بعد أقل من يومين من انطلاق "معركة حلب الكبرى" التي تشنّها فصائل المعارضة ضد قوات النظام السوري وحلفائه في غرب مدينة حلب وريفها الجنوبي، تحدثت أنباء عن تقدم المعارضة وتسجيل "انسحابات" في صفوف قوات الحكومة وحلفائها.
إعلان
نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية اليوم الثلاثاء (الثاني من أغسطس/ آب 2016)، نقلا عن مصادر وصفتها بـ"البارزة" في المعارضة السورية، بأن الهجوم الذي تشنّه قوات المعارضة ضد قوات الرئيس بشار الأسد وحلفائه على محاور متعددة في غرب مدينة حلب وريفها الجنوبي، يؤتي ثماره. ووفقا للصحيفة، فإنه تمّ تسجيل "انسحابات" في صفوف قوات الحكومة وحلفائها.
تزامنا مع ذلك، ترد أنباء أخرى تفيد أن 28 مدنيا على الأقل قتلوا في قصف للفصائل المقاتلة المعارضة على الأحياء الجنوبية الغربية لمدينة حلب خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن من بين القتلى "ستة أطفال وثماني مواطنات" في حيّين خاضعين لسيطرة النظام في حلب، مشيرا إلى إصابة العشرات بجروح.
وتتواصل المعارك بين مقاتلي الفصائل المعارضة مع حلفاء لهم من الجهاديين، والقوات الحكومية في جنوب وجنوب غرب مدينة حلب، في إطار الهجوم المضاد الذي أطلقته الفصائل مساء أول أمس الأحد ضد القوات الحكومية في محاولة لتخفيف الحصار الذي يفرضه النظام السوري على الأجزاء التي يسيطر عليها المعارضون في شرق المدينة.
وعمدت القوات الحكومية، منذ أسابيع، إلى محاصرة الأحياء الشرقية بعد أن تمكنت من قطع طريق الإمداد الأخير إليها، ما أثار المخاوف من حدوث أزمة إنسانية لنحو 250 ألف شخص محاصرين هناك.
وفي أعنف هجوم تعرضت له القوات الروسية في سوريا، قتل خمسة عسكريين روس إثر إسقاط المروحية التي كانوا يستقلونها. وأكدت وزارة الدفاع الروسية تحكم المروحية في بيان جاء فيه: "في الأول من آب/ أغسطس في محافظة إدلب، أطلقت نيران من الأرض أسقطت مروحية نقل عسكرية من طراز مي-8 في طريق عودتها إلى قاعدة حميميم الجوية (شمال شرق) بعدما سلمت مساعدات إنسانية في مدينة حلب". وأعلن الكرملين بعد ذلك مقتل العسكريين الخمسة الذين كانوا على متنها. ويرفع هذا الهجوم عدد العسكريين الروس الذين قضوا في سوريا إلى 18 منذ تدخل موسكو في النزاع في هذا البلد.
و.ب/ ع.ش (أ ف ب، د ب أ)
حلب تدفع الثمن... ولا نهاية للدمار
بعد خمس سنوات على تفجر الصراع في سوريا ما زالت حلب محورا أساسيا للمعارك التي تسببت حتى الآن في مقتل 250 مئات الآلاف وتشريد الملايين بين نازحين ولاجئين. الصور التالية تكشف عن آثارالمعارك التي دمرت المدينة بالكامل.
صورة من: Reuters/A. Ismail
تبرر دمشق وموسكو تكثيف العمليات العسكرية على حلب بوجود جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، وهي غير مشمولة باتفاق وقف إطلاق النار، مثلها مثل تنظيم "الدولة الإسلامية". فيما تتهم المعارضة الحكومة بتعمد استهداف المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها لإخراجهم منها.
صورة من: Reuters/A. Ismail
28 نيسان/أبريل 2016 لقي 30 مدنيا على الأقل، بينهم ثلاثة أطباء، حتفهم إثر قصف جوي استهدف مستشفى القدس في القطاع الذي تسيطر عليه المعارضة في مدينة حلب. ولم يتسن التعرف على هوية الجهة التي نفذت الهجوم.
صورة من: Reuters/A. Ismail
أصيبت ست مستشفيات على الأقل في قصف في الجهتين الشرقية والغربية لحلب خلال الأيام الأخيرة، ما دفع بمجلس الأمن إلى مطالبة جميع الأطراف المتحاربة إلى حماية المستشفيات والعيادات الطبية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
أسفر التصعيد العسكري في شطري حلب المقسمة بين النظام والمعارضة خلال عشرة أيام عن مقتل أكثر من 250 مدنيا بينهم نحو 50 طفلا، بحسب حصيلة للمرصد السوري.
صورة من: Reuters/A. Ismail
على الرغم من اتفاق وقف الأعمال العدائية بين الأطراف المتحاربة، أشار المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إلى أنه خلال المعارك الأخيرة قتل في حلب كل 25 دقيقة أحد المواطنين.
صورة من: picture-alliance/AA/B. el Halebi
الأطفال هم الضحيا الأوائل في المعارك الدائرة في سوريا، كما أن طبيب الأطفال الأخير في حلب قتل في القصف الذي استهدف أحد مستشفيات المدينة.
صورة من: Reuters/A. Ismail
هذه الصورة تعود إلى 2013، وقد نشرتها منظمة العفو الدولية وهي تظهر احد أحياء مدينة حلب قبل وبعد بدء الصراع في سوريا
صورة من: US Department of State, Humanitarian Information Unit, NextView License (DigitalGlobe)
الآثار التاريخية تشكل ضحية أخرى للصراع الدموي الدائر في حلب، فقد تعرض الجامع الأموي بحلب عدة مرات للقصف وذلك منذ بدء الصراع، كما دمرت في السنوات الماضية مئذنته التاريخية التي تعود إلى عهود قبل 1000 عام ، بالإضافة إلى تدمير مئذنة جامع العمرى الذي يعتبر أقدم مسجد في العالم.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Dilkoff
بالرغم من المعارك الدائرة في حلب، مازال آلاف المدنيين داخل المدينة المدمرة، وهم يأملون في أن يتمكن المجتمع الدولي من إجبار الأطراف المتحاربة على الالتزام بوقف الإعمال العدائية، على الأقل لالتقاط الأنفاس وتفقد بيوتهم المدمرة.