بعد أكثر من شهر من وقوع مذبحة بإحدى مدارس ولاية فلوريدا، تجمع آلاف الأشخاص، معظمهم من الشباب، في واشنطن من أجل الاحتجاج على العنف المسلح في البلاد، في مظاهرة من أكبر المظاهرات في التاريخ الحديث للولايات المتحدة.
إعلان
بدأ مئات الآلاف، معظمهم من الشباب الأمريكيين، مظاهرات حاشدة اليوم السبت (24 آذار/ مارس) في العاصمة الأمريكية واشنطن للاحتجاج على العنف المسلح في البلاد، وذلك بعد مرور أكثر من شهر على مجزرة وقعت في مدرسة مارغوي ستونمان دوغلاس العليا في باركلاند بولاية فلوريدا، وهي المدرسة التي شهدت قيام شاب في التاسعة عشرة من عمره يوم 14 شباط/ فبراير الماضي بقتل 14 شاباً وثلاثة من الكبار.
وتوقعت الشرطة أن يصل عدد المشاركين في مظاهرة "مسيرة من أجل حياتنا" في واشنطن، إلى ما لا يقل عن نصف مليون شخص - ولو تحقق ذلك ستكون واحدة من أكبر الاحتجاجات، التي شهدتها العاصمة الأمريكية في تاريخها الحديث.
ونسق هذه الاحتجاجات الناجون من مذبحة مدرسة مارغوري ستونمان دوغلاس الثانوية، وتهدف لكسر جمود تشريعي يعرقل منذ وقت طويل تشديد القيود المفروضة على الأسلحة. وأصبحت حوادث إطلاق النار الجماعي شائعة الحدوث في المدارس والجامعات الأمريكية.
مشاهير ينضمون للاحتجاجات
ومسيرة واشنطن هي واحدة ضمن أكثر من 800 حدث من المقرر تنظيمها على مستوى العالم. وقالت جماعة (إيفري تاون فور جن سيفتي) المعنية بفرض قيود على الأسلحة إن من المتوقع تنظيم احتجاجات في الولايات المتحدة تمتد من سان كليمنت في كاليفورنيا حتى نيويورك وباركلاند.
وحظي الطلبة المسؤولون عن تنظيم المسيرة بالإشادة كما تلقوا تبرعات نقدية من عشرات المشاهير. وقال الممثل جورج كلوني وزوجته أمل محامية حقوق الإنسان، اللذان تبرعا بمبلغ 500 ألف دولار، إنهما سيشاركان في مسيرة واشنطن.
ويساند الحملة أيضا المخرج سيتفن سبيلبرغ ونجمة تلفزيون الواقع كيم كاردشيان. كما أرسل الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما رسالة مدح إلى تلاميذ مدرسة باركلاند، حيَّا فيها "استمراريتهم وعزمهم وقال "لقد ساعدوا بذلك في إيقاظ ضمير الأمة". كما قال الرئيس الأسبق بيل كلينتون إن بلاده يجب أن تكون شاكرة لهؤلاء التلاميذ ومن يسير معهم.
يوتيوب يساهم في الحملة
ويريد منظمو الحملة أن يحظر الكونغرس بيع الأسلحة، مثل التي استخدمت في مذبحة فلوريدا وتشديد فحص بيانات مشتري الأسلحة. وعلى الجانب الآخر يستخدم المدافعون عن حيازة السلاح ضمانات دستورية كذريعة لتبرير الحق في حمل السلاح.
وقبل بداية المظاهرة الرئيسية بساعات احتشد آلاف المواطنين بين البيت الأبيض ومبنى الكونغرس حاملين الملصقات واللافتات. وتحولت الحملة إلى حركة احتجاجات شاملة في جميع أنحاء البلاد، انضم إليها كثير من الآباء والأمهات. وأعلنت شركة غوغل، الشريكة لموقع يوتيوب، أن موقع الفيديوهات الشهير لن ينشر مستقبلا أي فيديوهات تدعو لتجارة السلاح أو توضح عملية تركيب الأسلحة.
وأعلنت جهات عديدة تضامنها مع المتظاهرين الأمريكيين من بينها مظاهرات متفرقة في ألمانيا. ولا يقيم الرئيس دونالد ترامب حاليا في البيت الأبيض بواشنطن، حيث توجه لقضاء عطلة نهاية الأسبوع (السبت والأحد) إلى مقره الخاص الفاخر في مار آ لاجو.
ص.ش/ ف.ي (د ب أ، رويترز)
حزن لضحايا هجوم أورلاندو ومواساة لأسرهم
أدى الهجوم الدموي الذي قام به مسلح في ملهى ليلي للمثليين في مدينة أورلاندو الأمريكية عن تعاطف عالمي كبير، حيث عبر عدد كبير من قادة العالم عن حزنهم، كما قام المئات بايقاد الشموع ووضع الورود تضامنا مع الضحايا.
صورة من: Getty Images/AFP/L. Buckman
تجمع المتضامنون مع ضحايا الهجوم الارهابي واسرهم بصمت في الولايات المتحدة والعديد من دول العالم في الساحات والشوارع، حيث رفعوا العلم الذي يحمل ألوان قوس قزح، ويرمز إلى حركة المثليين، وأشعلوا الشموع ووضعوا باقات الورد تعبيرا عن مشاعرهم.
صورة من: Getty Images/AFP/L. Buckman
ووصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما الحادثة بـأنها "مجزرة مروعة" وذكر أن أي هجوم على أي أمريكي بغض النظر عن عرقه أو دينه أو ميوله الجنسية "هو هجوم علينا جميعا".
صورة من: Getty Images/A. Wong
كما نكس البيت الأبيض أعلامه حدادا على ما وصفه الرئيس الأمريكي باراك أوباما بـ "المجزرة المروعة" في مدينة أورلاندو.
صورة من: picture alliance/abaca/P. Marovich
وصفت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مذبحة أورلاندو بأنها مرعبة، مؤكدة أن بلدها سوف تظل منفتحا حتى في ظل حدوث مثل هذا النوع من الأعمال الوحشية.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Jensen
أعلن رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو تنكيس الاعلام في اكبر المدن الأميركية وتعزيز الإجراءات الأمنية تحسبنا لوقوع هجمات مشابهة لما حصل في اورلاندو خصوصا في محيط الأماكن التي يقصدها المثليون.
صورة من: Reuters/B. Snyder
في باريس تجمع نحو خمسين شخصا بصمت بالقرب من متحف بوبور حيث رفع العلم الذي يحمل ألوان قوس قزح ويرمز إلى حركة المثليين، بينما تجمع عدد من الأشخاص في مدريد حيث رفعوا العلم نفسه وباقات ووضعوا اكاليل الزهور.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Sladky
تضامن منظمو مسيرة فخر المثليين في لوس انجلوس بالولايات المتحدة الامريكية مع ضحايا مذبحة اورلاندو. كما عبر قادة عدد من دول العالم عن "تضامنهم" مع الولايات المتحدة، حيث أدان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند "المجزرة المروعة"، كما كتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في تغريده على حسابه على تويتر بأن "أفكاره مع الضحايا وعائلاتهم".
صورة من: Reuters/D. McNew
أبقت ناطحة السحاب الشهيرة في نيويورك"إمباير ستايت" أنوارها مطفأة مساء الأحد حدادا على ضحايا الاعتداء،فيما اختار برج "مركز التجارة العالمي 1" إضاءة هوائيه بألوان قوس قزح تضامنا مع الضحايا.
صورة من: picture-alliance/Zuma Press/A. Lohr-Jones
وكان مسلح يدعى "عمر متين" قد فتح النار في ملهي ليلي للمثليين يحمل اسم "بلس"، في الساعة الثانية صباحا بالتوقيت المحلي (السادسة بتوقيت غرينتش) الأحد، ما أسفر عن مقتل 50 شخصا وإصابة 53 آخرين، كثير منهم في حالة حرجة.
صورة من: picture-alliance/AP Images/South Florida Sun-Sentinel
أعلنت بلدية العاصمة الفرنسية أن برج ايفل سيضاء بألوان الطيف الذي يرمز إلى المثليين. كما سيرفع العلم الأميركي وعلم المثليين على مبنى البلدية. ( كتابة وإعداد: علاء جمعة)