يبدو أن تداعيات صورة نجمي الكرة الألمانيين مسعود أوزيل أوزيل وإلكاي غوندوغان مع الرئيس التركي لا تريد أن تنتهي، فقد كشف نجم كرة السلة أنيس كانتر أنهما أرادا ربما تجنب مصيراً مشابهاً لمصيره بعد انتقاده لما يحدث في تركيا.
إعلان
أشار نجم الدوري الأمريكي لكرة السلة للمحترفين، الدولي التركي أنيس كانتر إلى أنه يعرف خلفيات صورة نجم المنتخب الألماني السابق مسعود أوزيل مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وقال في مقابلة له مع صحيفة "ديلي ميل" الإنجليزية: "لو أراد أوزيل وغوندوغان إبداء رأي آخر يختلف عن الرأي العام السائد في تركيا بالوقت الراهن، لكان مصيرهم مشابهاً لمصيري". يُذكر أن السلطات التركية تلاحق كانتر بمذكرة إلقاء قبض دولية بعد انتقاده لممارسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأضاف دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين: "لا أعرف ما إذا كان أوزيل و غوندوغان يؤيدان أردوغان ويدعمانه حقاً أم لا"، مشيراً إلى أن اللاعبين الدوليين "كانا سيتعرضان لعواقب وخيمة لو رفضا التقاط هذه الصورة". وأوضح لاعب نيوريورك نيكس أن أردوغان يحب التقاط الصور مع النجوم، "من أجل أن يظهر للأتراك أنه يحظى بدعم المشاهير والنجوم".
ويُعرف عن كانتر نفسه تعاطفه مع حركة رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن، الذي أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان حركته الدينية منظمة إرهابية. ونتيجة لموقفه السياسي هذا أُسقطت عنه الجنسية التركية وتلاحقه السلطات التركية بمذكرة توقيف دولية.
ما تعرض والده للسجن مرتين بعد أن وجهت له محكمة تركية منتصف تموز/ يوليو الماضي اتهامات "بعضوية منظمة إرهابية". وجاء في لائحة الاتهام أن كانتر الأب تلقى اتصالات من 127 شخصاً لهم صلات بغولن.
يقول نجم كرة السلة التركي أن حياته تغيرت كثيراً في منفاه الاختياري بالولايات المتحدة بعد إقدامه على انتقاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ويضيف: "لا تصلني رسائل الكراهية فقط، بل وتهديدات بالقتل كل يوم، لكني توقفت عن أخذها على محمل الجد بعد فترة".
يُذكر أن لاعب خط الوسط المهاجم مسعود أوزيل (29عاماً) شارك في 92 مباراة مع منتخب ألمانيا، منذ ظهوره الأول مع المانشافت عام 2009، حيث كان أحد أعضاء المنتخب الألماني الفائز بكأس العالم عام 2014 بالبرازيل. ولكن عقب الخروج الموجع لألمانيا من مرحلة المجموعات في المونديال الأخير بروسيا، شعر أوزيل أنه أصبح بمثابة كبش فداء لهذا الإخفاق، مضيفاً أنه واجه "عنصرية وعدم احترام" بسبب أصوله التركية وقضية صوره مع أردوغان، التي لم تكف الصحافة الألمانية على تناول تداعياتها.
ودافع أوزيل عن الصورة التي جمعته بالرئيس التركي وأثارت الكثير من الجدل، مشدداً على أنه لم تكن لديه أي "أغراض سياسية" عندما قبل بالتقاطها ومواطنه إلكاي غوندوغان صاحب الأصول التركية أيضاً، قبل كأس العالم.
ع.غ
أوزيل ـ "عازف ليل" رمى مزماره بسبب صورة مع أردوغان
بعدما ساهم في تربع ألمانيا على عرش كرة القدم وفي صنع أمجادها الرياضية، فجر مسعود أوزيل قنبلة اعتزاله اللعب دوليا مع "المانشافت"، وسط جدل كبير على خلفية صورة له مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. مسيرة أوزيل الكروية في صور
صورة من: picture-alliance/dpa/Bundesregierung/G. Bergmann
الطفل المعجزة
في فترة طفولته، حمل مسعود أوزيل قمصان عدة أندية كروية في مدينة "غيلزنكيرشن" الألمانية، التي ولد فيها، ثم لعب بعد ذلك لمدة خمس سنوات برفقة فريق "روت فايس إيسن". في سنة 2005 انضم أوزيل إلى فريق شالكه، وفي 2009 لعب مع المنتخب الألماني تحت 21 سنة وحصل معه على بطولة أوروبا.
صورة من: Imago/Team 2
التألق دولياً ـ البداية من جنوب إفريقيا
سنة 2008 انتقل "عازف الليل" إلى فريق فيردر بريمن، بسبب خلافات بشأن تجديد عقده بين فريق شالكه، ووالد مسعود أوزيل (مصطفى)، الذي كان آنذاك وكيلا لأعمال ابنه. لكن صاحب القدم اليسرى جلب اهتمام العديد من الأندية الأوروبية الكبرى، بعدما قدم أداء رائعا في مونديال جنوب أفريقيا 2010، حيث انتقل أوزيل إلى ريال مدريد، الذي لعب معه ثلاث سنوات، ليحط الرحال بعدها في فريق أرسنال في صفقة بلغت 50 مليون يورو.
صورة من: Imago/Sven Simon
نموذج للاندماج
سنة 2010 فاز مسعود أوزيل بجائزة "بامبي" الإعلامية الشهيرة كمثال ناجح للاندماج. في نهاية 2007 تنازل أوزيل عن جنسيته التركية، بيد أنه لم يخف أبدا فخره بجذوره التركية. سنة 2016 نشر مسعود صورا لرحلة حج في مكة.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Pedersen
بطل القلوب
هنأت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل (الصورة) مسعود أوزيل، على الانتصار الذي حققه منتخب "المانشافت" على نظيره التركي، في مباراة برسم التصفيات المؤهلة إلى بطولة أمم أوروبا 2012. وبعد مونديال البرازيل 2014 تبرع أوزيل بمكافأة الفوز لصالح الأطفال البرازيليين، الذين يحتاجون إلى عمليات جراحية، وهو ما جعل صانع الألعاب ينال استحسان الكثير من الناس، كما زار أوزيل الأطفال السوريين اللاجئين في الأردن.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bundesregierung/G. Bergmann
صانع الفرص بعد ميسي
شارك مسعود أوزيل في جميع مباريات المنتخب الألماني (سبع مباريات) في رحلته نحو الفوز بكأس العالم 2014، حيث يُعد صاحب القدم اليسرى الساحر ليس فقط صانع ألعاب منتخب "المانشافت"، بل أيضا حلقة وصل مهمة بين المدرب يواخيم لوف وباقي اللاعبين في المنتخب. كما نجح أوزيل في مونديال البرازيل 2014 في الحلول ثانيا بعد النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي كأكثر لاعب يخلق الفرص.
صورة من: picture-alliance/GES/M. Gillar
الصورة المثيرة للجدل
ليست المرة الأولى ( مايو/أيار 2018)، التي يتم فيها تصوير مسعود أوزيل برفقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إذ سبق وظهر أوزيل مع أردوغان، غير أن صورته الأخيرة مع الرئيس التركي، قبل انطلاق مونديال روسيا أثارت الكثير من الاهتمام. وفيما أنتقد البعض أوزيل لدعمه حاكم سلطوي، أتهمه البعض الآخر بعدم الولاء لألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Presidential Press Service
كبش فداء لفشل المانشافت؟
في مونديال روسيا ودع منتخب "المانشافت" البطولة من الدور الأول، وهو ما اعتبر أكبر إخفاق في تاريخ مشاركات المنتخب الألماني في نهائيات كأس العالم. على إثر ذلك أعتبر رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم راينهارد غريندل، أن صمت أوزيل بخصوص قضية لقائه مع أردوغان أثقل كاهل المنتخب. تصريحات غريندل قوبلت بانتقادات من الوسطين السياسي والرياضي أما أوزيل فقد أعتبر أنه يتم استخدامه كـ"كبش فداء".
صورة من: picture-alliance/Photoshot
"ألماني عند الفوز ومهاجر حال الخسارة"
في بيان مثير للانتباه، على حسابه الخاص في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أعلن مسعود أوزيل (29 عاما) في ( 22 يوليو/تموز 2018) اعتزاله اللعب رسميا مع المنتخب الألماني. أوزيل الذي لعب 92 مباراة مع "المانشافت" وسجل 23 هدفا وساهم في صنع 40 هدفا، كتب قائلا: "أنا ألماني عندما نفوز، ومهاجر عندما نخسر". الكاتب : شوماخر إليزابيث/ر.م