1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أهوال الإرهاب القاعدي: خطاب شعبوي إسلاموي وشرعية لا وجود لها

تطرح تهديدات الرجل الثاني في تنظيم القاعدة الظواهري لبريطانيا والولايات المتحدة تساؤلات لا مفر منها حول مدى شرعيته في ظل عجز المؤسسة الإسلامية الرسمية عن تفنيد الخطاب الشعبوي الإسلاموي لهذا التنظيم.

الإرهاب القاعدي: أين الشرعية ومن أين التفويض؟صورة من: dpa

جدد الرجل الثاني في تنظيم القاعدة الإرهابي و"عقله المفكر" أيمن الظواهري في شريط فيديو جديد أذاعته قناة "الجزيرة" القطرية امس تهديداته لبريطانيا والولايات المتحدة. وقال الظواهري في هجمته الإعلامية الجديدة إن "سياسات رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ستتسبب في مزيد من الدمار للندن التي تعرضت لهجمات بالقنابل في السابع من يوليو/ تموز استهدفت قطارات أنفاق وحافلة. وذكّر الظواهري، الذي لم يعلن مسؤولية "القاعدة" المباشرة عن اعتداءات لندن، بعرض الهدنة الذي تقدم به زعيم التنظيم أسامة بن لادن لـ "شعوب التحالف الصليبي" في العام الماضي شرط مغادرة "بلاد الإسلام"، وسأل: "ألم يقل لكم الشيخ أسامة أنكم لن تحلموا بالأمن قبل أن نعيشه واقعاً في فلسطين؟".

"أهوال تفوق فيتنام"

صورة من: AP

وبالإضافة إلى بريطانيا وفرنسا توعد الظواهري دولاً أخرى بأعمال عنف كبيرة، "في حال عدم مغادرتها الأراضي الإسلامية فوراً". وأضاف في السياق ذاته: "ما رأيتموه أيها الأميركيون في نيويورك وواشنطن والخسائر التي تكبدتها قواتكم في أفغانستان والعراق، ليست إلا بداية الأهوال التي ستجعلكم تنسون مآسي فيتنام وفظائعها" و "يكرر الإعلام الاميركي في العراق اليوم الأكاذيب نفسها التي رددوها في شأن توليهم تدريب شعب فيتنام على إدارة شؤونه والدفاع عن حريته".

جورج بوش وعقلية العدو والصديقصورة من: AP

ومن جهته رأى الرئيس الاميركي جورج بوش أمس أن تصريحات المسؤول الثاني في تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري، تثبت أن "الحرب على الإرهاب تجري في العراق، معربا عن أسفه للخسائر الأخيرة التي تعرض لها الجيش الاميركي." وقال بوش في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الكولومبي الفارو يوريب في مزرعته فيكروفورد في ولاية تكساس إن "تصريحات المسؤول الثاني في القاعدة تدل بوضوح على أن العراق يشكل "جزءا من الحرب على الإرهاب، وأننا في حالة حرب".

ألمانيا حليف في الحرب على الارهاب

صورة من: dpa

وبالرغم من الموقف الألماني الرسمي والشعبي المعارض للحرب على العراق، لا يستبعد المسئولون الأمنيون في ألمانيا تعرضها لخطر العمليات الإرهابية. ففي ورقة داخلية لشعبة المخابرات الألمانية عام 2004 نشرتها صحيفة "فرانكفورتر ألجماينه" ورد أن "احتمال تعرض ألمانيا لخطر الإرهاب الإسلامي قائم، وذلك بسبب مشاركتها في الحرب الدولية على الإرهاب وتواجدها العسكري في أفغانستان". ويذكر أن قوات الأمن الألمانية نجحت في الفترة الماضية في تسديد ضربات موجعة إلى الجماعات المتطرفة الناشطة في ألمانيا. كذلك أظهرت مبررات عملية قتل المهندس الألماني في المملكة العربية السعودية العام الماضي، والتي نشرها تنظيم القاعدة على صفحات الإنترنت، أن تنظيم القاعدة يساوي بين جميع المواطنين القادمين من الغرب باعتبارهم "كفار" يحل قتلهم. إضافة إلى ذلك ذكر بيان القاعدة أن ألمانيا من الدول الصديقة لإسرائيل، وأنها تشارك بقواتها في التحالف الذي تقوده أمريكا "لمحاربة الإسلام". لذلك خلصت شعبة المخابرات الألمانية إلى أن هذه المبررات يمكن بسهولة استخدامها في تبرير أي عملية إرهابية تقع ألمانيا ضحيتها، وهو ما دفع رئيس الحزب المسيحي الإجتماعي البافاري إدموند شتويبر إلى محاولة توظيف هذه المخاوف في الحملة الإنتخابية الألمانية المحتدمة في هذا الوقت.

ثقافة تبريرية وغياب النقد الذاتي

هل يتجاوز التفكير أفق التكفير؟صورة من: AP

تطرح تهديدات الرجل الثاني في تنظيم "القاعدة" الظواهري لبريطانيا والولايات المتحدة تساؤلات لا مفر منها حول "شرعية خطابه دينياً وسياسياً"، فبأي حق تتحدث "القاعدة" باسم الشارع العربي والإسلامي؟ ومن فوضها لـ"تمثيله" على حلبة السياسية الدولية؟ وكيف يمكن تفسير في عجز المؤسسة الإسلامية الرسمية عن تفنيد خطابها الشعبوي الإسلاموي الذي يختزل الدين الإسلامي الحنيف إلى مجرد أيدولوجية جهادية عدمية مفصومة عن الواقع دون برنامج إصلاحي. وفي هذا الصدد يمكن القول أن العقم الفكري وغياب الجدلية العقلانية الذي يعاني منه العالم الإسلامي تجسد في فعاليات المؤتمر الإسلامي الأول من نوعه الذي عقد قبل شهر في عمان. فخلاله ناقش المشاركون قضايا تمس العمود الفقري للكينونة الإسلامية وواقع العالم الإسلامي، بداية من حقوق الإنسان في الإسلام والغلو والتطرف والإرهاب وموقفه منها، ومروراً بأولويات الإصلاح وضوابطه من وجهة نظر إسلامية، والأقليات والمواطنة، وإنتهاءاً بمسؤولية العلماء تجاه الأمة. ولكنهم أكتفوا بالإيضاح التبريري الدفاعي بأن "الوسطية والاعتدال والسماحة هي من أسس الدين الإسلامي"، والتشديد في "رسالة عمان" على أن الإسلام يتعرض "لهجمات من التشويه والافتراء" من بعض من ينتمون إليه ويرتكبون باسمه "أفعالا غير مسئولة"، وأخفقوا على هذا النحو إخفاقاً ذريعاً في بلورة إستراتيجية شجاعة لمواجهة تحديات الحداثة، والإجابة على أسئلة يفرضها الواقع على النخبة الإسلامية مثل دور المنظومة القيمية الإسلامية في عصر العولمة، وتفنيد مزاعم الإرهاب القاعدي قبل كل شيئ!

لؤي المدهون

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW