ذكرت منظمة الهجرة الدولية أن هناك مخاوف بشأن غرق أكثر من تسعين مهاجرا بعد انقلاب قاربهم قبالة السواحل الليبية صباح اليوم الجمعة.
إعلان
أعلنت وكالة الامم المتحدة للهجرة اليوم الجمعة (الثاني من فبراير/ شباط 2018) أن حوالى 90 مهاجرا غالبيتهم من الباكستانيين قد يكونون لقوا مصرعهم اليوم حين غرق مركبهم قبالة السواحل الليبية. وقالت الناطقة باسم الوكالة اوليفيا هيدون خلال اتصال هاتفي "يعتقد ان 90 مهاجرا على الاقل غرقوا اثر انقلاب مركبهم قبالة سواحل ليبيا هذا الصباح (...) لقد لفظ البحر عشر جثث على السواحل الليبية" بينهم ثمانية باكستانيين وليبيان وهناك ثلاثة ناجين.
في سياق متصل بدأت فرونتكس أمس الخميس، وهي وكالة الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي مهمة إنقاذ بحرية جديدة في البحر المتوسط أطلقت عليها اسم (تيميس) ألغت فيها التزاما سابقا للسفن بنقل كل المهاجرين الذين تنقذهم إلى إيطاليا فقط. وشكت إيطاليا مرارا من نقص الدعم من الاتحاد الأوروبي فيما يخص التعامل مع ملف الهجرة. وكانت عملية فرونتكس السابقة التي أطلق عليها اسم (ترايتون) تطلب من السفن نقل كل من يتم إنقاذهم في البحر إلى إيطاليا حتى إن كانت دولة أخرى عضو في الاتحاد الأوروبي أقرب لمنطقة الإنقاذ مثل مالطا.
وقالت المتحدثة باسم فرونتكس إيزابيلا كوبر "ترايتون كانت تقول إن أيا كان من يتم إنقاذهم سينقلون إلى إيطاليا... تيميس تترك القرار الخاص بإنزال (المهاجرين للبلد) الذي ينسق عملية الإنقاذ".
وليس من المتوقع أن يكون لذلك التغيير تأثير كبير على أعداد الوافدين بالنظر إلى أن إيطاليا تنسق أغلبية عمليات الإنقاذ بين شمال أفريقيا وسواحلها الجنوبية لكنها تبعث برسالة سياسية لدول الجوار في البحر المتوسط مثل مالطا. ولم تعلق السلطات في مالطا على المهمة الجديدة.
ويتنامى شعور عام بالاستياء قبل انتخابات عامة تجرى في إيطاليا في الرابع من مارس آذار بعد وصول أكثر من 600 ألف مهاجر للسواحل الإيطالية في السنوات الأربع الماضية مما زاد من الضغوط على الحكومة التي تنتمي ليسار الوسط لإثبات قدرتها في السيطرة على الموقف.
وسيتم إعادة تقييم المهمة، التي تستمر عاما، كل ثلاثة أشهر وستشمل الساحل الجنوبي لإيطاليا على البحر الأدرياتيكي. وسوف تقتصر الدوريات على مساحة تبعد 24 ميلا عن الساحل وهو أقل من العملية السابقة التي امتدت دورياتها إلى نحو 30 ميلا. وقالت كوبر إن المهاجرين الذين يتم إنقاذهم لن ينقلوا إلى دول خارج الاتحاد الأوروبي مثل ليبيا وتونس.
ح.ز/ و.ب (أ.ف.ب / د.ب.أ / رويترز)
أسطول الإغاثة وسفينة "الكرامة" تنقذ آلاف اللاجئين
قامت منظمة "أطباء بلا حدود" بإرسال سفن مساعدات أولية للاجئين في البحر الأبيض المتوسط. DW رافقت سفينة "الكرامة" (ديغنيتي 1) العاملة لإنقاذ الاجئين ونقلت لنا مشاهد مأساوية وقصص لاجئين.
صورة من: DW/K. Zurutuza
يتكون أسطول الانقاذ في البحر الأبيض المتوسط "أم أس في" من ثلاث سفن. سفينة "الكرامة1" (دينيتي 1) التي يبلغ طولها 50 مترا هي إحدى سفن الأسطول. وقد جابت البحر الأبيض المتوسط هذا العام وأنقذت حياة أكثر من 5000 شخص، فيما تمكمنت سفن الأسطول جميعها من إنقاذ أكثر من 17 ألف شخص. وتتمركز سفن الأسطول على نحو 30 ميلا من السواحل الليبية.
صورة من: DW/K. Zurutuza
القوارب التي تقل اللاجئين هي في الغالب صغيرة ومطاطية ويكتظ فيها مئات اللاجئين، كما يظهر في الصورة التي التقطها مراسل DW وسط البحر الأبيض المتوسط. وتبلغ تكلفة العبور في هذه القوارب نحو 500 يورو.
صورة من: DW/K. Zurutuza
ذكرأغلب اللاجئين بعد إنقاذهم من قبل سفينة "الكرامة" إن مهربي البشر في ليبيا قالوا لهم بإن "سفينة كبيرة سوف تنقذهم وسط البحر وستنقلهم إلى إيطاليا". وأشارت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيان بأن أكثر من 300 ألف لاجئ ومهاجر لجأوا هذا العام عبر "طريق البحر الأبيض المتوسط".
صورة من: DW/K. Zurutuza
تسعى سفن أسطول الانقاذ في البحر الأبيض المتوسط "أم أس في" إلى إنقاذ النساء والأطفال أولا من "قوارب الموت". وتشكل النساء والأطفال نحو 10حتى 15 بالمائة من مجموع اللاجئين على متن السفن. بعض النساء حوامل أو يحملن أطفالا صغارا وأكثرهن بحاجة إلى معالجة طبية خاصة.
صورة من: DW/K. Zurutuza
أغلب اللاجئين الذين يعبرون البحر انطلاقا من ليبيا هم من الأفارقة، على عكس طريق "رحلة البلقان" الذي يفضله لاجئو سوريا والعراق وأفغانستان. واغلب اللاجئين الأفارقة هم من منطقة جنوب الصحراء. وقد أصبحت ليبيا محطة رئيسية لهم للهجرة إلى أوروبا وتتحدث الأخبار عن حالات العنف والقتل والاغتصاب ضدهم في شمال أفريقيا.
صورة من: DW/K. Zurutuza
يقول اللاجئ السنغالي أمين جابي عن تجربته في ليبيا: بعدما مسكوني في ليبيا وضعوني في مركز آو سجن خاص للاجئين وسلمني حارس السجن تلفونا خاصا للاتصل بعائلتي كي أقول لهم بأنني سأقتل في حال عدم أداء فدية". وعند ذلك اتضح لي بأن الذين لا يستطيعون دفع الفدية للحراس سيتم بيعهم للعمل كعبيد في قطاع البناء.
صورة من: DW/K. Zurutuza
أشار الكثير من النساء إلى أعمال تحرش جنسي واغتصابات في مركز اللجوء في ليبيا. ويقدم أسطول الإغاثة العلاج الطبي والنفسي للاجئات. ويعرض طاقم الأسطول امكانية اختبار مرض الايدز على اللاجئات. وتقول لاورا باسكفيرو، وهي عاملة إنسانية على متن السفينة، في حوارها مع DW إن "الكثير من النساء يعانين من مشاكل نفسية".
صورة من: DW/K. Zurutuza
إيفلين لاجئة من نيجيريا تحدثت مع DW وقالت: "مسك بي 5 رجال في نقطة تفتيش في محيط طرابلس وحاولوا اغتصابي، لكن كنت أمر بالدورة الشهرية. وهو ما أغضبهم واستمروا في ضربي إلى مرحلة فقدان الوعي. زوجي دفع لي تكاليف السفر وسأنتظره في إيطاليا".
صورة من: DW/K. Zurutuza
سفينة "الكرامة" هي صغيرة نسبية ولها حوض منخفض وتبقى في الحالات الاعتيادية في عرض البحر للقيام بأعمال الانقاذ. بعد إنقاذ اللاجئين يتم ارسالهم إلى سفينة أكبر في الأسطول لتبحر بهم إلى إيطاليا. وغالبا ما تنزل السفن ركابها في جزيرة صقلية أو في سواحل كالابريا جنوب إيطاليا.
صورة من: DW/K. Zurutuza
أغلب اللاجئين لا يعرفون ما قد ينتظرهم بعد الوصول إلى إيطاليا. بداية هناك فرحة الوصول إلى بر الأمان. ويتم ترحيلهم إلى شمال إيطاليا ويبقون هناك نحو شهر كامل تحت الرعاية. ويجب عليهم القيام بعمل ما لإعانة أنفسهم ولإرسال أموال لعائلاتهم في أفريقيا. لكن فرص الحصول على عمل في إيطاليا ضعيفة جدا، فيلجأ الكثير منهم إلى التسول.