أمن الطاقة سيشغل ألمانيا طويلا ودعوات لعزل وردع روسيا
٩ يوليو ٢٠٢٢
في تحذير جديد، قال المستشار الألماني إنه يتوقع استمرار اتخاذ تدابير ضد نقص الطاقة حتى بعد الشتاء القادم، ربما لسنوات. فيما دعا رئيس اللجنة الخارجية في البرلمان الألماني إلى سياسة جديدة تجاه شرق أوروبا تقوم على ردع روسيا.
إعلان
توقع المستشار الألماني أولاف شولتس استمرار اتخاذ تدابير ضد نقص الطاقة حتى بعد الشتاء القادم. وقال المستشار في رسالة عبر الفيديو نُشرت اليوم السبت (09 يوليو/ تموز 2022): "نحن في هذه الأيام معنيون بأمن إمدادات الطاقة لدينا. سيكون الأمر على هذا النحو أيضاً خلال الأسابيع والأشهر والسنوات القادمة".
وهذا ليس تحذير شولتس الأول في غضون أسبوع، حيث دعا المواطنين يوم الاثنين الماضي بالفعل للاستعداد لمواجهة أزمة طويلة الأمد ناجمة عن ارتفاع أسعار الطاقة.
وأكد شولتس في رسالته اليوم السبت أن الحكومة الألمانية اتخذت بالفعل العديد من القرارات في غضون فترة زمنية قصيرة حتى تكون ألمانيا مستعدة جيداً لنقص الطاقة، أيضاً فيما يتعلق بالغاز، وقال: "نبني خطوط الأنابيب ومحطات الغاز المسال. نعمل على تخزين الغاز في الصهاريج المتاحة لدينا، ونعمل أيضاً على استخدام محطات الطاقة التي تعمل بالفحم الآن حتى نوفر الغاز".
وفي المقابل أوضح شولتس أنه من المهم على المدى الطويل الاستقلال عن استيراد النفط والفحم والغاز، وتوسيع حصة مصادر الطاقة المتجددة، وقال: "نفعل ذلك عبر العديد من القوانين التي صدرت هذا الأسبوع"، موضحاً أن هذا يحدث بوتيرة "لم نشهدها من قبل في ألمانيا، وهذا أمر ضروري".
وبحسب وكالة "بلومبرغ" للأنباء، شبّه شولتس في رسالته عبر الفيديو ارتفاع الأسعار الحالي بأزمة التضخم التي حدثت في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. وذكر شولتس أن حكومته وضعت حزمة مساعدات قيمتها 30 مليار يورو لمواجهة الأزمة، موضحا أن هذه الحزمة تتضمن إلغاء الرسوم الإضافية على الكهرباء، وخفضا حادا في أسعار تذاكر المواصلات العامة، وتقديم إعانات مدفوعة لمرة واحدة بقيمة 100 يورو لكل طفل و 300 يورو لكل دافع ضريبة الدخل. وقال شولتس إن ألمانيا "ستكون دولة محايدة مناخيا، وأمة صناعية قوية اقتصاديا".
سياسة جديدة تجاه شرق أوروبا
من جانبه، طالب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني، ميشائيل روت، بانتهاج سياسة جديدة تجاه شرق أوروبا. وكتب السياسي المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي في مقال لصحيفة "فيلت آم زونتاغ" الألمانية المقرر صدورها غدا الأحد: "لم يعد من الممكن أن يكون هناك أمن في أوروبا مع روسيا، بل ضدها"، مؤكداً ضرورة أن يقوم الهيكل الأمني الأوروبي الجديد على الردع العسكري والعزلة السياسية والاقتصادية لروسيا.
وأضاف روت: "فيما يتعلق بروسيا نحن بحاجة إلى مزيد من الواقعية بدلاً من التفكير بالتمني الساذج"، موضحا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حوّل بلده إلى قوة إمبريالية، مشيراً إلى "أخطاء صارخة" ارتكبها حزبه في الماضي.
وتابع السياسي الألماني: "الحزب الاشتراكي الديمقراطي فخور بحق بسياسة فيلي برانت في سبعينيات القرن الماضي، لكن على الرغم من كل الإنجازات التاريخية، لا ينبغي لنا أن نختبئ وراء فيلي برانت في ضوء التغيرات الجذرية التي تحدث في العالم".
وذكر روت أن إعادة التفكير في السياسة تجاه شرق أوروبا لا تتطلب مطلقاً التخلي عن التقاليد الديمقراطية الاجتماعية، وكتب: "جهود برانت نحو السلام والوفاق كانت ناجحة أيضاً، لأنها كانت مدعومة بقوى عسكرية تحت راية الردع النووي"، مؤكداً ضرورة إشراك دول شرق أوروبا المجاورة لألمانيا بصورة أكبر في تحديد السياسة المنتهجة تجاه روسيا خلال وضع سياسة شرق أوروبا الجديدة، وكتب: "في المستقبل لن تستطيع ألمانيا أن تسير في طريقها مع روسيا على حساب شركائنا في أوروبا الوسطى والشرقية".
ع.ح./ع.ج. (د ب أ)
الطاقة الشمسية ـ رخيصة، نظيفة ومتوفرة حيث تشرق الشمس
بالنسبة إلى حماية المناخ تعد الطاقة الشمسية وسيلة جيدة: فهي تنتج بشكل رخيص الكهرباء بدون ثاني أوكسيد الكاربون. وحسب التوقعات فإن الطاقة الشمسية ستغطي في عام 2030 أكثر من 30 في المائة من الاحتياج العالمي للكهرباء.
صورة من: Halil Fidan/AA/picture alliance
تكلفة أقل
الطاقة الشمسية تنتج في غالبية مواقع العالم الكهرباء الأقل كلفة، وبالذات من خلال المنشآت الكبيرة في مناطق مشمسة مثل هنا في المكسيك. وبالتالي يتم بناء منشآت شمسية بصفة متزايدة. وعملية التزود بالكهرباء تتغير جذريا على مستوى العالم.
صورة من: Enel Group
حيثما وجدت الشمس!
المنشآت الشمسية يمكن بناؤها في كل مكان تقريبا: الصحراء والمساحات القاحلة والسطوح والبركات المائية. هنا في سويسرا تقع الألواح الشمسية على حوض اصطناعي في منطقة الألب. وحاليا يتم تغطية الاحتياج العالمي من الكهرباء بثلاثة في المائة من الطاقة الشمسية.
صورة من: Laurent Darbellay/KEYSTONE/dpa/picture alliance
استخدام مزدوج
توجه آخر يتمثل في الاستخدام المزدوج: في الأعلى ألواح شمسية وتحتها مساحة للزراعة. هنا في الصين هي عبارة عن مزرعة دواجن. والظل يكون مفيدا لا سيما في المناطق المشمسة جدا: وفي الصحاري تصبح الزراعة ممكنة.
صورة من: picture alliance/dpa
كهرباء رخيص
فوق جميع سطوح العالم تقريبا تكون الألواح الشمسية وسيلة معقولة. والكهرباء تستهلك مباشرة في عين المكان، وتكون هناك حاجة أقل للخيوط الكهربائية. وفي المانيا تصل تكلفة الكهرباء الشمسي من السطح مقارنة مع الكهرباء من الشبكة العادية إلى أقل من الثلث.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Haid
إنتاج مع مستقبل
وحتى الصناعة التي تحتاج إلى طاقة كثيفة تريد الآن الحصول على كهرباء شمسية رخيصة. ومثال على ذلك شركة الكيمياء العملاقة باير. فالمصانع في اسبانيا يُتوقع أن تحصل الآن على 100 في المائة من الكهرباء النظيفة، لاسيما من من الطاقة الشمسية. وهذا شيء إيجابي للمستثمرين الذين يفضلون الشركات الصديقة للمناخ.
صورة من: imageBROKER/picture alliance
الانطلاق إلى زمن الطاقة الشمسية
موقف سيارات بسقف من الألواح الشمسية. هنا في جنوب اسبانيا يتم تثمين هذا الدمج وتوظيفه منذ مدة. وقبل 10 سنوات بدأت في اسبانيا طفرة الطاقة الشمسية. والآن تبدأ المرحلة الثانية من هذه الطفرة ومعها التحول إلى السيارات الكهرائية.
صورة من: DW/G. Rueter
انخفاض تكلفة البطاريات
هذه الضيعة الشمسية في المانيا لها خزان كبير بالبطاريات في الحاويات. وتأرجحات في الإنتاج والاستهلاك يمكن موازنتها ويوجد كهرباء لفترة الليل. وحتى البطاريات تصبح رخيصة أكثر، وعلى هذا النحو يتوقع خبراء وقوع اختراق عالمي بمولدات الطاقة بالبطاريات الشمسية ابتداء من عام 2025. ومحطات توليد الطاقة بالفحم والنفط والغاز ستتراجع.
صورة من: Patrick Pleul/dpa/picture alliance
الكهرباء للجميع
يعيش عالميا نحو 770 مليون شخص بدون الحصول على كهرباء، لاسيما في مناطق واسعة في افريقيا وبعض بلدان جنوب آسيا وأمريكا الجنوبية. لكن هذا الواقع يتغير بصفة متزايدة. فمنذ 2016 يحصل نحو 250 مليون شخص لأول مرة على الكهرباء بفضل الطاقة الشمسية. وبالبطاريات القابلة للشحن ووحدات إنارة اقتصادية يتوفر كهرباء لساعات المساء. وعلى هذا النحو يتوفر أكثر من أربعة ملايين بيت في بنغلاديش على التيار الكهربائي.
صورة من: ME SOLshare Ltd.
الطاقة في كل مكان
هذا الراعي في تركيا يشحن هاتفه المحمول بألواح شمسية. وفي الهواء الطلق فرضت الطاقة الشمسية نفسها في اندماج مع البطارية: ويمكن استخدامها في كل مكان بمرونة وكلفة قليلة.
صورة من: Halil Fidan/AA/picture alliance
الصين تكشف الطريق
الكهرباء الشمسية كانت مكلفة. لكن تكاليفها تنخفض بين 5 و 10 في المائة في كل سنة. وهذا يجعل الطاقة رخيصة، ولاسيما الصين استغلت الفرص المتاحة. فأكبر شركة هناك ستنتج ابتداء من عام 2023 ألواحا شمسية بطاقة 60 جيجاواط في السنة.