لماذا يسعى ترامب لاستعادة قاعدة باغرام في أفغانستان؟
ابتسام فوزي رويترز، أ.ف.ب
٢١ سبتمبر ٢٠٢٥
بعد أيام من إبداء رغبته في استعادة الولايات المتحدة لقاعدة باغرام الجوية، هدد الرئيس الأمريكي ترامب مجددا بعقوبات "لم يحددها" حال رفضت طالبان إعادة القاعدة الجوية لبلاده. خبراء حذروا من نتائج مثل هذه الخطوة.
"إذا لم تُعد أفغانستان قاعدة باغرام الجوية إلى من أنشأها، الولايات المتحدة، فإن أمورا سيئة ستحدث"صورة من: Charles Krupa/AP Photo
إعلان
هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس السبت (20 سبتمبر/أيلول 2025) بأن
"أمورا سيئة" ستحدث لأفغانستان إذا لم توافق على إعادة قاعدة باغرام الجوية إلى سيطرة الولايات المتحدة. وأضاف ترامب في منشور على منصة تروث سوشيال "إذا لم تُعد أفغانستان قاعدة باغرام الجوية إلى من أنشأها، الولايات المتحدة، فإن أمورا سيئة ستحدث".
وكان ترامب قد صرّح يوم الخميس بأن الولايات المتحدة تسعى لاستعادة السيطرة على القاعدة التي استخدمتها القوات الأمريكية عقب هجمات 11 سبتمبر 2001، وقال للصحفيين يوم الجمعة إنه يجري محادثات مع أفغانستان بهذا الشأن. وأدى انسحاب القوات الأمريكية في عام 2021 إلى سيطرة حركة طالبان على القاعدة الأمريكية والإطاحة بالحكومة المدعومة من الولايات المتحدة في كابول.
معارضة أفغانية
وعبّر مسؤولون أفغان عن معارضتهم لعودة الوجود الأمريكي. وقال ذاكر جلالي المسؤول بوزارة الخارجية الأفغانية في منشور على موقع إكس يوم الخميس "أفغانستان والولايات المتحدة بحاجة إلى التعاون... دون أن تحتفظ الولايات المتحدة بأي وجود عسكري في أي جزء من أفغانستان".
إعلان
تحذيرات من مخاطر محتملة
ويحذر مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون في لقاءات غير رسمية من أن إعادة السيطرة على قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان قد تعد في نهاية المطاف بمثابة غزو جديد للبلاد، الأمر الذي يتطلب أكثر من عشرة آلاف جندي بالإضافة إلى نشر دفاعات جوية متطورة.
ويبدو أن ترامب الذي سبق أن أبدى رغبته في الاستحواذ على أراضٍ ومواقع تمتد من قناة بنما إلى جزيرة غرينلاند، يركز منذ سنوات على قاعدة باغرام. وعند سؤاله عما إذا كان سيرسل قوات أمريكية لاستعادة القاعدة، تجنب ترامب إعطاء إجابة مباشرة وقال "لن نتحدث عن ذلك". وأضاف للصحفيين في البيت الأبيض "نحن نتحدث الآن مع أفغانستان، ونريد استعادتها فورا. وإذا لم يفعلوا ذلك - إذا لم يفعلوا ذلك، فستعرفون ما سأقوم به".
وكانت قاعدة باغرام المترامية الأطراف القاعدة الرئيسية للقوات الأمريكية في أفغانستان خلال عقدين من الحرب التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 على نيويورك وواشنطن من قِبل تنظيم القاعدة.
ترامب يؤكد رغبته باستعادة قاعدة "باغرام" الجوية في أفغانستان
03:02
This browser does not support the video element.
وضمت باغرام في السابق مطاعم وجبات سريعة لتلبية احتياجات الجنود الأمريكيين إضافة إلى متاجر تبيع كل شيء من الإلكترونيات إلى السجاد الأفغاني. كما احتوت على مجمع سجون ضخم. يقول الخبراء إن تأمين القاعدة الكبيرة سيكون صعبا في البداية، وسيتطلب قوة بشرية هائلة لتشغيلها وحمايتها. وقد أثارت منظمات بينها العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش مزاعم بحصول انتهاكات ممنهجة لحقوق الإنسان من قبل القوات الأميركية في هذه القاعدة، خاصة فيما يتعلق بمعتقلي "الحرب على الإرهاب".
وطالما تحسر ترامب على فقدان باغرام بسبب موقعها الاستراتيجي القريب من الصين، لكن الخميس كانت المرة الأولى التي يعلن فيها أنه ينكب للعمل على هذه المسألة.
وحتى لو قبلت طالبان إعادة الولايات المتحدة السيطرة على باغرام بعد مفاوضات، فإن القاعدة ستظل مهددة من قبل تنظيم "الدولة
الإسلامية" وتنظيم القاعدة داخل أفغانستان. وربما تكون عرضة لتهديد صاروخي متطور من إيران، التي هاجمت قاعدة جوية أمريكية رئيسية في قطر في يونيو حزيران بعد أن قصفت الولايات المتحدة مواقع نووية إيرانية.
رأسا على عقب.. الحياة في ظل حكم حركة طالبان
بعيدا عن الأجواء الدرامية التي صاحبت سقوط كابول وسيطرة طالبان على زمام الأمور، عادت الحياة إلى أفغانستان. بيد أنها لم تعد كسابق عهدها إذ تغيرت شتى مظاهر الحياة اليومية خاصة بالنسبة للمرأة في البلد الذي مزقته الحرب.
صورة من: WANA NEWS AGENCY/REUTERS
عالم ذكوري محض.. لا للنساء
تظهر الصور والمقاطع المصورة نشاطا صاخبا في الشوارع الأفغانية كما هو الحال في هذا المطعم بمدينة هرات غرب البلاد حيث تم الترحيب بعودة رواد المطعم من جديد. بيد أن اللافت أن الأمر اختلف كثيرا عن ما كان عليه قبل سيطرة طالبان إذ اقتصر الزبائن فقط على الرجال الذين اضطروا إلى ارتداء الأزياء التقليدية مثل "الكورتا" وهي سترة طويلة بطول الركبة. وغابت النساء عن المشهد داخل المطعم بل وفي أرجاء المدن الأفغانية.
صورة من: WANA NEWS AGENCY/REUTERS
فصل الذكور عن الإناث
بهذه الستارة، تم فصل الطلاب الذكور عن الطالبات الإناث داخل هذه الجامعة الخاصة في العاصمة كابول. وعقب سيطرة طالبان على البلاد، أصبح الفصل بين الجنسين إلزاميا في هذه الجامعة ويتوقع أن يمتد الأمر إلى مواقع أخرى. وفي ذلك، قال وزير التعليم العالي في حكومة طالبان عبد الباقي حقاني إن "التعليم المختلط يتعارض مع مبادئ الإسلام والقيم والعادات والتقاليد الأفغانية".
صورة من: AAMIR QURESHI AFP via Getty Images
الأفغانيات وفقدان الحرية
أفغانيات في طريقهن إلى أحد مساجد هرات. وبالنظر إلى الملابس، يبدو أن حرية المرأة الأفغانية التي كسبتها بشق الأنفس خلال العشرين عاما الماضية باتت الآن في مهب الريح. فقد حظرت طالبان ممارسة الأفغانيات للرياضة وهو ما أشار إليه أحمد الله واسيك - نائب رئيس اللجنة الثقافية لحكومة طالبان- بقوله إن "لن يسمح للنساء في أفغانستان بلعب الكريكيت والألعاب الرياضية الأخرى التي يمكن أن تظهر فيها أجسادهن".
صورة من: WANA NEWS AGENCY/REUTERS
نقاط تفتيش في عموم البلاد
انتشرت نقاط التفتيش الأمنية في عموم البلاد حيث يتمركز مقاتلو طالبان وباتت القاسم المشترك في شوارع أفغانستان. ورغم محاولات عناصر طالبان المدججين بالسلاح في ترهيب الأفغان، إلا أن السكان يسعون إلى التأقلم مع التغيرات الكبيرة التي طرأت على البلاد وأبرزها أن الملابس الغربية باتت نادرة جدا وأصبحت مشاهد الجنود المدججين بالسلاح الأكثر شيوعا.
صورة من: Haroon Sabawoon/AA/picture alliance
في انتظار العمل
ينتظر العمال في أفغانستان كثيرا على قارعة الطرق للحصول على عمل وكسب قوت يومهم. وقبل سيطرة طالبان، كانت أفغانستان تعاني من وضع اقتصادي مترد. وبعد سيطرة الحركة بات الاقتصاد الأفغاني على شفا الانهيار مع ارتفاع معدلات البطالة بشكل حاد. ويبلغ معدل الفقر في الوقت الحالي 72 بالمائة فيما يتوقع أن يصل إلى 98 بالمائة.
صورة من: Bernat Armangue/dpa/picture alliance
استمرار نضال الأفغانيات رغم قمع طالبان
ورغم تعرض أفغانيات للقمع على يد طالبان، إلا أن العديد منهن يواصلن النضال للمطالبة بحقوق المرأة في التعليم والعمل والمساواة. وقد حذر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من رد عنيف متزايد من قبل طالبان لقمع الاحتجاجات السلمية، مضيفا أن عناصر طالبان استخدموا الذخيرة الحية والهراوات والسياط لقمع المتظاهرين ما أسفر عن مقتل 4 متظاهرين فيما تم الاعتداء على الكثيرين منهم.
صورة من: REUTERS
مؤيدو طالبان
تقول هؤلاء الأفغانيات إنهن سعداء بعودة حكم طالبان إذ قمن بمسيرات في شوارع البلاد للتعبير عن الرضا التام بطريقة إدارة الحركة لأفغانستان. واللافت أن عناصر أمنية رسمية كانت ترافق هؤلاء الأفغانيات اللاتي اعتبرن أن من هرب من البلاد لا يمثلن المرأة الأفغانية وأكدن أن طريقة طالبان في تطبيق الشريعة الإسلامية لا تعرض حياتهن للخطر.
صورة من: AAMIR QURESHI/AFP/Getty Images
تحيز لمسيرات مؤيدة لطالبان
وقد تم دعوة الصحافيين لتغطية المظاهرات المؤيدة لطالبان في تناقض تام مع الاحتجاجات المناوئة للحركة إذ تم ترهيب الصحافيين الذين يقومون بتغطية هذه الاحتجاجات وتم الاعتداء على العديد منهم. كل هذه الصور تدل على أن مظاهر الحياة قد تغيرت تماما في أفغانستان خاصة للنساء. كلوديا دن سونيا أنجليكا دين/ م.ع