ذكرت مصادر فلسطينية أن مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف باسم "داعش" قد انسحبوا من بعض أحياء مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق، فيما لا تزال الاشتباكات مستمرة في المخيم، لكن بشكل متقطع.
إعلان
قال مسؤولون فلسطينيون في دمشق اليوم الثلاثاء (14 نيسان/ أبريل 2015) إن مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف باسم "داعش" انسحبوا من بعض أحياء مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بجنوب العاصمة السورية. وكشف أحد المسؤولين الفلسطينيين الموالين لدمشق أن "مقاتلي داعش انسحبوا وتراجعوا من بعض أحياء المخيم"، لافتا إلى أن الاشتباكات لا تزال مستمرة ولكن بشكل متقطع بين الفصائل الفلسطينية وتنظيم "داعش".
وبات مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية"، وفق مصادر فلسطينية، يسيطرون على الجزء الجنوبي الغربي من المخيم، فيما تتواجد كتائب "أكناف بيت المقدس" القريبة من حماس في الجزء الشرقي منه، فيما تسيطر بقية الفصائل الفلسطينية على المناطق المتاخمة لحي التضامن وشارع اليرموك. أما القوات التابعة للنظام السوري فتتمركز خارج المخيم وتفرض حصارا محكما عليه.
مخيم اليرموك - جوع وحصار وبراميل متفجرة
يشهد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا منذ أيام اشتباكات عنيفة بين مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" وفصائل المعارضة وقوات النظام السوري. وهو ما ضاعف معاناة المدنيين المحاصرين وسط مخيم يفتقد لأبسط الحاجيات اليومية.
صورة من: picture-alliance/dpa
يشهد مخيم اليرموك منذ أول مايو/ آيار اشتباكات بين الفصائل الفلسطينية المسلحة وتنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي (داعش). كما يتعرض لغارات جوية تشنها قوات النظام السوري.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
بعد دخول "داعش" مخيم اليرموك، هربت منه حوالي 500 عائلة، وفق مصادر فلسطينية، وتوزع أفرادها في أحياء مجاورة للمخيم خاضعة لسيطرة قوات النظام السوري.
صورة من: picture-alliance/dpa
تراجع عدد سكان مخيم اليرموك من نحو 160 ألف شخص قبل اندلاع الثورة السورية في 2011 إلى نحو 18 ألفا يعيشون منذ عامين تقريبا في ظل حصار خانق تفرضه قوات الأسد.
قتل في هجوم "داعش" الأربعاء الماضي على المخيم 38 شخصا بينهم ثمانية مدنيين، بحسب المرصد السوري. وحتى الحيوانات لم تسلم من تداعيات القتال، الذي يزيد مأساة سكان المخيم.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
أدى هجوم تنظيم "داعش" في الأسبوع الماضي إلى نزوح نحو 2500 من السكان إلى الاحياء المجاورة فيما لا يزال الآلاف محاصرين داخله وبحاجة إلى إغاثة ومساعدات إنسانية عاجلة.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
مخيم اليرموك، الذي أضحى رمزا للمعاناة والحرمان في النزاع السوري، أغرقه هجوم "داعش" عليه في مأساة جديدة، من أبرز ما فيها سوء التغذية ونقص الأدوية.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
لا يزال يعيش في مخيم اليرموك حوالي 18 ألف شخص بينهم 3500 طفل، في أوضاع إنسانية صعبة. كما أنهم بحاجة ماسة إلى الطعام والدواء والخدمات الصحية.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
"حفرة جحيم" هكذا وصف متحدث باسم وكالة "أونروا" مخيم اليرموك. وتطالب منظمات مساعدة إنسانية بوقف فوري للقتال حتى تتمكن من إيصال مساعداتها لسكان المخيم.
صورة من: Reuters
يعتمد سكان المخيم بشكل أساسي على المساعدات الإنسانية، لكن منظمات المساعدة لم تعد قادرة على الدخول إلى اليرموك بسبب استمرار القتال والغارات الجوية للنظام السوري.
صورة من: picture-alliance/dpa
غادر العديد من الأطباء ومنظمات الرعاية الصحية المخيم بعد احتدام المعارك. وهو ما ينذر بكارثة خطيرة وسط تردي الوضع الإنساني في المخيم، الذي يبعد عن العاصمة دمشق بثمانية كيلومترات فقط.
صورة من: picture-alliance/dpa
10 صورة1 | 10
من جانبه، أوضح مصدر أمني سوري في دمشق لفرانس برس أن "الأمور في مخيم اليرموك تعالج في سياقها الأمني والسياسي" مشيرا إلى أن "الفصائل الفلسطينية حققت تقدما واستطاعت استعادة بعض النقاط الحيوية في شارع لوبية وشارع الثلاثين والعملية مستمرة".
يذكر أن تقدم تنظيم "الدولة الإسلامية" داخل المخيم وسيطرته على أحياء عدة أثار قلق الأهالي والحكومة السورية في آن معا. وقال وزير المصالحة الوطنية السورية علي حيدر الخميس إن الوضع الراهن في المخيم يستدعي "حلا عسكريا". كما فاقم اقتحام التنظيم للمخيم من الصعوبات التي يعاني منها سكانه المحاصرون من قوات النظام منذ أكثر من 18 شهرا.
بقي أن نشير إلى أنه لم يتم التأكد من صحة هذه الأنباء من مصادر مستقلة.