1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أنقرة - استفادت من ترامب وتخشى الآن رياحا معاكسة من بايدن

١٢ نوفمبر ٢٠٢٠

العلاقات بين أنقرة وواشنطن كانت مؤخرا متأرجحة. لكن في المجمل يمكن القول بأن الحكومة التركية استفادت كثيرا من نهج الرئيس الأمريكي ترامب. فهل سيقوم بادين بخلط الأوراق مجددا؟

لقاء سابق في أنقرة بين الرئيس التركي أردوغان وجو بايدن نائب أوباما آنذاك (24/8/2016)
لقاء سابق في أنقرة بين الرئيس التركي أردوغان وجو بايدن نائب أوباما آنذاك (24/8/2016) صورة من: picture alliance/AP Images/K. Ozer

هزيمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتحول السلطة المرتقب في البيت الأبيض سيأتيان مع احتمال كبير بتغير في السياسة في الولايات المتحدة. وحتى من ناحية السياسة الخارجية من خلال انتخاب جو بايدن سيحصل تغير. ولاسيما العلاقات الثنائية بين أنقرة وواشنطن قد تتجسد كليا من جديد.

والاستقالة المفاجئة لوزير المالية بيرات البيرق في نهاية الأسبوع المنصرم هي مؤشر أولي على التحول في النهج: فالسياسي العضو في الحكومة الذي هو في آن واحد صهر الرئيس رجب طيب أردوغان لم يفلح طوال سنوات في إيجاد حلول للوضع الاقتصادي الكارثي. وبالرغم من ذلك حظي بتثمين الرئيس التركي بسبب علاقاته الجيدة مع البيت الأبيض. ويبدو أن البيرق كان له تواصل منتظم لاسيما مع صهر ترامب جاريد كوشنير. وبعد نهاية رئاسة ترامب لن تعود علاقات البيرق مع الجانب الأمريكي نقطة إيجابية. ولهذا وجب عليه الانصراف، كما يستنتج خبراء ـ حتى ولو أن البيرق علل استقالته بمشاكل صحية.

وزير الخارجية التركي السابق يشار ياكش يتوقع سياسة حازمة من بايدن تجاه أنقرةصورة من: privat

ترامب يتدخل في تحقيقات ضد أنقرة

قبل الانتخابات الأمريكية كانت كل قناة للحوار مع ترامب لا غنى عنها لقضايا الرئيس التركي ـ لاسيما عندما يتعلق الأمر بتفادي تحقيقات وعقوبات. عملية بحث لصحيفة نيويورك تايمز، صادرة في أكتوبر/ تشرين الأول، وثقت كيف أن الحكومة التركية مارست التأثير عدة مرات على إدارة ترامب. ويبدو أن الرئيس الأمريكي أعاق تحقيقات النيابة العامة في نيويورك ضد مصرف "خلق" الحكومي التركي. وتجري تحقيقات ضد البنك، لأنه يُشتبه في أنه تحايل على قوانين عقوبات أمريكية لتهريب ما يقدر بمليارات الدولار من الذهب والأموال النقدية إلى ايران. والمثير في فضيحة مصرف "خلق" هو أن أشخاصا من الدائرة المقربة من أردوغان ـ مثل وزير الاقتصاد السابق محمد ظافر شاغليان ـ متورطون في الصفقات غير القانونية.

دبلوماسي سامي: نهاية الحوار الرئاسي

وزير الخارجية التركي السابق والسفير يشار ياكش ينطلق من أن التنسيق غير الرسمي على المستوى الرئاسي لا يمكن توقعه، كما هو جار به العمل قبل الانتخابات الرئاسية. "الجميع يعلمون الآن أن ترامب بالفعل، وبطلب من أردوغان، تدخل في عمل العدالة الأمريكية". وبايدن لن يسمح بهذا النوع من التدخل. "فالعدالة ستعود إلى العمل العادي"، كما يقول الدبلوماسي السابق.

وباستمرار خدعت أنقرة في الماضي القريب الرئيس الأمريكي. وترامب رد في كل مرة ، إلا أنه لم ينفذ تهديداته. وعلى هذا النحو أعلن أنه "سيدمر اقتصاديا" تركيا في حال توغلت قوات عسكرية تركية في شمال سوريا. وأنقرة لم تترك المجال لتثنيها عن مسارها: ففور سحب واشنطن وحداتها من شمال سوريا، استغلت القوات العسكرية التركية الفرصة السانحة وأطلقت أنقرة في أكتوبر/ تشرين الثاني 2019 عملية عسكرية ضد ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية، الحليف الوثيق للأمريكيين.

دوريات عسكرية تركية وروسية في شمال سوريا صورة من: picture-alliance/AA/Turkey‚´s Defense Ministry

وببراعة في التفاوض تم تفادي عقوبات اقتصادية رغم التصادم: فخلال لقاء في أنقرة منتصف أكتوبر/ تشرين الأول 2019 تفاهم أردوغان ونائب الرئيس الأمريكي مايك بينس على وقف لإطلاق النار يستمر خمسة أيام في شمال سوريا لإقامة منطقة آمنة محررة من ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية. وفي المقابل تخلت واشنطن عن فرض عقوبات اقتصادية.

لا عقوبات بسبب صواريخ روسية

ومنذ مايو/ أيار 2019 وضعت الحكومة التركية العلاقات مع واشنطن على محك الاختبار. فتركيا قررت تأمين مجالها الجوي بنظام روسي مضاد للصواريخ. وطوال أسابيع مارست واشنطن الضغط على الحكومة التركية لتثنيها عن إتمام صفقة الصواريخ مع روسيا وفي المقابل شراء نظام الدفاع الجوي الأمريكي باتريوت. لكن التهديد بفرض عقوبات، بل حتى إنذار أخير لم تؤثر على الرئيس التركي، فاشترت تركيا نظام الأسلحة الروسي. وهذه إهانة ليس فقط لواشنطن، بل أيضا لجميع حلف الناتو، فروسيا تُعتبر خصما استراتيجيا للحلف الأطلسي.

لكن حتى هذه الإهانة لم ينتج عنها في النهاية عقوبات. فترامب لم يفرض إلى حد الآن عقوبات. وخبراء ينطلقون من أن هذا التساهل تجاه أنقرة سينتهي: "بايدن سيمارس الضغط على أنقرة ودفع عمل المؤسسات الأمريكية مجددا. ولن يكتفي بمحادثات شخصية مع أردوغان"، كما تفيد خبيرة الشؤون السياسية سزين أوني.

الكونغرس الأمريكي يعتزم فرض عقوبات

وفي الشهور الماضية كان للكونغرس الأمريكي موقف انتقادي بوضوح تجاه سياسة أردوغان أكثر من الرئيس الأمريكي. ففي كل مرة ضغط نواب أمريكيون من أجل فرض عقوبات على تركيا. وهذا النوع من العقوبات الذي أدرجه ترامب في 2017 يتم فرضه ضد بلدان مثل إيران وكوريا الشمالية وروسيا. وهناك تأييد داخل مجلس الشيوخ ومجلس النواب لإضافة تركيا لهذه القائمة من البلدان. ووزير الخارجية السابق ياكش يشير إلى أن الرئيس ترامب عمل كل شيء لتأجيل تلك العقوبات، وهذا سيتغير بعد تحول السلطة.

ارتباط شخصي: الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره التركي رجب طيب اردوغانصورة من: Reuters/Presidential Press Office/M. Cetinmuhurdar

بايدن يريد "الانتصار على أردوغان"

وحقيقة أنه ليس فقط الكونغرس الأمريكي، بل أيضا جو بايدن يتبنى موقفا انتقاديا تجاه السياسة التركية، يُستنتج من مقابلة من ديسمبر/ كانون الأول الماضي. فخلال البرنامج التلفزيوني "The Weekly" (الأسبوعي) وصف بايدن الرئيس التركي "مستبدا" ودعا إلى دعم المعارضة التركية "لهزيمة أردوغان". والرئيس التركي هنأ الرئيس المنتخب بايدن الثلاثاء على فوزه الانتخابي. وعبر أيضا عن شكره لترامب "الذي دفع إلى الأمام علاقاتنا بفضل قراراته الثاقبة".

دانييل بيلوت،هلال كويلو/ م.أ.م

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW