1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"أمينة تحنُّ مثل زوجها أردوغان إلى حريم السلطان"

حاورها كيرستن كنيب (ترجمة عبد الرحمان عمار)١١ مارس ٢٠١٦

أثار مدح زوجة الرئيس التركي أردوغان حريم السلاطين نقاشاً واسعاً حول أهداف وتوقيت تصريحاتها. في هذا الحوار توضح السياسية الألمانية من أصول تركية لاله أكغون، كيف أن التصريح يكشف عن مشروع أردوغان وأنصاره لتوريث السلطة.

Erdogan Kandidatur Präsidentschaftswahl 01.07.2014
صورة من: picture-alliance/dpa

على غرار زوجها، تبدي أمينة أردوغان، إعجاباً بعظمة السلطنة العثمانية التي شيدت على أنقاضها الجمهورية التركية العلمانية الحالية. ووصفت زوجة أردوغان الحريم بأنهن "مدرسة لإعداد النساء للحياة"، وأنهن صُورنّ بطريقة سلبية من قبل المستشرقين.

DW : السيدة أكغون، مؤخرًا مدحت أمينة أردوغان، زوجة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حريم السلاطين في العصر العثماني، وقالت إنهن كن بمثابة "مدرسة لإعداد النساء في الحياة". فماذا تريد أن تقول بالضبط بهذا الوصف؟

لاله أكغون: انطلاقاً من تصور الزوجين أردوغان للمرأة، فالحريم هو بالطبع مدرسة في الحياة. وعندما يتم التقليل من شأن المرأة وتُحول إلى كائن جنسي ينظر إليها كآلة لصناعة الأطفال، فإن فضاء الحريم يكون طبعا المكان المثالي لإعداد النساء للمستقبل.

النظر إلى النساء كآلة لصناعة الأطفال وككائنات جنسية هو تصور غريب، وكلمة غريب هنا وصف متحفظ ومحتشم لكي لا أقول شيئا آخر. ما رأيك؟

الوصف الأول يرتبط بالثاني. ففي كتابات الإسلاميين المحافظين يمكن قراءة ما يلي: يجب على المرأة أن تتجمل لزوجها، وتهيئ نفسها له وتلد له. وتصريح السيدة أردوغان يناسب تماماً تصريح زوجها الذي قال في اليوم العالمي للمرأة، إن الهدف النهائي للمرأة في الحياة هو أن تكون أماً.

السياسية الألمانية من أصول تركية لاله أكغونصورة من: picture alliance/dpa/D. Reinhardt

كيف يستقبل الناس في تركيا هذه التصريحات؟ نحن نعرف أن هناك معسكرين: معسكر محافظ، ومعسكر علماني وتقدمي.

التصريح يتوافق مع الخطاب المتداول في المعسكر المحافظ منذ سنوات. فالإسلاميون يميلون كثيراً إلى اعتبار أنفسهم ضحايا، ويرون أنهم ضحايا لـ 90 عاماً من النظام الجمهوري بتركيا. يعتقدون أنهم سيعودون في النهاية إلى جذورهم التي تأسست في فترة الإمبراطورية العثمانية.

وبناء على هذا التفكير يوجد لديهم حنين كبير إلى الإمبراطورية العثمانية، والكثير من أنصار أردوغان يحلمون بهذه الإمبراطورية. فذكرى 90 عاماً من تاريخ الجمهورية التركية يصفونها بأنها "فاصل إعلاني"، ويريدون أن تكون لحظة انطلاقة للارتباط بالماضي بشكل سلس.

وبطبيعة الحال فأنا أتأسف لحال النساء المستنيرات والعلمانيات. ليس فقط لأن صوتهن يغيب أكثر فأكثر، لكن أيضا وقبل كل شيء، لأنه يتم إهانتهن واضطهادهن بسبب أفكارهن. ففي 8 مارس / آذار الماضي تعرضت نساء أردن تنظيم مظاهرة للنساء بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، للاضطهاد من قبل الشرطة.

ما هي تقديراتك لحجم قوة هذا الإسلام المحافظ، الذي يتخذ أشكالا للتعبير عنه كمدح الحريم؟

الحريم العثماني كان في واقع الأمر بالنسبة للنساء كجحيم، لأنه كان يتم اذلالهن، وكن يتعرضن للظلم، وأجبرن على اعتناق الإسلام، وعوملن ككائنات جنسية، لتلبية رغبات الرجال، خاصة السلطان. كن يعشن حياة لا تتمناها في الواقع أي امرأة. وعرض تلك التجربة كتصور تتمناه النساء هو طبعاً ضرب من الخيال.

غير أنني أخشى أن تجد تلك الحكايات أرضا ًخصبة جداً في بعض الدوائر، وتتحول إلى هدف سياسي، لأن الأمر يتعلق في واقع الأمر بجانب واحد فقط من التصورات المحافظة. فالتصور العام يعتبر أنه يجب على تركيا أن تكون مرة أخرى أكبر وأقوى دولة، ويجب على الجميع أن يركع لأردوغان. وهذا التصور يظهر الآن من خلال سياسة الاتحاد الأوروبي. فتركيا تحصل في هذا الصدد على "أدلة" تؤشر على حجمها، وهو ما يساعدها بالطبع على مواصلة سياستها الداخلية. والاتحاد الأوروبي يساعد من خلال سياسته تلك أردوغان على تأمين موقعه.

تلك التصريحات جاءت بعد أسبوع واحد فقط على توصل دول الاتحاد الأوروبي مع تركيا في بروكسل إلى اتفاق بشأن قضية اللاجئين. هل يعتبر ذلك مجرد صدفة؟ أم أن هذه الصدفة تعبر ربما عن نوع من الاستعلاء من جانب تركيا؟


هذه المؤشرات على الاستعلاء تحدث مراراً وتكراراً. ففي أوساط حزب العدالة والتنمية الحاكم تداولت منذ فترة طويلة تصريحات مماثلة حول موضوع الزواج القسري أو جرائم الشرف. وبالمناسبة فمنذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم، ارتفع عدد جرائم الشرف. ومن الجدير بالذكر أن حدة تلك التصريحات تتزايد. ففي البداية كان الحديث عن المرأة وضرورة بقائها في البيت، بعدها كان هناك حديث عن قيم المرأة التركية، ونحن الآن وصلنا إلى موضوع الحريم. أعتقد أن هناك استمرارا ممنهجا للموضوع.

"أردوغان في حاجة إلى تطويرالتوجه الإيديولوجي، حتى يستطيع تحقيق هدفه وهو: البقاء في منصب رئيس تركيا مدى الحياة".صورة من: picture-alliance/dpa/Turkish President Press Office

ما هو الهدف من وراء ذلك؟


أردوغان في حاجة إلى تطوير هذا التوجه الإيديولوجي، حتى يستطيع تحقيق هدفه وهو: البقاء في منصب رئيس تركيا مدى الحياة. وتصريحاته حول الإمبراطورية العثمانية تنسجم مع هذا التوجه، فهو يريد أن يكون سلطاناً منتخباً. لكن هذه المراجع التاريخية والثقافية والدينية ليست إلا البناء الفوقي لمشروعه. والهدف الحقيقي هو جمع كل أدوات السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية في يد واحدة، وبالضبط في مكتب الرئيس، وفي يد أردوغان. فلن يفاجئني إذا أعلن أردوغان نفسه رئيساً مدى الحياة، ويضمن خلفا له كابنه أو صهره ليتولى السلطة بعده، أي التأسيس لنوع من الدكتاتورية العائلية.

أمام هذا الوضع ماهي السياسة الحكيمة التي يمكن للاتحاد الأوروبي أن ينهجها تجاه تركيا؟

كان من باب الحكمة أن يتعاون الإتحاد الأوروبي مع الأمم المتحدة بدل تركيا بشأن سياسة اللاجئين. فالتعاون مع تركيا عُرض في الواقع كبديل، وأظن أن هذه الفكرة ليست جيدة. ولا أعتقد أن تركيا ستكون قادرة على تلبية متطلبات الاتحاد الأوروبي. بل إنه ليس من المؤكد أن تركيا ستكون مستعدة لذلك. إذا كان المرء يعرف بعض الشيء عن المشهد السياسي التركي وعقلية حزب العدالة والتنمية، فإنه سيعلم بشكل جيد أنه لا يمكن الاعتماد على هؤلاء الشركاء، ولا يجب الإعتماد عليهم.

لاله أكغون، كاتبة وسياسية ألمانية ولدت في اسطنبول. عضو داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وكانت ممثلة للحزب داخل البرلمان ما بين 2002 و2009.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW