أعلن الجيش السوري في بيان مساء اليوم الأربعاء (30 كانون الثاني/ يناير 2013) أن "الغارة الجوية التي نفذتها طائرات حربية إسرائيلية فجر اليوم، استهدفت مركزا عسكريا للبحوث العلمية في ريف دمشق". وجاء في البيان، الذي بثه التلفزيون الرسمي السوري، إن "طائرات حربية إسرائيلية اخترقت مجالنا الجوي فجر اليوم وقصفت بشكل مباشر أحد مراكز البحث العلمي المسؤولة عن رفع مستوى المقاومة والدفاع عن النفس الواقع في منطقة جمرايا بريف دمشق".

 وقال بيان الجيش السوري إن الطائرات الحربية الإسرائيلية "تسللت من منطقة شمال مرتفعات جبل الشيخ (على الحدود مع لبنان) بعلو منخفض وتحت مستوى الرادارات، وتوجهت إلى منطقة جمرايا في ريف دمشق حيث يقع أحد الأفرع التابعة لمركز البحوث العلمية". وأضاف البيان أن "العدوان السافر" أدى إلى مقتل شخصين وجرح خمسة آخرين "وأضرار مادية كبيرة وتدمير بالمبنى، إضافة إلى مركز تطوير الآليات المجاور ومرآب السيارات".

واتهم بيان الجيش السوري إسرائيل بأنها "المحرك والمستفيد والمنفذ في بعض الأحيان لما يجري من أعمال إرهابية تستهدف سوريا وشعبها المقاوم وتشترك معها في ذلك بعض الدول الداعمة للإرهاب وعلى رأسها تركيا وقطر"، وذلك في إشارة إلى العمليات العسكرية التي تقوم بها المعارضة المسلحة ضد النظام السوري. ونفى الجيش السوري التقارير الإعلامية التي قالت إن الطائرات "استهدفت قافلة كانت متجهة من سوريا إلى لبنان".

مواقف لبنانية متباينة وصمت إسرائيلي

 وكانت تقارير أمنية أفادت أن إسرائيل نفذت غارة على قافلة كانت متجهة من سوريا إلى الحدود اللبنانية، من دون أن تحدد المكان بالضبط أو ما كانت تحتويه القافلة. بيد أن الوكالة الوطنية للإعلام (جهة رسمية) نفت التقارير بشأن قيام طائرات إسرائيلية بضرب قافلة قرب الحدود السورية اللبنانية، ووصفتها بأنها لا أساس لها من الصحة. ومع ذلك، قال بيان للجيش اللبناني إن أربع طائرات إسرائيلية نفذت طلعات جوية خلال الليل في جنوب لبنان.

وقال مصدر أمني لبناني لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب. أ) إن الطائرات حلقت على ارتفاع منخفض فوق المنطقة بعد وقت قصير من منتصف ليل الثلاثاء وسمع شيء ككسر حاجز الصوت. ولم يؤكد المصدر، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، التقارير الغربية التي أفادت بأن المقاتلات قصفت قافلة تحمل أسلحة لدى عبورها من سورية إلى لبنان.

وبينما رفض الجيش الإسرائيلي التعليق على الضربة التي أشارت إليها التقارير، قال أندريا تينتي، المتحدث باسم قوات الأمم المتحدة في لبنان لوكالة الأنباء الألمانية "ليس لدينا معلومات حتى الآن، لكننا نبحث هذا الأمر". وقد أعربت إسرائيل مؤخرا عن مخاوفها إزاء مصير الأسلحة غير التقليدية في سورية.

يشار إلى أن هذه الغارة جاءت بعد أيام من قيام إسرائيل بنقل بطاريتين من نظام القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ إلى منطقتها الشمالية مع تزايد المخاوف من تسرب الأسلحة الكيميائية التي يملكها النظام السوري إلى لبنان.

أ.ح/ ح.ز (أ ف ب، د ب أ)