"أم معارك" أبطال أوروبا: بين سيتي ضد ريال وبايرن ضد أرسنال
١٦ أبريل ٢٠٢٤
يخوض مانشستر سيتي الإنكليزي وريال مدريد الإسباني "أم المعارك" ضمن إياب ربع نهائي مسابقة دوري أبطال اوروبا، فيما يجد بايرن ميونيخ الألماني نفسه مطالباً بتخطي عقبة ضيفه أرسنال الانكليزي في سعيه لإنقاذ موسمه.
إعلان
على ملعب الاتحاد في مانشستر، ستكون مواجهة الأربعاء (17 نيسان/أبريل 2024) بين مانشستر سيتي وريال مدريد أشبه بنهائي، بعد أن تعادل الفريقان 3-3 في قمة نارية ذهاباً بملعب "سانتياغو برنبايو" حيث تبقى كل الاحتمالات واردة إياباً، بما فيها اللجوء إلى شوطين إضافيين أو لاحتكام إلى ركلات الترجيح، طالما أنّ الفريقين يقدمان مستوى رفيعاً ومتقارباً.
وكان فريق المدرب الإسباني بيب غوارديولا قلب تأخره 1-2 إلى تقدم 3-2 في لقاء الذهاب، قبل أن ينقذ الأوروغوياني فيديريكو فالفيردي ريال من الهزيمة الأولى في آخر 28 مباراة له على أرضه في جميع المسابقات، بتسجيله هدف التعادل من تسديدة رائعة "على الطاير" قبل 11 دقيقة من نهاية الوقت الأصلي.
ولا شك أنّ المهمة لن تكون سهلة لرجال الايطالي كارلو أنشيلوتي ضد الفريق الإنكليزي الذي لم يسقط في المسابقة القارية للمباراة الثانية والعشرين توالياً، وتحديداً منذ الخسارة أمام عملاق إسبانيا 1-3 بعد التمديد في أيار/مايو 2022 في إياب نصف النهائي. كما أنه لم يخسر على أرضه في المسابقة منذ 30 مباراة، أي منذ العام 2018، كما لم يخسر على أرضه في 41 مباراة في مختلف المسابقات منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2022.
وقال غوارديولا "علينا أن نفوز بالمباراة ولكن لدينا أنصارنا هناك. نحن بحاجة إليهم جميعاً وإلى طاقتهم لمحاولة التغلب على ملوك هذه المسابقة. بمؤازرة جمهورنا في مانشستر، سنفعل ذلك. لكن مدريد سيسجل هدفاً واحداً، هذا أمر مؤكد".
بدوره، علّق كارلو أنشيلوتي "من الواضح أننا أردنا الدخول الى مباراة الإياب مع أفضلية ما، لكنني أعتقد أننا بحاجة إلى أن نكون راضين (الأداء في مباراة الذهاب). لقد تنافسنا بشكل جيد للغاية، وإذا فعلنا ذلك مرة أخرى (في مانشستر) فيمكننا التأهل".
ويبحث النادي الملكي عن الثأر من سيتي الذي أقصاه من الدور نصف النهائي الموسم الماضي حين تعادلا ذهاباً في مدريد 1-1 قبل أن يحقق سيتي فوزاً كاسحاً 4-0 إياباً في طريقه إلى اللقب الأول في تاريخه.
ويدخل الـ"سيتيزن" إلى المواجهة مبتهجاً بانتزاعه صدارة الدوري الإنكليزي بفارق نقطتين من أرسنال وليفربول، بفوزه الساحق على لوتون تاون 5-1 وخسارة الأخيرين أمام كريستال بالاس 0-1 واستون فيلا 0-2، فبات أقرب إلى إحراز اللقب للمرة السادسة في آخر سبعة مواسم، معززاً حظوظه بتكرار إنجاز الموسم الماضي عندما حقّق ثلاثية تاريخية، بعد أن بلغ الفريق المملوك إماراتياً نصف نهائي مسابقة كأس إنكلترا حيث سيواجه تشلسي السبت.
ويعوّل غوارديولا دائماً على ترسانته المدججة باللاعبين وفي طليعتهم النروجي إرلينغ هالاند الذي واجه بعض الانتقادات في الآونة الأخيرة على خلفية غيابه عن التهديف بمواجهة ريال في المباريات الثلاث الأخيرة بين الجانبين. لكنّ مدرّبه دافع عنه بشراسة "الهدف ليس الكرة الذهبية، الهدف هو الفوز بالألقاب وقد فعل ذلك. هل كنا سنفوز بخمسة ألقاب العام الماضي بدونه؟ لم يحصل ذلك بالصدفة". ونوّه غوارديولا بدور النروجي "إنه يساعدنا على توفير المزيد من المساحات في مناطق عدّة، وكانت مساهمته استثنائية منذ يوم وصوله الموسم الماضي".
من جهته، يأمل انشيلوتي أن يتابع البرازيلي رودريغو نجاعته التهديفية بمواجهة سيتي بعد أن سجّل هدفين ساهما في الإطاحة بالفريق الإنكليزي خلال مواجهة الفريقين في نصف نهائي المسابقة عام 2022، قبل أن يهز شباكه مجدداً الثلاثاء الماضي.
وقال رودريغو بعد المباراة "لم يتوقعوا أن أكون على اليسار، لقد فعلنا ذلك بشكل مختلف وسارت الأمور بشكل جيد". وأضاف "علينا أن نفوز هناك، كل شيء مفتوح، ومن يرتكب أقل عدد من الأخطاء سيتأهل".
فرصة بايرن الأخيرة هذا الموسم
يتمسّك بايرن بخيط أمل رفيع سعياً للخروج بلقب هذا الموسم، عندما يواجه أرسنال المضطرب في أليانز أرينا في ميونيخ.
وبعد تعادلهما ذهاباً 2-2 في ملعب الإمارات، تبدو حظوظ الفريقين متساوية من أجل مواصلة مشوارهما القاري. لكنّ بايرن يمني النفس بعدم الخروج خالي الوفاض بعد أن هيمن على لقب الدوري الألماني في المواسم الـ11 الأخيرة، قبل أن يجرّده منه باير ليفركوزن رسمياً الأحد بعدما تُوج باللقب الأول في تاريخه قبل 5 مراحل من نهاية الموسم.
أما أرسنال فتتكرر مآسيه مع اقتراب نهاية كل موسم، بعد أن خسر صدارة الدوري المحلي بشكل دراماتيكي لمصلحة سيتي، رغم أنّ معركة اللقب لا تزال مفتوحة، إلا أنّ الخشية ان يتكرر سيناريو الموسم الماضي عندما فرّط به قبل مراحل قليلة لمصلحة سيتي أيضاً بعد أن تصدر لفترات طويلة.
وقال لاعب أرسنال ديكلان رايس "إنها المباراة المثالية لتحقيق ردة فعل". وأضاف "نحتاج إلى ردة فعل ليلة الأربعاء وهي فرصة عظيمة لإظهار شخصيتنا وقيادتنا. حان الوقت للذهاب إلى هناك ونأمل أن نصل إلى الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا. وأضاف عن الخسارة المحلية الاخيرة "علينا أن نضع هذا جانبا الآن. لقد انتهى الأمر، إنها مباراة كرة قدم. لقد خسرنا ولكننا بحاجة إلى العودة".
وحث مدربه الإسباني ميكل أرتيتا فريقه على عدم فقدان الشجاعة، وتحويل التركيز إلى مباراة الأربعاء في ألمانيا. وقال "إذا كنت تريد الفوز بالبطولات، إذا كنت تريد أن تكون هناك في دوري أبطال أوروبا عندما تكون لديك هذه اللحظات، عليك أن تقف".
من جهته، يسعى مدرب بايرن توماس توخل إلى تكرار "روح الفوز" بنسخة 2021 مع تشلسي. وقال توخل "حصلنا على التعادل (ذهاباً) لذا فإنّ الوضع واضح: الفائز يتأهل. نلعب على أرضنا، نحتاج إلى هذا النوع من الأجواء الصاخبة من الجماهير ونريد العزيمة، الشغف والنوعية نفسها التي أظهرناها، حينها سنتأهل بالتأكيد".
خ.س/ح.ز (أ ف ب)
باير ليفركوزن - من الوصيف الدائم إلى بطل الدوري لأول مرة
لأول مرة في تاريخه، يتوج باير ليفركوزن بلقب الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا). ولفترة طويلة، كان يُنظر إليه على أنه فريق الفشل في اللحظة الحاسمة؛ إذ أن لديه تاريخاً مليئاً بخسارة الألقاب في اللحظات الأخيرة.
صورة من: Anke Waelischmiller/Sven Simon/picture alliance
الافتتاحية ضد بايرن ميونيخ
تأسس فريق ليفركوزن عام 1904 كناد رياضي للعاملين في "شركة فاربين فابريك" (شركة فريدريش باير ليفركوزن سابقاً)، والتي أصبحت فيما بعد شركة باير اليوم. بقي الفريق يلعب في مسابقات الدرجات الدنيا لفترة طويلة. وفي عام 1979، بصفته بطل دوري الدرجة الثانية الشمالي، صعد الفريق إلى دوري الدرجة الأولى. وكانت مباراته الأولى في الدوري في أغسطس/آب 1979 في ملعب ميونيخ الأولمبي ضد بايرن (الصورة).
صورة من: Ludwig Hamberger/dpa/picture alliance
نجم من كوريا الجنوبية
أول نجم حقيقي في صفوف ليفركوزن في الدوري الألماني هو تشا بوم كون. انتقل المهاجم الكوري الجنوبي من آينتراخت فرانكفورت إلى ليفركوزن في عام 1983 وبقي معه لمدة ست سنوات، حتى أنهى مسيرته في ليفركوزن في عام 1989. في أيامه كان تشا بوم-كون هو نجم الجماهير المفضل وحقق الفريق معه لقبه الأول.
صورة من: Fritz Rust/picture alliance
كأس الاتحاد الأوروبي 1988
تمكن ليفركوزن من الظفر بكأس الاتحاد الأوروبي من إسبانيول برشلونة في عام 1988. في ذلك الوقت، كانت المباراة النهائية لا تزال تُلعب كمباراة إياب. خسر باير 3-0 في برشلونة، ولم تكن البداية مبشرة في لقاء الإياب. لكن في الشوط الثاني القوي سجل ليفركوزن ثلاثة أهداف وأدرك التعادل. ليذهب الفريقان إلى ركلات الترجيح، التي فاز بها باير ليفركوزن 3-2، ليسجل الفريق أول لقب في مسيرته.
صورة من: Eissner/Kicker/IMAGO
كأس ألمانيا 1993
بعد خمس سنوات من نجاحهم في كأس الاتحاد الأوروبي، جاء اللقب الثاني، اللقب الذي توقفت عنده إنجازات ليفركوزن لسنوات طويلة. في نهائي كأس ألمانيا عام 1993، نجح الهداف أولف كيرستن ورفاقه بالفوز بصعوبة 1-0 على فريق الهواة حينها هيرتا برلين، الذي حقق مفاجأة كبرى بوصوله إلى النهائي. كان هذا النصر في برلين مبهجا لجماهير ليفركوزن، ولكنه بنفس الوقت بداية لمواسم جفاف طويلة.
صورة من: Liedel/Kicker/IMAGO
صانعو لقب "كوزن الوصيف"
كان ليفركوزن فريقاً متميزاً في نهاية التسعينات. تعاقد المدير الفني راينر كالموند (على اليمين) مع المدرب كريستوف داوم (على اليسار)، وتحت قيادته احتل باير المركز الثاني في الدوري الألماني ثلاث مرات (1997، 1999، 2000). فأطلق المنافسون اسم "Vizekusen" (كوزن الوصيف) على الفريق من باب السخرية، ولاحقاً حصلت الشركة التي يقع مقرها في ليفركوزن على براءة اختراع للاسم كعلامة تجارية.
صورة من: Roland Scheidemann/dpa/picture-alliance
خسارة لا تصدق للقب
في المرحلة قبل الأخيرة من الدوري الألماني في موسم 1999/2000، كان ليفركوزن يتقدم بثلاث نقاط على بايرن ميونيخ ويحتاج إلى نقطة واحدة فقط في مباراته مع أونترهاخينغ، الصاعد حديثاً للدرجة الأولى، ليفوز باللقب. وقال المدرب كريستوف داوم قبل المباراة: "لم يعد أحد يستطيع إيقافنا بعد الآن"، لكن هدف ميشائيل بالاك (يسار) بالخطأ في مرماه أدى إلى الهزيمة 2-0. ليفوز بايرن باللقب، ويترك لليفركوزن الخيبة مجدداً.
صورة من: Bernd Weissbrod/dpa/picture alliance
تشكيلة متخمة بالنجوم .. ولكن لا ألقاب
كان ليفركوزن في ذلك الوقت مدججاً باللاعبين الكبار مثل الدولي الألماني بالاك، والبرازيليان لوسيو وزي روبرتو (من اليمين إلى اليسار). كما بدأ لاعبون برازيليون آخرون، مثل باولو سيرجيو وإيمرسون، مسيرتهم الدولية في باير. وقد فازوا جميعا بالعديد من البطولات والكؤوس في مسيرتهم الكرويةة، ولكن فقط بعد مغادرتهم ليفركوزن.
صورة من: Ulmer/IMAGO
الوصيف في ثلاث بطولات في موسم واحد
في صيف عام 2002، أصيب الفريق بأقصى حالات متلازمة "Vizekusen": أولا: ضاعت على الفريق، تحت قيادة المدرب كلاوس توبمولر (الثالث من اليسار)، بطولة الدوري الألماني في آخر أيام البطولة، وجاء في المركز الثاني. ثم خسر فريق ليفركوزن أيضاً في نهائي الكأس أمام شالكه. لكن أكبر مباراة في تاريخ النادي والفرصة الثالثة للفوز بأهم لقب كانت امام ريال مدريد.
صورة من: Contrast/IMAGO
خسارة بصعوبة أمال "سوبر ريال" مدريد في 2002
لكن أهم نهائي لباير كان نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2002 في غلاسكو ضد ريال مدريد. زين الدين زيدان (الصورة) يسجل هدف الفوز بتسديدة رائعة. كان أداء ليفركوزن محترماً لكنه حل في المركز الثاني مرة أخرى. وبعد ذلك بوقت قصير، حقق خمسة لاعبين ألمان من ليفركوزن وصافة كأس العالم ضد البرازيل، تحت قيادة المدرب الوطني رودي فولر، الذي لعب في السابق في ليفركوزن.
صورة من: Sven Simon/picture-alliance
خسارة مستحقة أمام بريمن في 2009
استغرق الأمر سبع سنوات حتى أتيحت لفريق ليفركوزن فرصة أخرى ليفوز بلقب. لكن باير ليفركوزن استحق الخسارة أمام فيردر بريمن في نهائي كأس ألمانيا 2009. نتيجة 1-0 لبريمن كانت رحيمة على ليفركوزن قياساً على أدائه. هدف المباراة كان بتوقيع مسعود أوزيل. المدير الرياضي الحالي سيمون رولفس (الثالث من اليسار) كان أيضاً على أرض الملعب مع ليفركوزن في ذلك الوقت. وفي الصورة أيضاً الدولي التونسي كريم حقي.
صورة من: Sven Simon/picture-alliance
انطلاقة قياسية - ولكن الوصافة بالانتظار
في عام 2011 تمكن الفريق، تحت قيادة المدرب يوب هاينكس (على اليمين)، من الحصول على المركز الثاني مرة أخرى. حتى أن هاينكس وفريقه سجلوا رقماً قياسياً في بداية الدوري الألماني مع 24 مباراة دون هزيمة. ومع ذلك لم يتمكن باير من الفوز بلقب الدوري، الذي توج به بوروسيا دورتموند. بعدها وقع هاينكس ومساعده بيتر هيرمان (يسار) مع نادي بايرن ميونيخ، وفازا معه بالثلاثية في عام 2013.
صورة من: augenklick/firo Sportphoto/picture-alliance
ميونيخ بالمرصاد
كان نهائي الكأس موسم 2020 قاتماً من الألف إلى الياء بالنسبة لفريق باير. لم يحضر الجمهور المباراة في ملعب برلين الأولمبي نظراً لقيود كورونا. وبسبب ضعف الأداء في الشوط الأول، لم يكن لدى ليفركوزن أي فرصة أمام بايرن ميونيخ وخسر النهائي 2-4. ليستمر مسلسل انتظار اللقب الأول بعد عام 1993.
صورة من: Jürgen Fromme/firo Sportphoto/picture alliance
عقلية جديدة مع تشابي ألونسو
في عز الأزمة الرياضية، حقق المدير الرياضي سيمون رولفس (يسار) ومديرو باير الآخرون ضربة حظ حقيقية في خريف 2022: فبعد الانفصال عن المدرب جيراردو سيواني، تولى تشابي ألونسو (يمين) قيادة الفريق. ليقودهم من المركز 17 إلى المركز السادس في الدوري، وإلى الدور نصف النهائي في مسابقة الدوري الأوروبي. وقبل كل شيء، فهو يطور عقلية الفوز الحقيقية لدى اللاعبين.
صورة من: Thomas Banneyer/dpa/picture alliance
وأخيراً.... ختامها مسك
وفي الموسم الحالي لم يسمح ألونسو وطاقمه بحدوث أي خطأ: لم يهزم الفريق بأي مباراة. في بعض المباريات حققوا الفوز في الثانية الأخيرة وأصبحوا أبطالاً بجدارة. ماذا سيفعلون الآن بلقبهم القديم "كوزن الوصيف"؟ هل سيصبح لقبهم "تشابي كوزن" أم "مايستر كوزن" (كوزن البطل)؟ وربما يكون هناك المزيد من الألقاب هذا الموسم: حيث لا يزال لدى باير 04 أيضاً فرصة للفوز بكأس ألمانيا وبالدوري الأوروبي.
صورة من: Anke Waelischmiller/Sven Simon/picture alliance