أكد مبعوث تركيا إلى الاتحاد الأوروبي أن أنقرة وبروكسل تجاوزتا التوتر السابق وبإمكانهما إنقاذ الاتفاق المهم بشأن وقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا.
إعلان
قال سليم ينيل، مبعوث تركيا إلى الاتحاد الأوروبي اليوم الأربعاء (العاشر من آب/ أغسطس 2016) لوكالة فرانس برس إن على أوروبا ألا تخاف من التقارب بين أنقرة وموسكو، الذي اتضح في القمة التي عقدها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في سانت بطرسبرغ أمس. كما أعرب عن اعتقاده بقدرة تركيا والاتحاد الأوروبي على إنقاذ اتفاق المهاجرين بينهما.
وأضاف ينيل متحدثا عن الاتفاق بالقول: "أنا دائما متفائل" وسط استعدادات الجانبين استئناف الاتصالات بعد موسم العطلة الصيفية في آب/أغسطس. وأردف قائلا: "عندما يحل شهر أيلول/سبتمبر أعتقد أننا سنتمكن من التوصل غالى حل".
وبموجب خطة الهجرة وافقت تركيا على استقبال اللاجئين السوريين الذين تتم إعادتهم من اليونان مقابل السماح بإرسال عدد مماثل من مخيمات اللاجئين في أراضيها إلى دول الاتحاد الأوروبي. وتشترط انقرة إحياء مفاوضات انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي وإعفاء مواطنيها من تأشيرة الدخول لأوروبا لتواصل الحد من تدفق اللاجئين على القارة العجوز. وتوعد اردوغان بتعطيل هذا الاتفاق إذا لم يعف مواطنوه من التأشيرة.
وكان قادة الاتحاد الأوروبي أعربوا عن مخاوفهم المتزايدة حيال انهيار الاتفاق الذي تم التوصل إليه في آذار/مارس مع تزايد الخلافات بين بروكسل وأنقرة بسبب حملة القمع التي تشنها السلطات التركية عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة في 15 تموز/يوليو واعتقل خلالها آلاف الأشخاص كما أقيل عشرات الألوف من مناصبهم.
ورفضت تركيا الانتقادات الأوروبية، واتهم وزير خارجية تركيا مولود جاويش اوغلو الاتحاد الأوروبي بتأجيج المشاعر المناهضة لأوروبا في تركيا عبر "تشجيع" منفذي محاولة الانقلاب. وقال إن الاتحاد "تبنى موقفا مؤيدا للانقلاب وشجع الانقلابيين".
من جانبه حذر الاتحاد الأوروبي من أن إعادة العمل بعقوبة الإعدام في تركيا عقب المحاولة الانقلابية سينسف مساعي أنقرة للانضمام إلى الاتحاد. وأعلن اردوغان انه سيوافق على أي قرار يتخذه البرلمان بشان إعادة العمل بهذه العقوبة التي ألغيت العام 2004 في إطار جهود تركيا الانضمام إلى الاتحاد.
ي.ب/ أ.ح (ا ف ب)
الحصاد الرخيص..لاجئون سوريون في المزارع التركية
يضطر آلاف اللاجئين السوريين في تركيا للعمل في الزراعة بأجور زهيدة لتوفير لقمة العيش، وكثير منهم يعيش في ظروف قاسية عند أطراف الحقول وسط انعدام الخدمات الأساسية ناهيك عن استغلال أرباب العمل لهم، كما يوضح ملف الصور التالي.
صورة من: DW/D. Cupolo
رغم ظروف الحياة القاسية استقر الحال بحوالي 2000 من اللاجئين السوريين على حواف الحقول والمزارع في منطقة توربيل بإزمير، شرقي تركيا، حيث يكسبون قوتهم من العمل في الحصاد.
صورة من: DW/D. Cupolo
بعد أن فقد هؤلاء سبل العيش في بلادهم، سيما أولئك الذين أتوا من الأرياف حيث كانوا يعملون بالأجر اليومي، أصبحوا يعملون مقابل نصف الحد الأدنى من معدل الأجر اليومي المتبع في تركيا، كما أنهم عرضة للاستغلال بسبب حاجتهم وظروفهم.
صورة من: DW/D. Cupolo
الهمّ الأول لهؤلاء اللاجئين هو توفير إيجار مسكن يأوي عائلاتهم، والذي عادة ما يكون خرابة قديمة أو خيمة مهترئة، ويكون ذلك بطبيعة الحال على حساب توفير متطلبات المأكل والمشرب، حيث لا تتوفر للكثير منهم إمكانية الحصول على وجبات منتظمة.
صورة من: DW/D. Cupolo
"في ظل الحرب في بلادنا، ليس لدينا خيار آخر"، يقول ديهال النازح من الحسكة السورية، لذلك هو سيبقى هنا مع عائلته، مع أن إزمير الخيار الأفضل بالنسبة إليه. ورغم أن الأجور في هذا الميناء جيدة إلا أنه لا يعرف المدينة ولا يجد سوى العمل في الزراعة، ومع ذلك يقول "لا بأس".
صورة من: DW/D. Cupolo
يوجد في تركيا أكثر من مليونين ونصف المليون سوري، وفيما يجد البعض منهم موسم الحصاد فرصة للعمل وكسب الرزق، تتجه الغالبية العظمى منهم نحو المدن الكبيرة، على أمل الحصول على فرصة عمل أفضل هناك، أو مواصلة الرحلة نحو غرب أوروبا.
صورة من: DW/D. Cupolo
الكثير من اللاجئين يتجنبون تسجيل أنفسهم لدى السلطات خوفا من الترحيل، وهو ما يعني عدم حصولهم على الرعاية الصحية، لكن في بعض الأحيان يأتي أطباء من المنظمات الإغاثية إلى حيث يعيش هؤلاء هنا في الحقول لمعالجة المرضى من العمال وأسرهم.
صورة من: DW/D. Cupolo
لا يبدي الكثير من أصحاب المزارع تحمسا لنصب اللاجئين خياماً على أطراف مزارعهم، لكنهم في الوقت نفسه يوفرون تكاليف نقل العمال من وإلى الحقول، وهذا ربما ما يجعلهم يتغاضون عن ذلك.
صورة من: DW/D. Cupolo
يتواجد اللاجئون الذين يعملون في الحصاد في المزارع ليس فقط في المناطق المحيطة بإزمير، ولكن في كل تركيا تقريبا. وإضافة إلى استغلال أرباب العمل لهم وتشغيلهم بأجور متدنية، يشكو البعض منهم من المماطلة في دفع مستحقاتهم.