فشل أنصار حزب "البديل من أجل ألمانيا" في اختبار "فوتوشوب" ونشروا صورة مفبركة على مواقعهم ادعوا أنها لفتاة أوروبية تتعرض للتحرش الجنسي من قبل رجال شرق أوسطيين. والمفاجأة أن أصل الصورة في مكان آخر بعيد عن ألمانيا.
إعلان
نشر موقع صحيفة "بيلد" الألمانية واسعة الانتشار تقريراً كشف فيه أن نشطاء حزب "البديل من ألمانيا" اليميني الشعبوي استخدموا صورة مفبركة على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى موقع "4chan" الشهير، بل وعلى ملصقات انتخابية أيضاً في مدينة ريغنزبورغ، في محاولة لتأليب الرأي العام على المستشارة أنغيلا ميركل واللاجئين قبيل ساعات من انطلاق الانتخابات البرلمانية.
وتظهر الصورة فتاة أوروبية يبدو عليها الانزعاج والألم، وحولها مجموعة من الرجال الذين تبدو ملامحهم شرق أوسطية، ووضع على الصورة شعار الحزب بالإضافة إلى جملة: "هل تتذكرون عيد رأس السنة؟" في إشارة إلى حادثة رأس السنة عام 2015/ 2016 قرب كاتدرائية مدينة كولونيا، حيث تعرضت نساء للتحرش الجنسي من قبل مهاجرين ولاجئين.
ونشر موقع صحيفة "مونشنه ميركور" الصادرة في مدينة ميونخ توضيحاً من فرع الحزب في مدينة ريغنزبورغ، الذي استعمل الصورة المزيفة كملصق انتخابي، بعد نشر صحيفة "بيلد" التزييف، قال فيه فرع الحزب إن "الصورة استعملت من مقال ولم تكن هناك نية لنا في الخداع".
محررو صحيفة "بيلد" بحثوا عن أصل الصورة فوجدوا أن الصورة مركبة من صورتين: الأولى تعود إلى عارضة بريطانية تدعى دانيسا ذرال، وهي عارضة شاركت في مسابقة "بيغ بروذر" في بريطانيا، وتاريخ الصورة يعود إلى عام 2010.
أما الصورة الأصلية الثانية فتعود إلى مراسلة CBS لارا لوغان في وسط ميدان التحرير بالقاهرة، حين كانت تغطي أحداث الثورة المصرية عام 2011، وتظهر رجالاً يحيطون بها. الصحفية ذكرت أنها قد تعرضت فعلاً للتحرش الجنسي من قبل المتظاهرين هناك في الساحة.
وعلى موقع "تويتر" كتب يوليان رايشلت، مدير تحرير موقع "بيلد" الإلكتروني، تغريدة يسخر فيها من الصورة المفبركة، إذ قال: "الشقراء الألمانية قبيل التحرش الجنسي بها في رأس السنة بكولونيا. حقاً؟"
ونقلاً عن موقع "بيلد"، فإن الصورة المفبركة نُشرت أيضاً على موقع عنصري ناطق بالإنكليزية، في مقال تحت عنوان "مخطط الإبادة الجماعية ضد الأوربيين البيض".
يذكر أن أنصار حزب "البديل من أجل ألمانيا" نشروا الصورة ودعوا إلى التبرع لصالح الحزب قبيل الانتخابات البرلمانية التي تنطلق يوم غد الأحد (24 سبتمبر/ أيلول 2017).
ع.خ/ ي.أ
انقسام كبير في ألمانيا بعد أحداث كولونيا
أعمال التحرش الجنسي التي قام بها أجانب يشتبه أن غالبيتهم من اللاجئين تسببت في موجة استياء واسعة في ألمانيا دفعت البعض إلى المطالبة بتشديد القوانين لترحيل الجناة وجعلت البعض يطالب بتفادي تجريم فئة معينة داخل المجتمع.
صورة من: picture alliance/dpa/D. Reinhardt
الكثير من اللاجئين يعول على المستشارة الألمانية في إيواء أكبر عدد ممكن ممن فروا من أعمال الحرب وظروف العيش القاهرة للاستقرار في ألمانيا. لكن أعمال التحرش الجنسي التي قام بها مؤخرا لاجئون في كولونيا جلبت للمستشارة ميركل سيلا من الانتقادات وحملت سياستها مسؤولية ما حدث.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
زعيم الحزب الاجتماعي المسيحي المحافظ هورست زيهوفر وجد في اعتداءات الأجانب في كولونيا على نساء ألمانيات ليلة رأس السنة فرصة للتأكيد على طلبه الرئيسي المتمثل في تحديد سقف أعلى لعدد اللاجئين المسموح لهم بدخول ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
بعد أحداث كولونيا هبت كثير من الأحزاب للمطالبة بتعديل القوانين لتسهيل ترحيل الأجانب الذين يرتكبون جنايات، غير أن زعيم حزب الخضر تشيم أوزدمير اعتبر أن القوانين السائدة كافية لمعاقبة من يخل بالقانون. في المقابل طالب حزب الخضر بدعم الشرطة والعدالة بالموظفين والتجهيزات.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Willnow
يوليا كلوكنير زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي في ولاية رينانيا بلاتينا اعتبرت أن نسبة لا يستهان بها من الرجال المنحدرين من دول عربية لا تحترم المرأة. وتطالب كلوكنير باعتماد وثيقة تفاهم مع كل لاجئ تضبط الحقوق والواجبات لخدمة الاندماج.
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
الرئيس يواخيم غاوك الذي سبق له أن زار مخيمات اللاجئين في لبنان والأردن حث المواطنين على ضبط النفس وحذر من الترويج لصورة عدائية للإسلام.
صورة من: DW/K.Kroll
أعمال التحرش التي مارسها لاجئون في كولونيا قوت جناح المبادرات الشعبية المناهضة للأجانب مثل حركة بغيدا التي تظاهر أنصارها لوقف تدفق اللاجئين على ألمانيا. وتعارض هذه الحركة بوجه خاص إيواء لاجئين من دول إسلامية بدعوى أن ثقافتهم لا تنسجم مع القيم الغربية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
أيمن مازييك رئيس المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا حذر من وضع المسلمين تحت شبهة عامة، وقال بأنه لا يمكن ربط أعمال كولونيا بالدين أو الوطن الأصلي، معتبرا أن الجناة كانوا شبانا يتحركون تحت تأثير الكحوليات.
صورة من: picture-alliance/dpa
تجاوز عدد الشكاوى التي تلقتها الشرطة في كولونيا 500 شكاية غالبيتها من نساء تعرضن للتحرش الجنسي. وخرجت بعض النسوة للاحتجاج ضد ما حصل لشجب كل أشكال التحرش والعنصرية.
صورة من: Reuters/W. Rattay
لاله أكغون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وهي من أصول تركية اعتبرت أن المتحرشين ضد النساء أمام محطة القطار الرئيسية بكولونيا يعانون من الكبت في بلدانهم الأصلية، وفي ألمانيا بلاد الحرية أطلقوا العنان لهواجسهم الشخصية. وتقول أكغون إن هؤلاء الرجال يحملون صورة عدائية ضد المرأة.