باحثون من دول عدة يمنحون مرضى الإيدز الأمل بقرب التوصل لتطوير لقاح يقضى على هذا المرض تماما. الجهود المكثفة صارت أكثر فعالية بعد تطوير شبكة بحثية دولية.
إعلان
توحيد جهود العلماء في الدول المختلفة قد يكون الحل الأفضل لتطوير علاجات لمرض الإيدز والتوصل إلى لقاح يقتل الفيروس المسبب لهذا المرض الخطير. حيث سيعمل العلماء في مركز الأبحاث الأول المخصص لمرض نقص المناعة المكتسبة في ألمانيا، الذي افتتح يوم الجمعة في مشفى جامعة إيسن، مع شركاء آخرين في الولايات المتحدة الأميركية، وإفريقيا، وآسيا معا لتطوير أبحاثهم.
ويقدر عدد الأشخاص المصابين بمرض الإيدز ما يقارب الـ37 مليون شخص حول العالم. وعلى الرغم من التطور الملحوظ لمعالجة المرضى على مدار السنوات، إلا أن الطب لم يتوصل لعلاج جذري أو لقاح يقضي على الفيروس كلياً حتى الآن.
ولحسن الحظ، فإن معدل الإصابة في ألمانيا منخفص نسبياً، إلا أن الدكتور هيندريك ستريك، مدير المعهد الجديد، يعتقد بأن ألمانيا تحمل على عاتقها مسؤولية حماية البلدان الأخرى أيضاً. إذ قال: "الإيدز داء عالمي، ويصيب البلدان الفقيرة بشكل قوي جداً"، وأضاف: "ضحايا هذا المرض من الطبقة الفقيرة غالباً، ولا يمكلون القدرة على تحمل نفقات العلاج".
بصيص أمل
عاد الدكتور ستريك إلى ألمانيا من الولايات المتحدة عام 2015، حيث عمل مع (MHRP)، مركز برنامج أبحاث الإيدز التابع للجيش الأميركي، الشريك الرئيسي الآن لمعهد إيسن.
في عام 2009، قام الفرع التايلندي لهذا المركز بتجربة لقاح مضاد للإيدز أثبت فعاليته بنسبة 30%. وتعقيباً على ذلك قال ستريك :"لقد كانت هذه الدراسة بمثابة بصيص أمل حقيقي، وأثبتت لنا بأننا عبر الجهود الموحدة والمكافحة الدائمة سنتمكن من تحويل هذا الأمل لنجاح على أرض الواقع".
ومن ناحية أخرى أكدت الدكتورة جينتانات أنانوورانيش، من مركز (MHRP) على أن التعاون الدولي هو المنهج المثالي. وقالت: "نحن نعمل في تايلند، وإفريقيا، والآن في ألمانيا"، وأضافت: "لدينا الفرصة للتأكد من أن هذه الجهود سواء بالتوصل إلى لقاح مضاد أو بتطوير العلاجات، ستعود ثمارها بالخير على الصعيد العالمي".
الإيدز، وصمة عار
تم تشخيص إصابة مايك شوتز، مدير(AIDS Hilfe Essen) بمرض نقص المناعة المكتسبة منذ 23 عاماً. ومنذ ذلك الحين شهد الكثير من التطور في الأبحاث المختصة بهذا المرض. قال شوتز: "أعلم بأن هذه الأبحاث قد تتطور بسرعة أو ببطئ شديد، ولكن من المهم جداً استمرارية العمل في هذا الخصوص". وأوضح بأن الشخص المصاب بالإيدز أو كما يدعى (إيجابي)، يشعر بالعار في المجتمع الألماني وما تزال مشكلة كبيرة. وأضاف: "العديد من المصابين بمرض الإيدز يفضلون إبقاء هذه الإصابة سراً، إذ لا يخبروا الوسط المحيط في العمل عن مرضهم، وليسوا مضطرين طبعاً، ولكنهم يشعرون بالخوف". وأنهى كلامه بقوله: "أتمنى أن يزول هذا الخوف والقلق عند التوصل للقاح أو علاج نهائي لهذا المرض".
مهمة شاقة
ما يزال تطوير لقاح ضد فيروس نقص المناعة المكتسبة أمراً بغاية الصعوبة بسبب تعقيده وتنوعه. إذ يندمج هذا الفيروس مع الخلايا المضيفة وينضج وبذلك يقضي على محاولات الجهاز المناعي بتدميره.
كما قال ستريك: "هيكل الفيروس يشكل مشكلة أخرى ... ونحن نريد أن نفهم الهيكل الخارجي لفيروس الإيدز، الذي نطلق عليه اسم "المغلف"، حيث يوجد نقاط صغيرة على الغشاء الخارجي للفيروس". وأختتم ستريك بالتأكيد على ضرورة استمرارية الأبحاث مع أمل كبير بالتوصل إلى علاج يقضي على المرض نهائياً.
أبرز الاكتشافات العلمية في عام 2014
ابتكار دم اصطناعي، وآمال في مواجهة أمراض الإيدز وإيبولا والسل. وأيضا كمبيوتر بشري، وميكروسكوبات أكثر تطورا. كل هذه الابتكارات المتطورة قدمها لنا عام 2014.
صورة من: picture-alliance/dpa/Kasper
بدأ عام 2014 بشكل يدعو للتفاؤل: باحثون من جامعة توبنغن ومعهد باول-ايهرليش نجحوا في استعمال فيروس الحصبة المعدل وراثيا بعد برمجته ليستهدف خلايا سرطانية ودفعها إلى الانفجار، وذلك من خلال تغيير التركيب الجيني للفيروسات بطريقة تجعل هذه الفيروسات تستهدف بشكل محدد الأورام السرطانية.
صورة من: BayerHealthcare
الاستفادة من حاسة الشم للجرذان الجرابية العملاقة من أجل الكشف المبكر عن الإصابة بمرض السل، هذا ما اطلع عليه مراسل DW في تنزانيا فيليب ساندنر. مشروع واعد بإشراف منظمة "أبوبو" غير الحكومية، التي بدأت بتدريب الجرذان للكشف عن المرض.
صورة من: Brian Johnson
أعلن مركز أبحاث باوهاوس في نهاية شهر أبريل/ نيسان أنه نجح في إنتاج الكيروسين من ضوء الشمس، وذلك في إطار مشروع يدعمه الاتحاد الأوروبي. كما تمكن الباحثون من استخلاص الوقود من الماء وثاني أكسيد الكربون (الغاز الفحمي).
صورة من: picture-alliance/dpa
العالم البريطاني ستيوارت باركين، الذي نجح في تطوير زيادة سعة قرص التخزين "الهارد ديسك"، تم تكريمه في مايو/ أيار في برلين عبر منحه أستاذية كرسي ألكساندر هومبولت الجامعي في برلين.
صورة من: IBM Research
تمكنت مجموعة من العلماء في يونيو/ جزيران من تطوير كمبيوتر يحاكي الإنسان إلى حد كبير، وقد تمكن الكمبيوتر من خداع ثلثي لجنة التحكيم، الذين كانوا يجرون معه دردشة إلكترونية (تشات) واعتقدوا بأنهم يجرون محادثة مع إنسان، فيما شك ثلث الأعضاء في الأمر.
صورة من: Fotolia/vladgrin
مطلع مايو/ أيار نشر باحثون نتائج بحثو طويلة، تمكنوا من خلالها من تطوير الحمض النووي لبكتيريا "إشيريشيا كولي" بواقع حرفين. هذا الإنجاز يعطي الأمل في تطوير مضادات حيوية قوية عبر استخدام ذات الطريقة.
صورة من: picture-alliance/OKAPIA KG, Germany
اقترب علماء اسكتلنديون كثيرا من توليد دم اصطناعي. فقد نجحوا في إنتاج خلايا دم حمراء وذلك باستخدام خلايا جذعية في مركز الطب المستدام في ادنبرة. وهذا يعطي الأمل في إنتاج دماء اصطناعية بكميات كبيرة ومن كافة الزمر.
كشف علماء دنماركيون في يوليو/ تموز أنهم تمكنوا من تنشيط خلايا مصابة بشكل خفي بفيروس (اتش.آي.في) باستخدام عقار روميدبسين الذي يستخدم في معالجة السرطان، ما يسهل قتل الفيروس بعد ذلك في الجسم.
صورة من: Fotolia
مطورو المجهر الفلوري وهم: الألماني شتيفان هيل والأمريكييان إيريك بيتزيغ وويليام مورنر، نالوا جائزة نوبل للكيمياء. وذلك لأنهم أسهموا بهذا الابتكار من رفع مستوى الفحص المجهري إلى مستوى النانو.
حصل اليابانيان ايسامو اكاساكي وهيروشي امانو والأمريكي من أصل ياباني شوجي ناكامورا على جائزة نوبل للفيزياء، تقديرا لاختراعم الصمام الثنائي الباعث للضوء أو ما يعرف بتقنية "ليد" للإنارة التي تسمح باقتصاد الطاقة والصديقة للبيئة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Fraunhofer Gesellschaft
الزوجان النروجيان ماي-بريت موزر وادفارد موزر والباحث البريطاني-الأمريكي جون اوكيف حصلوا على جائزة نوبل للطب لاكتشافهم نظاما في الدماغ هو بمثابة جهاز تموضع داخلي "جي بي إس".
صورة من: Sagittaria - Fotolia.com
وفي نهاية العام أيضا كان هناك خبر يدعو للتفاؤل. هذه المرة في الصراع ضد فيروس إيبولا، والذي حصد أرواح 7500 إنسان في غرب إفريقيا حتى نهاية ديسمبر/ كانون أول. اكتشاف لقاح جاءت المرحلة الأولى من تجريبه إيجابية، بانتظار المرحلتين الثانية والثالثة مطلع عام 2015.