أنقرة تستبعد أي عملية برية في سوريا دون مشاركة التحالف
٢٢ فبراير ٢٠١٦
استبعدت الخارجية التركية قيام تركيا والسعودية بعملية عسكرية برية في سوريا، وكانت أنقرة حثت حلفاءها الأسبوع الماضي على التدخل العسكري البري لإنهاء الحرب في سوريا، ما كان سيقلل كثيرا من فرص التوصل لوقف إطلاق النار.
إعلان
قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو اليوم (الاثنين 22 فبراير/ شباط 2016) إن قيام تركيا والسعودية بعملية برية في سوريا ليس مطروحا مضيفا أن أي خطوة من هذا القبيل يجب أن تضم كل دول التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وقال تشاووش أوغلو في مؤتمر صحفي في أنقرة إن الضربات الجوية الروسية هي أكبر عقبة أمام وقف إطلاق النار في سوريا. وأضاف أن المعارضة السورية ستجتمع في الرياض غدا الثلاثاء. وكانت المعارضة السورية قالت يوم السبت إنها وافقت على إمكانية بحث التوصل لهدنة مؤقتة.
يذكر أن تركيا كانت حثت الأسبوع الماضي حلفاءها على التدخل العسكري البري في سوريا لإنهاء الحرب في هذا البلد،. ووسط أجواء شديدة التوتر في شمال سوريا، سبق لمسؤول تركي رفيع رافضا أن دعا إلى إرسال جنود من قوات التحالف إلى الأراضي السورية، معتبرا انه من "المستحيل" إنهاء الحرب في سوريا ما لم يتم تحقيق ذلك.
الغارات التركية - مغامرة عسكرية بأهداف سياسية
بعد موقف متردد وبسبب ضغوط الحلفاء ومن خلفية فقدان اردوغان للأغلبيته البرلمانية، قررت أنقرة الانضمام للتحالف الدولي ضد داعش. لكن ذلك لم يتجسد في شن غارات على"داعش" فقط بل أيضا في قصف مواقع حزب العمال الكردستاني.
صورة من: Reuters/M. Sezer
بعد أيام من الانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لا يمكن الاستمرار في العمل مع حزب العمال الكردستاني،الذي وصفه بالانفصالية وأنه يشكل تهديدا للمصالح القومية للبلاد. ويتساءل المراقبون ما إذا كانت أنقرة تستهدف من حملتها العسكرية هذه محاربة "داعش" أم الأكراد.
صورة من: Getty Images/B. Kilic
مع دخول حزب السياسي الكردي صلاح الدين داميرتش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، تم قلب الطاولة على أردوغان، فاختلطت كل أوراقه وخططه بشأن تغيير الدستور أو منح صلاحيات واسعة لرئيس الجمهورية.
صورة من: picture-alliance/dpa
أعلنت أنقرة انضمامها إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" فقامت بقصف مواقع التنظيم في سوريا، لكنها استهدفت أيضا حزب العمال الكردستاني بشكل عنيف.
صورة من: Reuters/M. Sezer
اعتبر أردوغان بعد بدء العمليات العسكرية وقصف مواقع حزب العمال الكردستاني بجبال قنديل في إقليم كردستان العراق، أنه لا يمكن متابعة عملية السلام مع الحزب الكردي واتهمه بالانفصالية واستهداف وحدة تركيا، ما يعني إنهاءه لعملية السلام مع الأكراد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Renoult
قال رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو إن الغارات التركية لا تستهدف أكراد سوريا واشترط على حزب الاتحاد الديمقراطي المقرب من حزب العمال قطع علاقاته مع نظام الأسد.
صورة من: Reuters/Stringer
اتهمت وحدات حماية الشعب الكردية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، تركيا باستهداف وقصف أحد مواقعها بالقرب من مدينة كوباني وقالت في بيان لها: "ندعو الجيش التركي إلى وقف إطلاق النار على مقاتلينا ومواقعهم". غير أن أنقرة نفت حدوث ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
أعلن حلف شمال الأطلسي تضامنه مع تركيا. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن "الحلف الأطلسي يتابع التطورات عن كثب ونتضامن بقوة مع حليفتنا تركيا". كذلك أعربت وواشنطن ودول غربية أخرى عن تضامنها مع أنقرة في محاربة "داعش".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
رغم التضامن مع أنقرة في محاربة "داعش"، يثير استهداف الأكراد قلق السياسيين ، حيث دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنقرة إلى عدم التخلي عن عملية السلام مع الأكراد، ونقل نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية عن ميركل قولها خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي، إنه رغم الصعوبات ينبغي الحفاظ على عملية السلام مع الأكراد.
صورة من: AFP/Getty Images/T- Schwarz
بعد قيامها بغارات جوية وبعد القصف المدفعي لمواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا شددت تركيا من إجراءتها الأمنية فكثفت الدوريات على الحدود مع سوريا لمنع تسلل مقاتلي "داعش".
صورة من: Reuters
أودى التفجير في مدينة سروج القريبة من الحدود السورية بحياة 32 وإصابة أكثر من 100. وحملت أنقرة "داعش" مسؤولية ذلك. لكن الأكراد يعتبرون أن أنقرة كانت خلف ذلك الهجوم ولو بشكل غير مباشر .
صورة من: Reuters/M. Sezer
10 صورة1 | 10
لكن أنقرة أكدت دائما أنه "لن تكون هناك عملية عسكرية تركية أحادية الجانب في سوريا". وذكر مسؤولون أتراك أن هذا التدخل في حال حدوثه يجب أن يستهدف "كل المجموعات الإرهابية في سوريا" مشيرين إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" والى قوات النظام السوري والمليشيات الكردية المعروفة بوحدات حماية الشعب الكردية. وتكتفي قوات التحالف الدولي حتى الآن بقصف مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" من الجو في كل من سوريا والعراق.