"أوباما مرشح التغيير وفوزه لم يقض بعد على حظوظ هيلاري كلينتون"
٤ يناير ٢٠٠٨أسفرت النتائج النهائية للانتخابات التمهيدية التي جرت في ولاية أيوا الأمريكية عن تقدم باراك أوباما على هيلاري كلينتون التي حلت في المرتبة الثالثة بعد جون ادواردز، وثلاثتهم من الجزب الديمقراطي. فقد حصل أوباما على 37.6 في المائة من الأصوات مقابل 29.75في المائة لادواردز، بينما حصلت هيلاري كلينتون على 29.49 في المائة فقط.
أوباما الذي خرج فائزا من انتخابات أيوا وعد بإحداث تغيير في أمريكا إذا فاز في مسعاه التاريخي لأن يصبح أول رئيس أسود للولايات المتحدة. وقال أوباما وسط حشد من أنصاره المبتهجين بعد إعلان فوزه: "هم قالوا إن أنظارنا متجهة صوب أهداف عالية جدا. هم قالوا إن هذا البلد منقسم جدا ومحبط جدا بحيث لا يمكن أن يتحد أبدا، لكن في هذه الليلة من يناير وفي هذه اللحظات الحاسمة في التاريخ أنتم فعلتم ما شكك الآخرون بقدرتكم على القيام به".
ومن جهتها وعدت هيلاري كلينتون بمواصلة جهودها بعد فوز خصمها أوباما وعبرت عن تفاؤلها وثقتها في الانتخابات التمهيدية التي ستجري في نيوهامبشر الثلاثاء المقبل.
"أوباما مرشح التغيير والشباب"
وفي مقابلة مع موقعنا أعتبر الخبير الألماني في العلاقات ألأوروبية ـ الأمريكية جوزيف برامل، أوباما "مرشح التغيير"، مشيرا بأنه استطاع خلال هذه الانتخابات التمهيدية أن يحوز على أصوات قطاع كبير من الشباب، يشارك للمرة الأولى في الانتخابات.
وتابع برامل، الخبير في المؤسسة الألمانية للعلوم والسياسة، قائلا إن هذه الانتخابات التمهيدية تحظى بأهمية كبيرة، وإن كان لا يجب المبالغة في تلك الأهمية، مؤكدا بأن عديدا من المرشحين ممن لم يضربوا حسابا لمثل هذه الانتخابات، خسروا رهان الرئاسة الأمريكية في نهاية المطاف.
أما فيما يتعلق بهيلاري كلينتون، فيعتقد خبير الشؤون الأمريكية بأن فوز أوباما لم يقض البتة على حظوظها، لكن يتوجب عليها أن تنتصر في الانتخابات المقبلة.
منهج "السياسة الواقعية" لن يتغير
أوباما، والذي يؤخذ عليه نقص تجربته السياسية، بدا أبعد نظرا من محنكي السياسة الأمريكية، حين اختار التغريد خارج السرب ورفض وأدان الحرب حرب العراق، بل وما برح يطالب بانسحاب الجيش الأمريكي من هذا البلد، كل ذلك حدث في وقت مبكر، وهو ما لم تفعله هيلاري كلينتون، وفقا لبرامل.
ومن شأن الأزمة العراقية، إذا ما استمر الوضع الحالي خلال الشهور المقبلة، أن تخدم مساعي أوباما وتتحول إلى حجر عثرة أمام هيلاري كلينتون، حسب تعبير برامل. وأخيرا، يرى الخبير الألماني بأن نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية النهائية لن تؤثر كثيرا على السياسة الأمريكية، وأن حجم التأثير لن يتجاوز التفاصيل.
فقد يقدم الرئيس المقبل مثلا على إغلاق معتقل غوانتانامو السيئ الصيت وعلى القيام بتصحيحات صغيرة فيما يخص السياسة البيئة أو العلاقات التجارية مع الخارج، لكن ما يصطلح عليه "السياسة الواقعية"، لن تتغير كثيرا، لأن الكونغرس الأمريكي يلعب دورا كبيرا في تسيير دفة الحكم، كما يقول برامل.