شهد العام 2005 العديد من الفعاليات والأحداث الرياضية الهامة على المستويين الدولي والعربي. دولياً كانت بطولة كأس القارات لكرة القدم التي استضافتها ألمانيا من الـ 15 حتى الـ 29 من يونيو/حزيران 2005 أبرز الأحداث الكروية العالمية. بفوزه الجدير على غريمه التقليدي المنتخب الأرجنتيني الذي يعتبره خبراء كرة القدم ثاني أفضل فريق في العالم، أثبت المنتخب البرازيلي لكرة القدم بقيادة نجمه اللامع رونالدينيو المحترف في صفوف فريق برشلونه الإسباني أنه أفضل فريق في العالم. إذ قدّم أبطال الزامبا خلال البطولة عروضاً جميلة استأسرت قلوب المشجعين وعشاق كرة القدم، إضافة إلى الأداء الرائع الذي قدّموه في المباراة النهائية الذي كان ربما الأفضل على الإطلاق في تاريخ كرة القدم.

وأكثر ما امتازت به بطولة كأس القارات هو كثرة الأهداف المسجلة ( 56 هدفاً في 16 مباراة ) أي بمعدل 3،5 هدفاً لكل مباراة وعدد المشجعين الكبير الذين حضروا إلى الملاعب ( 540 ألف مشجع في 16 مباراة ). أما بطل إفريقيا 2004 المنتخب التونسي الذي شارك في البطولة كممثل عن كرة القدم العربية، فلم ينجح في تحقيق أي فوز خلال البطولة، رغم أنه قدّم عروضاً جيدة تستحق التقدير، لا سيما أمام المنتخب الألماني المضيف.

ألمانيا البلد المضيف لكأس القارات

نجحت ألمانيا خلال كأس القارات 2005 في الظهور كبلد مُضيف ومتسامح قادر على تنظيم بطولات عالمية واستضافة العالم. يعود الفضل في ذلك بالدرجة الأولى إلى أداء المتطوّعين الـ 2075 الذين تطوّعوا لتقديم كل مساعدة ضرورية لإنجاح البطولة. أما المنتخب الألماني المضيف فقدّم عروضاً جيدة نالت إعجاب جمهوره وعشاقه وأعادت له هيبته وسُمعته الطيبة على الصعيد العالمي، رغم أنه لم يُحقق هدفه في الفوز بكأس البطولة المقامة على أرضه وأمام جمهوره. لكنه أثبت على الأقل أنه قادر على مُجاراة الفرق العالمية العملاقة، مثل بطل العالم وكأس القارات المنتخب البرازيلي ووصيف بطل أميركا الجنوبية المنتخب الأرجنتيني.

مونديال ألمانيا 2006

وشهد العام 2005 منافسات مثيرة في جميع القارات في إطار التصفيات النهائية المؤهلة لبطولة كأس العالم لكرة القدم التي تستضيفها ألمانيا في الـ 9 من يونيو حتى الـ 9 من يوليو 2006. إذ نجح 31 منتخباً في التأهل إلى المونديال، إضافة إلى المنتخب الألماني المتأهل تلقائياً للبطولة بصفته منتخب البلد المضيف.

المنتخبان العربيان السعودي والتونسي إلى مونديال 2006

كان تأهل المنتخبان العربيان السعودي والتونسي من أبرز أحداث كرة القدم العربية على الصعيد العالمي. أما المنتخب البحريني ففشل في اللحظات الأخيرة في تحقيق حلمه باللحاق بركب المتأهلين إلى المونديال بعد خسارته على أرضه أمام منتخب ترينيداد وتوباغو بهدف للا شيء في إياب ملحق التصفيات المؤهلة للمونديال، علماً أنه كان تعادل مع ترينيداد وتوباغو على أرض الأخير بهدف لمثله في مباراة الذهاب. هذا يعني أن التعادل السلبي على أرضه كان يكفيه لحجز آخر بطاقة مؤهلة لكأس العالم 2006. لكنه فشل في الحفاظ على شباكه نظيفة، الأمر الذي حرمه من المشاركة في كأس العالم لكرة القدم لأول مرة في تاريخه.

بطولة العالم للأندية

توجهت أنظار عشاق كرة القدم في الفترة ما بين الـ 11 حتى الـ 18 من ديسمبر/كانون الأول 2005 إلى اليابان التي استضافت بطولة العالم للأندية التي نجح فريق ساو باولو البرازيلي ( بطل أميركا الجنوبية ) في الفوز بلقبها إثر تغلبه على بطل أوروبا فريق ليفربول الإنجليزي في المباراة النهائية بهدف نظيف. وكان المركز الثالث من نصيب ديببورتيفو سابريسا الكوستاريكي بطل منطقة الكونساساف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي) إثر فوزه على بطل آسيا فريق اتحاد جدة السعودي بثلاثة أهداف لهفين. أما فريق الأهلي المصري، الفريق العربي الثاني المشارك في البطولة، فأنهى البطولة في المركز الأخير بعد خسارته أمام سيدني الأسترالي بهدفين لهدف واحد.

ليفربول بطل أوروبا والأهلي المصري بطل إفريقيا

شهدت بطولات الأندية لعام 2005 فوز ليفربول بدوري أبطال أوروبا في نهائي البطولة التي أقيمت على ملعب مدينة إسطنبول التركية في الـ 25 من مايو/أيار إثر تغلبه على فريق إي سي ميلان الإيطالي بالركلات الترجيحية في واحدة من أكثر نهائيات بطولات الأندية إثارة وحماساًز إذ نجح الفريق الإنجليزي في قلب تخلفه بثلاثة أهداف للا شيء إلى فوز كبير لم يكن أحد يتوقعه.

أما لقب دوري أبطال إفريقيا فأحرزه فريق الأهلي المصري إثر فوزه على النجم الساحلي التونسي بثلاثية نظيفة في مباراة إياب الدور النهائي للبطولة التي أقيمت في الـ 12 من نوفمبر/ تشرين الثاني، بعدما تعادل الفريقان في مباراة الذهاب دون أهداف.

اتحاد جدة السعودي بطل آسيا للمرة الثانية على التوالي

وآسيوياً أحرز فريق اتحاد جدة السعودي بدوري أبطال آسيا للعام الثاني على التوالي إثر تغلبه على العين الإماراتي بأربعة أهداف لهدفين في مباراة إياب الدور النهائي التي أقيمت في الـ 5 من نوفمبر/تشرين الثاني، علماً أن الفريقين كانا تعادلاً ذهاباً بهدف لمثله.

البرازيل تتربع على عرش عالم كرة القدم

وشهد العام 2005 استمرار تربع البرازيل على عرش منتخبات العالم، كما احتفظ النجم البرازيلي الكبير رونالدينيو المحترف في صفوف فريق برشلونه الإسباني بلقب أفضل لاعب وفقا لاختيار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، إضافة إلى فوزه بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في أوروبا. أما لاعب الاتحاد السعودي حمد المنتشري ففاز بلقب أفضل لاعب في آسيا.

قرعة كأس العالم 2006

أُجريت في مدينة لايبزغ الألمانية مساء الجمعة، التاسع من ديسمبر، قُرعة كأس العالم لكرة القدم 2006 لتوزيع المنتخبات العالمية الـ 32 المشاركة في المونديال على ثماني مجموعات تضم كل منها أربعة فرق. وكالعادة كان الحظ حليف المنتخب الألماني الذي يتصدر المجموعة الأولى ( A ) بصفته منتخب البلد المُضيف حيث أسفرت القُرعة عن وقوع كل من كوستا ريكا والإكوادور وبولندا في مجموعته، مما يعني أن بلوغ الدور ثُمن النهائي أمرٌ لا بد منه بالنسبة لألمانيا، لا سيما أن فرق البلدان المذكورة لا تُعدّ من الفرق العالمية الكبيرة أو المرشحة لإحراز لقب البطولة.

أما الفريقان العربيان السعودي التونسي فوقعا في مجموعة واحدة وهي المجموعة الثامنة التي تتصدرها إسبانيا وتضم المنتخب الأوكراني أيضاً.

رمزي وفيدرر وروسي أبرز نجوم الرياضات الفردية لعام 2005

كما شهد عام 2005 تألق العديد من النجوم في الرياضات الفردية وكان لسباقات السرعة نصيب كبير في ذلك بفضل تألق الإيطالي فالنتينو روسي في الدراجات النارية ونجم الفورمولا واحد الإسباني فرناندو ألونسو. وفي كرة المضرب واصل النجم السويسري روجيه فيدرر في اللعبة البيضاء تألقه في عالم التنس بتربعه على قمة التصنيف العالمي متقدماً على الإسباني رافايل نادال حيث أحرز كل منهما 11 فوزاً. وكان إحراز فيدرر للقبين من ألقاب البطولات الأربع الكبرى ( ويمبلدون الإنجليزية ) و( فلاشينغ ميدوز الأميركية ) من أبرز أنجازاته للعام 2005. أما نادال ففاز ببطولة ( رولان غاروس ) الفرنسية في أول مشاركة له بالبطولة.

وفي سباقات الفورمولا واحد أحرز الإسباني الصاعد فرناندو ألونسو مع فريقه رينو الفرنسي لقب بطولة العالم متفوقاً على الألماني ميشائيل شوماخر سائق فيراري الذي سيطر على الفورمولا واحد طيلة السنوات الـ 5 الماضية. وفي ألعاب القوى فاز الأميركي جاستين غاتلين بسباق 100 متر، بينما أحرز البحريني رشيد رمزي ميداليتين ذهبيتين في سباقي الـ 800 متر و1500 متر مسطراً بذلك إسم البحرين في سجلات بطولة العالم لألعاب القوى.

علاء الدين موسى