أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية أن التوصل لوقف دائم لإطلاق النار في ليبيا يتطلب انسحاب قوات خليفة حفتر من مدينة سرت الاستراتيجية. واتهم المسؤول التركي فرنسا بـ"تعريض أمن" حلف شمال الأطلسي "للخطر" عبر دعم حفتر.
صورة رمزيةصورة من: Getty Images/AFP/M. Turkia
إعلان
الخلاف المتصاعد بين فرنسا وتركيا حول ليبيا.. إلى أين؟
34:59
This browser does not support the video element.
أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين السبت (20 حزيران/يونيو 2020) أن التوصل لوقف دائم لإطلاق النار في ليبيا يتطلب انسحاب قوات خليفة حفتر من مدينة سرت الاستراتيجية. وقال كالين الذي تعد بلاده الداعم الرئيسي لحكومة الوفاق الوطني في طرابلس، إن "وقفاً لإطلاق النار يجب أن يكون قابلاً للاستمرار، ما يعني أن على الطرف الآخر ("الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر) ألا يكون في موقع يتيح له شن هجوم جديد على الحكومة الشرعية ساعة يشاء".
وأضاف "في المرحلة الراهنة، تعتبر (حكومة الوفاق في طرابلس) ونحن ندعمها في ذلك، أن على جميع الأطراف العودة إلى مواقعهم في عام 2015 حين تم توقيع اتفاق الصخيرات السياسي (في المغرب)، ما يعني أن على قوات حفتر أن تنسحب من سرت والجفرة".
وسيطرت قوات حكومة الوفاق بداية حزيران/يونيو على شمال غرب البلاد بدعم تركي، لكنها تحرز تقدماً بطيئاً نحو سرت، المدينة الاستراتيجية شرقاً والتي لا يزال حفتر يسيطر عليها.
وسرت مسقط رأس الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، وتبعد 450 كلم شرق طرابلس وكانت معقلاً لـ"تنظيم الدولة الإسلامية" قبل أن تسيطر عليها قوات حكومة الوفاق العام 2016. لكنها سقطت في كانون الثاني/يناير الفائت في أيدي قوات حفتر.
صورة من الأرشيف للرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج.صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kamaci
الجزائر محج للسراج وخصومه
في غضون ذلك التقى رئيس حكومة الوفاق فايز السراج السبت الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون التي تسعى بلاده إلى القيام بوساطة لحل النزاع الليبي المستمر منذ سنوات. وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية أن السراج يقوم بزيارة إلى الجزائر "تدوم يوماً واحداً". وذكر التلفزيون الحكومي أن السراج التقى تبون، وأن الزيارة تأتي في إطار "الجهود التي تبذلها الجزائر لإيجاد حل سلمي للأزمة الليبية".
وكان عقيلة صالح، رئيس البرلمان الليبي الذي يتخذ من الشرق مقراً ويدعم حفتر، قد زار الجزائر الأسبوع الماضي والتقى الرئيس تبون. وقال صالح إن تبون "سيبذل قصارى جهده للمّ شمل الليبيين وجمعهم حول طاولة الحوار للوصول إلى حل طبقاً لمخرجات مؤتمر برلين".
وقامت الجزائر التي تتقاسم مع ليبيا نحو ألف كلم من الحدود، باتصالات مكثفة في مطلع العام في محاولة للمساهمة في حل سياسي للنزاع الليبي الذي يهدد استقرار المنطقة. واستضافت اجتماعاً للدول المجاورة لليبيا مباشرة بعد مؤتمر دولي انعقد في برلين وتعهدت خلاله الدول المشاركة بدعم وقف لإطلاق النار في ليبيا والالتزام ب"حظر تسليم الأسلحة" لطرفي النزاع في ليبيا.
خ.س/أ.ح (أ ف ب)
مهاجرون يباعون في "أسواق النخاسة" بليبيا
لا تقف معاناة المهاجرين الأفارقة عند إمكانية إخفاق محاولة وصولهم إلى أوروبا بطريقة غير شرعية عبر المتوسط. ففي حال القبض عليهم في ليبيا يكونون عرضة لعملية "تجارة حقيقية" بالبشر، بحسب تقرير لمنظمة الهجرة العالمية.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
مركز لإحتجاز مهاجرين أفارقة في ليبيا. تسيطر جهات متعددة على مراكز اللاجئين، بعضها يعود لسلطة إحدى الحكومات المتنازعة على السلطة في البلاد. وبعضها الآخر يقع تحت نفوذ ميلشيات مسلحة..ويتعرض المهاجرون لضروب من الاستغلال و"تجارة البشر".
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
صورة تظهر وافدين محتجزين داخل أحد السجون في ليبيا، حيث يباع معظمهم في "أسواق عبيد" حقيقية بحسب ما كشف تقرير منظمة الهجرة العالمية، ومعظم المباعين هم من الأفارقة الذين يعبرون ليبيا بقصد السفر إلى أوروبا بطريقةٍ غير شرعية.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
مهاجر إفريقي يبدو محتجاً على وضعه. بحسب تقرير منظمة الهجرة العالمية، فإن المهاجرون يباعون بمبالغ تتراوح بين 200 و500 دولار، حيث يتم شراء مهاجر واستغلاله في العمل، ويكون المُشتري مسؤولاً عن الشخص بشكل كامل، في حين أن بعضهم قد ينجح بالهرب وبعضهم يفشل ليبقى عرضةً للاستغلال.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
بحسب شهادات "صادمة" لمهاجرين لموظفي منظمة الهجرة، فإن مئات الرجال والنساء يتم بيعهم. وتتم عمليات البيع في ساحات عامة أو مستودعات. ووفقاً للشهادات فإن مهاجرون في مدينة سبها جنوب ليبيا، التي تعد أحد المراكز الرئيسة لتهريب المهاجرين، افترشوا الأرض في مرآب وساحات انتظار للسيارات.
صورة من: Reuters/L.Gnago
يدير "سوق العبيد" ليبيون يساعدهم غانيون ونيجيريون يعملون لحساب الليبيين، ويُستخدم أغلب المهاجرين كعمالة يومية في البناء والزراعة. وبعضهم يتقاضى أجرا والبعض الآخر يُكره على العمل دون أجر.
صورة من: Reuters/L. Gnago
عدا عن خطر القتل فإن المهاجرين الذين يقعون فريسة مهربين يواجهون سوء تغذية بشكل مستمر وانتهاكات جنسية، بحسب ما أكد محمد عبدي كير مدير العمليات الطارئة في منظمة الهجرة العالمية، الذي وصف الوضع بـ"الكارثي".
صورة من: Reuters/H. Amara
يتم في هذه الأسواق بيع النساء واللواتي، بحسب التقرير، يتعرضن لسوء معاملة بشكل كبير، كما سجلت شهادات لسيدات تعرضن للاغتصاب أو الإجبار على العمل بالدعارة، كما يتم بيعهن على أساس أنهن "جواري للمتعة".
صورة من: Sara Prestiani
تعتبر ليبيا البوابة الرئيسية للمهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا بحراً، حيث سلك أكثر من 150 ألف شخص هذا الطريق في الأعوام الثلاثة الماضية. ومن المعروف أن حوالي 600 شخص توفوا في البحر منذ مطلع عام 2017 وقتل عدد غير معلوم أثناء السفر باتجاه الشمال عبر الصحراء وصولا إلى البحر المتوسط.