أنقرة توافق أخيراً على زيارة برلمانيين ألمان لقاعدة قونية
٨ أغسطس ٢٠١٧
بوساطة من حلف الناتو وتحت مظلته وافقت تركيا أخيراً على زيارة برلمانيين ألمان لجنود بلادهم في قاعدة قونية التابعة للحلف في تركيا. ووزيرة الدفاع الألمانية تشيد بالموافقة التركية وتؤكد على أولوية التركيز على محاربة "داعش".
إعلان
أشادت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين اليوم الثلاثاء (الثامن من أغسطس/ آب) بالسماح لبرلمانيين ألمان بزيارة قاعدة "قونية" العسكرية التركية التابعة لحلف شمال الأطلسي "ناتو". وقالت في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) "إنه لحل جيد أن يتم السماح لبرلمانيين ألمان بالزيارة حاليا تحت مظلة الناتو".
وتابعت الوزيرة الاتحادية قائلة: " الطلعات الجوية التي تنطلق من قونية هي مهمة الناتو، وطائرات (نظام الإنذار المبكر والمراقبة الألماني المحمول جوا) /أواكس/ هي قدرة الحلف. لذا من الصائب أن الناتو تولى مهمة تنظيم زيارة برلمانيين بالحلف إلى قونية".
وأكدت فون دير لاين في تصريحاتها لـ (د.ب.أ) أنه لابد أن يكون متاحا بشكل أساسي أن يُسمح لبرلمانيين بزيارة القوات الألمانية المتمركزة في الخارج، قالت: "إنها أيضا مسألة احترام متبادل داخل الناتو".
وشددت على ضرورة أن تُظهر تركيا نفسها الاحترام الذي تتوقعه منها ألمانيا، وقالت: "يتعين علينا التركيز على مكافحة الإرهاب الإسلامي. إن ذلك في مصلحة تركيا أيضا".
يشار إلى أنه من المقرر أن يزر سبعة نواب ألمان قاعدة قونية تحت قيادة روز جوتنمولر نائبة الأمين العام لحلف الناتو في يوم 8 أيلول/ سبتمبر القادم. جدير بالذكر أن الزيارة جاءت بعد وساطة الحلف.
وأظهر خطاب من وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل إلى البرلمان الألماني أن تركيا وافقت على السماح للبرلمانيين بزيارة الجنود الألمان في القاعدة الجوية الشهر المقبل في إطار زيارة لحلف شمال الأطلسي. وجاء في خطاب من غابرييل إلى رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان أن تركيا وافقت على اقتراح من حلف شمال الأطلسي بزيارة القاعدة الجوية التي تقع قرب قونية في الثامن من سبتمبر/ أيلول.
وكانت تركيا قد أجلت في منتصف شهر تموز/ يوليو الماضي زيارة برلمانيين ألمان لجنود الجيش الألماني في قونية إلى أجل غير مسمى، وبررت ذلك حينها بتوتر العلاقات الثنائية بين البلدين.
يشار إلى أن الناتو يدعم مكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية" انطلاقا من قاعدة قونية بطائرات نظام الإنذار والمراقبة الألماني المحمول جوا "أواكس". ويتمركز في القاعدة تسعة جنود ألمان.
ع.ج.م/ (د ب أ، رويترز)
لهذه الأسباب تحافظ برلين على خط تواصل مفتوح مع أنقرة
التوترات المتصاعدة في العلاقات الألمانية التركية دخلت فصلا جديدا بالإجراءات التي اتخذتها برلين مؤخرا ضد أنقرة. مراقبون يرون إنه كان بوسع برلين الرد بشكل أقوى على تصرفات أردوغان، فما هي الأسباب التي تحول دون ذلك؟
صورة من: picture-alliance/dpa/Bildfunk/P. Zinken
تعد تركيا أحد أكثر الوجهات السياحية المحببة للألمان. وتتضمن الإجراءات الجديدة تشديد تعليمات السفر لتركيا ومطالبة المواطنين الألمان بتوخي الحذر، لكن مثل هذه التعليمات لا تمثل أقسى إجراء دبلوماسي يمكن أن تتخذه ألمانيا، التي كان من الممكن أن تصدر تحذيرا من السفر إلى تركيا.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
تتمتع تركيا بأهمية خاصة كنقطة ربط بين أوروبا وآسيا علاوة على أهميتها الإستراتيجية كجارة لليونان وبلغاريا من ناحية، وسوريا والعراق وإيران من ناحية أخرى؛ أي أنها تقع على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وفي الوقت نفسه جوار مناطق مشتعلة في الشرق الأوسط.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد تركيا، من الممكن أن يؤثر على التواصل مع الألمان المحتجزين هناك وعددهم تسعة أشخاص، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
يرجع انضمام تركيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى عام 1952، كما أن الجيش التركي يعد من أكبر جيوش العالم إذ يبلغ قوامه نحو 640 ألف جندي وموظف،وفقا لتقرير لوكالة الأنباء الألمانية، وبالتالي فهو يحمل أهمية في التصدي لـ"تنظيم الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ"داعش".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Augstein
أقر البرلمان الألماني سحب الجنود الألمان من قاعدة "إنغرليك" ونقلهم إلى الأردن بعد أن منعت تركيا نوابا ألمان من زيارة القاعدة، الأمر الذي أزعج برلين بشدة. في الوقت نفسه مازال جنودا ألمان يتمركزون في قاعدة تابعة للناتو في كونيا.
صورة من: Imago
بدأت مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي عام 2005 إلى أن تجمدت خريف عام 2016. ورغم أن انضمام تركيا للاتحاد مسألة غير مطروحة في الوقت الراهن، إلا أنه في حال انضمامها فستكون ثاني الأعضاء من حيث عدد السكان.
صورة من: picture-alliance/Joker/est&ost/M. Fejer
ثقل سياسي جديد أضيف لتركيا بعد الاتفاقية الخاصة باللاجئين مع الاتحاد الأوروبي. ووفقا لأنقرة فإن تركيا استقبلت نحو 7ر2 مليون لاجئ منذ بداية الأزمة السورية. وتهدد تركيا بين الحين والآخر، بوقف التعاون مع الاتحاد الأوروبي وهو أمر لا يصب بالتأكيد في صالح ألمانيا ولا ترغب المستشارة ميركل في حدوثه، لاسيما قبل الحملة الانتخابية. ا.ف (وكالات)