أنقرة تستدعي السفير الألماني بعد تظاهرة للأكراد في كولونيا
١٧ سبتمبر ٢٠١٧
استدعت تركيا السفير الألماني في أنقرة للاحتجاج على "الموافقة" على تنظيم تجمع لمؤيدي حزب العمال الكردستاني بمدينة كولونيا الألمانية و"السماح بدعاية إرهابية"، داعية برلين لاتخاذ "موقف مبدئي ضد كل أشكال الإرهاب".
إعلان
قالت وزارة الخارجية التركية إن تركيا استدعت السفير الألماني لدى أنقرة، مارتين إردمان، أمس السبت (16 أيلول/سبتمبر 2017) للتعبير عن القلق عما قالت إنه "تجمع للمسلحين الأكراد في كولونيا"، في مؤشر آخر على توتر العلاقات بين الدولتين الحليفين في حلف شمال الأطلسي.
وتابعت الوزارة "نندد بقيام منظمات إرهابية تمثل امتداداً لحزب العمال الكردستاني بتنظيم تجمع بمدينة كولونيا الألمانية والسماح بدعاية إرهابية. نقلنا رد فعلنا بصيغة قوية لسفير ألمانيا لدى أنقرة الذي استدعي إلى الوزارة".
وانتقدت الوزارة السلطات الألمانية لأنها سمحت بأن ترفع خلال التظاهرة صور لعبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني، المسجون في تركيا، وأن تتلى على مسامع المتظاهرين رسائل منه. وقالت الوزارة "النهج مزدوج المعايير الذي تنتهجه ألمانيا فيما يتعلق بالحرب العالمية على الإرهاب أمر مزعج. ندعو ألمانيا لاتخاذ موقف مبدئي ضد كل أشكال الإرهاب".
وقالت وكالة أنباء الأناضول الرسمية إن نحو ثلاثة آلاف شخص من مؤيدي الأكراد تظاهروا في كولونيا أمس السبت وهم يحملون ملصقات تطالب بالإفراج عن عبد الله أوجلان، الزعيم المسجون لحزب العمال الكردستاني الذي يدرجه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على قائمة المنظمات الإرهابية وتحظره ألمانيا.
خ.س/ص.ش (د ب أ، أ ف ب)
لهذه الأسباب تحافظ برلين على خط تواصل مفتوح مع أنقرة
التوترات المتصاعدة في العلاقات الألمانية التركية دخلت فصلا جديدا بالإجراءات التي اتخذتها برلين مؤخرا ضد أنقرة. مراقبون يرون إنه كان بوسع برلين الرد بشكل أقوى على تصرفات أردوغان، فما هي الأسباب التي تحول دون ذلك؟
صورة من: picture-alliance/dpa/Bildfunk/P. Zinken
تعد تركيا أحد أكثر الوجهات السياحية المحببة للألمان. وتتضمن الإجراءات الجديدة تشديد تعليمات السفر لتركيا ومطالبة المواطنين الألمان بتوخي الحذر، لكن مثل هذه التعليمات لا تمثل أقسى إجراء دبلوماسي يمكن أن تتخذه ألمانيا، التي كان من الممكن أن تصدر تحذيرا من السفر إلى تركيا.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
تتمتع تركيا بأهمية خاصة كنقطة ربط بين أوروبا وآسيا علاوة على أهميتها الإستراتيجية كجارة لليونان وبلغاريا من ناحية، وسوريا والعراق وإيران من ناحية أخرى؛ أي أنها تقع على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وفي الوقت نفسه جوار مناطق مشتعلة في الشرق الأوسط.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد تركيا، من الممكن أن يؤثر على التواصل مع الألمان المحتجزين هناك وعددهم تسعة أشخاص، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
يرجع انضمام تركيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى عام 1952، كما أن الجيش التركي يعد من أكبر جيوش العالم إذ يبلغ قوامه نحو 640 ألف جندي وموظف،وفقا لتقرير لوكالة الأنباء الألمانية، وبالتالي فهو يحمل أهمية في التصدي لـ"تنظيم الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ"داعش".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Augstein
أقر البرلمان الألماني سحب الجنود الألمان من قاعدة "إنغرليك" ونقلهم إلى الأردن بعد أن منعت تركيا نوابا ألمان من زيارة القاعدة، الأمر الذي أزعج برلين بشدة. في الوقت نفسه مازال جنودا ألمان يتمركزون في قاعدة تابعة للناتو في كونيا.
صورة من: Imago
بدأت مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي عام 2005 إلى أن تجمدت خريف عام 2016. ورغم أن انضمام تركيا للاتحاد مسألة غير مطروحة في الوقت الراهن، إلا أنه في حال انضمامها فستكون ثاني الأعضاء من حيث عدد السكان.
صورة من: picture-alliance/Joker/est&ost/M. Fejer
ثقل سياسي جديد أضيف لتركيا بعد الاتفاقية الخاصة باللاجئين مع الاتحاد الأوروبي. ووفقا لأنقرة فإن تركيا استقبلت نحو 7ر2 مليون لاجئ منذ بداية الأزمة السورية. وتهدد تركيا بين الحين والآخر، بوقف التعاون مع الاتحاد الأوروبي وهو أمر لا يصب بالتأكيد في صالح ألمانيا ولا ترغب المستشارة ميركل في حدوثه، لاسيما قبل الحملة الانتخابية. ا.ف (وكالات)