1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أندية رياضية ألمانية تطلق حملة ضد التطرف اليميني

روني بلاشكيه/ عبد الرحمان عمار٣ يوليو ٢٠١٣

ظلت أندية كرة القدم في ألمانيا تصرف نظرها ولسنوات عن موضوع العنصرية داخل أندية وجمعيات كرة القدم. وبعد حادث الاعتداء على فريق يهودي ببرلين عام 2006، ظهرت مجموعة من المبادرات لتوعية الناس ومواجهة المتطرفين اليمينيين.

Blick auf den Cottbuser Fanblock beim Spiel der 2. Fußball-Bundesliga 1. FC Dynamo Dresden - FC Energie Cottbus am Montag (05.12.2005) im Dresdner Rudolf-Harbig-Stadion (Archivbild vom 05.12.2005). Nach dem Spiel ermittelt die Staatsanwaltschaft Dresden wegen Volksverhetzung. Das berichtet die «Lausitzer Rundschau» (Samstag-Ausgabe). Die Polizei sei angewiesen worden, Videoaufnahmen aus dem Fußballstadion auszuwerten, um jene Zuschauer zu ermitteln, die während des Spiels ein Nazi-Banner gezeigt hatten. Im Fan-Block der Cottbuser war ein schwarzes Banner mit der weißen Aufschrift «Juden» hoch gehalten worden. Das D war als Dynamo-Symbol dargestellt. Außerdem war auf dem Banner ein Judenstern zu sehen, wie ihn das Naziregime verwendete. Foto: Thomas Eisenhuth dpa/lsn/lbn (zu dpa 0700 vom 09.12.2005) +++(c) dpa - Bildfunk+++
صورة من: picture-alliance/dpa

في شهر أيلول/ سبتمبر من عام 2006 تعرض فريق كرة قدم تابع لجمعية رياضية يهودية (TuS Makkabi) للسب والشتم في برلين الشرقية من طرف النازيين الجدد المعادين للسامية. يقول غيرد ليسغانغ نائب رئيس العصبة البرلينية لكرة القدم مسترجعاً تلك اللحظات: "فجأة حضر الصحفيون بكاميرات التصوير وشعرنا كم نحن عاجزون".

كان النازيون حينها يرفعون في الملعب شعارات من قبيل: "يجب إحراق معابدَ اليهود"، "حولوا اليهود إلى غاز". وحتى وسائل الإعلام الأوروبية كتبت وبثت تقارير حول ذلك الحادث. وأكد المحققون الصحفيون حينها أن ممثلي عصبة برلين لكرة القدم تعاملوا مع الحادث بطريقة تنم عن جهل. يقول غيرد ليسغانغ في هذا الصدد: " لقد كنا تحت الضغط رغم أن ما نقوم به هو عمل تطوعي، لكننا استخلصنا العبر".

بعد مرور سبع سنوات على ذلك الحادث أصبحت عصبة برلين لكرة القدم تتقدم العصب الأخرى، البالغ عددها إحدى وعشرين عصبة، على مستوى آليات العمل ضد العنصرية. فقد عمل غيرد ليسغانغ على تلقين مدربي الفرق وحكام المباريات مبادئ ضد التطرف اليميني، كما ونظم منافسات كروية تشارك فيها فرق من ثقافات وديانات مختلفة.

وأصدر ليسغانغ كتيبات وأفلاما وأحدث مواقع تذكارية لضحايا التطرف اليميني. لكن العنف والإقصاء لم يختفيا بشكل نهائي. ويضيف ليسغانغ "التحدي الذي يواجهنا هو نقل تصورنا إلى القاعدة" لكي لا يقتصر على النخبة.

مشروع ذو فعالية أم يحول الغرور دون ذلك؟

الفرق الألمانية ترفع لافتات ضد التطرف اليميني قبل بداية المبارياتصورة من: picture-alliance/dpa

كان الخوف الذي رافق الأندية والجمعيات الرياضية لسنوات هو أن تتحول إلى مادة تثير الصحف أو فقدان الممولين. وهو السبب الذي دفعها إلى التزام الصمت حيال موضوع العنصرية والتطرف في المجال الرياضي. كما أن توعية المتطرفين اليمينيين لم يكن ممكنا لسنوات عديدة مخافة أن تصبح الجمعيات والأندية الرياضية مكانا يسود فيه تآمر الناس.

لكن السنوات الأربع أو الخمس الأخيرة شهدت ظهور حملات دعائية يعمل أصحابها على تقديم الإرشادات والنصائح حول الشفرات المستعملة أثناء التواصل بين المتطرفين وأصناف الملابس ومحاولات استقطاب الناس إلى صفوفهم. ويتم إضافة فقرات قانونية للقانون الأساسي لهذه الجمعيات الرياضية بغية صد الباب في وجه النازيين الجدد.

وتحاول أندية الكرة تحسين طرق تعاملها وتدبيرها للأمور لتوجيه عملها في اتجاه إيجابي من أجل دعم التعدد والتسامح والمساواة في الحقوق، ولا تقتصر فقط على التركيز على النازيين. يقول الباحث الاجتماعي في مجال الرياضة غونتر بيلز: "لقد كان الاهتمام بمثل هذا الموضوع هامشيا لمدة طويلة". ويضيف "المهم هو نقل المعارف التي أُدخلت عليها التعديلات إلى الناس والعمل بها". لكن الأمر لن يكون سهلاً، فحوالي 27,8 مليون شخص هم أعضاء منظَمون في أكثر من 91 ألف جمعية رياضية، وهناك حوالي تسعة ملايين شخص يعملون بشكل تطوعي.

الباحث في علم اجتماع الرياضة غونتر بيلزصورة من: picture alliance / dpa

الرياضة والسياسة: معا ضد التطرف

يوجد رهن إشارة الباحث غونتار بيلز شبكة تواصل اجتماعي على الانترنت يتم عبرها منذ بداية العام المنصرم  جمع النتائج وإدارة الفاعلين في المجال. وتحمل الحملة شعار "الرياضة والسياسة تتوحدان ضد التطرف اليميني". ويتكون حاملو هذا المشروع من كبريات المنظمات الرياضية كالإتحاد الألماني لكرة القدم والإتحاد الرياضي الأولمبي الألماني، إضاقفة إلى مراكز القرار السياسي كوزارة الداخلية أو وزارة الأسرة، وأيضا الباحثون ومؤسسات المجتمع المدني.

ويعتبر هذا التحالف، متعدد الطبقات، الوحيد من نوعه في عموم أوروبا. لكن، هل نتائج هذا التحالف فعالة بدون استكبار بعض الجهات على أخرى؟. في هذا الصدد عبر الباحث غونتر بيلز عن رأيه خلال منتدى الحوار الذي نظمته الإطراف المشاركة في المشروع في مدينة فرانكفورت حيث قال: "مختلف المؤسسات تخضع لإكراهات مختلفة. لقد تم القيام بخطوات مهمة. لكن هناك مجال لإدخال إصلاحات أخرى، عندما نترك العداوات جانبا".

المنتخب الألماني نموذج للتعايش الثقافي والديني بسبب تعدد أصول لاعبيهصورة من: picture-alliance / augenklick/firo Sportphoto

كل عصبة بحاجة إلى شريك في الحوار

في خضم النقاشات السياسية يتم قمع الأفكار ويدخل الموظفون في خلافات بسبب التعابير التي وردت في  الندوة أو في الأسئلة المطروحة. وتدفع الأجواء المشحونة بالعديد من المسؤولين إلى ترك الندوة دون الحديث مع أحد الممثلين المتطوعين داخل الجمعيات الرياضية. ويبدو أن هذا النوع من "المجاملات" الدبلوماسية أصبح الثمن الذي تؤديه هذه المبادرة التي لا يستهان بها: فإلى جانب اللقاءات المنتظمة والفيلم الذي تم إنتاجه لتوعية الناس بموضوع العنصرية في كرة القدم، ظهرت أيضا دراسة من شأنها الوقوف عن قرب على أشكال الردع والنزاع.

ورشات العمل البناء التي قدمها المشاركون من الناشطين في مجال كرة القدم في اليوم الثاني من مؤتمر فرانكفورت لم تصبح بعد مؤشراً يعبر عن حضور وعي كامل في المجال الرياضي. وفي أكثر من مرة تم طبع كتيبات ذات محتوى يوجد مسبقاً في كتب أخرى موجودة في السوق أو متقادمة في رفوف مكتبات الأندية الرياضية.

كما أن عصب كرة القدم تقدم للجمعيات والأندية الرياضية فرص الاستفادة من الخبراء، لكنهم لا يفعلون ذلك. تقول الخبيرة أنجليكا ريبلار من مؤسسة الشباب الرياضي لولاية هيسن: "يجب علينا تقريب عروض التكوين الرياضي اليومي من الناس". فعندما يتعلق الأمر بموضوع النازيين الجدد فإن الأندية والجمعيات الرياضية لا تتصل بها في الغالب. "فالأمر مختلف بخصوص مصلحة الأطفال، حيث تصلنا مكالمات كثيرة من الآباء والمؤطرين يعبرون فيها عن قلقهم" على حد تعبيرها.

وتقترح أنجليكا ريبلار ربط موضوعي النازية ومصلحة الأطفال. فالأفكار المتطرفة داخل نادي كرة قدم يمكن أن تؤثر على مصلحة الأطفال حسب الخبيرة: "يجب أن يكون لكل عصبة شريك في الحوار خاص بالجمعيات". فمن خلال الهجوم على التطرف اليميني يمكن الاقتراب أكثر من الهدف المتمثل في القضاء على نزعات التعصب والعنصرية في مجال كرة القدم.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW