أموال الأندية الإنجليزية الضخمة لا تضمن لها النجاح
هشام الدريوش١٩ سبتمبر ٢٠١٥
أنفقت الأندية الإنجليزية أموالا كثيرة هذا الموسم سمحت لها بضم الكثير من اللاعبين المميزين إلى صفوفها. غير أن النتائج المتواضعة للأندية الإنجليزية في دوري الأبطال لحد الآن، أكدت أن المال وحده لا يصنع بالضرورة النجاح.
إعلان
خلفت الأموال الباهظة التي أنفقتها الأندية الإنجليزية الصيف الماضي لضم لاعبين جدد لصفوفها الكثير من ردود الأفعال، فالأندية الأوروبية الأخرى بدأت تخشى من منافسة "قاتلة" بسبب الأرقام الخيالية التي تنفقها الأندية الانجليزية على صفقات اللاعبين والتي فاقت في موسم الانتقالات الصيفي أكثر من مليار يورو. وبذلك بات الدوري الإنجليزي، "البريمير ليغ"، المتصدر حاليا لقائمة الأندية الأوروبية الأكثر إنفاقا، مستفيدا بالدرجة الأولى من عائدات حقوق النقل التلفزي.
ولكن، هل يمكن لهذه الأموال أن تضمن فعلا النجاح للأندية الإنجليزية على الصعيد الأوروبي وتعيد لها أمجادها السابقة؟
بداية متعثرة لأغلب الأندية الإنجليزية
نتائج المباريات الأولى من دور المجموعات في مسابقة دوري أبطال أوروبا تؤكد عكس ذلك، فمن بين أربعة أندية إنجليزية ممثلة في دوري أبطال أوروبا، نجح فريق واحد فقط في الفوز، بينما تجرعت الأندية الأخرى مرارة الهزيمة.
فريق مانشستر سيتي الذي دفع أكثر من 203 مليون يورو لتعزيز صفوفه هذا الموسم خسر أمام يوفينتوس الإيطالي بهدفين لواحد، كما سقط مواطنه مانشستر يونايتد في هولندا على يد آيندهوفن بنفس النتيجة، فيما تواضع أرسنال بدوره في كرواتيا أمام دينامو زغرب عندما خسر بهدف لهدفين. وحده تشيلسي فاز على ماكابي تل أبيب الإسرائيلي بأربعة أهداف دون مقابل.
المدير الرياضي لفريق باير ليفركوزن رودي فولر، توقع قبل انطلاق دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا أن لا يحدث تغيير على مستوى الأندية الكبرى التي تعودت على التأهل إلى الأدوار النهائية في هذه المسابقة. وقال فولر بهذا الخصوص "بالنسبة لدوري أبطال أوروبا فإن الأموال التي أنفقتها الأندية الإنجليزية لن يكون لها في البداية أي تأثير على المنافسة".
ويضيف اللاعب السابق في المنتخب الألماني والمتوج معه بكأس العالم عام 1990 " أندية مثل بايرن ميونيخ وبرشلونة وريال مدريد ستبقى حتى في الأعوام المقبلة مرشحة للظفر بلقب دوري الأبطال".
المال لوحده لا يصنع النجاح
ويتقاسم رئيس نادي فرانكفورت هيربيرت بروخهاغن نفس الرأي مع فولر، وعبّر عن ذلك بقوله "الأندية الإنجليزية رغم الأموال الكثيرة التي تملكها، فإنها لن تستطيع ضم أكثر من 25 لاعبا إلى صفوفها"، مما يعني أن الباب سيظل مفتوحا دائما أمام باقي الأندية لاقتناص لاعبين آخرين ربما يكون سعرهم أقل، لكن أدائهم على أرضية الملعب أفضل.
نجوم ستغيب عن البوندسليغا في الموسم الجديد
بعد انطلاق الموسم الجديد للدوري الألماني لكرة القدم لعام 2015/2016 سيفتقد عشاق الكرة الألمانية نجوما تعودوا على رؤيتهم السنوات الماضية، منهم نجوم ألمان ودوليون وعرب. هذه جولة في صور مع أبرز أولئك النجوم.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Gebert
يورغن كلوب مدرب بروسيا دورتموند السابق من أكبر النجوم الذين سيفتقدهم عشاق الدوري الألماني في الموسم الجديد . أعلن كلوب رحليه عن دروتموند في أبريل/ نيسان الماضي بعد سبع سنوات قضاها مع "أسود فيستفاليا" أحرز معهم فيها لقب الدوري مرتين، 2011، و2012، ولقب الكأس 2012 ووصل للمباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا 2013.
صورة من: Reuters/Ina Fassbender
وجه آخر من دورتموند سيغيب هذا الموسم عن البوندسليغا هو الإيطالي تشيرو ايموبيلى، مهاجم الفريق. دفع فيه دورتموند حوالي 20 مليون يورو ليعوض انتقال ليفاندوفسكي إلى بايرن ميونيخ، لكن ايموبيلى خيب الآمال فتمت إعارته في الموسم الجديد إلى نادي إشبيليه الأسباني، بعد عام فقط من وصوله إلى دورتموند.
صورة من: Reuters/Fabian Bimmer
باستيان شفاينشتايغر نجم منتخب ألمانيا وبايرن ميونيخ السابق هو وجه مهم جدا سيغيب عن البوندسليغا ، وقد فاجأ الجميع وانتقل إلى مانشيستر يونايتد الإنجليزي بعد 17 عاما أمضاها في صفوف بايرن ميونيخ. يبلغ راتب شفاينشتايغر في مانشستر يونايتد 10 ملايين يورو سنويا، كما أنه سيكون بجوار مدربه السابق في بايرن لويس فان خال، الذي تربطه به علاقة قوية.
صورة من: Reuters/J. Redmond
وإضافة إلى شفاينشتايغر فرط بايرن ميونيخ في نجمه المخلص كلاوديو بيزارو (36 عاما). ورغم أن بيزارو هو أفضل هداف أجنبي في تاريخ الدوري الألماني لم يجد لاعب منتخب بيرو من يتعاقد معه من أندية البوندسليغا. وكان هناك مؤخرا حديث عن انتقاله إلى هامبورغ لكن المبلغ الذي يفترض أن يتقاضاه (2.7 مليون يورو سنويا)، يمثل مشكلة بالنسبة للنادي.
صورة من: Getty Images
المهاجم البرازيلي الشاب روبيرتو فيرمينو نجم هوفنهايم السابق يغيب هو الآخر عن اضواء البنودسليغا فقد انتقل إلى ليفربول الإنجليزي في صفقة بلغت قيمتها 41 مليون يورو، وتعد الأغلى في تاريخ الدوري الألماني. كان عقده يمتد مع هوفنهايم حتى عام 2017 لكن أموال الدوري الإنجليزي وجدت ترحيبا لدى هوفنهايم.
صورة من: Getty Images/Bongarts/L. Baron
هامبورغ بدوره تخلّى عن رافاييل فان دير فارت قائده ونجمه المدلل السابق. وكان هامبورغ قد عرض عليه منصبا إداريا في الفريق لكنه فضل مواصلة مشواره الكروي في إسبانيا، حيث انتقل إلى بيستيس إشبيليه. ومعلوم أن والد رافاييل هولندي أما أمه فأسبانية من الأندلس. كان فان دير فارت دائما نجما ساطعا يشغل الاعلام، لكن خفوت نجمه لم يخفف عنه اضواء الاعلام، وهذه المرة بسبب حياته الخاصة.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Christians
بعد تسعة أعوام قضاها في البوندسليغا سيغيب النجم التونسي كريم حقي عن البطولة التي عشقها. حيث انتقل في الموسم الجديد إلى فورتونا دسلدورف، الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية بألمانيا. قضى حقي السنوات الماضية في بايرليفركوزن وهانوفر وشتوتغارت وكان وجها عربيا مالوفا في الدوري الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa
وجه عربي آخر ستفتقده ملاعب البوندسليغا هو اللاعب النرويجي المغربي الأصل محمد عبداللاوي نجم شتوتغارت السابق، ومنتخب النرويج، الذي عاد إلى بلده في الموسم الجديد بعد خمس سنوات في الدوري الألماني. بدأ عبداللاوي مسيرته في ألمانيا مع هانوفر قبل أن ينتقل إلى شتوتغارت. وسيلعب في الموسم الجديد مع نادي فوليرينغا، أحد أكبر الأندية النرويجية.
صورة من: picture-alliance/dpa
جيفرسون فارفان نجم منتخب بيرو وشالكه الألماني السابق ترك هو الآخر منافسات البوندسليغا متوجها إلى الدوري الإماراتي من بوابة نادي الجزيرة. وانضم فارفان إلى الجزيرة الشهر الماضي لمدة ثلاثة مواسم، مقابل ستة ملايين يورو. وكان شالكه يأمل من خلال المال أن يحصل على شدران شاكيري لكن شاكيري ذهب إلى ستوك سيتي الانجليزي.
صورة من: Lars Baron/Bongarts/Getty Images
وهناك وجه آخر من شالكه لن يلعب هذا الموسم في البوندسليغا رغم أنه مازال محسوبا على الفريق ويحصل على أموال منه هو نجم خط الوسط كيفين برينس بواتينغ، الذي يمتد عقده مع شالكه حتى 2016. وكانت إدارة شالكه قد أوقفت برينس بواتينغ منذ مايو/ أيار الماضي وقالت إنه لن يرتدي قميص الفريق مرة أخرى. كان بواتينغ على وشك الانتقال إلى لشبونة البرتغالي لكن الصفقة فشلت.
صورة من: P. Stollarz/AFP/Getty Images
ومن النجوم التي ستغيب أيضا عن البوندسليغا سيمون رولفس، قائد باير ليفركوزن، وأحد الأعمدة الأساسية في الفريق في السنوات الماضية. فبعد عشر سنوات قضاها نجم خط الوسط مع ليفركوزن قرر رولفس، الأب لثلاثة بنات، اعتزال كرة القدم والتوجه إلى مجال إدارة الأعمال والتسويق.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Gebert
11 صورة1 | 11
وعلى سبيل المثال نجح ليفركوزن في ضم الدولي المكسيكي خافير هيرنانديز، الملقب بتشيتشاريتو، إلى صفوفه بعد أن تخلى عنه مانشستر يونايتد. ولم يتعدى المبلغ الذي دفعه ليفركوزن مقابل الاستفادة من خدمات مهاجم ريال مدريد سابقا، 11 مليون يورو، وهو مبلغ يبقى قليلا مقارنة بالأموال الضخمة التي أنفقها مانشستر مثلا في التعاقد مع المهاجم البلجيكي كريستيان بنتيكي والتي بلغت 46.5 مليون يورو. بيد أن تشيتشاريتو استطاع قيادة فريقه للفوز في افتتاح مرحلة المجموعات من مسابقة الأبطال، في حين عجز مانشستر يونايتد ونجمه بنتيكي عن ذلك.
وإذا كان الوقت مبكرا للحديث عن فشل أو نجاح الأندية الإنجليزية في بسط سيطرتها على الكرة الأوروبية، لكن النتائج التي حققتها في مسابقة دوري أبطال أوروبا إلى غاية اللحظة، تؤكد أن المال وحده لا يصنع النجاح.