أمريكا ودول عربية تدعو لهدنة وحكم مدني في السودان
١٣ سبتمبر ٢٠٢٥
دعت الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر أمس الجمعة (12 سبتمبر/أيلول 2025) إلى هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر في السودان، على أن يليها وقف دائم لإطلاق النار وعملية انتقالية تؤدي إلى حكم مدني مدتها تسعة أشهر.
وشددت الدول الأربع في إعلان مشترك على ضرورة أن تكون العملية "شاملة وشفافة" وأن تنتهي ضمن المهل المحددة بغية "تلبية تطلعات الشعب السوداني نحو إقامة حكومة مستقلة بقيادة مدنية تتمتع بقدر كبير من المشروعية والقدرة على المساءلة".
خلافات مصر والإمارات حول السودان
ويبدو أن الإعلان صدر بدلا من اجتماع لوزراء خارجية الدول الأربع كان مقررا في الأصل في يوليو/ تموز 2025 ولكنه تأجل بسبب خلافات بين مصر والإمارات. ووفق مصادر دبلوماسية، عارضت القاهرة في البداية صياغة أولى تستبعد الجيش وقوات الدعم السريع من المرحلة الانتقالية.
ولطالما دعت مصر، حليفة الجيش السوداني، إلى الحفاظ على مؤسسات الدولة، في حين اتُّهمت الإمارات بدعم قوات الدعم السريع وتسليحها، ما تنفيه أبوظبي.
استبعاد "متطرفي الإخوان المسلمين"
وشدد الإعلان المشترك الصادر الجمعة على أن "مستقبل الحكم في السودان يقرره الشعب السوداني (...) ويجب ألا يسيطر عليه أي من الأطراف المتحاربة".
ويستبعد الإعلان أي مشاركة لـ"جماعات متطرفة وعنفية تشكل جزءا من (جماعة) الإخوان المسلمين أو مرتبطة بها"، معتبرا أن الجماعة أججت الاضطرابات الإقليمية. ويتجنب النص النهائي الإشارة مباشرة إلى الأطراف المعنية، ويشدد على وجوب أن يقرر الشعب السوداني مستقبل الحكمفي البلاد، بعيدا من أي وصاية مسلحة.
عقوبات أمريكية على إسلاميين مقربين من الجيش
ويوم الجمعة، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم، المقرَّب من الجيش والشخصية الإسلامية البارزة، وكذلك على كتيبة البراء بن مالك، وهي مليشيا إسلامية تحارب إلى جانب الجيش.
وقد هيمن الإسلاميون على السياسة السودانية مدى ثلاثة عقود في عهد الرئيس المطاح به عمر البشير وتزايد نفوذهم خلال الحرب بتحالفهم مع الجيش.
وجاء في بيان لوزارة الخزانة الأمريكية "ترمي هذه العقوبات إلى الحد من النفوذ الإسلامي في السودان وتقييد الأنشطة الإقليمية لإيران التي ساهمت في زعزعة استقرار المنطقة، وفي النزاعات وفي معاناة المدنيين".
مخاوف من تقسيم السودان
ويسيطر الجيش السوداني على شمال وشرق البلاد فيما تسيطر قوات الدعم السريع على أجزاء من الجنوب ومعظم إقليم دارفور (غرب) حيث أعلنت مؤخرا حكومة موازية، مما أثار مخاوف من تقسيم البلاد. ويؤكد الطرفان عزمهما على مواصلة القتال حتى تحقيق نصر عسكري شامل.
ومنذ أبريل/ نيسان 2023، يشهد السودان حربا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو. وأسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين. كما تواجه البلاد أزمة انسانية وغذائية حادة، وأسوأ تفشٍّ لمرض الكوليرا منذ سنوات.
تحرير: عارف جابو