أمريكا والصين تتوصلان لهدنة تسعين يوما في حربهما التجارية
٢ ديسمبر ٢٠١٨
توصّل الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والصيني شي جينبينغ خلال قمّة في بوينوس آيرس إلى هدنة في الحرب التجارية الدائرة بين بلديهما تقضي بتعليق واشنطن لثلاثة أشهر تنفيذ قرار زيادة الرسوم الجمركية على نصف وارداتها الصينية.
إعلان
اتفقت الولايات المتحدة والصين على هدنة لمدة تسعين يومًا في حربهما التجارية، مما يمنح الطرفان وقتًا لمواصلة المفاوضات في خطوة من المرجح أن تكون موضع ترحيب من قبل الأسواق والمزارعين. وجاء هذا الإعلان عقب محادثات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج في الأرجنتين في ختام أعمال قمة مجموعة العشرين. واستمر الاجتماع أكثر من ساعتين. ووافق ترامب على أنه في الأول من كانون الثاني / يناير سيجري تثبيت زيادة الرسوم الجمركية على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار، والتي تم تطبيقها في الآونة الأخيرة بواقع 10% ولن يجري رفع المعدل إلى 25% ، كما هدد الرئيس الأمريكي في وقت سابق.
لكن البيت الأبيض حذر من أنه في حالة عدم تمكن الطرفين من التوصل إلى اتفاق في الإطار الزمني المحدد، فإن الرسوم الجمركية سيجري زيادتها. كما ستزيد الصين من وارداتها من الولايات المتحدة لتحسين الميزان التجاري بين الدولتين. وجاء في بيان للبيت الأبيض أن "الصين ستوافق على شراء كمية لم يتم الاتفاق عليها بعد، لكنها ضخمة للغاية، من المنتجات الزراعية والصناعية وغيرها من المنتجات من الأمريكية لتقليص الخلل في الميزان التجاري بين بلدينا". واتفق الزعيمان أيضا على "الشروع فورا في مفاوضات بشأن تغييرات هيكلية فيما يتعلق بالنقل القسري للتكنولوجيا وحماية الملكية الفكرية والحواجز غير الجمركية والتدخل السيبراني والسرقة الإلكترونية".
هل يُقبل العالم على حرب عالمية تجارية؟
01:50
وقال وزير الخارجية الصيني، وانج يي، إن المحادثات بين الصين والولايات المتحدة كانت "إيجابية وبناءة للغاية"، وأن الطرفين اتفقا على وقف فرض رسوم جديدة والعمل على تقليص الزيادات الأخيرة في الرسوم. وقال البيت الابيض أيضا إن شي قدم "لفتة انسانية رائعة" بالموافقة على وضع الفنتانيل، وهو مادة أفيونية اصطناعية شديدة الادمان، على قائمة المواد الخاضعة للرقابة. وتتعامل الولايات المتحدة حالياً مع وباء أفيوني خطير وقاتل، وكان ترامب قد وعد الناخبين بالتصدي له.
وكان ترامب قد قال في بوينس آيرس إنه من المرجح أن ينتهي الأمر بالجانبين إلى التوصل إلى "شيء سيكون جيدا لكل من الصين والولايات المتحدة". ورفع ترامب الرسوم الجمركية على سلع صينية تتجاوز قيمتها 200 مليار دولار في العام الجاري. وكانت الأسواق قلقة من أن يجري الاجتماع على نحو غير جيد ما يعني زيادة أخرى في الرسوم الجمركية المفروضة على هذه السلع وربما حتى حزمة جديدة من الرسوم على سلع أخرى بقيمة 250 مليار دولار. وتتهم الولايات المتحدة الصين بالانخراط في ممارسات تجارية غير عادلة وانتهاك حقوق الملكية الفكرية. وردت بكين على الرسوم الجمركية الأمريكية، حيث فرضت رسوما على واردات أمريكية بقيمة 110 مليارات دولار بما فيها فول الصويا والسيارات والطائرات.
ح.ز/ (د.ب.أ / أ.ف.ب)
قمة مجموعة العشرين..أصدقاء وأعداء
لقاء أقوى السياسيين في العالم قد يكون هذه السنة أكثر إثارة. فقمة مجموعة العشرين في بوينس ايريس تنعقد في ظروف استثنائية يمر منها العالم، بما في ذلك الحرب التجارية وتفاقم الأزمة الأوكرانية إلى غير ذلك من الملفات الساخنة.
صورة من: Reuters/K. Sasahara
الولايات المتحدة الأمريكية والعربية السعودية، هل يمكن لهذه الأعين الكذب؟!
بالنسبة إلى الأمير السعودي قد لا تكون قمة مجموعة العشرين سهلة. فمنظمة هيومان رايتس ووتش رفعت في الأرجنتين دعوى ضد محمد بن سلمان بتهمة "المساهمة المفترضة" في قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي. وفي الحقيقة ليس هناك إلا الرئيس الأمريكي ترامب من يقف إلى جنب الأمير، فهو يشك في ذنب بن سلمان.
صورة من: picture-alliance/dpa/SPA
العربية السعودية وتركيا: علاقة مصالح
اغتيال الصحفي خاشقجي على الأرض التركية يؤثر على العلاقة بين بن سلمان والرئيس التركي أردوغان. فالأتراك يريدون الكشف عن ملابسات الاغتيال ـ والسعوديون يرفضون ذلك. وحتى الدعم التركي لقطر يؤثر على هذه العلاقة. إلا أن أردوغان يحتاج إلى الاستثمارات من العربية السعودية. وقد يحصل خلال قمة مجموعة العشرين لقاء خاص بين الرجلين.
صورة من: picture-alliance/AA/K. Ozer
الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا: علاقة معقدة
لم يعد بالإمكان منذ مدة وصف الرئيسين بالصديقين. فهناك نقاط خلاف كثيرة تنغص العلاقات مثل مصير فتح الله غولن الذي يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية. والآن قضية مقتل الصحفي خاشقجي، التي زادت من حدة التوتر، بسبب موقف ترامب الداعم لولي العهد السعودي، وفق أنقرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Licoppe
الولايات المتحدة الأمريكية والصين وسط حرب تجارية
يتبادل أكبر اقتصادين في العالم منذ شهور فرض العقوبات الجمركية والتهديدات. وقبل انعقاد قمة مجموعة العشرين لوح ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية. وتتهم الولايات المتحدة الصين بسرقة الملكية الفكرية. ومن المحتمل أن يعقد لقاء بين رئيسسي البلدين، لكنه قد لا يقود إلى حلحلة الأزمة.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Watson
الولايات المتحدة ألأمريكية وروسيا أزمة متزايدة
ترامب وبوتين سبق أن عايشا أوقاتا أفضل. وحتى لو أن ترامب يبذل الجهد من أجل علاقة جيدة مع بوتين، إلا أن الدعابات الأولى قد ولَت. فأزمة أوكرانيا والحرب في سوريا وكذلك اتهامات التدخل الروسي في الحملة الانتخابية الأمريكية تؤثر كثيرا على العلاقة. وكان ترامب قد أعلن قبيل انطلاق القمة لـ "الواشنطن بوست" إنه "قد لا يجتمع" ببوتين بسبب الأزمة الأوكرانية.
صورة من: Getty Images/B. Smialowski
فرنسا وكندا: علاقة ودية
بعد اللقاء الأول للرجلين بات واضحا أنه قد تحل علاقة صداقة بين رئيس فرنسا ماكرون ورئيس الوزراء الكندي ترودو. وكلا الرجلين يجتهدان لعرض علاقتهما الجيدة أمام الملأ، ويؤكدان باستمرار قناعاتهما المشتركة مثلا فيما يرتبط باتفاقية التجارة.
صورة من: Reuters/C. Platiau
فرنسا وألمانيا: أوروبيان ضد القومية
خلال إحياء ذكرى عيد شهداء الحرب في البرلمان الألماني حذر ماكرون مؤخرا من سقوط العالم في "القومية بدون ذاكرة وفي التطرف بدون قيم". وبالنسبة إليه تكون أوروبا موحدة الجواب على "انقسام العالم"، وهنا يجد المستشارة الألمانية ميركل بجنبه. فالاثنان يحاولان إظهار التضامن وتبني سياسة مشتركة من أجل أوروبا موحدة.
صورة من: picture-alliance/empics/J. Tang
الاتحاد الأوروبي واليابان: صداقة أوروبية يابانية
في الصيف وقع رئيس وزراء اليابان، آبي ورئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر ورئيس المجلس الأوروبي، توسك على أكبر ميثاق تجاري أبرمه الاتحاد الأوروبي. فاتفاقية التجارة الحرة بين اليابان والاتحاد الأوروبي تصدر رمزية لصالح العولمة وتعارض الإجراءات الحمائية كما ينهجها ترامب. وفي الأرجنتين قد يتضامن اليابان والاتحاد الأوروبي. راهل كلاين/ م.أ.م