أمنستي: أزمة حقوق الإنسان في مصر "تعمقت" قبل قمة المناخ
٢١ سبتمبر ٢٠٢٢
قالت منظمة العفو الدولية إن "أزمة حقوق الإنسان تعمقت" في مصر بعد عام على إطلاق "الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان". وتنفي القاهرة باستمرار الاتهامات بانتهاك حقوق الإنسان وتتهم منتقديها بأنهم لا يرون الصورة الكاملة.
إعلان
في تقرير نشرته منظمة العفو الدولية اليوم الأربعاء (21/9/2022) بعنوان "معزولة عن الواقع: الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان تخفي أزمة حقوق الإنسان" قالت المنظمة الحقوقية إن "السلطات المصرية استخدمت هذه الاستراتيجية كأداة دعائية للتغطية على القمع المتزايد لأي شكل من المعارضة، قبل انعقاد قمة المناخ كوب 27 في تشرين الثاني/نوفمبر" في منتجع شرم الشيخ بجنوب سيناء على البحر الأحمر.
وأطلق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، الذي تتهمه المنظمات الحقوقية الدولية بإسكات كل أطياف المعارضة منذ توليه زمام الأمور في مصر في العام 2013، تلك الاستراتيجية في أيلول/سبتمبر 2012 متهما منتقديه بأنهم لا يرون الصورة الكاملة ولا يدركون التحديات التي تواجه الدولية المصرية.
وطالبت أنياس كالامار السكرتيرة العامة لمنظمة العفو الدولية (امنستي) المجتمع الدولي الى "الضغط على السلطات المصرية بشكل معلن وغير معلن لاتخاذ خطوات ذات مغزى لإنهاء دائرة الانتهاكات وانعدام المحاسبة بدءا من إطلاق آلاف من المعارضين والمنتقدين (للنظام) المحتجزين تعسفيا في السجون المصرية وتخفيف قبضتها على المجتمع المدني والسماح بالتظاهرات السلمية".
وأضافت المنظمة "خلال الشهور الأخيرة، في خطوة إيجابية لكنها محدودة للغاية، تم الإفراج عن عشرات من سجناء الضمير وآخرين محتجزين لأسباب سياسية، غير أن السلطات ما زالت تحتجز أعدادا كبيرة من المعارضين، فيما منع المفرج عنهم من السفر".
وتواجه مصر انتقادات شديدة بسبب سجلّها المتعلّق بحقوق الإنسان، فيما يقبع نحو 60 ألف شخص في السجون لأسباب سياسية، بحسب تقديرات منظمات حقوقية محلية ودولية، إلا أن السيسي دائما ما ينفي ذلك .
وتم إطلاق سراح العشرات منذ أعاد السيسي تشكيل لجنة العفو الرئاسي قبل عدة أشهر. وهذا الأسبوع، فيما تم الإفراج عن عشرات آخرين، أعادت السلطات القبض على الناشط شريف الروبي واتهم مجددا بنشر أخبار كاذبة بعد أقل من مئة يوم على الإفراج عنه بعد قضائه عامين في الحبس الاحتياطي.
وكتبت الناشطة الحقوقية المحامية ماهينور المصري على تويتر أن "كل ما كان (الروبي) يحاول القيام به هو الكتابة عن ناس ما تزال في السجن ولفت الانتباه إليهم حتى يتم الإفراج عنهم".
وأعلنت السلطات أخيرا إطلاق "حوار وطني" يضم بعض الشخصيات المعارضة والحقوقيين وممثلين للأحزاب السياسية، ولكن غالبية الناشطين أبدوا عدم اقتناعهم به. وكتب حوالي 60 ناشطا في أذار/مارس "نريد حوارا بين شركاء وليس بين سجناء وسجانهم".
ع.ج.م/إ.ف (أ ف ب)
اعتقالات واغتيالات.. أوضاع "حرية الصحافة" عربياً لا تزال مقلقة
لاتزال أوضاع حقوق الإنسان وحرية الصحافة والتعبير في الكثير من الدول العربية مقلقة. وفي اليوم العالمي لحرية الصحافة يجب التذكير بأنّ صحافيين كثر يقبعون وراء القضبان وآخرون فقدوا حياتهم. هذه نماذج من سبع بلدان.
صورة من: Jdidi Wassim/SOPA Images /Zuma/picture alliance
السعودية- لا صوت للنقد
تأتي السعودية في مراتب متأخرة للغاية في مؤشرات حرية الصحافة، خصوصا منذ مقتل جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول. لكن ليس الصحفيون السعوديون وحدهم من يواجهون الخطر، فحتى الأجانب يُسجنون. منهم الصحفي اليمني علي أبو لحوم، الذي أدانته الرياض بالسجن 15 عاما بتهمة الدعوة للإلحاد والردة، بسبب حساب على تويتر كان يديره باسم مستعار، فيما تقول مراسلون بلا حدود إن الحساب كان ينتقد السلطات السعودية.
صورة من: RSF
المغرب- ثلاثة صحفيين بارزين وراء القضبان
يقبع عدد من الصحفيين والمدونين المغاربة في السجن، بينهم ثلاثة صحفيين بارزين. أحدهم عمر الراضي. صحفي اشتهر في التحقيقات الاستقصائية، سُجن بتهم التجسس لصالح دول أجنبية والاعتداء الجنسي. لكن منظمات حقوقية تُرجع سبب الاعتقال إلى الضجة التي خلفها كشفه تعرّض هاتفه للتجسس بواسطة برنامج بيغاسوس، خصوصا أن تقريراً لمنظمة العفو الدولية أفاد بالأمر نفسه، ما خلق توترا حينها بين الرباط والمنظمة الحقوقية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Bounhar
لبنان- الاغتيال يهدد الإعلاميين
لا يعاني الصحفيون في لبنان بالضرورة من جبروت السلطة، بل الخطر يأتي بشكل أكبر من التنظيمات المسلحة التي قد تغتالهم. المثال من واقعة الإعلامي والمحلل السياسي لقمان سليم الذي عثر عليه مقتولا في سيارته، شهر فبراير/شباط 2021، برصاصات في الرأس. وهو ناقد كبير لحزب الله وسبق أن حمله مسؤولية تدهور الأوضاع في البلد، ويعد هذا الاغتيال الثاني من نوعه في أقل من سنتين بعد اغتيال مصور الجيش اللبناني جوزيف بجاني.
صورة من: Lokman Slim family/AP Photo/picture alliance
العراق- التهديد ليس من المسلحين فقط
العراق هو أحد أكثر دول العالم خطورة على الصحفيين بسبب تهديدات التنظيمات المسلحة. قُتل على الأقل ثلاثة صحفيين في آخر ثلاث سنوات، وأجبر عدد منهم على المغادرة وطلب اللجوء. لكن الأمر لا يخصّ فقط تهديدات الاغتيال، الاعتقالات والأحكام بدورها حاضرة، فقبل عام اتهمت سلطات كردستان العراق ثلاثة صحفيين بالتجسس، وحكمت عليهم بست سنوات بتهم تهديد الأمن القومي.
صورة من: Dalshad Al-Daloo/Xinhua/picture alliance
الإمارات- صورة مغايرة لـ"مكان التسامح"
تقدم الإمارات نفسها على أنها إحدى قلاع التسامح في الشرق الأوسط، لكن منظمات حقوقية تشكك في ذلك خصوصا مع القيود الواسعة على الصحافة هناك بما فيها الصحافة الدولية. ومن أكبر قضايا التضييق على الصحفيين في الإمارات، ما وقع للصحفي الأردني تيسير النجار الذي سُجن ثلاث سنوات، وأسلم الروح بعد تدهور أحواله الصحية، أقل من سنتين بعد خروجه.
صورة من: RSF
مصرـ أحد أكبر سجون الصحفيين
تعدّ مصر واحدة من أكبر سجون العالم بالنسبة للصحفيين، ومؤخرا تم إحصاء 66 صحفيا على الأقل في السجن. الأسماء كثيرة لكن بينها أربعة صحفيين يعملون في الجزيرة مباشر، والمفارقة أنهم اعتقلوا جميعا بعد وصولهم إلى مصر لقضاء إجازات عائلية، رغم تحسن العلاقة نسبيا بين مصر وقطر. أحدهم، واسمه أحمد النجدي، يبلغ من العمر 67 عاما، وهناك تأكيدات بمعاناته من ظروف صحية صعبة.
صورة من: Salvatore Di Nolfi/dpa/picture alliance
الصفحة لم تُطو في الجزائر
أعلنت الجزائر عن "عفو رئاسي" بحق الكثير من الصحفيين والمعتقلين السياسيين، لكن على الواقع لم تتغير الكثير من الأمور. لا يزال نشطاء كثر رهن السجن بسبب آرائهم، منهم الصحفي والناشط الحقوقي حسن بوراس المتهم بالانتماء إلى "جماعة إرهابية" هي منظمة رشاد، فيما ترى تقارير حقوقية أن الأمر يتعلق باعتقال على خلفية منشورات على فيسبوك، وسبق لتقارير إعلامية أن أكدت انسحاب بوراس من هذه المنظمة قبل اعتقاله.