رغم حظر الدستور.. ترامب يتحدث عن "طرق؟" تمكنه من ولاية ثالثة
٣٠ مارس ٢٠٢٥
كرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طرحه بإمكان ترشحه لولاية رئاسية ثالثة، الأمر الذي سيعني تجاوزا لسقف الولايتين الذي ينص عليه الدستور الأمريكي، لكنه قال إن "هناك طرق يمكن من خلالها القيام بذلك." فما هي ياترى؟
قال ترامب إنه لم يكن يمزح بشأن السعي لفترة رئاسية ثالثة يحظرها الدستور الأمريكي.صورة من: Jose Luis Magana/AP/picture alliance
إعلان
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأحد (30 مارس/آذار 2025) إنه لم يكن يمزح بشأن السعي لفترة رئاسية ثالثة.
وفي مقابلة هاتفية مع شبكة مع "إن بي سي"، قال ترامب "لا، أنا لا أمزح. أنا لا أمزح، ولكن من السابق لأوانه التفكير في الأمر".
وأضاف "هناك، هناك طرق يمكن من خلالها القيام بذلك"، محجما عن الخوض في تفاصيل محددة عن تلك الطرق.
وينص التعديل الثاني والعشرون للدستور الأمريكي على أنه لا يجوز للرئيس تولي المنصب إلا لفترتين فقط، مدة كل منهما أربع سنوات، سواء كانت الفترتان متتاليتين أو منفصلتين.
وكان الملياردير البالغ 78 عاما قد ذكر أكثر من مرة أنّه قد يترشح لولاية ثالثة، ولكن تصريحه الأخير يعد الأكثر جدية في هذا السياق.
ويتطلّب تعديل الدستور الأمريكي للسماح بولاية رئاسية ثالثة، غالبية الثلثين في مجلسي النواب والشيوخ، وهو ما لا يتمتّع به حزب ترامب الجمهوري.
وقال ترامب إنّ "خططا عُرضت عليه تسمح له بالسعي لإعادة انتخابه". وردا على سؤال عن سيناريو محتمل يتمثل في ترشّح نائب الرئيس جاي دي فانس للرئاسة ثم تنازله عنها لترامب، قال الرئيس الأمريكي "هذه إحدى الوسائل".
وأشار إلى أن "هناك (طرقا) أخرى"، لكنه رفض كشف المزيد من التفاصيل.
وإذا لم يلجأ ترامب إلى الكونغرس من أجل إجراء تعديل دستوري، فإنّه سيحتاج إلى دعم ثلثي الولايات الخمسين في البلاد للدعوة إلى عقد مؤتمر دستوري من شأنه أن يقترح تعديلات.
وفي حال لجأ إلى الكونغرس أو إلى الولايات، فسيحتاج بعد ذلك إلى مصادقة ثلاثة أرباع الولايات. ويبدو أنّ كلا الوسيلتين غير محتملتين، بالنظر إلى عدد الولايات والمقاعد في الكونغرس التي يسيطر عليها الجمهوريون.
وفي كانون الثاني/يناير، بعد أيام على تولي ترامب منصبه، قدّم الجمهوري آندي أوغلز مشروع قرار في مجلس النواب لتعديل الدستور، بحيث يسمح للرؤساء بثلاث ولايات.
م.ف/ع.ج.م (أ ف ب، رويترز)
هل تعلم أين تبدأ سلطات الرئيس الأمريكي وأين تنتهي؟
يمثل سيد البيت الأبيض أعلى سلطة سياسية على المستوى العالمي، هذا ما يعتقده كثيرون. لكن الأمر ليس بهذه البساطة. فسلطات الرئيس الأمريكي ليست مطلقة، إذ هناك آخرون يشاركونه القرار.
صورة من: Klaus Aßmann
هذا ما ينص عليه الدستور
يُنتخب الرئيس لأربع سنوات يمكن تمديدها في أقصى حد لفترة ثانية. هو رئيس الدولة ورئيس الحكومة. وبذلك فهو يقود أيضاً الجهاز الحكومي المكون من نحو أربعة ملايين شخص تقريباً، بمن فيهم أعضاء القوات المسلحة. ومن واجبات الرئيس أن ينفذ القوانين التي يسنها الكونغرس. وبصفته أعلى رتبة دبلوماسية في الدولة يمكنه أن يستقبل سفراء الدول وبالتالي الاعتراف بتلك الدول.
صورة من: Klaus Aßmann
المراقبة من خلال " التحقق والتوازن"
تتداخل السلطات الثلاث فيما بينها، وهي بذلك تحد من صلاحيات بعضها البعض. ويحق للرئيس العفو عن محكوم عليهم بالإعدام، ويسمي قضاة المحكمة العليا شريطة موافقة مجلس الشيوخ. كما يضطلع بتسمية وزراء إدارته والسفراء ولكن أيضاً بعد التشاور مع مجلس الشيوخ وشريطة موافقته. وبهذا يتحقق للسلطة التشريعية أحد سبل مراقبة السلطة التنفيذية.
صورة من: Klaus Aßmann
القوة الكامنة في "دولة الاتحاد"
يجب على الرئيس أن يبلغ الكونغرس بشؤون الدولة. وهو ما يفعله مرة كل عام في ما يسمى بـ "خطاب حالة الأمة". لا يحق للرئيس أن يقدم مشاريع قوانين للكونغرس ولكن بوسعه أن يبرز أهم المواضيع كما يراها من خلال الخطاب. فيمارس نوعاً من الضغط على الكونغرس أمام الرأي العام. ولكن هذا أكثر ما يمكنه فعله.
صورة من: Klaus Aßmann
يمكنه أن يرفض
عندما يعيد الرئيس مشروع قانون إلى الكونغرس دون التوقيع عليه يكون قد مارس حقه باستخدام حق الفيتو لرفض المشروع. وليس من حق الكونغرس أن يبطل هذا الفيتو إلا بأكثرية الثلثين في مجلسيه. وحسب المعلومات المستقاة من مجلس الشيوخ حدث هذا في تاريخ الولايات المتحدة مئة وإحدى عشرة مرة في أكثر من ألف وخمسمائة مرة اُستخدم فيها حق النقض، أي بنسبة سبعة في المئة.
صورة من: Klaus Aßmann
مناطق رمادية في تحديد السلطة
لا يوضح الدستور ولا توضح قرارات المحكمة العليا مدى سلطة الرئيس بشكل نهائي، إذ يمكن للرئيس أن يستخدم حق الفيتو مرة ثانية من خلال خدعة، حيث يقوم الرئيس في ظروف معينة بـ "وضع مشروع القانون في جيبه"، ويعني بذلك أنه يستخدم ما يعرف بـ "فيتو الجيب" فيصبح المشروع بذلك لاغيا ولا يحق للكونغرس إسقاط هذا الفيتو وقد تم استخدام هذه الحيلة الدستورية أكثر من ألف مرة في تاريخ الولايات المتحدة.
صورة من: Klaus Aßmann
إرشادات بطعم الأوامر
بإمكان الرئيس أن يرشد موظفي الحكومة إلى طريقة القيام بواجباتهم. وتعامل هذه الأوامر المسماة بـ "الأوامر التنفيذية" معاملة القوانين. وليس ضرورياً أن توافق عليها أي هيئة دستورية. ومع ذلك ليس بوسع الرئيس أن يفعل ما يحلو له، إذ بإمكان المحاكم أن تبطل مفعول هذه الأوامر أو بإمكان الكونغرس أن يسن قوانين تبطل مفعولها. وبإمكان الرئيس التالي أن يلغيها بكل بساطة.
صورة من: Klaus Aßmann
التحايل على الكونغرس...
من حق الرئيس التفاوض على اتفاقيات مع حكومات أخرى ويتوجب أن تحصل هذه على موافقة مجلس الشيوخ بثلثي أعضائه. ولتفويت الفرصة على مجلس الشيوخ لرفض الاتفاقيات يقوم الرئيس بإبرام اتفاق حكومي يُسمَى "اتفاقية تنفيذية" ولا تحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ حينها. وتسري هذه الاتفاقيات ما دام الكونغرس لم يعترض عليها أو يسن قانوناً يبطل مفعولها.
صورة من: Klaus Aßmann
... حينها يجب التراجع
الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية ولكن قرار الحرب يعلنه الكونغرس. وليس من الواضح ما مدى إمكانية أن يزج الرئيس بالقوات في مواجهة مسلحة دون الحصول على موافقة الكونغرس. في حرب فيتنام رأى الكونغرس أنه قد تم تجاوز خط أحمر بدخول هذه الحرب وتدخل إثر ذلك قانونياً. هذا يعني أن الرئيس قادر على الاضطلاع بهذه الصلاحيات إلى أن يتدخل الكونغرس.
صورة من: Klaus Aßmann
المراقبة النهائية
إذا ما استغل رئيس منصبه أو قام بعمل يعاقب عليه القانون، يمكن لمجلس النواب في هذه الحالة أن يشرع في إجراءات عزل الرئيس. وقد حدث ذلك حتى الآن ثلاث مرات دون أن تكلل أي منها بالنجاح. ولكن هناك إمكانية أقوى من ذلك لثني الرئيس عن قرار ما. الكونغرس هو المعني بالموافقة على الموازنة ويمكنه أيضاً أن يوقف تدفق المال. أوته شتاينفير/ و.أ