دافع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطاب وداع مؤثر عن الانتقال السلمي للسلطة إلى خلفه دونالد ترامب داعيا الأمريكيين إلى التعاون في مواجهة التحديات المشتركة والتمسك بالديمقراطية.
إعلان
توجه الرئيس الأميركي باراك أوباما للمرة الأخيرة الثلاثاء (11 يناير/ كانون الثاني 2017) إلى الولايات المتحدة والعالم في خطاب مؤثر دعا فيه إلى التيقظ والتمسك بالديمقراطية.
وهتف أوباما وسط التصفيق الحاد "نعم استطعنا"، في إشارة إلى شعار حملته الانتخابية الشهير "نعم نستطيع". وبدا التأثر الشديد في بعض الأحيان على الرئيس الـ44 للولايات المتحدة الذي سيسلم منصبه الأسبوع المقبل إلى الملياردير دونالد ترامب.
وحذر أوباما (55 عاما) في شيكاغو التي شهدت انطلاقته السياسية اللامعة والتي احتفل فيها قبل ثماني سنوات بانتخابه رئيسا للبلاد من أن "الديمقراطية يمكن أن تتراجع إذا استسلمنا للخوف".
وتابع "ديمقراطيتنا مهددة في كل مرة نعتبرها حقا مكتسبا"، مشددا على أن الدستور الأميركي "هدية ثمينة" لكنه لا يتمتع بأي قدرة لوحده.
وشدد على الانجازات التي تحققت خلال ولايتيه المتعاقبتين، معددا خصوصا خلق الوظائف وإصلاح نظام التأمين الصحي وتصفية أسامة بن لادن.
ودعا أوباما الذي غزا الشيب شعره وخسر من وزنه بعد ثماني سنوات على رأس القوة العظمى في العالم الشعب الأميركي إلى الوحدة محذرا من أن العنصرية لا تزال "مسألة خلافية" في الولايات المتحدة.
محطات مصورة لفترة رئاسة باراك أوباما
مع انتهاء ولايته الرئاسية الثانية وتوديعه للبيت الأبيض، هذه جولة مصورة لأهم المواقف والأحداث التي بصمت الفترة الرئاسية لباراك أوباما، والتي تنوعت بين إصلاحات التأمين الصحي والتضامن مع المثليين وإشكالية معتقل غوانتنامو.
صورة من: picture-alliance/dpa/US Navy/Shane T. McCoy
الرقصة "الرئاسية" الأولى
يعتبر اليوم الذي أدى فيه باراك أوباما اليمين الدستورية كالرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة يوما تاريخيا في البلاد. في 20 يناير 2009 وبعد مرور 230 سنة على تأسيسها، شهدت الولايات المتحدة لأول مرة وصول رئيس أسود إلى السلطة. نجمة البوب بيونسي غنت أغنيتها "آت لاست" في حفل الافتتاح في الوقت الذي كان فيه الرئيس الامريكي وزوجته ميشيل يؤديان أول رقصة لهما بمنصب الرئيس والسيدة أولى للولايات المتحدة.
صورة من: Getty Images/W. McNamee
بداية في مناخ أزمة اقتصادية
بدأ أوباما ولايته الأولى وسط واحدة من أشد الأزمات الاقتصادية التي مرت بها البلاد قبل عقود: انهارت فقاعة العقارات في الولايات المتحدة بعد إعلان بنك "ليمان براذرز" إفلاسه لتبدأ حالة ركود اقتصادي في جميع أنحاء العالم. بعد أيام فقط من أدائه لليمين، صادق أوباما على مشروع قانون لتحفيز الاقتصاد فشمل تخفيضات ضرائبية واستثمارات في البنية التحتية بلغت قيمتها 800 مليار دولار.
تأمين صحي لأزيد من 20 مواطن
في مارس 2011 تعهد أوباما بواحد من أهم وعوده الانتخابية فوقع على قانون للرعاية الصحية بأسعار معقولة. هذا القانون الذي يوفر التغظية الصحية لحوالي 20 مليون أمريكي واجه عددا من التحديات القانونية، غير أن خلفه دونالد ترامب يتعهد الآن بإلغاء ذلك القانون الذي يعتبره عبئا على الأمريكيين.
صورة من: Reuters/J. Roberts
جائزة نوبل للسلام وسط الحروب والغارات بدون طيار
بعد مرور أقل من عام على وصوله لمنصب الرئاسة، حصل أوباما على جائزة نوبل للسلام تقديرا ل "جهوده الاستثنائية لتعزيز الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب". وقد أثار ذلك العديد من الانتقادات بسبب منح هذه الجائزة لرئيس دولة تقود حربين وغارات واسعة النطاق عبر استخدام طائرات بدون طيار أدت إلى مقتل مئات المدنيين.
صورة من: picture-alliance/AP Images
مقتل عدو قديم وولادة أعداء جدد
بعد سنوات من مطاردة أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الذي يعتقد أنه المسؤول عن هجمات 11 أيلول 2001 قُتل بن لادن على يد قوات من الجيش الامريكي في باكستان في مايو 2011. أوباما نقل هذا الخبر إلى العالم عبر خطاب تلفزي. ولكن مقتل بن لادن لم يبعد شبح الإرهاب على رئاسة أوباما. في سنة 2014 بدأت الولايات المتحدة حملة ضربات جوية ضد ما يسمى ب تنظيم "الدولة الاسلامية".
صورة من: dapd
علاقات متوترة مع روسيا
بدأ أوباما فترة رئاسته بوعد "إعادة ضبط" العلاقات الامريكية الروسية. ولكن قيام روسيا بضم شبه جزيرة القرم عام 2014، والدعم العسكري الروسي للرئيس السوري بشار الأسد والاتهامات للروس بالوقوف وراء هجمات إلكترونية أثرت على نتائج الانتخابات الأمريكية وصعدت من مواقف التوثر بين القوتين النوويتين.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Ngan
قرارات تنظيم الهجرة
في يونيو 2012 وقع أوباما على قرار تنفيذي يسمح للشباب المهاجرين غير النظاميين الدارسين في الولايات المتحدة أو الذين خدموا في الجيش بالبقاء في البلاد. وبعد مرور أربع سنوات على ذلك، جمدت المحكمة العليا ذلك القرار. أوباما اضطر أكثر من مرة إلى اتخاذ قرارات تنفيذية مماثلة لتمرير أجندة سياسية لكنه وجد مقاومة من طرف الجمهوريين المتزعمين للكونغرس.
صورة من: Getty Images
فترة رئاسة ثانية
في نوفمبر 2012 احتفل أوباما بفوز انتخابي جديد، رغم أنه فاز بفارق أقل من ذلك الذي فاز به على جون ماكين عام 2008. في خطابه الافتتاحي الثاني، وضع أهدافا لإدراته شملت تعزيز حقوق المثليين، حماية البيئة، إصلاح مجال الهجرة ومراقبة امتلاك السلاح في البلاد.
صورة من: Reuters
البيت الأبيض بأطياف قوس قزح
أوباما هو أول رئيس أمريكي يؤيد زواج المثليين. بينما كان أوباما يفضل في السابق الزواج المدني، تحدث لأول مرة لصالح زواج المثليين خلال حملته الانتخابية في 2012. عندما قضت المحكمة العليا بقانونية زواج المثليين في يونيو 2015 تمت إضاءت البيت الأبيض بألون قوس قزح تضامنا مع حركة المثليين.
صورة من: Reuters/G. Cameron
مرحبا في كوبا
أعاد أوباما إحياء العلاقات بين بلاده والجارة كوبا التي تمت محاصرتها لسنوات طويلة. عندما قام أوباما بزيارة الجزيرة في مارس 2016، فقد كان أول رئيس أمريكي يضع قدمه هناك منذ 88 سنة. في أواخر 2014، أعلن أوباما والرئيس الكوبي راؤول كاسترو أنهما سيعيدان تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. أوباما رفع قيود السفر وأعاد فتح السفارة الأمريكية في هافانا.
صورة من: picture-alliance/dpa/CTK Photo
أول سيدة من أصل لاتيني في المحكمة العليا
عين اوباما سيدتين للعمل بالمحكمة العليا. إيلينا كاغان وصونيا سوتومايور. الأخيرة (تظهر في الصورة) أول أمريكية من أصل لاتيني يتم تنصيبها على رأس أعلى محكمة في البلاد. وبذلك ارتفع عدد القاضيات النساء إلى رقم قياسي بلغ ثلاثا من أصل تسعة.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Loeb
إشكالية العنصرية
في أحيان كثيرة كان يُنظر لانتخاب أوباما كرئيس للولايات المتحدة على أنه بداية لأمريكا لعهد "ما بعد العنصرية" ولكن تردد أوباما بداية في معالجة التوتر العنصري سبب شعور خيبة أمل لدى الكثيرين. في مارس 2015، ألقى أوباما خطابا في سليما بولاية ألاباما خلد فيه التقدم الذي تم إحرازه هناك منذ 50 سنة عندما قامت الشرطة بضرب محتجين سلميين، ولكن أيضا للاعتراف بأن المسيرة من أجل المساواة في الحقوق لم تنته بعد.
صورة من: Reuters/J. Ernst
خارج إطار الشرعية - معتقل غوانتنامو
بالرغم من صدور قرار تنفيذي وقعه في اليوم الثاني له كرئيس، لم يستطع أوباما الاتزام بوعده بإغلاق السجن العسكري الأمريكي الموجود في خليج غوانتنامو في كوبا المعروف بكونه مكانا للاعتقال والتعذيب دون محاكمات لأزيد من عقد. وسبق أن صرح أوباما أن بقاء هذا المعتقل مفتوحا يتنافى مع قيم الولايات المتحدة. في الأيام الأخيرة من رئاسته تم إطلاق سراح عدد جديد من المعتقلين هناك ولكن مايزال هناك العشرات.
صورة من: picture-alliance/dpa/US Navy/Shane T. McCoy
13 صورة1 | 13
وقال أمام نحو عشرين ألف شخص تجمعوا في هذه المدينة بولاية إيلينوي (شمال) والتي تعرف فيها على زوجته وولدت فيها ابنتاه "علينا جميعا، إلى أي حزب انتمينا، التمسك بإعادة بناء مؤسساتنا الديمقراطية"، مشددا على قدرة الأميركيين العاديين على التغيير".
وأدلى أوباما بتلك التصريحات دون انتقاد مباشر لخطابة ترامب أثناء الحملة الانتخابية، وطالب بدلا من ذلك بانخراط مدني أكبر من جانب المواطنين.
في المقابل، سيشارك ترامب صباح اليوم الأربعاء في مؤتمر صحفي في نيويورك للمرة الأولى منذ انتخابه في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر.
ولم يتمكن أوباما من حبس دمعة انحدرت على خده عندما التفت لشكر زوجته ميشيل وابنتيه ماليا وساشا على التضحيات التي تعين عليهن القيام بها بسبب توليه الرئاسة.
وأشاد مطولا بابنتيه ولوحظ غياب ساشا الأصغر سنا (15 عاما) والتي برر البيت الأبيض لاحقا عدم حضورها بأنها ستخضع لامتحان مدرسي في صباح اليوم التالي.
وقال أوباما "من بين كل ما حققته في حياتي، أعظم فخر لي هو أنني والدكما".