أندية كرة القدم الألمانية تخسر مشجعيها.. كورونا وأسباب أخرى
٩ يناير ٢٠٢١
كلما استمر إبعاد المشجعين عن المباريات بسبب جائحة كورونا، كلما تراجعت أهمية الدوري الألماني لكرة القدم لدى كثير من الأنصار. والنقاش حول قيم كرة القدم وتسويقها المفرط يقويان هذا التوجه.
إعلان
"نوع من الاغتراب الذاتي يمكن الشعور به"، كما يعترف أندرياس بافرات ولا يظهر عليه السرور. فمندوب مشجعي باير ليفركوزن وزملاؤه يحتفظون عادة باتصال وثيق مع المشجعين. وهم يحضرون جميع المباريات الداخلية والخارجية ويلتقون في دار المشجعين في الأسبوع بكثير من الأنصار. لكن منذ تفجر وباء كورونا والقيود المرتبطة بذلك تغير كل شيء. فمنذ شهور لا يحضر المشجعون المباريات. "الاتصالات مع المشجعين تقل أكثر"، يقول بافرات في حديث مع DW. "وعندما نلتقي بأشخاص ونتحدث معهم يقول الجميع تقريبا بأن كرة القدم التي كانت لها قيمة عالية لم تعد الشيء الأهم". وعوض ذلك تقدمت أشياء أخرى إلى الأمام. "الكثيرون تزوجوا ويرزقون بأطفال. وأمور مهمة أخرى تأخذ مكانها، ما هو جميل جزئيا"، كما يقول مندوب المشجعين ويبتسم بالقول: "نلاحظ بأن الناس باتوا يفكرون بشكل مختلف".
الباحث في شؤون المشجعين هارالد لانغه: "الوصول إلى الحدود"
وحالة الاغتراب المتزايدة لها أيضا علاقة بتطورات خاطئة في كرة القدم الاحترافية: فمع التسويق الذي بات مؤخرا موضوعا حول توزيع عادل لأموال البث التلفزي، والذي توجد ضده منذ مدة احتجاجات من المشجعين، ومع النقص في أحداث بارزة ومنافسات، والملل الحاصل لأن نفس الفرق هي التي تفوز. "فكرة القدم وصلت إلى حدودها"، يقول لانغه.
أما أن يتحول هذا الاغتراب إلى عزوف تام، فهذا ما لا يمكن تأكيده بعد. على الأقل عندما ننظر إلى نسب المشاهدة لكلا القناتين اللتين تنقلان مباريات الدوري الخالية من المشجعين. فشبكة سكاي أعلنت مؤخرا أنها تصل "أسبوعا بعد أسبوع لأعداد مشاهدين عالية" ولا يمكن لها ملاحظة تراجع في الاهتمام. نفس الموقف يؤكده أيضا مدير شبكة DAZN، توماس دي بور: "انطلاقا من بياناتنا لا يوجد إثبات على تغير الاهتمام بالنقل المباشر للأحداث الرياضية".
هل الارتباط مع المشجعين قوي بما يكفي؟
الباحث في شؤون المشجعين هارالد لانغه من جامعة فورتسبورغ يصف، من خلال متباعته للأمر لسنوات طويلة، كيان المشجع بأنه "تحول مستمر بين العزوف والاهتمام، ويقول إن "العزوف عن كرة القدم يتبعه دوما اهتمام أكبر" والجانب الحاسم في النهاية هو الارتباط. "وعندما تفتح الملاعب أبوابها مجددا وتختفي المخاطر على الصحة بسبب كورونا، فستحصل عودة تدريجية. وفي المقابل يتدهور الارتباط أو قد ينقطع إذا لم تعد هناك صلة تعريفية بكرة القدم الاحترافية".
وهل حصل هذا الانقطاع النهائي لدى الكثير من المشجعين أو قد يحصل في فترة لاحقة، فهذا يمكن الجزم به أولا عندما يتم إلغاء جميع قيود كورونا، فبعدها سيقرر المشجعون المنظمون والمجموعات المختلفة العودة إلى مدرجاتهم.
تحول أقوى ـ تبعات غير واضحة
ويرى هارالد لانغه وجود ميزات لدى النوادي التي كانت بها ثقافة مشجعين نامية قبل فترة الاستراحة الإجبارية بسبب كورونا، واعتنت بها حتى في فترة الانفصال. "المثال البارز حاليا هو فريق أونيون برلين الناجح رياضيا والذي له ثقافة مشجعين قريبة جدا من النادي"، يقول لانغه. فالفريق وقيادة النادي والمشجعين يسيرون في اتجاه واحد. وصوت الأنصار له وزنه.
"النوادي المبنية على هذا الأساس على غرار أينتراخت فرانكفورت وسانت باولي والعديد من النوادي الأخرى ستتجاوز الأزمة بنجاح بالنظر إلى موضوع ارتباط المشجعين والقاعدة ستبقى وفية لهم".
لكن كيف سيكون أثر جائحة كورونا على ارتباط المشجعين؟ وهل سيملأ بعد نهاية قيود كوفيد 19 نفس المشجعون مثل السابق أو مشاهدون آخرون الملاعب؟ لا أحد يمكن له اليوم الجزم في ذلك. لكن هناك أمر واضح منذ الآن بالنسبة إلى هارالد لانغه: "أعتقد أن التحول، الذي تتشكل أسبابه في الوقت الحالي، سيكون أقوى من كل ما عايشناه إلى حد الآن"، ويؤكد بأن مسؤولية النوادي ستتجلى في الاعتناء بأنصارها.
أندرياس شتين ـ زيمونس/ م.أ.م
أساطير كرة القدم الألمانية في جميع الأوقات
منذ عقود يلعب في صفوف المنتخب الألماني لكرة القدم لاعبون متميزون. لجنة تحكيم شكّلت أفضل فريق في تاريخ المستديرة الألمانية. اللاعبون الأسطورة يمكن التعرّف عليهم في متحف كرة القدم الألماني في دورتموند داخل "قاعة المشاهير".
صورة من: picture alliance/dpa/W. Baum
زيب ماير
زيب ماير لُقّب أيضا "بالقطة" بفضل مرونته في الحركة. ويحمل ماير من خلال مشاركته في 95 مباراة رقما قياسيا كحارس مرمى للمنتخب الألماني لكرة القدم. أحرز في عام 1972 لقب البطولة الأوروبية إضافة إلى لقب بطولة العالم في 1974.
صورة من: picture-alliance/dpa
باول برايتنر
لاعب الوسط المدافع باول برايتنر كان بمثابة لاعب استراتيجي ثوري محنك فوق عشب الملاعب. وفي 1974 أحرز لقب بطولة العالم وقبلها بعامين تُوج بطلا أوروبيا مع المنتخب الألماني لكرة القدم.
صورة من: picture-alliance/dpa
فرانتس بكنباور
نجاحات فرانتس بكنباور الكبرى كانت لقب بطولة العالم كلاعب في 1974 وفي 1990 كمدرب الفريق. واعتُبر لوقت طويل شخصية لامعة في كرة القدم الألمانية وغيّر بخفته وتقنيته العالية دور لاعب الوسط أكثر من أي لاعب في العالم. وهو يُعتبر أيضا قائدا شرفيا للمنتخب الألماني لكرة القدم.
صورة من: picture-alliance/empics/N. Simpson
أندرياس بريمه
المدافع أندرياس بريمه سطر التاريخ في عالم المستديرة من خلال إبداعة في قذف الكرة، اللاعب المولود في هامبورغ سجل في نهائي البطولة العالمية ضد إيطاليا في 1990 ركلة جزاء ليفوز المنتخب الألماني بواحد مقابل صفر. وظل بريمه طوال سنوات مدافعا مرموقا وكان يجيد بنفس المستوى قذف الكرة بالرجلين ـ ما شكل تطورا جديدا في كرة القدم الدولية.
صورة من: picture-alliance/ dpa/dpaweb
فريتس فالتر
فريتس فالتر يُعد من بين الشخصيات المتميزة في عالم كرة القدم الألمانية. وخلال الفوز ببطولة العالم عام 1954 لم يكن فقط قائدا للفريق، بل أيضا اليد الممتدة للمدرب زيب هيربيرغر في الملعب. وتم تتويج فالتر كأول قائد شرفي للمنتخب الألماني لكرة القدم.
صورة من: picture-alliance/dpa
لوتار ماتيوس
كان لوتار ماتيوس الشخصية المتميزة خلال بطولة العالم 1990 في إيطاليا. وبفضل سيطرته على اللعب انتزع المنتخب الألماني لقب البطولة في النهاية. شارك في 75 مباراة كقائد لمنتخب بلاده، كما شارك في 150 مباراة دولية ليصبح في حوزته رقم قياسي على هذه الصعيد. شارك ماتيوس في خمس بطولات عالمية وهو واحد من بين ستة قادة شرف المنتخب الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Kleefeldt
ماتياس زامير
كان محفزا واستراتيجيا ورائدا، لعب ماتياس زامير 23 مرة في صفوف منتخب ألمانيا الديمقراطية سابقا، وبعد الوحدة الألمانية لصالح منتخب ألمانيا. سجّل ثمانية أهداف في 51 مباراة ضمن صفوف المنتخب الألماني. أما نجاحاته الكبرى فكانت الفوز في البطولة الأوروبية بإنكلترا عام 1996 والحصول على لقب وصيف البطولة الأوروبية بالسويد عام 1992.
صورة من: Bongarts/Getty Images/Lutz Bongarts
غونتر نيتسر
كان يُعتبر الروح الرقيقة والرجل الأول لكرة القدم الألمانية، وأحد أفضل لاعبي الوسط لجميع الأوقات. غونتر نيتسير اشتهر بتمريراته الدقيقة. وفي 1972 أحرز مع المنتخب الألماني لقب البطولة الأوروبية، وفي البطولة العالمية عام 1974 شارك في مباراة واحدة، ولم يشعر بأنه بطل عالمي. وكان لاعبا في المنتخب الوطني لمدة أكثر من عشر سنوات.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Bajzat
هلموت ران
الآن يتوجب على ران قذف الكرة، ران يصيب الهدف، هذا ما دوّى به في عام 1954 صوت المذيع هربيرت تسيمرمان عبر الراديو. لاعب الجناح الأيمن هلموت ران أحرز الهدف الحاسم 3:2 ضد المجر في نهائي بطولة العالم لتهلل الأمة برمتها. وشارك "الزعيم" وهو لقب ران بفضل شخصيته القيادية في 40 مباراة دولية وسجل 21 هدفا.
صورة من: picture-alliance/dpa
غيرد مولر
غيرد مولر كان قناص أهداف نادر الوجود. سجل في مبارياته الدولية الـ 62 ما يعادل 68 هدفا. وكان مولر يسجل الأهداف عندما يكون الأمر ملحا، ففي نهائي بطولة العالم في 1974 سجل الهدف الحاسم 2:1 ضد هولندا. وفي 1972 أحرز "مفجّر الأمة" لقب البطولة الأوروبية. مولر كان يسجل الأهداف من كل زاوية وفي كل فرصة.
صورة من: picture-alliance/dpa/P.Robinson
أوفيه زيلر
أوفيه زيلر هو قائد الشرف الوحيد من المنتخب الألماني الذي لم يحرز لقب بطولة العالم. وفي زمنه كان زيلر مهذبا للغاية ويُعد أفضل مهاجم في العالم. وكقائد للمنتخب الوطني أصبح في 1966 وصيف بطل العالم واحتل في البطولة العالمية 1970 المرتبة الثالثة. وسجل زيلر 43 هدفا في 72 مباراة مع المنتخب الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Schnoerrer
زيب هيربيرغر
المدرب زيب هيربيرغر يُعتبر الرأس المدبر وراء "أعجوبة بيرن". فتح بأسلوبه المتميز الطريق أمام لقب البطولة العالمية في 1954. هيربيرغر كان بمثابة الأب للاعبين وكان يهتم بربط علاقة إنسانية جيدة معهم. ومن 1936 إلى 1942 ومن 1950 إلى 1964 قاد مصير المنتخب الوطني الألماني.