اعتقال أكثر من 400 شخص شاركوا في تأبين المعارض نافالني
١٨ فبراير ٢٠٢٤
نشطاء حقوقيون يتحدثون عن اعتقالات طالت أكثر من 400 شخصا شاركوا في تأبين المعارض الروسي أليكسي نافالني، والمتحدثة باسمه تؤكد وفاته لكنها تقول إن عائلته تبحث عن جثته وتتهم السلطات الروسية بالتمويه.
إعلان
أكدت المتحدثة باسم المعارض الروسي أليكسي نافالني في ساعات متأخرة ليوم السبت (17 فبراير/ شباط 2024)، خبر وفاته، وذلك غداة إعلان وسائل إعلام رسمية روسية أن الرجل البالغ من العمر 47 عاما توفي في السجن. بيد أن والدته ومحاميه يقولان إن جثته ليست في مشرحة المنشأة.
وكتبت المتحدثة كيرا يارميش على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" (تويتر سابقا)، "تمّ اغتيال أليكسي نافالني"، مستخدمة تهجئة بديلة لاسمه الأول. ولكن عندما ذهبت والدة نافالني ومحاميه إلى مشرحة السجن، التي تبعد حوالي 50 كيلومترا عن السجن، قيل لهما إنها "مغلقة، ومع ذلك، أكدت لهم المستعمرة العقابية أنها تعمل وأن جثة نافالني هناك"، كما كتبت يارميش. وبعد ذلك اتصل المحامي برقم الهاتف الذي كان على باب المشرحة.
وكتبت يارميش: "قيل له إنه المتصل السابع اليوم. جثة (أليكسي) ليست في المشرحة".
وقالت يارميش إن أحد موظفي مركز الاحتجاز داخل الدائرة القطبية الشمالية أفاد بأن جثة نافالني كان يجري فحصها في مدينة سالخارد.
وفي منشور تالٍ، قالت يارميش إن "محاميا آخر لنافالني، ذهب إلى لجنة التحقيق في ساليخارد، وقيل له إنه لم يتم تحديد سبب وفاة (أليكسي) بعد، وقد تم إجراء فحص نسيجي جديد، ومن المفترض أن تكون النتائج متاحة الأسبوع المقبل". وأضافت: " من الواضح أنهم يكذبون ويفعلون كل ما في وسعهم لتجنب تسليم الجثة، لقد قيل للمحامين فقط إن التحقيقات لم تكشف عن أي شيء جنائي، إنهم يكذبون باستمرار ويقودوننا إلى اللف في دوائر".
فرار روس إلى جورجيا
05:51
ووفقا لفريق نافالني، سافرت والدته ليودميلا نافالنايا إلى المستعمرة العقابية في منطقة يامال بشمال روسيا حيث تلقت إخطارا رسميا بوفاة ابنها، وجرى تحديد زمن الوفاة في الساعة 02:17 مساء (09:17 بتوقيت غرينتش) يوم الجمعة، حين أصدر هيئة السجون بينا يؤكد وفاة نافالني.
كما ذكرت وكالة تاس الروسية أن نافالني سقط على الأرض، يوم الجمعة، بعد فترة سير في المستعمرة العقابية التي يقبع بها، حيث فقد الوعي على الفور، وأضافت أن محاولات المسعفين لإنعاشه باءت بالفشل.
أنباء عن مئات الاعتقالات
وشارك روس في جميع أنحاء البلاد يوم السبت في تأبين نافالني، وأظهر مقطع مصور لرويترز أمس السبت من مدينة سان بطرسبرغ تجمع عشرات حول نصب تذكاري لضحايا القمع. ووضع المحتجون زهورا وشموعا عند النصب وغنى بعضهم ترانيم وعانق آخرون بعضهم بعضا وهم يذرفون الدموع.
من جهته، ذكر موقع سوتا الإخباري أنه في لوهانسك، وهي منطقة أوكرانية تخضع الآن للسيطرة الروسية، وضع السكان الزهور لتأبين نافالني عند نصب تذكاري لإحياء ذكرى ضحايا زعيم الاتحاد السوفيتي
جوزيف ستالين. وفي مدينة أخرى، تمّ وضع الزهور عند نصب تذكاري لأبطال الثورة الروسية في أوائل القرن العشرين.
وبحسب نشطاء حقوق الإنسان، فقد تم اعتقال مئات الأشخاص في جميع أنحاء البلاد، وجرى اعتقال أكثر من 400 شخص في 36 مدينة، بما في ذلك العاصمة موسكو وسانت بطرسبرغ وبريانسك وكراسنودار، وفقا لما ذكره موقع "أوفد انفو" الإلكتروني بعد ظهر السبت.
وحسب الموقع المعني بحرية التجمع في روسيا فإن مدينتي سان بطرسبرغ وموسكو، اللتين يحظى فيهما نافالني بدعم كبير، شهدتا أكبر عدد للاعتقالات. وأضافت أنه حتى الساعة الثامنة مساء حسب توقيت غرينتش أمس السبت، جرى اعتقال أكثر من 200 في سان بطرسبرغ.
كما أبلغ (أو.في.دي-إنفو) عن اعتقالات فردية في مدن أصغر كمدينة بيلغورود الحدودية، حيث قُتل سبعة أشخاص في هجوم صاروخي أوكراني يوم الخميس، إلى فوركوتا في القطب الشمالي، مع الإشارة إلى أنه "في كل مركز شرطة يحتمل أن يكون هناك عدد من المعتقلين أكبر من الموجودين في القوائم المنشورة... ننشر فقط أسماء من نملك بشأنهم معلومات موثوقة ويمكننا نشر أسمائهم".
وأظهرت لقطات صورتها رويترز في موسكو قوات إنفاذ القانون وهي تطرح الناس أرضا وسط الثلوج بالقرب من مكان ترك فيه المشيعون الزهور والرسائل دعما لزعيم المعارضة المتوفى.
ولم يتسن التحقق من أعداد الأشخاص الذين طالتهم الاعتقالات، وسط إحجام الشرطة عن التعليق.
و.ب/ع.ش (رويترز، د ب أ)
نافالني.. محطات من النضال ضد بوتين
توفي المعارض الروسي أليكسي نافالني في سجنه بالقطب الشمالي، في ما يأتي محطّات توثّق نضال أحد أبرز معارضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حيث عانى من السجن والمحاكمات والملاحقة المستمرة.
صورة من: Evgeny Feldman/Meduza via AP
الكشف عن ثروات نخب الكرملين
في عام 2011 أنشأ المعارض الروسي أليكسي نافالني مؤسسة مناهضة للفساد استقطبت أعدادا كبيرة من المناصرين مع كشفها عن الثروات الكبرى للنخب الموالية للكرملين. وفي شتاء 2011-2012 قاد نافالني تحرّكات احتجاجية كبرى على إثر انتخابات برلمانية فاز فيها حزب "روسيا الموحدة" بزعامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في استحقاق شابته اتّهامات بالتزوير. وتم اعتقاله وسجنه لمدة 15 يوماً بتهمة "تحدي مسؤول حكومي".
صورة من: dapd
احتجاجات حاشدة
في مارس/ آذار 2012 شارك نافالني في الاحتجاجات الحاشدة التي اندلعت في موسكو ومناطق أخرى من روسيا في أعقاب إعادة انتخاب الرئيس فلاديمير بوتين. واتهم نافالني شخصيات رئيسية، بما في ذلك نائب رئيس الوزراء آنذاك إيغور شوفالوف والزعيم الشيشاني القوي رمضان قديروف، بالفساد.
صورة من: Reuters
انتخابات بلدية موسكو
وفي 2013 حلّ نافالني ثانيا في انتخابات رئاسة بلدية موسكو خلف رئيسها المنتهية ولايته والمدعوم من الكرملين سيرغي سوبيانين. واتّهم نافالني سوبيانين بتزوير الانتخابات في عدد من مراكز الاقتراع، لكن مطالباته بإعادة فرز الأصوات رفضت.
صورة من: picture-alliance/dpa
اعتقال بتهمة الاحتيال
في يوليو/ تموز 2013 أيضاً أدين نافالني بتهمة الاحتيال على السلطات في قضية كيروفليس بمنطقة كيروف في صفقة أخشاب بقيمة 16 مليون روبل (500 ألف دولار)، أثناء عمله مستشارا للحاكم. ونفى نافالني صحّة هذه الاتهامات وقال إنها محاولة لإسكاته.
وحكمت عليه محكمة كيروف بخمس سنوات، لكن النيابة طلبت إطلاق سراحه من الحبس بانتظار استئناف الحكم، ومواصلة حملته الانتخابية.
صورة من: Reuters
إقامة جبرية
في شباط/ فبراير 2014 وضعت السلطات الروسية نافالني تحت الإقامة الجبرية فيما يتعلق بقضية شركة "إيف روشيه" ومنعه من استخدام الإنترنت. لكنه استمر في تحديث مدونته بانتظام، من خلال فريقه على الأرجح، حيث عمل على نشر تفاصيل الفساد المزعوم للعديد من المسؤولين الروس.
صورة من: Reuters
اسئتناف أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان
في كانون الأول/ ديسمبر 2014 أُدين نافالني وشقيقه أوليغ بتهمة الاحتيال في قضية "إيف روشيه". وتلقى نافالني حكماً بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونصف مع وقف التنفيذ، بينما حُكم على شقيقه بالسجن. وقام كلاهما بالاستئناف أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
صورة من: Reuters/M. Zmeyev
تشايكا.. النورس
في كانون الأول/ ديسمبر 2015 نشرت مؤسسة نافالني لمكافحة الفساد أول فيديو طويل لها، وهو فيلم وثائقي على موقع يوتيوب بعنوان "تشايكا"، وهو ما يعني "النورس" بالروسية ولكنه أيضاً الاسم الأخير للمدعي العام آنذاك يوري تشايكا. ويتهمه الفيديو الذي تبلغ مدته 44 دقيقة، بالفساد وارتباطاته المزعومة بجماعة إجرامية سيئة السمعة، وحصد 26 مليون مشاهدة على موقع يوتيوب. ونفى تشايكا ومسؤولون روس آخرون هذه الاتهامات.
صورة من: chaika.navalny.com
انتهاك الحق في محاكمة عادلة
في شباط/ فبراير 2016 أصدرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان حكماً ينص على أن روسيا انتهكت حق نافالني في محاكمة عادلة في قضية "كيروفليس"، وأمرت الحكومة بدفع التكاليف القانونية والتعويضات.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Brovko
خمس سنوات سجن مع وقف التنفيذ
في تشرين الثاني/ نوفمبر 2016 ألغت المحكمة العليا في روسيا الحكم على نافالني وأعادت القضية إلى المحكمة الأصلية في مدينة كيروف للمراجعة. لكن في شباط/ فبراير 2017 أعادت محكمة كيروف محاكمة نافالني لتؤيد في النهاية الحكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات مع وقف التنفيذ اعتبارا من عام 2013.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Brovko
حياة مترفة
في آذار/ مارس 2017 نشر نافالني مقطع فيديو تناول فيه الحياة المترفة التي يعيشها رئيس الوزراء حينها ديمتري مدفيديف، وثروته العقارية متطرقا إلى منزل فخم يملكه وفيه مزرعة للبط وسط بحيرة، ما أدى إلى تظاهرات مندّدة. ومُنع نافالني من الترشحّ للرئاسة في مواجهة بوتين بسبب إدانته بتهمة الاختلاس. وحضّ نافالني الروس على مقاطعة الانتخابات التي أفضت، رغم جهود المعارض، إلى فوز بوتين بولاية رابعة.
صورة من: picture-alliance/AP/Sputnik/A. Astafyev
تصويت ذكي
في تموز/ يوليو 2019 مُنع أعضاء فريق نافالني، إلى جانب نشطاء معارضين آخرين، من الترشح لمجلس مدينة موسكو، مما أثار احتجاجات تم تفريقها بعنف، مع اعتقال الآلاف. واستجاب فريق نافالني من خلال الترويج لاستراتيجية "التصويت الذكي"، وتشجيع انتخاب أي مرشح باستثناء مرشحي حزب "روسيا الموحدة" التابع للكرملين. وقد نجحت هذه الاستراتيجية، حيث خسر الحزب أغلبيته.
صورة من: Imago Images/TASS/S. Bobylev
تسمم على متن طائرة!
20 آب/ أغسطس 2020 أُصيب نافالني حين كان مسافراً على متن رحلة جوية من مدينة تومسك مع نشطاء محليين، بوعكة صحية وقامت الطائرة بهبوط اضطراري في أومسك القريبة. دخل المستشفى في غيبوبة، واشتبه فريق نافالني في أنه تعرض للتسمم.
صورة من: picture-alliance/AP/E. Sofiychuk
غاز أعصاب سوفييتي
في 22 من آب/ أغسطس 2020 نُقل نافالني في غيبوبة إلى مستشفى في برلين. وأكدت السلطات الألمانية بعدها بقليل تعرض نافالني للتسمم بغاز أعصاب يعود إلى الحقبة السوفيتية. وبعد أن تعافى من آثاره وجه المعارض الروسي الاتهام إلى الكرملين، ما نفاه مسؤولون روس.
صورة من: picture-alliance/AP/Gluchinskiy
الاعتقال مجدداً
بعد خمسة أشهر من العلاج والإقامة في ألمانيا قرر نافالني العودة إلى بلاده حيث أُلقي عليه القبض منتصف كانون الثاني/ يناير 2021 فور عودته. وزعمت السلطات أن رحلته للعلاج خارج روسيا انتهكت شروط عقوبته مع وقف التنفيذ في قضية "إيف روشيه". وأثار اعتقاله واحدة من أكبر الاحتجاجات في روسيا منذ سنوات، حيث تم القبض على الآلاف.
صورة من: Evgeny Feldman/Meduza via AP
إضراب عن الطعام
في مطلع شباط/ فبراير 2021 أمرت محكمة في موسكو بسجن نافالني لعامين ونصف العام بسبب انتهاكه للإفراج المشروط. أثناء وجوده في السجن، بدأ نافالني إضراباً عن الطعام لمدة ثلاثة أسابيع احتجاجاً على نقص العلاج الطبي والحرمان من النوم.
صورة من: Moscow City Court Press Service/TASS/dpa/picture alliance
تسمم ببطء
في عام 2023 وقع أكثر من 400 طبيب روسي رسالة مفتوحة إلى بوتين، يحثون فيها على إنهاء ما يسمونه إساءة معاملة نافالني، بعد تقارير تفيد بحرمانه من الأدوية الأساسية بعد إصابته بالأنفلونزا. وقال فريقه إن نافالني عانى من آلام حادة في المعدة وسط شبهات في تعرضه للتسمم ببطء.