قالت أنقرة إنها ترفض ميزانية خطة العمل المشتركة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا لوقف تدفق اللاجئين إلى أراضيه وإنها ما زالت "مشروعاً"، فيما أكدت ميركل أنها لا تتوقع التوصل إلى حلول سريعة مع أنقرة بشأن أزمة اللاجئين.
إعلان
اعتبر وزير الخارجية التركي فريدون سنيرلي اوغلو الجمعة (16 تشرين الأول/ أكتوبر 2015) أن خطة العمل المشتركة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا لوقف تدفق اللاجئين إلى أراضيه ما زالت "مشروعاً" رافضاً الميزانية التي اقترحتها بروكسل بهذا الخصوص.
وقال الوزير للصحافة إن الخطة "ليست نهائية (...) ما زالت مشروعاً"، مضيفاً أن قيمة المساعدة المالية التي عرضتها بروكسل على أنقرة في إطارها الحالي "غير مقبولة"، وأشار إلى أن بلاده تحتاج إلى 3 مليارات يورو على الأقل في العام الأول للاتفاق.
أسطول الإغاثة وسفينة "الكرامة" تنقذ آلاف اللاجئين
قامت منظمة "أطباء بلا حدود" بإرسال سفن مساعدات أولية للاجئين في البحر الأبيض المتوسط. DW رافقت سفينة "الكرامة" (ديغنيتي 1) العاملة لإنقاذ الاجئين ونقلت لنا مشاهد مأساوية وقصص لاجئين.
صورة من: DW/K. Zurutuza
يتكون أسطول الانقاذ في البحر الأبيض المتوسط "أم أس في" من ثلاث سفن. سفينة "الكرامة1" (دينيتي 1) التي يبلغ طولها 50 مترا هي إحدى سفن الأسطول. وقد جابت البحر الأبيض المتوسط هذا العام وأنقذت حياة أكثر من 5000 شخص، فيما تمكمنت سفن الأسطول جميعها من إنقاذ أكثر من 17 ألف شخص. وتتمركز سفن الأسطول على نحو 30 ميلا من السواحل الليبية.
صورة من: DW/K. Zurutuza
القوارب التي تقل اللاجئين هي في الغالب صغيرة ومطاطية ويكتظ فيها مئات اللاجئين، كما يظهر في الصورة التي التقطها مراسل DW وسط البحر الأبيض المتوسط. وتبلغ تكلفة العبور في هذه القوارب نحو 500 يورو.
صورة من: DW/K. Zurutuza
ذكرأغلب اللاجئين بعد إنقاذهم من قبل سفينة "الكرامة" إن مهربي البشر في ليبيا قالوا لهم بإن "سفينة كبيرة سوف تنقذهم وسط البحر وستنقلهم إلى إيطاليا". وأشارت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيان بأن أكثر من 300 ألف لاجئ ومهاجر لجأوا هذا العام عبر "طريق البحر الأبيض المتوسط".
صورة من: DW/K. Zurutuza
تسعى سفن أسطول الانقاذ في البحر الأبيض المتوسط "أم أس في" إلى إنقاذ النساء والأطفال أولا من "قوارب الموت". وتشكل النساء والأطفال نحو 10حتى 15 بالمائة من مجموع اللاجئين على متن السفن. بعض النساء حوامل أو يحملن أطفالا صغارا وأكثرهن بحاجة إلى معالجة طبية خاصة.
صورة من: DW/K. Zurutuza
أغلب اللاجئين الذين يعبرون البحر انطلاقا من ليبيا هم من الأفارقة، على عكس طريق "رحلة البلقان" الذي يفضله لاجئو سوريا والعراق وأفغانستان. واغلب اللاجئين الأفارقة هم من منطقة جنوب الصحراء. وقد أصبحت ليبيا محطة رئيسية لهم للهجرة إلى أوروبا وتتحدث الأخبار عن حالات العنف والقتل والاغتصاب ضدهم في شمال أفريقيا.
صورة من: DW/K. Zurutuza
يقول اللاجئ السنغالي أمين جابي عن تجربته في ليبيا: بعدما مسكوني في ليبيا وضعوني في مركز آو سجن خاص للاجئين وسلمني حارس السجن تلفونا خاصا للاتصل بعائلتي كي أقول لهم بأنني سأقتل في حال عدم أداء فدية". وعند ذلك اتضح لي بأن الذين لا يستطيعون دفع الفدية للحراس سيتم بيعهم للعمل كعبيد في قطاع البناء.
صورة من: DW/K. Zurutuza
أشار الكثير من النساء إلى أعمال تحرش جنسي واغتصابات في مركز اللجوء في ليبيا. ويقدم أسطول الإغاثة العلاج الطبي والنفسي للاجئات. ويعرض طاقم الأسطول امكانية اختبار مرض الايدز على اللاجئات. وتقول لاورا باسكفيرو، وهي عاملة إنسانية على متن السفينة، في حوارها مع DW إن "الكثير من النساء يعانين من مشاكل نفسية".
صورة من: DW/K. Zurutuza
إيفلين لاجئة من نيجيريا تحدثت مع DW وقالت: "مسك بي 5 رجال في نقطة تفتيش في محيط طرابلس وحاولوا اغتصابي، لكن كنت أمر بالدورة الشهرية. وهو ما أغضبهم واستمروا في ضربي إلى مرحلة فقدان الوعي. زوجي دفع لي تكاليف السفر وسأنتظره في إيطاليا".
صورة من: DW/K. Zurutuza
سفينة "الكرامة" هي صغيرة نسبية ولها حوض منخفض وتبقى في الحالات الاعتيادية في عرض البحر للقيام بأعمال الانقاذ. بعد إنقاذ اللاجئين يتم ارسالهم إلى سفينة أكبر في الأسطول لتبحر بهم إلى إيطاليا. وغالبا ما تنزل السفن ركابها في جزيرة صقلية أو في سواحل كالابريا جنوب إيطاليا.
صورة من: DW/K. Zurutuza
أغلب اللاجئين لا يعرفون ما قد ينتظرهم بعد الوصول إلى إيطاليا. بداية هناك فرحة الوصول إلى بر الأمان. ويتم ترحيلهم إلى شمال إيطاليا ويبقون هناك نحو شهر كامل تحت الرعاية. ويجب عليهم القيام بعمل ما لإعانة أنفسهم ولإرسال أموال لعائلاتهم في أفريقيا. لكن فرص الحصول على عمل في إيطاليا ضعيفة جدا، فيلجأ الكثير منهم إلى التسول.
صورة من: DW/K. Zurutuza
10 صورة1 | 10
من جانبها قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إنها لا تتوقع التوصل إلى حلول سريعة بشأن أزمة اللاجئين خلال زيارتها لتركيا المقررة بعد غد الأحد. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت اليوم الجمعة في برلين إن خطة العمل التي تم الاتفاق عليها في قمة الاتحاد الأوروبي مع تركيا هي أساس للحوار وخطوة جيدة.
وأضاف المتحدث: "لكن لا ينبغي توقع تداعيات قصيرة المدى الآن أو يوم الأحد المقبل"، موضحاً أنه لا يزال هناك أعمال كثيرة للغاية يتعين القيام بها، مؤكداً في ذلك ضرورة تكثيف التواصل مع تركيا في هذا الشأن.
وعن الانتقادات التي ترى في زيارة ميركل لتركيا قبيل الانتخابات البرلمانية هناك إشارة لدعم رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو وحزبه العدالة والتنمية، قال زايبرت: "لن يكون هناك بالطبع أي تدخل في المعركة الانتخابية لتركيا". تجدر الإشارة إلى أن ميركل ستلتقي أيضاً الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية الحاكم.
وكان قادة دول الاتحاد الأوروبي قد اتفقوا ليلة أمس الخميس مع تركيا على مبادئ لخطة عمل مشتركة للحد من تدفق اللاجئين عبر تركيا. ويعيش في تركيا، التي تسعى منذ سنوات للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، نحو مليوني لاجئ سوري. ويرغب الاتحاد الأوروبي في بقاء اللاجئين في تركيا وعدم قدومهم إلى الاتحاد.
وتطالب أنقرة بثلاثة مليارات يورو لدعم اللاجئين، وهو ما يزيد ثلاثة أضعاف عما يعرضه الاتحاد. ومن المحتمل أن تتطرق ميركل خلال محادثاتها مع داوود أوغلو وأردوغان إلى هذه القضية، حيث قال زايبرت إن ميركل ستتوجه إلى إسطنبول في إطار تنسيق وثيق مع المفوضية الأوروبية والشركاء الأوروبيين لدعم العملية التركية-الأوروبية المتعلقة بإمدادات اللاجئين وتأمين الحدود ومكافحة عصابات تهريب البشر.