أمستردام - تحقيقات واعتقالات بعد هجمات معادية لإسرائيل
١٠ نوفمبر ٢٠٢٤
تواصل السلطات الهولندية تحقيقاتها وإيقافات بحق أشخاص يشتبه في تورطهم في اعتداءات تعرض لها مشجعو كرة قدم إسرائيليين في أمستردام من قبل مؤيدين للفلسطينيين، ما أثار موجة من الإدانات والغضب في إسرائيل وخارجها.
إعلان
قال ممثلو الادعاء في هولنداإن هناك أربعة أشخاص، بينهم قاصران، ما زالوا قيد الاحتجاز اليوم (الأحد العاشر من نوفمبر/ تشرين الثاني 2024)، على إثر الهجمات التي وقعت في أمستردام وتعرض لها مشجعو كرة قدم إسرائيليون من جانب مجموعة من مؤيدي الفلسطينيين. وأثارت الهجمات غضب الحكومة الإسرائيلية، كما أثارت غضب الكثيرين في هولندا وخارجها.
وأضاف ممثلو الادعاء أنه لم يتم حتى الآن اعتقال أي شخص على وجه التحديد بتهمة العنف الموجه ضد الإسرائيليين، وأضافوا أنه من المتوقع أن يتم اعتقال المزيد من الأشخاص في الأيام المقبلة، حيث يحاول المتخصصون في الشرطة تحديد هوية المشتبه بهم من خلال مقاطع الفيديو والصور.
وكان قد تم اعتقال 62 شخصا يوم الخميس الماضي، على خلفية مباراة كرة قدم في الدوري الأوروبي بين فريقي "أياكس أمستردام" المضيف وضيفه "مكابي تل أبيب". كما تم اعتقال شاب 26/ عاما/ أمس الأول الجمعة بخصوص نفس الواقعة. ويواجه المعتقلون اتهامات بتكدير السلم العام. وقد تم الإفراج عن معظمهم منذ ذلك الحين.
كما اعتقلت الشرطة الهولندية الأحد مجموعة من المؤيدين للفلسطينيين بعد أن نظموا تظاهرة في وسط أمستردام، على الرغم من أمر قضائي يحظر الاحتجاجات، حسبما شاهد مراسل وكالة فرانس برس. واعتقلت الشرطة المتظاهرين الذين كانوا يرددون شعارات ويرفعون لافتات في ساحة دام، غداة صدامات بين مشجعي كرة قدم إسرائيليين وشبان الخميس.
الاعتداء على مشجعين إسرائيليين في أمستردام يثير قلق أوروبا
02:14
في سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، أنه بعد إجراء إعادة تقييم للوضع، فإنه قد تم إعادة السماح بالسفر إلى هولندا لجميع أفراد الجيش الإسرائيلي، بحسب ما أوردته صحيفة "جيروزالم بوست". وأضاف الجيش الإسرائيلي أن أفراد الخدمة المتواجدين حاليا في هولندا، مطالبون بالالتزام ببروتوكولات الإجازات الخارجية للجيش. ويذكر أن الهجمات في أمستردام أسفرت عن إصابة ما يتراوح بين 20 و30 شخصا، ومعظمها إصابات طفيفة.
تعزيزات أمنية في مباراة فرنسا وإسرائيل
وفي سياق متصل، عززت الشرطة الفرنسية بشكل كبير الاحتياطات الأمنية قبل مباراة دوري الأمم الأوروبية بين فرنساوإسرائيل مساء الخميس في استاد فرنسا بباريس.
وأعلن قائد شرطة باريس، لوران نونيز، الأحد، أنه سيتم نشر حوالي 4000 ضابط شرطة في المدينة وحول استاد فرنسا. كما ستخصص حماية إضافية للمنتخب الإسرائيلي. وقال نونيز: "ستقوم وحدة خاصة من الشرطة الوطنية أيضًا بحماية الفريق الإسرائيلي"، مضيفًا أن "السياق الجيوسياسي حساس للغاية". كما وصف نونيز المباراة في الجولة الخامسة بين فرنسا وإسرائيل بأنها شديدة الخطورة وأعلن عن "عدم التسامح مطلقًا تجاه الاضطرابات".
ح.ز/ م. س/ز.أ.ب (د.ب.أ، أ ف ب)
تعصب وتطرف أم خوف من الآخر؟ مظاهر العنف في أوروبا
لئن عاشت الأغلبية العظمى في أوروبا من أوروبيين ومن أصول مهاجرة من مختلف الأديان والثقافات في كنف السلام والاحترام، إلا أنها لم تخل أيضا من مظاهر للعنف تحت ذرائع مختلفة: دينية وقومية وغيرها، لكنها مرفوضة من الأغلبية.
صورة من: picture-alliance/dpa/SDMG/Dettenmeyer
مظاهر التطرف والدعوة إلى العنف باسم الدين لم تقتصر على الدول العربية والإسلامية، بل أيضا دول غربية على غرار ألمانيا شهدت بدورها مظاهرات لأقلية سلفية حمل بعض عناصرها الأعلام السوداء ودعا فيها للعنف. الصورة لمظاهرة تعود إلى عام 2012 في مدينة بون الألمانية حيث تظاهر سلفيون ضد يمينيين متطرفين واعتدوا خلالها على رجال شرطة.
صورة من: picture-alliance/dpa
استخدام الدين كذريعة لارتكاب جرائم إرهابية، مثلما حدث خلال الاعتداء على مقر صحيفة شارلي إيبدو مطلع هذا العام وقتل 11 شخصا من طاقمها بدافع الانتقام لصور كاريكاتورية للرسول محمد نشرتها الصحيفة، أثار استهجان الملايين ليس في فرنسا وأوروبا فقط وإنما ايضا في العديد من الدول الإسلامية والعربية.
صورة من: Reuters/Platiau
الإرهابيون لم يستهدفوا مقر صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية فقط وإنما أيضا شرطيا مسلما واسمه أحمد وشرطية أخرى كانت تنظم حركة المرور وكذلك أربعة يهود، بينهم يهودي تونسي، كانوا في أحد المتاجر اليهودية بصدد التبضع لإحياء مراسم السبت. العمليات الإرهابية كانت من توقيع تنظيم "الدولة الإسلامية".
صورة من: AFP/Getty Images/K. Tribouillard
وبعد الهجمات الإرهابية التي طالت باريس واسفرت عن سقوط 18 شخصا، ها هو الإرهاب تحت ذريعة الدين يضرب العاصمة الدنماركية كوبنهاغن ويتسبب في مصرع رجل يهودي كان يحرس كنيسا يهوديا وآخر مخرجا سينمائيا، ذنبه أنه كان حاضرا في ندوة حول حرية التعبير.
صورة من: Reuters/S. Bidstrup
ولكن مساجد المسلمين بدورها تعرضت أيضا للاعتداء بالحرق وتهشيم النوافذ وحتى لهجوم بالمتفجرات. ففي فرنسا مثلا ارتفع عدد الأعمال "المعادية للإسلام" بنسبة 70 بالمائة منذ الاعتداءات التي قام بها جهاديون في باريس في كانون الثاني/ يناير، مقارنة بعام 2014، وفقا لجمعية التصدي لمعاداة الإسلام الفرنسية.
صورة من: Reuters/Y. Boudlal
حتى المقابر اليهودية لم تسلم من اعتداءات بعض المتطرفين إما بدافع العنصرية أو بدافع معاداة السامية. على أحد القبور اليهودية في مقاطعة الآلزاس الفرنسية كتب باللغة الألمانية "أرحلوا أيها اليهود" إلى جانب الصليب المعقوف، رمز النازيين الذين أبادوا ستة ملايين من يهود أوروبا.
صورة من: picture-alliance/dpa
حتى وإن كان هؤلاء لا يمثلون إلا أقلية مطلقة داخل المجتمع الألماني، إلا أن النازيين الجدد، الذين يستلهمون أفكارهم من النازية واليمين المتطرف، يشكلون مصدر قلق في ألمانيا، خاصة وأنهم لا يتوانون عن استخدام العنف ضد الأجانب أو من كان شكله أو مظهره يوحي بأنه ليس ألمانيا. وفي الفترة الأخيرة سجل في عدد من الدول الأوروبية صعود التيارات اليمينية المتطرفة، مستغلة أعمال الإرهابيين للإسلاميين المتطرفين.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Balk
ولازال القضاء الألماني ينظر في قضية خلية تسيفيكاو النازية، والتي سميت نسبة لمدينة تسيفيكاو الواقعة شرقي ألمانيا، في محاكمة تحظى باهتمام دولي الواسع. هذه الخلية متهمة بقتل عشرة أفراد، تسعة أتراك ويوناني في ألمانيا، ذنبهم الوحيد أن أشكالهم توحي بأصولهم الشرقية. في الصورة العضوة الوحيدة المتبقة من الخلية، بعدما انتحر عنصران منها، والتي ترفض الإدلاء بأي تفصيل يساعد في الكشف عن الحقيقة.
صورة من: Reuters/M. Rehle
اليمينيون المتطرفون استغلوا مخاوف البعض في ألمانيا وعدد من الدول الأوروبية من عدم معرفتهم للإسلام والمسلمين وخلطهم بالتطرف الإسلامي، خاصة بعد الجرائم البشعة التي ارتكبها تنظيم "الدولة الإسلامية" في المناطق التي سيطر عليها في العراق وسوريا، للدعوة إلى مظاهرات مناهضة للإسلام. الصورة مظاهرة مناهضة للإسلام في مدينة هانوفر، شمالي ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Stratenschulte
وبعد الانتقادات اللاذعة والرفض الشعبي الألماني الواسع للمظاهرات المناهضة للإسلام، أصبحت هذه الاحتجاجات نقتصر على بعض اليمينيين المتطرفين الذين خرجوا للتظاهر ضد قدوم اللاجئين إلى ألمانيا، معللين رفضهم بأن ثقافة هؤلاء تختلف عن ثقافتهم وأنه لا يمكنهم الاندماج في المجتمع الألماني.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
بعض المتطرفين اليمينيين أصبح يعمد بدل الاحتجاج إلى إضرام النيران في البنايات والمقرات التي من شأنها أن تأوي اللاجئين. حتى وإن لم تسفر عمليات إحراق المباني عن أي أضرار بشرية، إلا أن تكرارها في عدد من الولايات والمدن الألمانية أثار قلقا وجدلا واسعا في البلاد.