أمريكا وإسرائيل تسحبان وفديهما من مفاوضات الدوحة بشأن غزة
٢٤ يوليو ٢٠٢٥
وسط اتهامات لحماس بعدم رغبتها في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غز وعدم التصرف "بحسن نية""، أعلن المبعوث الأمريكي سحب المفاوضين الأمريكيين من محادثات الدوحة، وذلك بعد أن استدعت إسرائيل وفدها التفاوضي. فكيف جاء رد حماس؟
فشل محادثات وقف إطلاق النار في غزة سيعني تواصل القتال والمعاناة الإنسانية صورة من: Khamis Al-Rifi/REUTERS
إعلان
قال ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، إن الفريق الأمريكي في مباحثات وقف إطلاق النار في غزة، الجارية في قطر، سيعود إلى واشنطن بسبب "عدم تصرف حماس بنية صادقة".
وقال ويتكوف في بيان نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي "قرّرنا إعادة فريقنا من الدوحة لإجراء مشاورات بعد الردّ الأخير من حماس والذي يظهر بوضوح عدم رغبتها في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة"، مضيفا "في حين بذل الوسطاء جهودا كبيرة، لا تبدي حماس مرونة أو تعمل بحسن نية".
وأضاف المسؤول الأمريكي "من المؤسف أن تتصرف حماس بهذه الطريقة الأنانية"، مؤكدا رغبة واشنطن في "إنهاء هذا النزاع وإحلال سلام دائم في غزة ".
وأشار ويتكوف إلى أن واشنطن ستدرس الآن "خيارات أخرى لإعادة الرهائن إلى ديارهم ومحاولة إيجاد بيئة أكثر استقرارا لسكان غزة".
يذكرأن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
حوار في الشرق الأوسط - فلسطينيون وإسرائيليون يحلمون بالسلام
28:34
This browser does not support the video element.
إسرائيل تستدعي فريق مفاوضاتها من الدوحة
واستدعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فريق المفاوضات غير المباشرة ليعود إلى إسرائيل مجددا في وقت سابق من اليوم، في ظل رد حركة حماس.
وقال بيان صادر عن مكتب نتنياهو "تقرّر إعادة فريق التفاوض إلى إسرائيل لمواصلة المشاورات"، مضيفا "نحن نُقدّر جهود الوسطاء، قطر ومصر، وجهود المبعوث ويتكوف في السعي لتحقيق اختراق في المحادثات".
وكانت إسرائيل أعلنت صباحا أنها تلقّت ردّ حماس على الاقتراح الذي يتمّ التفاوض حوله منذ أكثر من أسبوعين في الدوحة، وأنه "قيد الدرس".
وقال نتنياهو "نعمل على التوصل إلى اتفاق جديد للإفراج عن رهائننا، لكن إذا فسرت حماس استعدادنا للتوصل إلى اتفاق على أنه ضعف أو فرصة لفرض شروط استسلام من شأنها أن تُعرض دولة إسرائيل للخطر، فهي ترتكب خطأ فادحا".
واستعصى تحقيق إنجاز في محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشهور في ظل تردي الأوضاع في غزة. وعقدت الأطراف محادثات لأسابيع في قطر، وأفادت بوجود علامات على تحقيق تقدم بسيط لكن لم يتم تحقيق إنجازات كبيرة. وأشار مسؤولون إلى أن النقطة العالقة الرئيسية هي إعادة نشر القوات الإسرائيلية بعد دخول أي وقف لإطلاق النار حيز التنفيذ.
إعلان
رد حماس "تضمن تعديلات وشمل ضمانات"
من جانبه عبرت حماس عن استغرابها من تصريحات ويتكوف وأكدت في بيان "حرصها على استكمال المفاوضات والانخراط فيها بما يُساهم في تذليل العقبات والتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار".
ونشرت حماس فجر اليوم الخميس بيانا عبر حسابها على منصة "تلغرام"، أكّدت فيه أنّها سلّمت الوسطاء "ردّها وردّ الفصائل الفلسطينية على مقترح وقف إطلاق النار".
وكانت حماس أعلنت الأربعاء أنها قدمت ردها على مقترح هدنة لمدة 60 يوما في قطاع غزة، والذي ضمنته تعديلات على مضمون الاقتراح.
غوتيريش يصف الأوضاع في غزة بـ"عرض رعب"
02:20
This browser does not support the video element.
وكان مصدران فلسطينيان مطّلعان على سير المفاوضات قد أدان الأربعاء لوكالة فرانس برس أنّ حماس سلّمت ردّا ضمّنته تعديلات تشمل ضمانات لوقف إطلاق نار دائم مع إسرائيل. واعتبر مسؤول فلسطيني مطّلع على المفاوضات أنّ ردّ حماس "إيجابي"، مضيفا أنّ الردّ "يتضمّن أيضا المطالبة بتعديلات على خرائط الانسحاب الإسرائيلي".
وأوضح أنّ الحركة طالبت بأن "تنسحب القوات الإسرائيلية من التجمعات السكنية وطريق صلاح الدين (الواصل بين شمال القطاع وجنوبه)، مع بقاء قوات عسكرية كحد أقصى بعمق 800 متر في كافة المناطق الحدودية الشرقية والشمالية الحدودية للقطاع". كما طالبت حماس "بزيادة عدد المفرج عنهم من الأسرى الفلسطينيين من ذوي المحكوميات المؤبدة والعالية مقابل كل جندي إسرائيلي حي"، وفق المسؤول نفسه.
وينص العرض المطروح على الطاولة وقف إطلاق نار لمدة 60 يوما تطلق خلاله حماس سراح 10 من الرهائن الأحياء المتبقين في قطاع غزة.
وأعرب منتدى أسر المختفين والرهائن عن قلق أهالي الرهائن المتبقين إزاء عودة الفريق من الدوحة. وقال المنتدى في منشور على منصة التواصل الاجتماعي إكس: "طالت المفاوضات أكثر من اللازم ... وإن تفويت فرصة أخرى لإعادة جميع الرهائن الخمسين سيكون أمرا غير مقبول".
ف.ي/ ع.ج.م (أ ف ب، د ب أ)
الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.. سلسلة طويلة من محاولات تحقيق السلام
تسعى الدول العربية لوضع خطة واقعية لمستقبل غزة في مواجهة ترامب الذي يدعو لطرد الفلسطينيين إلى مصر والأردن. جولة مع أبرز مبادرات السلام منذ حرب 1967، التي احتلت فيها إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية وسيناء وغزة.
صورة من: Oded Balilty/AP Photo/picture alliance/dpa
1967 - قرار مجلس الأمن رقم 242
في أعقاب الحرب العربية الإسرائيلية الثالثة والتي وقعت في حزيران/ يونيو 1967 وأسفرت عن هزيمة الجيوش العربية واحتلال إسرائيل لمناطق عربية جديدة، أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني قراره رقم 242. ودعا القرار إلى "انسحاب القوات المسلحة الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها في الصراع في الآونة الأخيرة" مقابل احترام جميع الدول لسيادة بعضها البعض وسلامة أراضيها واستقلالها.
صورة من: Getty Images/Keystone
اتفاقية كامب ديفيد - 1978
اتفقت إسرائيل ومصر على إطار عمل ضمن اتفاقية كامب ديفيد أدى في 1979 إلى معاهدة برعاية الولايات المتحدة تلزم إسرائيل بالانسحاب من سيناء. وكانت هذه أول اتفاقية سلام بين إسرائيل ودولة عربية.
صورة من: BOB DAUGHERTY/AP/picture alliance
مؤتمر مدريد للسلام - 1991
حضر ممثلو إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية مؤتمرا للسلام بمشاركة الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، في محاولة من قبل المجتمع الدولي لإحياء عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية من خلال المفاوضات. ولم يتم التوصل إلى أي اتفاقات مهمة، لكن المؤتمر فتح الباب أمام إمكانية اتصالات مباشرة بين الطرفين.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Hollander
اتفاقات أوسلو - 1993-1995
توصلت إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية إلى اتفاق في محادثات سرية بالنرويج بشأن اتفاق سلام مؤقت يعترف فيه كل طرف بحقوق الآخر. ودعا الاتفاق إلى انتخابات فلسطينية وحكم ذاتي لمدة خمس سنوات، وانسحاب القوات الإسرائيلية، ومفاوضات لتسوية دائمة. تعتبر اتفاقية أوسلو التي تمَ توقيعها في 13 سبتمبر/ أيلول 1993، أوَّل اتفاقية رسمية مباشرة بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.
صورة من: Avi Ohayon/GPO
اتفاق إسرائيل والأردن - 1994
أصبح الأردن ثاني بلد عربي يوقع معاهدة سلام مع إسرائيل. لكن المعاهدة لم تحظ بشعبية، وانتشرت المشاعر المؤيدة للفلسطينيين على نطاق واسع في الأردن.
صورة من: Wilfredo Lee/AP Photo/picture alliance
قمة كامب ديفيد - 2000
في هذه القمة تباحث الرئيس الأمريكي بيل كلينتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك ورئيس السلطة الفلسطينية آنذاك ياسر عرفات. وقد عقدت القمة في الفترة من 11 إلى 25 تموز/ يوليو 2000 وكانت محاولة لإنهاء الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. لكن القمة انتهت بدون اتفاق. واندلعت انتفاضة فلسطينية أخرى في 28 أيلول/ سبتمبر 2000 ولم تتوقف فعليا إلا في 8 شباط/ فبراير 2005 بعد اتفاق هدنة عقد في قمة شرم الشيخ.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/R. Edmonds
مبادرة السلام العربية - 2002
في عام 2002 قدمت المملكة العربية السعودية خطة سلام مدعومة من جامعة الدول العربية، تقضي بانسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، وتأسيس دولة فلسطينية. مقابل ذلك، تعرض الدول العربية تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
صورة من: Courtney Kealy/Getty Images
قمة أنابوليس – 2007
فشل الزعماء الفلسطينيون والإسرائيليون مرة أخرى في التوصل إلى اتفاق في قمة أنابوليس للسلام في الشرق الأوسط الذي عُقد في الولايات المتحدة في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2007، ورغم المساعي الكبيرة للتوصل إلى اتفاقية سلام وإحياء خارطة الطريق بهدف قيام دولة فلسطينية، إلا أنه لم يكلل بالنجاح، لتندلع بعدها حرب غزة في 2008.
صورة من: AP
اتفاقيات أبراهام - 2020
اتفق زعماء إسرائيل والإمارات والبحرين على تطبيع العلاقات في أيلول/ سبتمبر 2020. وفي الشهر التالي، أعلنت إسرائيل والسودان أنهما ستطبعان العلاقات، وأقام المغرب علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في ديسمبر/ كانون الأول من العام نفسه. سميت اتفاقيات أبراهام بهذا الاسم نسبة إلى إبراهيم الذي تنتسب إليه الديانات الثلاث: الإسلام والمسيحية واليهودية، للإحالة إلى الأصل المشترك بين اليهود والمسلمين.