أنواع مهددة بالانقراض تُصطاد بشكل أكبر في محميات المتوسط!
١٠ أغسطس ٢٠٢٢
توصلت دراسة حديثة إلى أنه يتم اصطياد أنواع مهددة بالانقراض، ومنها أسماك قرش، في المناطق المحمية بالبحر المتوسط بشكل أكبر مقارنة بالمناطق غير المحمية! فما الأسباب؟ وكيف يمكن معالجة المشكلة؟
إعلان
غالباً ما تُصطاد أسماك القرش والشفنينيات المُهددة بالانقراض في البحر الأبيض المتوسط من الأماكن المحمية أكثر من اصطيادها في المواقع غير المحمية، على ما ذكرت دراسة نُشرت الثلاثاء (التاسع من آب/أغسطس 2022) في مجلة "نيتشر كوميونيكيشنز" وسلّطت الضوء على دور قوارب الصيد الصغيرة.
وتعتبر أنواع الحيوانات هذه بين تلك الأكثر عرضة للانقراض بسبب الصيد الجائر. ومع أنّ أسماك القرش والشفنينيات غالباً ما تُصطاد بالخطأ بعد أن تعلق في شباك قوارب تسعى إلى اصطياد أسماك أخرى، إلّا أنّ الطلب على لحومها وزعانفها أدى إلى انخفاض أعدادها في المحيطات بنحو 71% منذ سنة 1970. ورغم حظر عشرات الدول اصطياد أسماك القرش والشفنينيات المُهددة بالانقراض على نطاق واسع، إلا أنّ صيدها عالمياً مرتبط بنسبة 90% بالقوارب الصغيرة التي تصطاد هذه الأنواع بالخطأ.
ورغبت مجموعة من الباحثين الإيطاليين في تكوين فكرة أفضل عن وضع الأنواع الموجودة في المناطق المحمية جزئياً في البحر الأبيض المتوسط وحيث الصيد مشروع ضمن ضوابط معينة. ولتحقيق هدفهم، لجأ الباحثون إلى تصوير الحيوانات المُصطادة في القوارب عند وصولها إلى الموانئ ثم أنشأوا قاعدة بيانات لعمليات الصيد على نطاق محدود في 11 موقعاً في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وكرواتيا وسلوفينيا واليونان ثم إخضاعها للتحليل.
آخر السلاحف البحرية
05:29
واستخدم فريق الباحثين نماذج إحصائية لإثبات أنّ أعداد الحيوانات المهددة بالانقراض المُصطادة في المناطق المحمية جزئيًا (517 حيواناً) أعلى مقارنة مع الأعداد المُصطادة من المناطق غير المحمية (358 حيواناً). ومن بين هذه الحيوانات يبرز 24 نوعًا من أسماك القرش والشفنينيات المهددة بالانقراض. وبعدما وزن الفريق الحيوانات، تبيّن أن وزن أسماك القرش والشفنينيات المُصطادة من الأماكن المحمية جزئيًا ضعف وزن تلك التي كانت في المناطق غير المحمية. وتُفسّر النتيجة بأنّ هذه الأنواع تفضّل العيش في المياه الساحلية حيث يحبّذ معظم الصيادين الحرفيين العمل.
وقال أنطونيو دي فرانكو، وهو أحد معدي الدراسة ويعمل في مركز صقلية البحري، إنّ "معظم الناس يفترضون أنّ سفن الصيد الكبيرة هي المؤثرة على التنوع البيولوجي، وهذه فكرة صحيحة"، مشيراً إلى وجود "أبحاث قليلة تتناول أثر الصيد على نطاق صغير"، وأضاف: "لا نعرف تفاصيل نشاط الصيادين الحرفيين ولا حتى عدد الشباك التي يستخدمونها فعلياً ولا في أي مناطق يصطادون".
وتعهدت أكثر من مئة دولة زيادة مساحة المحيطات المحمية في العالم بنسبة 30% بحلول عام 2030. ويرى أنطونيو دي فرانكو أنّ في إمكان الدول تزويد قوارب الصيد الصغيرة أجهزة تحديد المواقع (جي بي إس) والتأكد من ربط المناطق المحمية بعضها ببعض، ما يسمح للأنواع بأن تغيّر الأماكن التي تسبح فيها بسهولة أكبر.
م.ع.ح/خ.س (أ ف ب)
ألبوم صور...ارتفاع حرارة الأرض يهدد بانقراض الحياة البحرية
تتزايد مخاوف العلماء من تاثيرات ارتفاع حرارة كوكب الأرض والتغير المناخي. واليوم يحذر علماء من احتمال تعرض الأرض لكارثة انقراض هائلة على مستوى الحياة البحرية. فكيف يمكن أن يحدث ذلك؟
صورة من: XL Catlin Seaview Survey
تأثيرات كارثية
يوماً بعد يوم، تتزايد مخاوف العلماء من التأثيرات الكارثية لارتفاع حرارة كوكب الأرض والتغير المناخي. ومؤخراً، حذرت دراسة جديدة نشرت بعض خلاصتها صحيفة الغارديان البريطانية من أن الاحتباس الحراري قد يتسبب في حدوث تغيير جذري في محيطات العالم لدرجة قد تهدد بانقراض جماعي للأنواع البحرية ليصبح الانقراض الأكبر من نوعه في تاريخ كوكب الأرض. الصورة يظهر الحاجز المرجاني العظيم في استراليا.
صورة من: picture alliance / Stringer/dpa
انخفاض الثراء البيولوجي.. البداية!
يتسبب تسارع تغير المناخ في إحداث تأثير "عميق" على النظم البيئية للمحيطات " قد يؤدي إلى تزايد مخاطر الانقراض. يقول العلماء إن الأمر قد يبدأ في الحدوث مع انخفاض الثراء البيولوجي والتنوع البحري وهو ما لم يحدث في تاريخ الأرض منذ عشرات الملايين من السنين.
صورة من: Gabriel Guzman/Calypso Productions/picture alliance
الوقود الأحفوري.. القاتل الصامت
ترتفع درجة حرارة مياه البحر في العالم بشكل مطرد بسبب حرق الوقود الأحفوري، وانبعاثات النشاطات الصناعية بينما تنخفض مستويات الأكسجين في المحيط وتتزايد حموضة المياه بسبب امتصاص كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Esiri
استنفاد الأكسجين من المسطحات المائية
مع ارتفاع حرارة المحيطات تنخفض نسب الأكسجين بشكل يؤثر على قدرة الكائنات البحرية على التنفس. تضاعف حجم مياه المسطحات المائية المستنفدة من الأكسجين بقدر يصل إلى 4 مرات منذ ستينات القرن العشرين. لم تعد كائنات كالمحار وبلح البحر والجمبري قادرة على تكوين أصداف بشكل صحيح بسبب ارتفاع حموضة المياه، كما اختنقت الأسماك في عشرات الأماكن. هذا يعني أن الكوكب يمكن أن يصل لمرحلة "انقراض جماعي" للكائنات البحرية.
صورة من: Billy H.C. Kwok/Getty Images
انقراض جماعي كارثي.. قد يتكرر!
تقول الدراسة المنشورة في مجلة ساينس Science إن ضغوط ارتفاع حرارة البحار والمحيطات وفقدان الأكسجين تذكر بحدث الانقراض الجماعي الذي حدث منذ حوالي 250 مليون عام. أدت هذه الكارثة، المعروفة باسم "الموت الكبير"، إلى زوال ما يصل إلى 96٪ من الحيوانات البحرية من على كوكب الأرض.
صورة من: Stephanie Abramowicz, courtesy of the Natural History Museum of Los Angeles County
مستويات انقراض كارثية متوقعة
يشير البحث الجديد إلى أنه قد يتم الوصول إلى مستويات انقراض كارثية إذا أطلق العالم غازات الدفيئة بشكل غير مقيد، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب بأكثر من 4 درجات مئوية من متوسط درجة الحرارة التي كانت عليها الأرض في أوقات ما قبل الصناعة وذلك بحلول نهاية القرن الحالي. من شأن ذلك أن يؤدي إلى انقراض أنواع حية قد تعيد تشكيل الحياة في المحيط لعدة قرون أخرى.
صورة من: Tomasz Mikielewicz/Panther Media/picture alliance
الخطر يقترب بسرعة
لكن حتى في أفضل السيناريوهات، لا يزال العالم على وشك فقدان جزء كبير من الحياة البحرية. فعندما ترتفع درجة الحرارة بمقدار درجتين مئويتين بأعلى مما كانت عليه قبل عصر الصناعة، وهو ما يُتوقع أن يحدث حتى في ظل التعهدات المناخية الحالية من قبل حكومات العالم، سيتم القضاء على حوالي 4 ٪ من إجمالي نحو مليوني نوع من الكائنات البحرية في البحار والمحيطات.
صورة من: W.Poelzer/WILDLIFE/picture alliance
الكائنات القطبية أكثر عرضة للخطر
وفقًا للدراسة، تعتبر الأسماك والثدييات البحرية التي تعيش في المناطق القطبية أكثر عرضة للخطر، لأنها لن تكون قادرة على الهجرة إلى المناخات الأكثر برودة، على عكس الأنواع الاستوائية، ولن تجد تلك الكائنات مكان تذهب إليه.
صورة من: AP
أخطار أخرى
يؤدي خطر تغير المناخ إلى تعاظم الأخطار الرئيسية الأخرى التي تواجهها الحياة المائية، مثل الصيد الجائر والتلوث. وجدت الدراسة أن ما بين 10٪ و 15٪ من الأنواع البحرية معرضة بالفعل لخطر الانقراض بسبب هذه التهديدات المختلفة بحسب بيانات الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
صورة من: NAVESH CHITRAKAR/REUTERS
ما نفعله اليوم.. يحدد شكل مستقبلنا
يقول العلماء إن مستقبل الحياة في المحيطات يعتمد بقوة على ما نقرر فعله مع غازات الدفيئة اليوم. وبناء على ذلك سيتحدد شكل المحيطات في المستقبل: إما مساحات مائية شاسعة شبه خالية من أي حياة أو محيطات تحتفظ بما بها من كائنات بحرية. يعتمد ذلك على نجاحنا في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
إعداد: عماد حسن