انتشرت مشاهده على نطاق واسع، إذ طالباه أن يكون أكثر امتنانا لدور أمريكا في الحرب مع روسيا وخصوصا توفير الأسلحة، كما اتهماه أنه لا يريد مفاوضات سلام جادة. وتعاطف الكثيرون مع زيلينسكي، وخاصة في أوروبا.
صورة من: Saul Loeb/AFP/Getty Images
تناغم وتقارب مع بوتين
في الوقت نفسه، انخرط ترامب في محادثات مع موسكو، متجاوزا الأوروبيين، وأجرى مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي "لطاما كانت تربطه به علاقة جيدة" والذي يعتبره "ذكيا". وأكد ترامب على استمرار الاتصالات مع بوتين، وتحدث عنه بكثير من الإيجابية عكس سلفه جو بايدن، وظهر ترامب باحثا عن خطب ود بوتين بأي طريقة.
صورة من: Maxim Shipenkov/Alex Brandon/AP Photo
مهاجمة الاتحاد الأوروبي
من جانب آخر، هاجم ترامب مراراً الاتحاد الأوروبي، وقال إن سبب إنشائه هو "استغلال" الولايات المتحدة، متّهما الأوروبيين بأنهم "انتهازيون"، كما دعاهم إلى استثمار 5% من ناتجهم الاقتصادي في الدفاع في المستقبل. أدت هجومات ترامب المتكررة إلى حذر كبير وسط الأوروبيين الذين أكد عدد من قادتهم عن ضرورة التفكير في علاقة مختلفة مع الولايات المتحدة.
صورة من: Spencer Platt/Getty Images
طموح توسعي
أعلن ترامب مرارا رغبته في جعل كندا "الولاية الأمريكيّة الحادية والخمسين"، واصفا الحدود مع الجارة الشماليّة للولايات المتحدة بأنها "خطّ مصطنع"، ما خلق أزمة بينه وبين كندا. ولم يتوقّف الرئيس الأمريكي عند هذا الحدّ، بل قال أيضا "نحن بحاجة" إلى غرينلاند التابعة للسيادة النرويجية، كما أعلن أنه يرغب باستعادة قناة بنما.
صورة من: Alex Brandon/AP/picture alliance
سياسة هجرة صارمة
باشر ترامب تنفيذ سياسة صارمة للغاية لترحيل المهاجرين غير النظاميين من الولايات المتحدة، وطرد أكثر من 200 شخص إلى سجن شديد الحراسة في السلفادور، وشن حربا ضد عصابات المخدرات المكسيكية التي وصفها بأنها منظمات إرهابية أجنبية، لكن ترامب واجه أحكاما قضائية وقفت ضد عددا من مخططاته ومن ذلك تشديد الهجرة.
صورة من: Alex Brandon/AP/dpa/picture alliance
الانسحاب من معاهدات وهيئات دولية
مباشرة بعد بدء فترته الرئاسية، سحب ترامب بلاده من منظمة الصحة العالمية التي سبق أن وجه لها انتقادات كبيرة بسبب طريقة مواجهتها لفيروس كورونا، وأعلن عن عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية بسبب إصدارها أمر قبض على نتنياهو ووزير دفاعه السابق غالانت، كما انسحب من اتفاقية باريس للمناخ، بسبب رفضه انخراط بلاده في سياسة خفض الغازات الدفيئة المسببة لتغير المناخ.
صورة من: Thomas Müller/dpa/picture alliance
العفو عن مثيري الشغب في الكونغرس
كما قام ترامب بالعفو عن مثيري الشغب الذين اقتحموا مبنى الكابيتول في مطلع العام 2021 احتجاجا على عدم انتخابه، كما أقر الرئيس الأمريكي تخفيضات هائلة في ميزانية المساعدات الخارجية، بذريعة مكافحة الهدر والبرامج التي تعزز التنوع والمساواة والشمول، ومن ذلك وقف المساعدات الموجهة إلى بلدان فقيرة كاليمن وأفغانستان.
صورة من: Roberto Schmidt/AFP/Getty Images
مناهضة الأقليات الجنسية
خلال حملته الانتخابية، وعد ترامب بـ"وضع حدّ لـ"جنون التحوّل الجنسي". وأعلن في حفل تنصيبه أنه "اعتبارا من هذا اليوم ستكون السياسة الرسميّة لحكومة الولايات المتحدة الاعتراف بوجود جنسَين فقط؛ الذكر والأنثى". ووقّع لاحقا أوامر تنفيذيّة تمنع المتحوّلين جنسيا من الخدمة في الجيش أو ممارسة الرياضات النسائيّة.
صورة من: Andrew Caballero-Reynolds/AFP
مواجهة داعمي الفلسطينيين
دخلت إدارة ترامب في نزاع مع بعض الجامعات الكبري مثل هارفارد موجهة اتهامات لها بالتساهل مع "معاداة السامية" لسماحها بإقامة تظاهرات في الأحرام الجامعية، تنتقد إسرائيل على خلفية حرب غزة، وبدأت إجراءات ترحيل طلبة فلسطينيين أو مؤيدين للفلسطينيين للتهم ذاتها، وتعد قضية محمود خليل ومحسن مهداوي من أبرز هذه القضايا، إذ استندت واشطنن على بند قانوني غامض يتيح ترحيل من "يهددون السياسة الخارجية الأمريكية".
صورة من: Ben Curtis/AP/dpa/picture alliance
تقليض حجم القطاع الحكومي
أوكل ترامب لصديقه الميلياردير إيلون ماسك الإشراف على هيئة مستحدثة مهمتها خفض التكاليف الفدرالية وتقليص حجم القطاع الحكومي. من أكبر ضحايا هذه السياسة كانت مؤسسات إعلامية كمؤسسة "صوت أمريكا" وشبكة "الشرق الأوسط للإرسال" التي سرحت جل موظفيها، ما أثار مخاوف كبيرة من استغلال روسيا والصين للوضع بحكم أن هذه المؤسسات موجهة للخارج.