أكد مسئول إسرائيلي رفيع المستوى اليوم الثلاثاء(27 مايو/ايار) أن "تقدما" أحرز في المحادثات غير المباشرة الجارية بين إسرائيل وحزب الله اللبناني بشأن التوصل إلى اتفاق تبادل للأسرى بين الجانبين، ولكن لم يتم التوصل إلى أي اتفاق في هذا الصدد بعد. وقال المسئول، الذي لم يكشف عن هويته نظرا للسرية المفروضة على المحادثات، في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية: " الكرة الآن في ملعب حزب الله".

من جانبها قالت مصادر سياسية لبنانية أمس الاثنين إن المفاوضات غير المباشرة برعاية الأمم المتحدة بين إسرائيل وحزب الله بشأن تبادل الأسرى حققت تقدما كبيرا. ونقلت وكالة رويترز عن تلك المصادر أن وسيطا ألمانيا أجرى محادثات مع مسؤولين في حزب الله في بيروت الأسبوع الماضي وان حدوث انفراج بات وشيكا. و كان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قد ألمح أمس الاثنين إلى إمكانية التوصل إلى صفقة تبادل الأسرى قريبا، وذلك بقوله إن الأسرى اللبنانيين القابعين في السجون الإسرائيلية سيعودون "قريبا جدا" إلى ديارهم.

الوساطة الألمانية

وكان المفاوض الألماني الذي عينته الأمم المتحدة قد بدأ مهمته في أواخر عام 2006 ومنذ ذلك الحين لم يسمع إلا القليل عن تلك المفاوضات. وفقا لمصادر إعلامية فأن الوساطة الألمانية ساهمت في تحريك الموقف بين إسرائيل وحزب الله، حيث سلم الوسيط الألماني جيرهار كونراد قبل أسبوعين ما أسمته وسائل إعلام إسرائيلية "العرض الأخير" لحزب الله من قبل إسرائيل: و يتضمن هذا العرض ـ وفقا لتلك المصادر ـ فقط إطلاق سراح وتسليم جثامين عشرة لبنانييين من مقاتلي حزب الله مقابل أطلاق سراح الجنديين الإسرائيلين ألداد ريجيف وإيهود جولدفاسر، وليس إطلاق سراح اسري فلسطينيين، كما يطالب حزب الله.

وكان حزب الله قد طلب من خلال الوسيط الألماني أن تطلق إسرائيل ألاف الأسري الفلسطينيين، الأمر الذي من شأنه أن يرفع من مقام الحزب في العالم العربي "كمناضل في سبيل القضية الفلسطينية". ومن جهته، قال دبلوماسي غربي في بيروت لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن الوسطاء الألمان أحرزوا "قدرا من التقدم" وذللوا "بعض العقبات" التي عرقلت الصفقة في السابق. يشار هنا أن ألمانيا توسطت سابقا في عمليات تبادل بين إسرائيل وحزب الله كان أخرها عام 2004 وشملت مقايضة 400 أسير لبناني وعربي برجل أعمال إسرائيلي وجثث ثلاثة جنود أسرهم حزب الله عام 2000.

وتتفاوض إسرائيل وحزب الله بشأن إبرام هذه الصفقة منذ انتهاء الحرب التي دارت بينهما صيف عام 2006 واستمرت 33 يوما، حيث كان حزب الله قد أسر الجنديين ريجيف جولدفاسير في تموز/يوليو 2006 في عملية عبر الحدود أدت لنشوب الحرب. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه في مقابل إطلاق سراح الجنديين الإسرائيليين ستفرج إسرائيل عن سمير القنطار، وهو مسلح لبناني سجن لقتله أبا وابنته عام 1979 إثر تسلله لبلدة نهاريا الساحلية شمال إسرائيل، وكذلك عن مواطن إسرائيلي مسجون بتهمة التجسس لحساب إيران بجانب أربعة من عناصر حزب الله أسروا خلال حرب عام 2006. وتسود تكهنات بأن الجنديين الإسرائيليين الأسيرين قد فارقا الحياة بالفعل.